احتفالات عيد الغدير.. الحوثيون يدشنون الجمهورية الشيعية في اليمن

السبت 09/سبتمبر/2017 - 09:33 م
طباعة احتفالات عيد الغدير..
 
اصبح "عيد الغدير" وجها للصراع في اليمن، مع الاحتفالات التي اقامتها جماعة انصار الله "الحوثيين" في صنعاء وعدة مدن يمنية، فيما وصفها سياسيون يمنيون بانها تدشين لدولة الشيعة في اليمن، وتكرار لنموذج ولاية الفقيه في البلاد.

عيد الغدير

عيد الغدير
ظهرت العاصمة اليمنية صنعاء بمرجعية إيرانية، واكتست شوارعها بالآلاف من اللافتات والشعارات إيذاناً بموعد “عيد الغدير” الذي كان إحياؤه بشكل علني محظوراً قبل الانقلاب الحوثي على الدولة.
وذكر تقرير بعنوان "فعاليات احتفالية بذكرى يوم الولاية في عدد من المحافظات" لـموقع "المسيرة نت" الذراع الإعلامية لجماعة الحوثيين، أن عددا من المحافظات، أحيت، أمس الجمعة، ذكرى يوم الولاية "عيد الغدير" بالعديد من الفعاليات الشعبية التي تعكس عمق ثقافة الولاية للإمام على عليه السلام في نفوس اليمنيين.
وبحسب الروايات الشيعية أن الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم "، حين كان عائدا من حجة الوداع في عام 11 ه وفي منطقة "غدير خم"، وقال قولته الشهيرة "من كنت من مولاه فهذا علي مولاه"، وأمر المسلمين بإتباع علي بن أبي طالب من بعده على انه خليفة المسلمين، ومن وقتها والشيعة يستدلون بتلك الخطبة على أحقية علي بالخلافة والإمامة بعد وفاة النبي محمد.
وأحيت مديريات صنعاء الأمانة والمحافظة فعاليات مركزية على مستوى كل المديريات بمناسبة ذكرى يوم الولاية تنوعت فيها الفقرات الثقافية والشعرية والإنشادية المعبرة عن فرحة اليمنيين بهذا اليوم وتجسيدهم للارتباط الوثيق بولاية من أمر الله بتوليهم وإتّباعهم ومناصرتهم.
كما أحيا عدد من جرحى الجيش واللجان الشعبية في العاصمة صنعاء فعالية احتفالية بمناسبة عيد الغدير يوم ولاية الإمام علي عليه السلام.
وتركّزت برامج الفعالية التي نظمها الجرحى وحضرها العشرات منهم على مضامين الأمر الإلهي في يوم ولاية الإمام علي ومدلولات خطبة الرسول الأكرم أمام آلاف المسلمين.
وكثفت الجماعة أخيرا من الدورات التنظيمية والفكرية والدينية لعناصرها ومقاتليها تحت شعار «الولاية» الذي عده زعيمهم في خطاب سابق «حق إلهي» في الحكم على غرار «ولاية الفقيه» في إيران.
واعتلت اللافتات واللوحات الإعلانية والشعارات الداعية للاحتفال بيوم الولاية وموعد الغدير شوارع صنعاء بصورة عبثية وباذخة في وقت تنهب فيه الميليشيات رواتب موظفي الدولة منذ عام كامل.
وفي الفعاليةِ ذاتها حضرَ أربعةٌ وعشرونَ عريساً عقدوا قرانهم بمهورٍ ميسرةٍ اقرها مرسومٌ قبليٌ بالمديريةِ تخفيفاً لآثارِ تضييقِ العدوانِ والحصار وامتثالاً لأوامرِ الله ومنهجيةِ كتابهِ العزيز.
وشهدت عزلة المجاملة التّابعة لمديرية بيت الفقيه في محافظة الحديدة لقاءً قبلياً في ذكرى يوم الغدير، أكد المجتمعون على الاقتداء والسير على نهج الإمام علي عليه السلام مؤكدين في نفس الوقت على مقارعتهم لقوى الضّلال والاستبداد والطغيان.
وكان الحوثيون يحتفلون بذكرى الغدير منذ عدة سنوات، وكانت الاحتفالات قبل ثورة اليمن الشبابية تتم خارج صنعاء في صعده في مناطق بعيدة عن أنظار السلطة، التي كانت تمنع الاحتفال بهذه المناسبة.
وقد كان   أول من احتفل بعيد الغدير من الشيعة في اليمن بعهد الإمام المتوكل إسماعيل، ولم يتم الاحتفال به من قبل، حتى انتقده ابن أخيه العلامة والمؤرخ يحيى بن الحسين بن القاسم، وابتدعه المتوكل وهو بحبور سنة 1079هـ تقريباً.
ولما قويت شوكة الإمامة وخاصة الجارودية الرافضية التي قمعت اليمنيين واشتد عودها منذ الإمام المتوكل وبعده الإمام المهدي أحمد بن الحسن صارت تقليداً سنوياً سياسياً عندهم منذ ذلك التاريخ ولم يحتفل به أئمتهم من قبل لا الهادي ولا من أتى بعده.
واتخذت وسيلة لجمع الناس حولهم من باب اتخاذه كأيديولوجيا يؤلفون بها العامة ونشر كثير من خرافاتها حينما كانت تقوم الثورات عليهم ورفض الشعب لهم ولولايتهم.
واعتنق بعض الأئمة أيديولوجية الرفض المنبثقة عن الجارودية، وكان منهم الإمام القاسم بن محمد -مؤسس الدولة القاسمية- وابنه المتوكل، وحفيده المهدي بن الحسن، وغيرهم، حتى تطور هذا التيار واشتد عوده.
وبدأ الإمام المتوكل الاحتفال بيوم الغدير كأول إمام قام بالاحتفال به، كما ذكر ذلك ابن أخيه المؤرخ يحيى بن الحسين. 
وكان الإمام المهدي أحمد بن الحسن يظهر شعار يوم الغدير في جميع مدته، فاشتبه حاله ومذهبه، ولعله كان مع هواه وما يوافق صلاح رئاسته ويستعين به.
سبق للأسرة الحوثية أن قامت بتأسيس حركة استفزازية للحكام ومنهم الأئمة، وتطلعهم إلى الحكم، ومما عملوه الإيغال في سب الصحابة رضوان الله عليهم. 
ومن ذلك أن يحيى بن محمد الحوثي، كان يصرخ باللعن وسب الصحابة (في الجامع الكبير بصنعاء). ولما بلغ الأمر الإمام المنصور علي، أمر بنقل الحوثي من الجامع الكبير، فقام بعض أنصار الحوثي برفع أصواتهم باللعن والسب في الجامع الكبير بصنعاء، ومنعوا إقامة صلاة العشاء، وخرجوا من الجامع يصرخون في الشوارع بلعن الأموات والأحياء، ورجموا البيوت، وأفرطوا في ذلك حتى كسروا كثيراً من الطاقات. 
ونتيجة لذلك، قام الإمام المنصور علي بحبس الحوثي والمشاركين معه باللعن والرجم، وتم البحث عن بقية المشاغبين والمباشرين للرجم. 
وكان بينهم من ثبت تلبسهم بالسرقة من بعض البيوت، فضربوا وعزروا بضرب المرافع على ظهور جماعة منهم. وبعد أيام أرسل جماعة منهم مقيدين بالسلاسل إلى حبس جزيرة زيلع، وآخرين إلى حبس (كمران) وكان من بينهم إسماعيل النعمي؛ لتجاوزه الحد في تعصبه.

دولة شيعية:

دولة شيعية:
واستفزت العبارات الطائفية والعنصرية التي احتوتها اللافتات واللوحات مشاعر اليمنيين من قاطني العاصمة الذين يرى عدد منهم أن الحوثيين بالغوا وتجاوزوا حدودهم في نقل المذهبية الشيعية الإيرانية وطقوسها واحتفالاتها لضرب التعايش الاجتماعي والتسامح المعروف بين اليمنيين.
فيما انتقد نبيل الصوفي، القيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح، شعارات مليشيات الحوثي التي أغرقت بها العاصمة صنعاء، لإحياء ما تطلق عليه" عيد الغدير".
وقال الصوفي في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، "شعارهم حول مؤسسات الدولة، من أصغر وزارة إلى دار الرئاسة".
وتساءل القيادي المؤتمري "هل الحوثيين عارفين أن هذا - أي الشعارات - يعني إعلان: الجمهورية الشيعية، والا مش واخذين بالهم؟.
فيما يرى الكاتب اليمني عبد الفتاح البتول أن يوم الغدير انتقل إلى اليمن من إيران الصفوية، وأن احتفال الحوثيين بيوم الغدير إساءة لأهل السنة الذين يشكلون 95% من الأمة الإسلامية.
واعتبر البتول ، في تصريحات صحافية له ، هذه المناسبات، مثل "الغدير" و"عاشوراء" "وكربلاء"، تأكيداً على إصرار المحتفلين بها في إحداث الفتنة بين المسلمين.
وقال علي البخيتي، وهو قيادي حوثي سابق في تصريح صحفية إن تأثير إيران على جماعة الحوثي كبير جداً، وبالأخص من الناحية الثقافية والفكرية، إضافة إلى الشعارات السياسية، فالحركة وقائدها يقومان بتقليد المدرسة الإيرانية في كل شيء، حتى أثناء الخطابة، حيث نلاحظ أن عبدالملك الحوثي يجتهد ليقلد أمين عام حزب الله حسن نصرالله.
وتابع البخيتي، أن “التأثير الإيراني يبدو للوهلة الأولى من شعار الحوثيين، أو ما يسمى عندهم الصرخة، فهي مستنسخة حرفياً من شعارات ثورة الخميني، كما أن ألوان الصرخة عند كتابتها هي نفسها ألوان العلم الإيراني.
ولفت البخيتي إلى أن التأثير الإيراني امتد إلى الضريح الذي بناه الحوثيون لمؤسس الحركة بدرالدين الحوثي، حيث أنه نسخة من أضرحة قُم ومشهد في إيران، وظهر نشازاً في صعدة ولا صلة له بالفن المعماري للأضرحة الزيدية المعروفة منذ قرون طويلة والمطابقة للفن المعماري اليمني.

المشهد اليمني:

فيما يبدو ان جماعة الحوثيين تسير  في الطريق الايراني للنهاية، وتحاول اعادة عجلة الزمن الي الوراء باعادة الحكم الديني الي اليمن عبر بوابة المذهبية، وهو ما يلاقي من رفض من قبل القوي السياسية  اليمنية، ولكن مدي نجاح  الحوثي في خططه للتحويل حكم اليمني الي ديني فإنه يتوقف علي مدي مقاومة الشعب اليمين له.. فهل سنشهد دول دينية مذهبية في اليمن أم أن دولة الحوثي سوف يتم اجهاضها قبل تدشينها؟

شارك