أميركا تسعى لصد توسعات "داعش ليبيا" في الصحراء بالغارات الجوية

الأحد 24/سبتمبر/2017 - 08:49 م
طباعة أميركا تسعى لصد توسعات
 
دخلت القوات المسلحة الامريكية على خط القتال الميداني الذي تشهده ليبيا منذ فترة، خاصة المتعلق بمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (USAFRICOM) مقتل 17 مسلحا من تنظيم "داعش" بغارات جوية استهدفت معسكرا للتنظيم في ليبيا.
وأعلنت AFRICOM في بيان صدر اليوم الأحد أن سلاح الجو الأمريكي نفذ 6 غارات على معسكر تابع لـ"داعش" واقع في الصحراء جنوب شرق سرت، يوم الجمعة 22 سبتمبر الجاري، ما أدى إلى مقتل 17 مسلحا داعشيا وتدمير 3 سيارات تابعة لهم، وأوضح عسكريون أمريكيون أن التنظيم استخدم المعسكر كنقطة تجمع لمسلحيه وتخزين الأسلحة وإعداد مخططات لشن هجمات إرهابية. 

أميركا تسعى لصد توسعات
ويحاول تنظيم داعش الدخول إلى ليبيا من بوابة الصحراء،وهو ما أشار إليه الناطق الرسمي بأسم القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية ،أحمد المسماري، قائلا أن داعش الارهابية تقوم من حين لأخر بمحاولة دخول المناطق الساحلية بمجموعات صغيرة انطلاقا من المناطق الصحراوية وقاموا بخطف بعض المدنيين من سكان المنطقة "واستطلاعنا يراقب ويتابع تحركاتهم".
كانت تقارير متخصصة أشارت إلى أن "داعش" يسعى إلى العودة من جديد من خلال عناصره التى فرت في وقت سابق من القتال في سرت، ليعيد تنظيم صفوفه حول سرت، وأن "داعش" زاد من نشاطاته مؤخرا وسط الصحراء الليبية، وتوجد إشارات قوية أن مسلحيه هم من نفذوا الهجوم الذي استهدف بوابة للجيش الوطني جنوبي منطقة الجفرة ما أودى بحياة 12 جنديا، تعرض بعضهم للذبح.
وعناصر تنظيم داعش الإرهابي الفارين من سرت وبنغازي ودرنة، ينشطون في المناطق الصحراوية جنوب غربي سرت وجنوبي بني وليد، وأعلن التنظيم الإرهابي عن تواجده مجددا في المنطقة المحيطة بمدينة سرت الليبية، المعلن تحريرها من قبل قوات المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في العام 2016.

أميركا تسعى لصد توسعات
وأطلقت حكومة الوفاق عملية عسكرية، في مايو 2016 تحت اسم "البنيان المرصوص" لاستعادة سرت التي كان يتمركز فيها مسلحو التنظيم منذ 2015، مستغلين حالة الفوضى الأمنية والسياسية التي تعانيها البلاد منذ سنوات، وتمكنت قوات البنيان المرصوص، التي يتحدر معظم عناصرها من مصراتة من طرد التنظيم قبيل انقضاء 2016، من جميع المناطق التي سيطر عليها التنظيم في سرت ومحيطها على امتداد 250 كلم من خليج سرت.
كما تم طرد التنظيم من عدة مدن ليبية في الفترة ما بين 2015-2017، بكل من درنة وبنغازي (ألف كلم شرق طرابلس).لكن هذا لم يمنع التنظيم من مساعيه المتجددة للتمركز في الأراضى الليبية، وباتت  المناطق الفاصلة بين سيطرة قوات الجيش الليبي وقوات البنيان المرصوص في سرت والممتدة على الساحل الليبي لمسافة تصل إلى 120 كيلومتر تقريبا، مجالا لتحرك عناصره حيث نشر التنظيم، لقطجات تظهر التنظيم وهو يقيم بوابات استيقاف في مناطق الوادي الأحمر وأم القنديل الواقعة على مسافة 90 كيلومتر تقريبا شرق سرت.

أميركا تسعى لصد توسعات
وكان التنظيم قد شن هجوما ،في 23 أغسطس 2017،على "بوابة الفقهاء" ضمن نطاق محافظة الجفرة، قتل فيه نحو عدة عسكريين من الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، أتبعه بهجوم آخر، في 31 أغسطس 2017،بسيارة مفخخة في بوابة تفتيش بالنوفلية، جنوب شرق مدينة سرت، التي يتمركز بها عناصر من مديرية أمن سرت وجنود من القوات المسلحة وقد اسفرت عن سقوط جرحي وقتلى.
كما بث التنظيم منذ أيام ، مقطع فيديو على شبكة الانترنت، يظهر عملية انتشار ودوريات لعدد من عناصره في منطقة أبوقرين  بين مدينتي مصراتة وسرت والجفرة، بحسب التسجيل. وبين الفيديو، الذي نشرته وكالة أعماق (الذراع الإعلامية لداعش)، عناصر ملثمة تستوقف السيارات وتقيم حواجز ليلية ودوريات صحراوية.
وبالتزامن مع تحركات الجيش الليبي لصد محاولات تنظيم داعش التمدد من جديد، تشهد منطقة شرق سرت تحشيدات كبيرة لقوات "البنيان المرصوص" التابعة لحكومة الوفاق، حيث قال شهود عيان إن تعزيزات عسكرية كبيرة تشمل عربات مزودة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والدبابات وصلت إلى بوابة العشرين بمنطقة بوزاهية شرق المدينة.

أميركا تسعى لصد توسعات
من جهته، تعهد آمر المنطقة العسكرية الوسطى التابع لحكومة الوفاق اللواء محمد الحدّاد لقادة قواته بتوفير التجهيزات العسكرية المطلوبة لمجابهة فلول تنظيم داعش، ودعم قوة حماية وتأمين سرت من أجل تنفيذ المهام الموكلة لها. وجاء هذا خلال قيامه بتفقد قوات حماية وتأمين سرت. بحسب المكتب الإعلامي لعملية البنيان المرصوص.
 وبعد تسعة أشهر انقضت على طرده من سرت، تتصاعد التحذيرات من إمكانية عودة داعش فى ظل بقاء عناصره الفارة. وكانت صحيفة "ذى تايمز" البريطانية حذرت، أغسطس الماضي، من أن المئات من عناصر داعش يعيدون تنظيم صفوفهم في ليبيا، حيث ينظر التنظيم إليها لإعادة بناء خلافته مع تقلص مساحات سيطرته في سوريا والعراق.

أميركا تسعى لصد توسعات
ونقلت الصحيفة في تقريرها،عن مسؤولين أمنيين لم تذكر أسماءهم، قولهم إن هناك قرابة 1000 من عناصر "داعش" في ليبيا، معظمهم يتجمعون جنوب سرت، معقلهم السابق في ليبيا، وقالت إن التنظيم نشر صورا على حساب تابع له بموقع "فيسبوك" أظهرت عناصره في نقطة تفتيش جنوب سرت. ولفتت الصحيفة إلى ظهور عناصر من التنظيم في المناطق الصحراوية جنوب سرت، مع تدهور الوضع الأمنى هناك.

شارك