رغم تحرير الموصل من عناصره.. "داعش" يحتفظ بـ"خلايا نائمة" في نينوي

الأحد 10/سبتمبر/2017 - 02:23 م
طباعة رغم تحرير الموصل
 
بعد مرور نحو شهرين علي تحرير الموصل مركز محافظة نينوى (شمال البلاد) وثاني أكبر المدن العراقية، يبدو أن التنظيم الإرهابي "داعش" ما زالت جذوره متشعبة في نواحي المدينة، خاصة بعد صد هجوم للتنظيم الإرهابي علي قرية العذبة بجنوب شرق الموصل.
رغم تحرير الموصل
ورغم إعلان الحكومة العراقية إنهاء وجود تنظيم "داعش" في الموصل، إلا أن التنظيم لا يزال يحتفظ بجيوب وخلايا نائمة في بعض مناطق محافظة نينوي.
وفي 31 أغسطس الماضي أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، عن تحرير كامل محافظة نينوى بعد تحرير ناحية العياضية، آخر مدينة كان يسيطر عليها داعش، منذ يونيو 2014.
وأفاد مصدر عسكري عراقي وفق الوكالة الروسية، أن قوات سنية تمكنت من صد هجوم لتنظيم "داعش" الإرهابي، على قرية تقع جنوب شرق مدينة الموصل شمال.
وقال العقيد أحمد الجبوري، في قيادة عمليات نينوى (تابعة للجيش)، إن "تشكيلات للحشد العشائري (قوات سنية موالية للحكومة) تمكنت من صد هجوم لداعش، على قرية العذبة، ضمن ناحية النمرود، 40 كلم جنوب شرق الموصل، ما أسفر عن إصابة 3 من الحشد، ومقتل أحد عناصر داعش"، موضحًا أن تتعرض وحدات الحشد لهجمات وإطلاق نار في قرية العذبة بين فترة وأخرى من قبل عناصر من التنظيم مازالوا على مقربة من القرية، مضيفًا أن الهجمات يشنها داعش، من قرية كشاف، وهي مهجورة ويسيطر عليها التنظيم، ويفصلها نهر الزاب، عن قرية العذبة.
ونقلت تقارير عن مصادر أمنية أن قوات الجيش صدت هجوما لـ"داعش" في منطقة التمارات غرب الموصل وتمكنت من قتل ستة من المهاجمين.
كما أفادت المصادر نفسها بتمكن قوات الأمن من قتل اثنين من مسلحي التنظيم بالقرب من النمرود جنوب شرقي الموصل، حاولا العبور باتجاه حمام العليل عن طريق نهر دجلة.
من جانب آخر، قال النقيب بالشرطة الاتحادية العراقية سبهان طالب إن قوات الأمن عثرت اليوم جنوبي الموصل على ثلاث جثث لمدنيين مصابة بعيارات نارية وعليها آثار تعذيب، مضيفا أن قوات الأمن عثرت على الجثث الثلاث ملقاة في معسكر الغزلاني (كان معسكرا للجيش قديما وهو مهجور حاليا) جنوبي الموصل، مبينا أن الجثث مصابة بأعيرة نارية في منطقتي الرأس والرقبة وعليها آثار تعذيب.
وذكر طالب أنه "لم يستدل على هوية الضحايا، وجرى تسليمهم إلى الطب العدلي"، مبينا أن الشرطة فتحت تحقيقا بالموضوع للوصول إلى الجناة.
رغم تحرير الموصل
وتنتظر القوات العراقية موافقة العمليات المشتركة والإقليم الكردي، لشن هجوم على قرية كشاف، التي تعد من المناطق المتنازع عليها بين بغداد والإقليم الكردي وتتبع ناحية الكوير، جنوب شرق الموصل، لكن التنظيم عاد وسيطر عليها.
وتعتبر بعض المناطق الحدودية بين الإقليم الكردي ومحافظة نينوى من ضمن المناطق المتنازع عليها بين الإقليم والحكومة المركزية في بغداد، ويسكنها غالباً خليط من الكرد والعرب والتركمان.
الجدير بالذكر أن التنظيم الإرهابي يخطط  لعمليات منفرده تعتمد أسلوب الملاحقات والكر والفر الذي كان يتبعه قبل هجومه في 2014 وسيطرته على ثلث مساحة العراق.
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية، أفادت تقارير أمنية في وقت سابق ، أن هناك حركة متصاعدة لقادة التنظيم ومسلحيه صوب مناطق وعرة يصعب السيطرة عليها شمالي البلاد، ويدور الحديث عن سلسلة جبال حمرين، الواقعة بين محافظات كركوك (شمال) وصلاح الدين وديالى (وسط) وتمتد على خط قرب الحدود السورية وصولا إلى الحدود الإيرانية.
وتحولت جبال حمرين ذات التضاريس الجغرافية الوعرة إلى وجهة رئيسية لمسلحي التنظيم، إذ يجدون ملاذًا آمنًا في تلك المنطقة التي باتوا يطلقون عليها اسم "ولاية الجبل".
ويذهب مسؤولون أمنيون عراقيون إلى تزايد حركة مسلحي "داعش" صوب تلك المناطق الجبلية على نحو ملحوظ خلال الحملة العسكرية لتحرير الموصل التي انتهت الشهر الماضي إثر معارك استمرت 9 أشهر وأخيرًا الحملة العسكرية المتواصلة في قضاء تلعفر شمال غرب.
كانت أعلنت وزارة الدفاع العراقية، استعادة قضاء تلعفر في محافظة نينوى شمالي العراق من أيدي مسلحي التنظيم الأرهابي، بعد أقل من أسبوع من انطلاق حملة عسكرية لتحرير القضاء.
ويتبع التنظيم الإرهابي "داعش" هذه الخطة بعد خسائره المتلاحقة أمام القوات العراقية التي نجحت في دك معاقله بالكامل في الموصل، حيث يبدو أن داعش ليس بالقوة التي كان يمتلكها سابقاً فقد خسر قوته وأسلحته الذي أخذها بعد سقوط الموصل عام 2014 هذه الترسانة الكبيرة التي كان يمتلكها تم القضاء عليها بواسطة القوات المشتركة من الجيش العراقي وقوات البيشمركة وجهاز مكافحة الإرهاب وكل القوات الأمنية التي شاركت في عمليات تحرير المدن".
ويري خبراء أن داعش لن يقاتل مجتمعاً في سلسلة جبال حمرين وستكون عملياته منفردة حتى لايتم القضاء عليه كما حصل في عملية تحرير الموصل وسيلجأ إلى تكتيك واستراتيجية جديدة وهي عمليات البعثرة، و الانفراد، والانتشار حتى لايحاصر كما في عدة مدن سابقة".

شارك