مساعي لدعم الوساطة الكويتية.. هل تنجح فرنسا في حل الأزمة القطرية؟

الثلاثاء 05/سبتمبر/2017 - 03:12 م
طباعة مساعي لدعم الوساطة
 
لا زالت الأزمة القطرية مع الرباعي العربي، مستمرة بين تعنت الدوحة في تلبية المطالب واصرار الدول الأربع علي تنفيذها بالكامل، إلا أن الجميع يعي أن استمرار الأزمة سيؤدي حتما إلي تصعيد جديد ودخول الدوحة في نفق مظلم.

مساعي لدعم الوساطة
وتعتبر الأزمة الراهنة هي أسوأ أزمة دبلوماسية في منطقة الخليج منذ سنوات، حيث قطعت المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في 5 يونيو الماضي، متهمة اياها بدعم الإرهاب والتقرّب من إيران.
وقدمت الدول الأربع  قائمة للدوحة بمطالبهم لعودة العلاقات، والتي كان على رأسها "وقف دعم وتمويل الإرهاب" وإغلاق قنوات "الجزيرة".
واتخذت الدول الأربع اجراءات بحق قطر بهدف الضغط عليها سياسيا واقتصاديا، بينها منع الطائرات القطرية من الهبوط في مطاراتها.
من جانبه أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني خلال اجتماع مع نظيره الفرنسي جان ايف لودريان في الدوحة أول أمس الأحد أن الدوحة تسعى لزيادة تعاونها الاقتصادي مع باريس "خلال الفترة المقبلة".
ويأتي الاجتماع بينما تبحث قطر عن تعزيز شراكاتها الاقتصادية والتجارية لتعويض الفجوة التي أحدثتها المقاطعة العربية.
وبحسب ما نقل موقع وزارة الخارجية، أعرب الوزير القطري، عن "ارتياح دولة قطر للتنسيق الأمني مع السلطات الفرنسية في مجال تبادل المعلومات الأمنية والزيارات المتبادلة للمسؤولين في كلا البلدين.
وجاءت زيارة لودريان إلى الدوحة بعد أيام من زيارة مماثلة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعربت خلالها الدوحة أيضا عن رغبتها بتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية مع موسكو.
وتقيم باريس علاقات تجارية جيدة مع كل الدول المعنية بالأزمة وقد باعت في 2015 مقاتلات "رافال" لقطر.
وقال بيان الوزارة القطرية إن اجتماع الوزيرين القطري والفرنسي بحث "العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتعزيزها ومستجدات الأزمة الخليجية، وجهود الوساطة الكويتية، بالإضافة إلى التطورات على الساحة الإقليمية، لاسيما في ليبيا وسوريا".
وجدد الشيخ محمد بن عبدالرحمن خلال اللقاء دعم قطر للوساطة الكويتية، مؤكدا "ضرورة الحوار بين كافة الأطراف لحل الأزمة الخليجية".
كان وزير الخارجية القطري قال في تصريح سابق له إن "الرباعية العربية" تتجاهل اقتراح الكويت بتنسيق قمة مشتركة بمشاركة قطر لحل الأزمة.
ومنذ بدء الأزمة في 5 يونيو الماضي تلعب الكويت دور الوساطة لحل الأزمة العالقة بين الدول الأربع وقطر، والتي تعد أسوأ أزمة دبلوماسية تعصف بمنطقة الخليج منذ سنوات.

مساعي لدعم الوساطة
وأكد الوزير القطري أن الدوحة تأمل في إعادة الحوار بين دول الأزمة، مضيفًا اليوم الأربعاء خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، أنه بخصوص المبادرة الكويتية التي أطلقها أمير دولة الكويت الشيخ صباح السالم الصباح لجميع دول مجلس التعاون الخليجي والتي تدعو إلى الحوار المباشر دون شروط مسبقة، فإن قطر هي البلد الوحيد الذي رد على هذه الرسائل.
وأشار الوزير القطري إلى أن "دول الحصار" لم تستجب لهذه الرسالة، وأنها تتجاهل جهود الوساطة الكويتية وجهود جميع الدول الصديقة الأخرى، لا سيما بعد زيارة المبعوث الأمريكي الخاص، والذي وضع عددا من المقترحات، لكنها أيضا لم تلق أي جواب، على حد تعبيره.
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن دبلوماسيون خليجيون أكدوا أن الدول المقاطعة لقطر ذاهبة إلى أقصى الخيارات لوقف العبث القطري بأمن ومستقبل دول الخليج، وأن خيارات جديدة قد يتم انتهاجها دفاعا عن الحصن الخليجي الكبير، وأن رد دول الخليج سيكون مفاجئا وحازما لدرء أي خطر يراد منه زعزعة وحدة دول الخليج وتهديد أمن واستقرار شعوب المنطقة.
واعتبر مراقبون أن الدول المقاطعة لقطر سلكت نهجا دقيقا يهدف إلى حماية المجلس من أي ضرر يصيب كينونته بسبب الخلاف مع قطر، وأن عدم دفع مؤسسات المجلس للانخراط في أتون النزاع مع قطر يروم تجنيب المجلس سجالات تهدد سياقه كناظم لعملية التكامل السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني لدول الخليج.
وتعتبر الأزمة العالقة هي أسوأ الأزمات التي شهدتها الدول العربية منذ فترة، ومنذ اندلاع الأزمة والتراشق بين الدول بالبيانات مستمر وبالأخص من ناحية قطر والتي تتعمد في إصدار بيانات تعنت في حل الأزمة العالقة منذ ثلاثة أشهر.
وفي ظل استمرار الأزمة بين التمسك الخليجي بالمطالب، والتعنت القطري، سيؤدي إلي تصعيد جديد ودخول الدوحة في نفق مظلم قد ما لم تستجب للمطالب الخليجية.

شارك