جولة جديدة للمفاوضات بشأن الأزمة السورية..ودمشق ترفض أى محاولات للتقسيم

الإثنين 11/سبتمبر/2017 - 07:15 م
طباعة جولة جديدة للمفاوضات
 
تستعد المعارضة السورية لجولة جديدة من المفاوضات لحل الأزمة سياسيا، فى الوقت  الذى أكدت فيه مصادر بالخارجية السورية بأن كل مساحة سوريا هي مقدسة وسوريا ستبقى واحدة، والإنجاز الكبير الذي حققه الجيش السوري في حلب، وحاليا في دير الزور هو ما يتطلع إليه الشعب السوري، وما يجري هو انتصار كبير للجيش يقربنا من الانتصار النهائي"، لافتا إلى أن كل المخططات ضد سوريا بدأت تتكشف أكثر فأكثر.

جولة جديدة للمفاوضات
أكدت المعارضة السورية مشاركة وفدها في الجولة السادسة من المفاوضات السورية في أستانا يومي 14 و15 سبتمبر الحالي، وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات يحيي العريضي  أن رئيس أركان "الجيش الحر" أحمد بري سيرأس وفد المعارضة في مفاوضات أستانا.
كان وزير خارجية كازاخستان، خيرت عبد الرحمنوف، كشف قبل يومين بأن المعارضة السورية المسلحة أكدت بشكل مبدئي مشاركتها في الجولة الجديدة من مفاوضات أستانا.
تجدر الإشارة إلى أن عاصمة كازاخستان كانت قد استضافت، في الـ 4 والـ 5 من يوليو الماضي، الجولة الخامسة من المفاوضات السورية، حيث ناقش المشاركون فيها بيانات خاصة بمناطق خفض التصعيد في سوريا.
من جانبه بعث وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو برسالة إلى المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا تدعو لمضاعفة الجهود الأممية لمساعدة المدنيين السوريين، بمن فيهم النازحون في منطقتي عقيربات والتنف.
نوه شويجو إلى أن جهود القوات الحكومية السورية بدعم القوات الجوية الفضائية الروسية، سمحت بتحرير مناطق شاسعة من أراضي سوريا، ما يوفر الظروف الملائمة للعودة إلى الحياة السلمية، وأقر بأن هناك صعوبات تعرقل عودة اللاجئين والنازحين إلى بيوتهم، تتمثل، بالدرجة الأولى، في الأضرار الفادحة التي لحقت بآلاف المنازل والمدارس والمستشفيات والمؤسسات الأساسية للمرافق الحياتية.
شدد شويجو إلى الوضع الإنساني الصعب في مخيمات النازحين بمنطقة التنف في مثلث الحدود السورية الأردنية والعراقية، وفي محيط بلدة عقيربات في ريف حماة التي حررها الجيش السوري مؤخرا من قبضة "داعش".، منوها أن السوريين يحتاجون  إلى مساعدات إنسانية عاجلة لا تقل عن 100 طن من الأغذية و80 طنا من الأدوية.
ذكر الوزير بأن الجانب الروسي سيقدم المساعدات الإنسانية والطبية للسوريين بشكل متواصل، ويتولى حل العديد من المسائل المتعلقة باستعادة الحياة السلمية، لكنه أكد أن تأمين عودة مئات آلاف اللاجئين والنازحين السوريين إلى بيوتهم، يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي برمته.

جولة جديدة للمفاوضات
كانت مصادر في المعارضة السورية أكدت بدء نقل سكان مخيم الحدلات على الحدود السورية الأردنية إلى مخيم الركبان داخل الأردن، إذ تضاربت الأنباء عما إذا جرت هذه العمليات بسبب تردي الوضع الإنساني وكون الأوضاع الإنسانية في الركبان أفضل، أو في سياق التحضيرات لانسحاب فصائل المعارضة من البادية السورية، تلبية لدعوة CIA والأردن تمهيدا لدمج هذه المنطقة بمناطق تخفيف التوتر.
وفى سياق متصل كشفت تقارير اجتياز طلائع الجيش العربي السوري نهر الفرات في دير الزور واتخاذها مواقع في الضفة الشرقية للنهر، بالاتجاه الذي تتقدم منه قوات سوريا الديمقراطية، وأوضحت التقارير أن طلائع القوات السورية بقيادة العميد سهيل الحسن تعمل، بعد اتخاذ مواقعها هناك، على التحضيرات لنصب الجسور ونقل الآليات المدرعة والدبابات إلى الضفة الشرقية لمواصلة عملية التحرير، ويقسم الفرات المحافظة إلى قسمين شرقي وغربي، وتقع مدينة دير الزور على الضفة الغربية.
تأتي هذه الخطوة بعد مرور أقل من أسبوع على نجاح الجيش السوري في فك الحصار الذي فرضه تنظيم "داعش" على دير الزور منذ 3 سنوات، وبعد مرور يومين على إعلان مجلس دير الزور العسكري المنضوي تحت جناح قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، عن بدء حملة "عاصفة الجزيرة" لتحرير شرق الفرات، والريف الشرقي لدير الزور من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، ومن المتوقع أن تركز حملة "عاصفة الجزيرة" بمحاذاة نهر الخابور المصب إلى الفرات من الجهة الشرقية.
بينما أعلن التحالف الدولي دعمه لحملة "عاصفة الجزيرة" وتعهد بدعم عمليات قوات سوريا الديمقراطية عبر توريدات الأسلحة والأجهزة  وتزويدها بالمعلومات الاستخباراتية والدعم اللوجستي، وكذلك عبر الدعم الناري الدقيق، والنصائح الميدانية، وشدد التحالف على أنه بعد انتهاء تحرير وادي نهر الخابور من "داعش"، سيتم تسليم إدارة المنطقة  للهيئات المدنية المرتبطة بقوات سوريا الديمقراطية والتي تحكم حاليا منطقتي الطبقة ومنبج.
وقال محللون أن هناك ممثلين عن العشائر المتحدرة من دير الزور الإعلان عن بدء مساع تدعمها قوات سوريا الديمقراطية، لتشكيل مجلس مدني يتولى إدارة شؤون المدينة بعد طرد "داعش" منها، وأن مجموعة من شيوخ ووجهاء عشائر دير الزور، وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية "تأسيس لجنة تحضيرية تناقش أسس ومنطلقات تأسيس مجلس دير الزور المدني أسوة بالمجالس المدنية لمختلف المدن التي تحررت من قبضة الإرهاب".
جاء في البيان الموقع باسم "اللجنة التحضيرية لمجلس دير الزور المدني" أنها مكلفة بمواصلة المشاورات "للوصول إلى صيغة نهائية تعبر عن تطلعات كل أهلنا في دير الزور ويتمخض عنه بناء مجلس مدني لدير الزور يكون معنيا بإدارة المدينة فور تحريرها".،  وأكدت اللجنة دعمها لحملة قوات سوريا الديمقراطية في محافظة دير الزور ضد المتطرفين.
على صعيد أخر حذر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الولايات المتحدة بالتعامل معها كقوة معادية، في حال لم تخرج قواتها بنفسها من سوريا مضيفا أن من يريد محاربة الإرهاب عليه التنسيق مع دمشق، وقال المقداد ، إن "القوات الأمريكية دمّرت البنى التحتية في سوريا وأعمالها موجهة لخدمة الإرهاب، وعلى الولايات المتحدة أن ترحل وإلا سنتعامل معها كقوة معادية.. وجود أي أجنبي على أرض سوريا غير مقبول، والأمريكي هو معاد لسوريا". نوه المقداد إلى أن مسلحي داعش وصلوا إلى دير الزور بفضل المساعدة الأمريكية، مذكّرا بالضربة الأمريكية على جبل الثردة ضد الجيش السوري والتي تسببت بدخول داعش إليها وحصار المطار العسكري في دير الزور. 

جولة جديدة للمفاوضات
وفيما يخص الملف الكيميائي، أشار المقداد إلى أن الاتهامات الموجهة للحكومة السورية باستخدام السلاح الكيميائي تتزامن دائما مع ما يحققه الجيش السوري من إنجازات على الأرض، مشددا على أن "سوريا لم تستخدم الكيميائي مطلقا وهو ليس لديها".، محذرا إسرائيل من مغبة تكرار مثل هذه الاعتداءات مؤكدا أنها ستدفع الثمن غاليا في الوقت المناسب.
تابع المقداد قائلا، "لن تستطيع إسرائيل في هذه الظروف أن تحرف انتباهنا عن دير الزور وما خلف دير الزور لإنقاذ شعبنا من إرهاب داعش".
أكد المقداد أن الإرهاب الذي تدعمه إسرائيل والاعتداءات التي تقترفها بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وصمتها وصمت ما يسمى بالمجتمع الدولي سينقلب "وبالا عليها وعلى الدول الغربية"، محملا أمريكا وتركيا والسعودية والدول الغربية مسؤولية كل قطرة دم سالت على الأرض السورية، وأضاف نائب وزير الخارجية السوري أن "السعودية دفعت المليارات لحلف الإرهاب ضد سوريا، واتهام قطر بدعم الإرهاب من قبل السعودية صحيح، ولكن السعودية تتصدر دعم الإرهاب".
وفي سياق الانتصارات التي يحققها الجيش والقوات الرديفة في معركة دير الزور، اعتبر المقداد أن معركة دير الزور كانت مفصلا أساسيا في القضاء على الإرهاب، مشيرا إلى أنها كانت آخر المعارك الكبرى وأن ما تبقى مجرد "تفاصيل". ، كما أوضح المقداد أن تحرير كامل دير الزور هو إنجاز لكل "التحالف النظيف" بين سوريا وحزب الله وإيران وروسيا كقوة ضاربة.
وتابع المقداد في مقابلته قائلا، "كل مساحة سوريا هي مقدسة وسوريا ستبقى واحدة.. والإنجاز الكبير الذي حققه الجيش السوري في حلب، وحاليا في دير الزور هو ما يتطلع إليه الشعب السوري، وما يجري هو انتصار كبير للجيش يقربنا من الانتصار النهائي"، لافتا إلى أن كل المخططات ضد سوريا بدأت تتكشف أكثر فأكثر.

شارك