مع سعي التنظيم للسيطرة علي سرت.."داعش" يثبت أقدامه في ليبيا

الإثنين 04/سبتمبر/2017 - 07:32 م
طباعة مع سعي التنظيم للسيطرة
 
عاد تنظيم "داعش" الاهاربي مجدد الظهور مدينة سرت الليبية، بعد طرده منها في ديسمبر 2016، من قبل قوات "البنيان المرصوص" المقربة من جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا وحكومة الوفقا الوطني برئاسة فايز السراج،مستغلا في ذلك حالة الانقسام التي تعاني منها البلاد.

عودة "داعش"

عودة داعش
والاسبوع الماضي نشر تنظيم"داعش" مقطع فيديو يظهر فيه استعادة نشاطه ببعض المناطق الصحراوية عبر انتشار دوريات لعدد من عناصره في منطقة أبوقرين (شمال غرب/ على الطريق بين مدينتي مصراتة وسرت)، ومحافظة الجفرة وسط ليبيا، وحوالي أسبوعين، عن تبنيه عملية ذبح جنود ليبيين.
وقال مسؤولون ليبيون إن التنظيم أصبح أكثر جرأة في الأسابيع القليلة الماضية فأقام نقاط تفتيش مؤقتة وهاجم قوات محلية واستولى على مساجد القرى.
وأثار هذا النشاط المتزايد القلق من احتمال أن يعيد داعش تنظيم صفوفه حول سرت حيث أجبرته قوات محلية وحملة قصف جوي أمريكية على الانسحاب منها في ديسمبر2016.
وتعتبر الطريق بين الجفرة وبوقرين، الذي اتخذه التنظيم مركزا جديدا له، أحد أهم وأبرز الطرق البرية في ليبيا، حيث تؤمن الربط بين سرت شمال البلاد، والشرق بشكل عام، والجنوبي الغربي الليبي وصولا إلى الحدود مع الجزائركما أعلن التنظيم في الفيديو عن اختطاف مواطنين ليبيين هما "الصغير مصباح الماجري" نائب رئيس مفوضية الانتخابات، و"محمد أبوبكر" أحد قادة حرس المنشآت النفطية بفرع أوباري، والذي أظهرت صوره المعروضة في الفيديو أنه تعرض للضرب والتعذيب.
وفي هذا الصدد قال المتحدث باسم قوات البنيان المرصوص سابقا محمد الغصري إنه تم رصد تحركات لعناصر تنظيم الدولة الإرهابي “داعش” جنوب مدينة سرت.
وأشار الغصري بحسب روسيا اليوم إلى أن قوات كبيرة من تنظيم داعش تمكنت من ترتيب صفوفها، وهي بصدد الزحف من الجنوب والشرق، باتجاه مدينة سرت محذرًا من هجوم “كبير ووشيك” من تنظيم داعش الإرهابي، حيث عززت القوات من تواجدها في المدنية التي تشهد استنفارا أمنيا وعسكريا تحسبا للهجوم.
ورجح المتحدث باسم قوات البنيان المرصوص إعادة تنظيم صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي والتهديد بشن هجمات على مدينة مصراتة، مؤكدا أنه تم رصد الدواعش يحاولون لملمة أنفسهم واختراق قوات البنيان المرصوص من الجهة الجنوبية.
وأكد الغصري بحسب رويترز أنهم على استعداد لدحر هذه المجموعات والقضاء عليها كما تم في مدينة سرت وتحريرهان مشيرًا إلى أن قوات مصراتة تفتقر للدعم من المجتمع الدولي منذ هزيمة تنظيم داعش العام الماضي.
وبعد هزيمته في معقله الرئيسي في سرت (450 كلم شرق طرابلس)، في ديسمبر 2016، حاول التنظيم تجميع عناصره في وديان تقع جنوب غرب سرت، وقريبة من بلدة بني وليد (180 كلم جنوب شرق)، لكنه تعرض لقصف جوي أميركي أفقده العشرات من عناصره.
وفي الخامس من مايو 2016، أطلقت حكومة الوفاق عملية عسكرية تحت اسم "البنيان المرصوص" لاستعادة سرت التي كان يتمركز فيها مسلحو التنظيم منذ 2015، مستغلين حالة الفوضى الأمنية والسياسية التي تعانيها البلاد منذ سنوات.
وتمكنت قوات البنيان المرصوص، التي يتحدر معظم عناصرها من مصراتة من طرد التنظيم قبيل انقضاء 2016، من جميع المناطق التي سيطر عليها التنظيم في سرت ومحيطها على امتداد 250 كلم من خليج سرت.
ومع حلول سبتمبر 2016، تمكنت تلك القوات من استعادة معظم مناطق وأحياء سرت بينما انحصر تواجد المسلحين في "حي الجيزة البحرية"، وهو رقعة صغيرة من الأرض قرب واجهة سرت على البحر المتوسط، قبل أن يتم الإعلان رسميا، عن طرد التنظيم الإرهابي منه.
كما تم طرد التنظيم من عدة مدن ليبية في الفترة ما بين 2015-2017، بكل من درنة وبنغازي (ألف كلم شرق طرابلس).
وتم قتل معظم عناصر التنظيم في القتال الذي استمر حوالي سبعة شهور لكن عددا غير معلوم فر إلى الصحراء.
وتقع سرت وسط ساحل ليبيا المطل على البحر المتوسط عند الخط الفاصل بين مناطق تسيطر عليها فصائل ليبية متناحرة.

لماذا سرت؟

لماذا سرت؟
ويبدو أن تنظيم "داعش" مصر على العودة الى سرت ويعود اهتمامه بها نظرا لما تكتسيه من أهمية استراتيجية كبيرة بحكم موقعها الجغرافي على خريطة ليبيا، فهي تعتبر حلقة الوصل بين شرق ليبيا وغربها وتقع بمحاذاة ما يعرف بالهلال النفطي، وتشكل السيطرة عليها غاية أساسية للتنظيم الذي يسعى لمصادر تمويل جديدة نظرا لخسائره المتوالية وتراجع مصادر تمويله في كبرى معاقله في كل من العراق وسوريا.
وقال الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، أحمد المسماري، أن تنظيم "داعش" يحاول دخول المناطق الساحلية بين الحين الآخر بمجموعات صغيرة انطلاقا من المناطق الصحراوية التي يستقرون بها حاليا، وقاموا بخطف بعض المدنيين من سكان المنطقة "واستطلاعنا يراقب ويتابع تحركاتهم".
وعموما تمثل ليبيا مرتكزا أساسيا من حيث التواجد العسكري والإمكانات والانتشار والنفوذ، وبرغم انحسارات متوالية وشد وجذب في مناطق هذا النفوذ مع أطراف أخرى، فإن قيادة التنظيم تولي اهتماما كبيرا للعمل في ليبيا، خاصة مع انحسار المشروع الداعشي في سوريا والعراق.

الجيش الليبي في مواجهة "داعش"

الجيش الليبي في مواجهة
قالت «قوات شرق ليبيا» إنها نفذت ضربات جوية ضد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، بعدما توغل المتشددون إلى الجنوب والشرق من مدينة سرت معقلهم الساحلي السابق.
وقال «الجيش الوطني الليبي» بقيادة حفتر وقوات من مدينة مصراتة الساحلية التي قادت الحملة في سرت في العام الماضي، إنهم ينفذون دوريات لمراقبة تحركات «داعش» في المنطقة.
وكان «الجيش الوطني الليبي» و«كتائب مصراتة» على طرفي النقيض في صراع اندلع بعد الانتفاضة التي دعمها «حلف شمال الأطلسي» وأطاحت بمعمر القذافي العام 2011.

شارك