"الأسد" يقترب من حسم الصراع السوري.. وتفاهمات روسية تركية حول مناطق الصراع

الثلاثاء 12/سبتمبر/2017 - 05:18 م
طباعة  الأسد يقترب من حسم
 
النجاحات التى حققها الجيش السوري مدعوما من موسكو وطهران عمل على زيادة التقوعات بقرب حسم دمشق للمعركة والخروج بانتصار كبير فى الحرب التى دخلت عامها السادس، ولإشارة إلى أن الدعم الروسي والإيراني لعب دورا حاسما في ترجيح كفة النظام على الأرض، وبعد سلسلة انتصارات ميدانية، أبرزها استعادة كامل مدينة حلب والسيطرة على أجزاء واسعة من البادية السورية، وأخيرا كسر الحصار عن مدينة دير الزور شرقا، بات الجيش السوري يسيطر حاليا على أكثر من نصف الأراضي السورية.

 الأسد يقترب من حسم
من جانبه قال آرون لوند، الخبير في الشأن السوري بمؤسسة "سانتشوري" للأبحاث، "يسيطر الأسد على الجزء الأكبر من الأراضي السورية والأكثر اكتظاظا بالسكان، وأعتقد أنه سيواصل إدارة الجزء الأكبر من سوريا، والحرب تتواصل، لكن بشار الأسد تمكن استراتيجيا من هزم هؤلاء الذين أرادوا الإطاحة به، وسوف تستعيد الحكومة السورية السيطرة على أراضي البلاد جزءا بعد الآخر".
فى حين قال الخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش، انه فى المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية يقيم أكثر من ثلثي السكان، في حين يسيطر الأكراد على 23 في المئة من الأراضي السورية. أما الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام ، فلم يبق بيدها سوى 12 في المئة من الأرض. فيما تقلصت مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية إلى 15 في المئة، وفق بالانش.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا تساءل بقوله "هل ستكون الحكومة السورية مستعدة للمفاوضات بعد تحرير دير الزور والرقة أم أنها ستكتفي برفع راية النصر؟"، و"هل ستكون المعارضة قادرة على أن تتحد وأن تكون واقعية لتدرك أنها لم تربح الحرب؟".، وأغضبت تصريحاته هذه المعارضة السورية التي سارعت إلى الرد بلسان رئيس وفدها التفاوضي إلى جنيف نصر الحريري الذي وصفها بـ"الصادمة والمخيبة للآمال"، مجددا المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، لكن هذا المطلب لم يعد يثير استقطابا كما في الماضي، ويأتي في وقت يتمتع فيه النظام بموقع قوي جدا، بعد حوالي ست سنوات من النزاع المسلح الدامي.
وكشفت تقارير اعلامية أن مستقبل الرئيس السوري شكل عائقا أمام أي تقدم في العملية السياسية بين الحكومة والمعارضة السورية في كل جولات المفاوضات التي حصلت في جنيف منذ العام 2014، مشيرة إلى أن دمشق رفضت منذ البداية طرح هذا الموضوع على طاولة المفاوضات، ومن المستبعد جدا أن تقبل به اليوم، إذ تسيطر القوات الحكومية حاليا على أهمّ المدن السورية، وتمتلك قوة نارية كبيرة، لا سيما نتيجة الدعم الكبير من حليفيها روسيا وإيران.
بينما اعتبرت مديرة مركز "كارنيجي" لدراسات الشرق الأوسط مهى يحيى "لا أعرف إذا كان الأسد سينتصر أم لا، لكنه بالتأكيد استعاد زخمه". وتضيف: "ولكن بصراحة، هو يستعيد السيطرة على بلد مدمر بالكامل، ولا أعرف ماذا يعني الانتصار في الحرب في هذا السياق".

 الأسد يقترب من حسم
وتسببت الحرب السورية بدمار هائل في البنى التحتية وبمقتل أكثر من 330 ألف شخص، بالإضافة إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، فيما تبلغ نسبة البطالة في سوريا 50 في المئة، ونسبة الفقر 85 في المئة، وقدّر البنك الدولي في تقرير له في يوليو الماضي خسائر الاقتصاد السوري بـ226 مليار دولار جراء الحرب، وليس بمقدور المصارف السورية أن تتولى إعادة الإعمار حاليا، خصوصا أن قيمة أسهم البنوك الاثني عشر في سوريا تصل إلى 3,5 مليار دولار فقط. كما أن تحويلات المغتربين ضئيلة، وفقدت الليرة السورية نتيجة الحرب 90 في المئة من قيمتها مقابل الدولار، ما يعكس اقتصادا منهكا جراء تقلص المداخيل والإيرادات وانخفاض احتياطي القطع الأجنبي.
من ناحية أخري أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش السوري تمكّن بدعم الطيران الروسي في الأسبوع الماضي من تحقيق نجاحات كبيرة في وسط وشرق سوريا، مؤكدة تحرير 85% من أراضي البلاد من المسلحين.
وقال الجنرال ألكسندر لابين، رئيس أركان القوات الروسية في سوريا، الثلاثاء، إلى أن القضاء الكامل على تنظيم "داعش" الإرهابي في الأراضي السورية يتطلب تحرير حوالي 27.8 ألف كيلومتر مربع من مساحة البلاد، مؤكدا أن عملية تصفية إرهابيي "داعش" و"جبهة النصرة" في سوريا ستستمر حتى سحقهم بالكامل.
نوه بقوله "نفذت القوات الجوية الفضائية الروسية، أمس فقط، أكثر من 50 طلعة لصالح تقدم الجيش السوري في منطقة عقيربات، وأدى ذلك إلى تدمير حوالي 180 منشأة للعصابات المسلحة، بينها نقاط ومناطق محصنة ومخابئ تحت الأرض ومراكز قيادة ووحدات منفردة من الإرهابيين ومواقع للمدفعية ومستودعات للذخيرة والوقود".
أكد لابين قطع جميع خطوط إمداد إرهابيي "داعش" في منطقة عقيربات، بعد تحرير هذه البلدة من قبل القوات السورية، مشيرا إلى أن الجيش السوري يواصل حاليا عملية تطهير المنطقة من مسلحي "داعش" شمالي وغربي عقيربات. وأضاف أن المجموعات الإرهابية لا تزال تبدي مقاومة جدية على الرغم من خسائرها الكبيرة.
شدد على أن المعارك على مدى الأسبوع الأخير أدت إلى تحرير 8 بلدات أخرى، ما سمح بتقسيم كتلة المسلحين في منطقة عقيربات وتدمير أجزائها بعد ذلك، وأكد لابين أن الطيران الحربي الروسي يقوم ليل نهار بالعمل الاستطلاعي بهدف الكشف عن قوات حية والقضاء عليها، إضافة إلى تدمير أسلحة الإرهابيين وآلياتهم ومستودعات الذخيرة التابعة لهم، وذلك من أجل دعم تقدم القوات السورية.

 الأسد يقترب من حسم
وسبق وأن أعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق عن رصدها 11 حالة انتهاك لنظام وقف إطلاق النار خلال الساعات الـ24 الماضية، واصفة الوضع في مناطق تخفيف التوتر بسوريا بالمستقر.
تمت الإشارة إلى أن الطرف الروسي من اللجنة الروسية التركية المشتركة الخاصة بمتابعة الانتهاكات في سوريا رصد خلال الساعات الـ24 الأخيرة "6 حالات إطلاق نار في محافظة حلب (1) ودرعا (1) ودمشق (4)، ورصد الجانب التركي 5 انتهاكات في محافظة دمشق (5) ودرعا (1).
وتشير التقارير إلى أن معظم حالات إطلاق النار عشوائيا باستخدام أسلحة نارية رصدت في مناطق خاضعة لسيطرة إرهابيي تنظيمي "جبهة النصرة" و"داعش".
وفى سياق مختلف أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن عدم وجود أي خلافات بين أنقرة وموسكو بشأن تسوية الوضع في إدلب السورية عشية انطلاق الجولة الجديدة من مفاوضات أستانا.
يذكر أن الجولة السادسة من المفاوضات السورية في أستانا ستجري في 14 و15 سبتمبر، كما من المتوقع أن تعقد الدول الضامنة روسيا وتركيا وإيران غدا الأربعاء اجتماعا للجنة العمل المشتركة.
تجدر الإشارة إلى أن هناك ثلاث مناطق لتخفيف التوتر أقيمت في سوريا – شمالي مدينة حمص وفي الغوطة الشرقية وفي محافظة درعا، علاوة على ذلك يجري الآن العمل على إنشاء منطقة جديدة في إدلب.

 الأسد يقترب من حسم
وعلى صعيد العمليات العسكرية، وصلت تعزيزات إضافية إلى دير الزور تسلك الطريق الجديد لتدخل عبر دوار البانوراما، وكشفت تقارير اعلامية  وصول قوافل عسكرية وإمدادات ذخيرة استعدادا لاستكمال معركة تحرير دير الزور من فلول تنظيم  "داعش".، و"العملية السريعة" للجيش السوري ستستهدف تحرير دير الزور بالكامل وريفها الشرقي والغربي.
كانت وحدات الجيش العربي السوري اجتازت نهر الفرات إلى الضفة الشرقية في دير الزور، إذ كشفت صحيفة "الوطن"  أن وحدات "الضفادع البشرية" التابعة للقوات البحرية انضمت للحملة، في أول مشاركة فاعلة لها في العمليات البرية.
نقلت الصحيفة عن "القناة المركزية لقاعدة حميميم الجوية" أن "انتقال المعارك البرية إلى الجهة الشرقية من نهر الفرات في دير الزور تم بالفعل مع دخول طلائع القوات الصديقة الراجلة بانتظار وصول الجسور لعبور الآليات المدرعة".
أوضحت أن استقدام الجيش لقوات الضفادع البشرية التابعة لسلاح البحرية، قد ساهم بإنجاح العملية، لاسيما أن الجيش جلب معه زوارق مطاطية وجسورا متحركة نقلها على وجه السرعة إلى دير الزور بعد أن تعمد التحالف الدولي تدمير جميع الجسور على نهر الفرات.

شارك