مع ذكري 11 سبتمبر.. ترامب يبقي أبواب جوانتانامو مفتوحة

الأربعاء 06/سبتمبر/2017 - 04:37 م
طباعة مع ذكري 11 سبتمبر..
 
مع اقتراب تخليد الذكرى السنوية الـ16 على مرور أحداث هجمات 11 سبتمبر الإرهابية التي طالت برجي التجارة العالمية بنيويورك الأمريكية، يتجدد الحديث عن سجن "جوانتنامو" الأمريكي المقام على الأرض الكوبيّة، يبقى مصير أربعين معتقلا آخر عالقاً بجوانتنامو غامضا، خاصة مع اعتزام ترامب إعادة العمل بالسجون السرية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية خارج حدود الولايات المتحدة، فضلاً عن سحب القرارات التي وقعها سلفه باراك أوباما القاضية بضرورة إغلاق جوانتنامو، مقابل الإفراج التام عن السجناء أو نقلهم إلى سجون في دول أخرى تقبل استقبالهم.

آخر سجناء جوانتنامو

آخر سجناء جوانتنامو
وافتحت  الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، معتقل جوانتانامو، في يناير عام 2002 ليؤوي السجناء الأجانب الإرهابيين المشتبه بهم في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 وغزو أفغانستان بقيادة الولايات المتحدة. وضم المعتقل نحو 779 سجينا منذ افتتاحه.
كل السجناء الأفغان والسعوديون واليمنيون نسبة تزيد على 60 في المئة من عدد السجناء، على الرغم من وجود نسبة أخرى تمثل نحو 50 جنسية مختلفة.
شكل السجناء الأفغان والسعوديون واليمنيون نسبة تزيد على 60 في المئة من عدد السجناء، على الرغم من وجود نسبة أخرى تمثل نحو 50 جنسية مختلفة.
وأطلق سراح الغالبية العظمى من السجناء البالغ عددهم 779 سجينا في ظل قيادة الإدارة الأمريكية السابقة لجورج دبليو بوش، في حين توفي تسعة سجناء داخل المعتقل.
وبحسب تقرير للبنتاجون، فإن تكلفة الإنفاق على سجين واحد في جوانتانامو تبلغ أكثر من 7.5 ملايين دولار سنويا مقابل تكلفة تصل إلى 78 ألف دولار للنزيل الواحد في السجون الفدرالية ذات الحماية الأمنية المشددة، في حين تبلغ تكلفة إدارة جوانتانامو 445 مليون دولار سنويًّا.
لكن لم يطرأ تغير يذكر على القوة البالغ قوامها 1100 عسكري المكلفة بتأمين أماكن الحجز المتعددة في جوانتانامو والتي تتراوح بين مجمعات لحسني السير والسلوك وبين الحجز الانفرادي لمن يعتبرون الأكثر خطرا. وهذا يعني أن هناك حوالي 14 حارسا لكل سجين في الوقت الحالي.  وفي الأمر الواقع، يحتجز المعتقلون في جوانتانامو من دون محاكمة وهم في فراغ قانوني، وكان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وقع في 22 يناير2017 ، فور تسلمه منصب رئاسة الدولة تقريبا، على مرسوم بشأن إغلاق السجن الخاص خلال عام واحد، لكنه واجه معارضة من الكونجرس.
وكان أوباما أعطى أوامر بالإفراج عن نحو 200 معتقل من غوانتانامو خلال فترة حكمه، من الذين وجد أنهم لا يشكلون تهديدا، وبقي نحو 40 سجينا قابعين في المعتقل.
والمعروف أن أكثر من 80 في المائة من سجناء جوانتانامو لم تثبت ضدهم تهم بينة بارتكاب أعمال إرهابية. ولا يوجد دليل قاطع على ارتكابهم أعمالا إجرامية شديدة الخطورة، معظم هؤلاء السجناء أبرياء، وقد تأكدت الحكومة الأمريكية من براءتهم، لكن ظروف دولهم المضطربة أمنيا جعل من الصعب لهؤلاء السجناء مغادرة المعتقل لأوطانهم.

ترامب مع بقاء جوانتانامو

ترامب مع بقاء جوانتانامو
وكان ترامب قد طالب، عشية انتخابه رئيسا أمريكيا، بوقف إطلاق سراح معتقلي سجن جوانتنامو، واصفاً إياهم بـ"شديدي الخطورة"، في وقت عمل فيه سلفه بارك أوباما على تقليص عدد نزلاء السجن إلى 59، بعد أن بلغ في أعلى مستوياته في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش 780 معتقلاً.
ويسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تطوير منشآت معتقل جوانتانامو سيء الصيت، وذلك بعد موافقة الكونجرس على منحه الميزانية المطلوبة لذلك.
وكان ترامب طلب من الكونجرس منح وزارة الدفاع، البنتاجون ملياري دولار من أجل تمويل "مرن" لاستخدامه ضد تنظيم "داعش" على مدى الأشهر الستة القادمة في وقت تبحث فيه إدارته تغييرات على الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم.
ويسعى ترامب أيضا إلى تطوير المنشآت التي لم تتلق تمويلا كافيا منذ فترة طويلة في معتقل جوانتانامو، الذي حاول سلفه باراك أوباما إغلاقه خلال فترة حكمه.
وقال جون روث، القائم بأعمال المراقب المالي للبنتاغون في مؤتمر صحفي: "لا يبدو أننا سنغلقه (جوانتانامو) قريبا".
وقالت وزارة الدفاع "البنتاجون"، إن "الطلب يشمل خططا لتعزيز التمويل الأمريكي للحرب ضد (داعش)، ولتوفير عتاد مثل قنابل متطورة ودفاعات ضد طائرات بدون طيار يشغلها المتشددون بما يرفع الإنفاق الإجمالي على الحملة لأعلى مستوياته على الإطلاق".
وأعلن ترامب خلال حملته الانتخابية إنه لا يريد الاحتفاظ بمعتقل جوانتانامو مفتوحا فحسب، بل بملئه "ببعض الأشرار".
يذكر أن مقربين من ترامب أعلنوا مرارا أن الرئيس الأمريكي يعتبر معتقل غوانتانامو أداة هامة للغاية  لمكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى أنه مصدر مهم للغاية للمعلومات الاستخباراتية.

سجناء إلى الأبد

سجناء إلى الأبد
ويصر معتقل جوانتانامو على انه مكان احتجاز مؤقت حيث يشرب الزوار مياه مستوردة وينامون في خيام مشتركة فيما يسمى الحراس قوة “تدخل سريع″.
ووفقا لمشروع المرسوم، سيطلب ترامب من وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، ايقاف “اي جهود نقل قائمة” بانتظار مراجعات اضافية من الامن القومي، مما يعني ان المعتقلين الخمسة الذين صدر تصريح بنقلهم قبل ان يتعذر توفير رحلات لهم في اللحظات الاخيرة قبل تسلم ترامب الحكم، قد يبقون عالقين في السجن لاعوام قادمة.
وهناك ايضا 26 معتقلا آخرين وصفوا بانهم “سجناء الى الابد” لم يتهموا باي جريمة محددة لكن لا يمكن الافراج عنهم لخطورتهم.
اما العشرة البقية، وبينهم المشتبه بتخطيطهم لهجمات 11 سبتمبر 2001 فيخضعون لمحاكمة عسكرية بطيئة في غوانتانامو.
ومثل المعتقلون الخمسة اما المحكمة هذا الاسبوع حيث علقت الجلسة مجددا، هذه المرة لان المحامية الرئيسية لخالد الشيخ محمد، العقل المدبر المفترض للاعتداءات، كسرت يدها ولم تتمكن من السفر إلى القاعدة البحرية على الجهة الشرقية لجزيرة جوانتانامو في كوبا.

شارك