"البلاديم".. تنظيم إرهابي يهودي يهدد الفلسطينيين

الأحد 10/سبتمبر/2017 - 04:23 م
طباعة البلاديم.. تنظيم
 
في كل دين ومعتقد لا يخلوا من  وجود متطرفون، وهو ما كشف عنه سلطات الاحتلال الاسرائيلي عن وجود تنظيم إرهابي يهودي يسمّى "البلاديم"، ينشط داخل مدن الضفة الغربية المحتلة والمستوطنات المحيطة بها، ويحمل معه فكراً متطرّفاً يهدف لقتل الفلسطينيين واستهدافهم.
البلاديم.. تنظيم
تنظيم إرهابي يهودي

جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، كشف مؤخراً عن خلايا جديدة من عصابات "تدفيع الثمن"، التي تضم فتية مستوطنين يطلق عليهم "فتية التلال"، ويشكّلون جيلاً ثانياً أكثر خطورة ضمن ما يعرف بتنظيم "التمرّد".
وكان "الجيل الأول" من هذا التنظيم مسؤولا عن جرائم، بينها إحراق بيت عائلة دوابشة في قرية دوما وقتل ثلاثة من أفرادها، وإحراق كنيسة الخبز والسمك على ضفاف بحيرة طبرية.
 وقالت صحيفة "هآرتس" اليوم الأحد، إن الإعلان عن نشوء هذا الجيل الثاني هو تحذير من "إرهاب يهودي شديد".

من يستهدف التنظيم؟  

ويهاجم أفراد تنظيم "التمرد" الإرهابي، الذي انبثق من حركة "شبيبة التلال" اليمينية المتطرفة والإرهابية، الفلسطينيين والأماكن الدينية غير اليهودية ونشطاء سلام إسرائيليين، وكذلك جنود وضباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي. 
وكانت قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي قد أخلت البؤرة الاستيطانية العشوائية "بلاديم"، وكان الاعتقاد أن النشاط الإرهابي قد تلاشى، لكن عمليات مراقبة يقول الشاباك أنه نفذها أظهرت عودة عناصر "التمرد"، وهم شبان صغار وفتية يهود، إلى التجمع من أجل القيام بأنشطة إرهابية.
التنظيم يستقطب الفئة العمرية ما بين 16-25 عاماً، يضم في عضويته مئات الشبان الإسرائيليين (لم يتسنَّ الحصول على عدد رسمي)، وهؤلاء يقودهم مستوطن يهودي يدعى مئير إتينغر، وهو حفيد الحاخام العنصري المتطرف مئير كهانا.
صحيفة "هآرتس" العبرية اعتبرت الإعلان عن نشوء الجيل الثاني من التنظيم "إرهاباً يهودياً شديداً"، مشيرة إلى أن خطورة التنظيم تكمن في الفكر الإنساني المتطرّف، وما يحمله من أفكار متشدّدة ووسائل تنطوي على أعمال إرهابية تمسّ الفلسطيني والإسرائيلي على حدٍّ سواء.
لكن الصحيفة نقلت عن مصادر وصفتها بالمطلعة على عمل الشاباك ونشاط "شبيبة التلال" قولهم إن وصف هذه المجموعة بأنها "قاعدة" و"تنظيم إرهابي" مبالغ فيه، وأن تنظيم "التمرد" هو مجموعة اجتماعية غير معرفة، وتوجد فيه نواة صلبة وهوامش، بينما أعضاءه، وهم بضع عشرات من الشبان في سن 16 – 25 عاما، لا يتصرفون كتنظيم هرمي أو تنظيم منظم.
وبحسب الشاباك، فإن بحوزته قائمة بأسماء عدة عشرات من النشطاء الجدد في تنظيم "التمرد. 
ومنذ مطلع 2017 أصدر الجيش الإسرائيلي 47 أمرا إداريا ضد عناصر في التنظيم، بينها 28 أمرا ما زالت سارية المفعول حتى الآن. وهناك خمسة نشطاء فقط معتقلين في السجن، في أعقاب خرقهم لأوامر إدارية ضدهم.

البلاديم.. تنظيم
قائد التنظيم

أما عن قادئد التنظيم، يدعى مئير إتينغر و، وهو حفيد الحاخام الفاشي المأفون مئير كهانا،و هو من مواليد 4 أكتوير 1991 بمدينة القدس المحتلة.
وكان إيتنغر البؤر النشطة المنشأة وبدعم من  دانييلا فايس مؤسس حركة من أجل أرض إسرائيل  ولم يخدم ايتنغر في جيش الدفاع الإسرائيلي. وتم التخقيق مع إيتنغر في مارس 2011 من قبل الشرطة الاسرائيلية دون اثبات اي تهمه ضده، وخلال 2011شارك في أنشطة منظمة حركة شباب التلال.
وفي سبتمبر 2011، تلقى أمرا زجريا من يهودا والسامرة وانتقل إلى القدس. بعد شهرين، تلقت إيتنغر أمر تقييدي أسبوعين من سوق محانيه يهودا، بعد التعامل مع الخرائط من الشركات التي لا توظف العرب، مشروع العبرية العمل. 
وفي نهية 2011 ألقي القبض إيتنغر في "قضية التجسس" نظرا لمركز المعلومات تركيز لمراقبة تحركات قوات الجيش الإسرائيلي من أجل منع إخلاء البؤر الاستيطانية ووضع تحت الاقامة الجبرية، لكنه انتهك الإقامة الجبرية ، وأخيرا، أدين في عام 2012، بتهمة "التآمر لجمع معلومات قيمة عسكرية"، وظل في السجن 6 أشهر.
بعد حرق منزل عائلة الكواكن الفلسطيني سعد الدوابشة يوليو 2015، ألقي القبض على إيتنغر. وكان وصفها من قبل جهاز الأمن العام الاسرائيلي "الشباك"  بوصفه مفكرا وشخصية محورية لتنظيم يستهدف المنازل والكنائس الفلسطينية، وكذلك يشتبه بتورطهم في إحراق كنيسة الضرب من يونيو 2015، المزيد من المضايقات من الكنائس والمساجد في الشمال، وفي تخطيط عمليات ضد الفلسطينيين.
ووصف الشاباك إتينغر بأنه "الهدف رقم واحد للدائرة اليهودية" في الشاباك". 
واعتقد الشاباك أنه في أعقاب إخلاء البؤرة الاستيطانية "بلاديم" واعتقال عدد من أفراد التنظيم الإرهابي وإصدار أوامر إبعاد عن الضفة الغربية ضد عناصر في التنظيم أدى إلى تراجع نشاطه.
لكن مصدرا في أجهزة الأمن الإسرائيلية أشار إلى أن نقطة التحول وعودة أفراد التنظيم إلى مزاولة نشاط إرهابي حدثت أثناء إخلاء البؤرة الاستيطانية العشوائية "عمونا"، في فبراير الماضي، وبعد أن تعاملت قوات الأمن الإسرائيلية أثناء الإخلاء بنعومة. "منذئذ تزايدت الهجمات ضد فلسطينيين ونشطاء يساريين وجنود".
البلاديم.. تنظيم
موقف حكومة اسرائيل

وترفض حكومة الإحتلال تصنيف “البلاديم” كمنظمة إرهابية وتواصل التعامل معه باعتباره اتحاد غير مرخص وفقًا لقرارات المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر برئاسة بنيامين نتنياهو قبل عامين، بعد أن تحفظ نتنياهو على اقتراح وزيرة العدل في حكومته آنذاك تسيبي ليفني بوصفه بالتنظيم الإرهابي ودعا لإعلانه كـ”تنظيم غير مسموح به” فقط.
 وعلل رفضه إعلان هذا التنظيم كجماعة إرهابية، لعدم صحة مقارنته وغيره من منظمات الإرهاب اليهودي بحركات فلسطينية، مدعيًا في ذات الوقت أنه في حال إعلان هذا التنظيم وغيره من المنظمات التي تعمل تحت لواء “دفع الثمن” كمنظات إرهابية فسوف يكون ذلك خطأ نحو الأسرة الدولية، حيث سيشوه هذا الإعلان صورة “إسرائيل” أمام العالم، ويزيد الشعور بعدم شرعية الدولة، على حد قوله.
وأشار إلى أن أعضاء تنظيم “تمرد” من الجيل الثاني تتلمذوا على أيدي الجيل الأول الذي كان مسؤولاً عن عدد من الجرائم إلارهابية، والتي كان من بينها إحراق بيت عائلة دوابشة في قرية دوما وقتل ثلاثة من أفرادها وإحراق كنيسة على ضفاف بحيرة طبريا، وهو التنظيم الذي انبثق من حركة “شبيبة التلال” اليهودية المتطرفة التي حظيت بالرعاية والدعم والتشجيع من رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرئيل شارون الذي دعاهم لاحتلال رؤوس الجبال والتلال.
وقال الشاباك إنه في تلك الفترة بدأ نشطاء قدامى بالعودة إلى الميدان، إلى جانب نشطاء جدد انضموا إليهم. وأضاف الجهاز أن النشطاء الجدد لم يتعرفوا على أساليب الشاباك ولديهم حافز على ممارسة نشاط التنظيم "وليس لديهم خوف أو ارتداع مثل النشطاء القدامى".
فيما هاجم وزير الأمن الإسرائيلي السابق، موشي (بوجي) يعلون، عددا من وزراء الحكومة الإسرائيلية وأعضاء كنيست من الائتلاف الحاكم، الذي سبق له وأن كان جزءا منه قبل نحو عام أو أكثر، قبل أن يستقيل عقب خلاف مع نتنياهو.وقال يعلون الذي شغل في الماضي منصب قائد هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أيضاً: "حين جاء الجنود لإجلاء بيوت المستوطنين واستقبلهم المستوطنون بإلقاء الحجارة، وقف هناك وزير المعارف (نفتالي بنيت- المحرر) وكل ما كان له ان يقوله هو كيل التهم للمحكمة العليا".وأضاف يعلون في مقطع فيديو "ولذلك علينا ألا نستغرب بعد ذلك عندما يقتلع المستوطنون شجر الزيتون للعرب، أو حين يحرقون المساجد أو الكنائس، أو حتى يحرقون عائلة في قرية دوما، وهي العائلة الملطّخة أيدينا بدمائهم، كما هي ملطخة كذلك بدماء عائلة هينكن".وقتل 3 أفراد من عائلة دوابشة الفلسطينية (والد وزوجته وابنهما الرضيع) حرقا في قرية دوما قرب نابلس على أيدي مستوطنين، وبعد ذلك بأيام قتلت خلية لحماس مستوطنا وزوجته من عائلة هنكين قرب نابلس أيضا.
البلاديم.. تنظيم
يذكر أن جرائم المتطرفين الصهاينة كثيرة و قديمة فعلى سبيل المثال في إحراق المسجد الأقصى عام 1969م، وفي 25 فبراير 1994 قتل المستوطن اليهودي “باروخ غولدشتاين” 29 مسلما كانوا يصلون في المسجد الابراهيمي باطلاق النار عليهم من بندقية رشاشة قبل ان يضربه الناجون حتى الموت. عام 1995م قام المتطرف يغال عمير باغتيال رئيس الوزراء في حينه اسحق رابين لتوقيعه اتفاقات السلام مع الفلسطينيين. وفي 2 يوليو عام 2015، قام ثلاثة متطرفين اسرائيليين بحرق الفتى الفلسطيني محمد ابو خضير وهو حي في القدس الشرقية المحتلة. ومن خلال إعتداءاتهم على الفلسطينيين و الإسرائيليين على حد سواء يمكن الحديث عن دافعهم الديني المتشدد، وهو ما تؤكده النصوص المحرفة للتوراة و التي تدعو للقتل والدمار لغير اليهود وباسم “الرب”.

شارك