الأسد يعزز نفوذه فى سوريا...وجولة جديدة من المفاوضات فى أكتوبر

الخميس 14/سبتمبر/2017 - 06:58 م
طباعة الأسد يعزز نفوذه
 
الأسد
الأسد
أصبح وجود الرئيس السوري بشار الأسد من الأساسيات التى تسير عليها عملية انهاء الحرب السورية، فى ضوء تراجع الدول التى كانت تطالب برحيله عن مطالبها، نتيجة ضعف نفوذها فى آلية صناعة القرار بشأن الأزمة السورية، فى الوقت الذى كشفت فيه تقارير أن الجولة القادمة من المفاوضات بشأن الأزمة السورية في أواخر أكتوبر ، سوف تبحث إمكانية زيادة عدد الدول التي تشارك في عملية أستانا بصفة مراقب.
من جانبه اعتبر الكاتب المتخصص فى الشأن السوري أندريه أونتيكوف، إلى تغير موقف الرياض من الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرا أن المملكة السعودية وبعض بلدان الشرق الأوسط، التي كانت تصر على إطاحة بشار الأسد، لم تعد تطرح هذه المسالة في المفاوضات المغلقة، فقد تأكدت المملكة من أن الرئيس السوري سيلعب دورا كبيرا مستقبل سوريا السياسي ، والإشارة إلى أن السعودية وهذه الدول "أدركت أن بشار الأسد واقع يجب التعامل معه. وبالطبع هذا لا يعني موافقتها على ذلك، فهي ستطيحه في أول فرصة ممكنة، لكن ميزان القوى حاليا يجبرها على تغيير موقفها.
كان وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف قد التقى قبل أيام خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض الملك سلمان بن عبد العزيز ووزير خارجيته عادل الجبير. ولوحظ أن الوزيرين خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك لم يذكرا قط اسم الرئيس السوري، على الرغم من أن مسألة النزاع السوري كانت أحد الموضوعات الرئيسة في المباحثات. وقد أكد الوزير السعودي ضرورة تنفيذ اتفاق "جنيف-1" وقرار مجلس الأمن الدولي 2254 بشأن تشكيل حكومة انتقالية وبدء العملية السياسية لتحديد مستقبل سوريا.
وكشفت تقارير إعلامية أن المملكة السعودية خلال اتصالاتها بالمعارضة السورية تصر على تخلي المعارضة عن مطلب استقالة الأسد، وأن عليها بدلا من ذلك، وفق رأي السلطات السعودية، مناقشة صلاحيات الرئيس السوري خلال الفترة الانتقالية.
من جانبه، أشار خالد باطرفي، المحلل السياسي السعودي، الأستاذ في جامعة الملك فيصل، إلى أن "موقف الرياض من الرئيس السوري لم يتغير جذريا". وأضاف أنهم "في المملكة السعودية واثقون من أنه لن يكون لبشار الأسد في مستقبل سوريا. بيد أن اتفاقية "جنيف-1" تسمح له بالمشاركة خلال الفترة الانتقالية، التي يجب ألا تزيد عن ستة أشهر وتنتهي بتسليم السلطة"، - كما يقول باطرفي.
استمرار المعارك فى
استمرار المعارك فى سوريا
يذكر أن المملكة السعودية في السابق لم تكن تسمح من حيث المبدأ للرئيس السوري بالمشاركة في أي عملية سياسية. وكان عادل الجبير يردد "ألا مكان للأسد في الحكومة الانتقالية". كما أنه تعهد في عام 2016 بأن على الرئيس السوري أن "يرحل إما عبر عملية سياسية أو يتم إبعاده بعمل عسكري على الأرض".
بينما قال المدير العام لمعهد المشكلات الإقليمية دميتري جورافليوف إن "الرياض مجبرة في الواقع على تغيير موقفها، وذلك نتيجة التغيرات الجدية التي حصلت في ساحة المعارك. فالسعودية الآن قلقة ليس من بقاء الأسد، بل من تعزز قوة إيران. أي على المملكة السعودية حل مشكلات أصغر من الأزمة السورية، ولكن أكثر الحاحا". وبحسب قول جورافليوف "المقصود هنا النزاع مع قطر".
وعلى صعيد أخر أعرب وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون عن أمله في تحسين العلاقات بين بلاده وروسيا، وعن أمله في فض الأزمة السورية، مضيفا بقوله" كما آمل في أن نتمكن من فض النزاع في سوريا وليبيا، وفي أن نفلح في تحسين العلاقات بين بلادنا وروسيا".
ومن المنتظر أن يلتقي وزير الخارجية الأمريكي في لندن مع ممثلين عن الأمم المتحدة وإيطاليا ومصر والإمارات لبحث الوضع في ليبيا وآخر التطورات هناك.
وعلى الجانب الآخر تعزز روسيا قواتها الجو-الفضائية المنتشرة في سوريا، قبل نهاية عام 2017 الجاري، بمقاتلات قاذفة حديثة ذات قدرات فريدة خارقة تسمح لها بمقاومة كل المضادات التي تعترضها، والمقاتلة الجديدة التي ستتسلمها القوات الجوية الروسية قبل نهاية العام الحالي، هي من طراز "سو-25إس إم3"، وهي نوع مطوّر من المقاتلة القاذفة "سو-25" المسماة بـ"غراتش" نسبة إلى طير غراب القيظ، وتتمتع طائرة "سو-25إس إم3" بقدرات فريدة خارقة، لذلك أطلق الطيارون عليها تسمية "سوبر غراتش".
تسمح القدرات الفريدة لقاذفة "سو-25إس إم3" لها بالقضاء على أي هدف في ميدان القتال سواء خلال النهار أو الليل، وفي مختلف الظروف الجوية وحالات الطقس، وذلك بفضل نظام "سولت-25" البصري الإلكتروني الذي يبحث عن الأهداف المطلوب ضربها ويدمرها بنفسه لمجرد أن يضغط الطيار على زر الإطلاق، وتستطيع "سوبر غراتش" مقاومة كل ما يستهدفها من مقذوفات مضادة مهما كانت أنواعها، وذلك بفضل نظام "فيتيبسك" الذي يجعل الطائرة محصنة ضد كل الصواريخ المضادة للطائرات، وهذا النظام الدفاعي هو ما يميز المقاتلة القاذفة "سو-25إس إم3" عن سابقتها "سو-25".
الحرب السورية مستمرة
الحرب السورية مستمرة
وكشفت صحيفة "إزفستيا" الروسية، فأن المقاتلات القاذفة من طراز "سو-25إس إم3" ستعزز المهام القتالية لأسراب القوات الجوية-الفضائية الروسية المنتشرة في سوريا لمساعدة قواتها المسلحة في حربها ضد الإرهاب، بعد أن يستكمل الطيارون عمليات التدريب على استخدامها، على الرغم من وجود مقاتلات من طراز "سو-25" التي تنحدر منها هذه المقاتلة الجديدة، ضمن الوحدات الجوية الروسية هناك.
وفى سياق الحلول السياسية، قال ألكسندر لافرينتييف، رئيس الوفد الروسي إلى مفاوضات أستانا، إن الجولة الحالية من المفاوضات تعد ختامية لعملية إقامة مناطق تخفيف التصعيد الأربع، لكنه أكد أن عملية أستانا ستستمر.
قال لافرينتييف في اليوم الأول من الجولة السادسة لمفاوضات أستانا: "يعد هذا اللقاء في أستانا ختاميا لإقامة مناطق تخفيف التصعيد، لكن عملية أستانا ستستمر، إذ لا تزال أمامنا العديد من المشاكل والمسائل التي يجب حلها في إطار التسوية السورية.
وردا على سؤال حول إقرار مناطق تخفيف التصعيد من قبل مجلس الأمن الدولي، أوضح الدبلوماسي الروسي أن هذه المسألة مرتبطة بموقف بعض الدول التي لا تزال ترفض حق إيران في المشاركة بالتسوية السلمية في سوريا وإعادة إعمار البنية التحتية المدمرة.
تخريب وتدمير بعد
تخريب وتدمير بعد الحرب السورية
أكد أن أستانا تمثل محفلا مفيدا جدا لتنسيق مختلف المواقف حول جوانب التسوية السورية، بما في ذلك التسوية السياسية وتشكيل لجان للمصالحة الوطنية. وعبر عن أمله في أن تتكلل هذه الجهود بالنجاح، ما سيمثل قاعدة جيدة للتحرك نحو السلام.
نوه صحة التسريبات التى ذكرت أن الدول الضامنة للهدنة في سوريا روسيا وتركيا وإيران ستتولى سوية الرقابة على منطقة خفض التوتر في إدلب . وتابع أنه من السابق لأوانه الحديث عن نشر قوات دولية لحفظ السلام في سوريا، إذ يجري الحديث في الوقت الراهن عن نشر مراقبين معنيين بالإشراف على وقف إطلاق النار، معتبرا أن الدول الضامنة توصلت إلى التوافق حول تشكيل لجنة ثلاثية بمشاركتها ستشرف على مناطق خفض التوتر الأربع. لكنه أعاد إلى الأذهان أن إنشاء المنطقة الجنوبية لخفض التوتر جرى بمشاركة  نشطة من الأردن والولايات المتحدة، مضيفا أن العمل الرامي إلى تثبيت الهدنة سيستمر بالصيغة نفسها.
رجح أن تجري الجولة القادمة من المفاوضات في أواخر أكتوبر ، متوقعا أن يكرس الاجتماع القادم لإمكانية زيادة عدد الدول التي تشارك في عملية أستانا بصفة مراقب، ومن الدول التي قد تنضم إلى العملية، أشار الدبلوماسي الروسي إلى الصين والإمارات ومصر ولبنان وكازاخستان.
ولم يستبعد أن تطرح بعد ذلك مسألة ضرورة محاربة جماعات أخرى لا تزال  تسعى لإسقاط الحكومة في سوريا. لكنه عبّر عن أمله في أن تتحلى المعارضة السورية بالعقل السليم، وأن تأخذ موقفا يرمي إلى البحث عن حلول سلمية للمشاكل القائمة ونقاط تلاق مع الحكومة المركزية.

شارك