ميانمار والملاز الجديد لتنظيم الدولة "داعش"

الأحد 24/سبتمبر/2017 - 08:54 م
طباعة ميانمار والملاز الجديد
 
تلقى تنظيم الدولة "داعش" ضربات قاسية على الصعيدين العراقي والسوري في الشهور الأخيرة مما أدى به إلى البحث عن أرض بديلة تكون ملاز آمن للتنظيم وجنوده لحين تلقي تعليمات جديدة من المسيطرين على التنظيم، خصوصا بعد نجاح التنظيم في تنفيذ مهمته في انهاك دولتين عربيتين والشروع في تقسيمهم، وحسب العديد من المراقبين للتنظيم والخبراء في حركات الاسلام السياسي فهناك بديلين للتنظيم الأول ليبيا والثاني ميانمار ويؤكد المراقبون ان ميانمار تعد الملاز الأكثر أمنا للتنظيم خصوصا وان فرع التنظيم في ليبيا يقوم بالمهام الموكلة اليه على وجه جيد، ويستغل تنظيم داعش أزمة الروهينجا ليقوم بدعم عدد كبير من الماليزيين إلى صفوفهم لينخرطوا في الحرب ضد حكومة ميانمار بدعوى الدفاع عن مسلمي الروهينجا المضطهدين في ولاية راخين، وهو الأمر الذي أكده المدير المساعد لجهاز مكافحة الإرهاب للشرطة الماليزية الفيدرالية، داتوك أيوب خان ميدين بيتشاي، نقلاً عن موقع ستريتس تايمز في سنغافورة. وأضاف المسؤول الماليزي قائلاً: داعش يستعمل مسألة الروهينجا كمنصة لانتداب أعضاء جدد، لتنفيذ الأعمال الإرهابية.
ميانمار والملاز الجديد
كما أشارت بعض المصادر إلى احتمالية تورط إندونيسيين في أنشطة قتالية في بلادهم، موضحاً أن ميانمار هي أقرب إلى ماليزيا من سوريا وجنوب الفلبين، وأن ذلك يعد فرصة للتنظيم حتى يوسع تأثيره في راخين، وخوض ما يعتبره جهاداً. وأضاف مؤكداً أن هناك أربعة ماليزيين حالياً في سوريا، بصدد انتداب أشخاص ماليزيين.
وفي الأسبوع الماضي، دعا تنظيم القاعدة إلى دعم مسلمي الروهينجا في ميانمار بعد فرار أكثر من 400 ألف منهم إلى بنجلادش، مرسلين تحذيرات وتهديدات إلى ميانمار بسبب جرائمها في المسلمين. جاءت تلك التهديدات عبر بيان أرسلته القاعدة حثت فيه المسلمين في أرجاء العالم على مؤازرة إخوانهم في ميانمار بالمساعدات والأسلحة والدعم العسكري، حسبما أكدت وكالة رويترز الإخبارية.
وقد رد «جيش إنقاذ روهينجا أراكان» على دعوات تنظيم القاعدة و "داعش" عبر صفحته على موقع «تويتر»: «ليس لدينا أية علاقات مع تنظيمي القاعدة وداعش، أو أي مجموعة إرهابية دولية، ولا نرغب في أن تتدخل هذه المجموعات في النزاع في أراكان».
وقد اعتبر وزير الخارجية الماليزي حنيفة أمان، أن "الوضع المتوتر في ولاية أراكان بميانمار يساعد على تهيئة تربة خصبة لتجنيد تنظيم "داعش" الإرهابي مقاتلين جددا".
ميانمار والملاز الجديد
وقال أمان في كلمة، أدلى بها خلال جلسة للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، جرت على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن "داعش" يحاول إنشاء قاعدة خاصة به في جنوب شرق آسيا.
وطالب أمان حكومة ميانمار بإيقاف الأعمال القتالية بأسرع وقت ممكن، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للاجئي الروهينجا، مؤكدا أنه يجب اتخاذ إجراءات فورية، وتنحية البلاغة الخطابية جانبا، وإنقاذ حياة الناس. وقال أمان إن بلاده تعبر عن قلقها الشديد إزاء العنف المتواصل بحق أقلية الروهينجا، مضيفا أن هذه المسألة تسببت في تدفق عدد كبير من اللاجئين إلى دول مجاورة".
كما كشف مسؤول في أجهزة الأمن الماليزية، عن توجه مقاتلين محليين مرتبطين بتنظيم داعش الإرهابي إلى ميانمار لدعم مسلمي الروهينجا، حسب وسائل إعلام. وذكرت صحيفة "New Straits Times" عن أيوب خان ميدين، مساعد رئيس شرطة مكافحة الإرهاب في ماليزيا، أن متطرفي "داعش" يستغلون عامل الروهينجا لتجنيد عناصر جديدة، إضافة إلى تواجد مقاتلين من إندونيسيا في غرب ميانمار، وفقًا لوكالة "تاس". 
وفي ظل هذه الأوضاع قد حذَّر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتطرفة، التابع لدار الإفتاء المصرية، من تصاعد أزمة مسلمي الروهينجا والاضطهاد الذي يتعرضون له في ميانمار، والذي أدى إلى استغلال الجماعات المتطرفة للأزمة، مما يعني تقويض الإنجازات التي تم تحقيقها دوليًّا في مجال مكافحة الإرهاب، خاصة وأن الجماعات المتطرفة تستغل مثل هذه الأزمات للتمدد في مناطق جديدة، وتجنيد مزيد من العناصر تحت مزاعم التخلص من اضطهاد الكفار والمشركين.
ولفت المرصد إلى أن أزمة اللاجئين الروهينجا في بنجلاديش تعد مثالًا حيًّا على هذا الاستغلال، فعلى الرغم من استمرار بنجلاديش في استقبال لاجئي الروهينجا الفارين من القتل والاضطهاد في ميانمار، فإن لديها مخاوفَ أمنية من استمرار الأزمة التي تدفع مختلف التنظيمات المتطرفة الإقليمية والعالمية لاستغلال القضية لأغراض التجنيد والدعاية، والتي يمكن أن يكون لها آثار سلبية على الأمن الداخلي للبلاد، فضلًا عن تقويض الأمن والسلم العالمي.
ميانمار والملاز الجديد
وأضاف مرصد الإفتاء أن أزمة الروهينجا أدت إلى مسارعة الجماعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة إلى اغتنام الفرصة الناتجة عنها، وبذلك أصبحت بنجلاديش تواجه تهديدًا من تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية المشابهة، ومع تفاقم الأزمة في ولاية راخين في ميانمار، فإن مستقبل مكافحة الإرهاب والتطرف في بنجلاديش يبدو قاتمًا.
وأوضح المرصد أن اندلاع العنف في ولاية راخين في ميانمار، الذي أدى بدوره إلى تدفق اللاجئين الروهينجا إلى بنجلاديش، جعل الجماعات المتطرفة تعمد إلى تطوير نفسها فقامت بأدلجتها سريعًا لتتوافق مع قضية الروهينجا، مما زاد العبء الأمني أمام بنجلاديش التي تعاني بالفعل من أزمة اللاجئين على حدودها.
وأكد مرصد الفتاوى التكفيرية أن استغلال التنظيمات المتطرفة والجماعات الإرهابية لمحنة الروهينجا لم يكن بالأمر الجديد، حيث حدث ذلك بين عامَي 2012 و 2015، إلا أن الأزمة هذه المرة تأتي في ظل تداعي تنظيم داعش الذي فقد الكثير من أراضيه التي يسيطر عليها في العراق وسوريا وليبيا؛ مما يدفعه إلى التوسع في جنوب شرق آسيا وجنوبها، كما يدفعه إلى الانخراط في صراع ولاية راخين.
وأضاف مرصد الإفتاء أن التنظيم الإرهابي سلط الضوء بانتظام على محنة الروهينجا في مختلف منشوراته، خاصة مجلة دابق، التي أكدت أن التنظيم سيركز على ميانمار، وذكرت أيضًا أن التنظيم يهدف إلى إنشاء قاعدة له في بنجلاديش واستخدامها كمنصة لشن هجمات على ميانمار.
ميانمار والملاز الجديد
ولفت المرصد إلى أن الأمر لم يتوقف على تنظيم داعش وحده، فقد دخل إلى الصراع أيضًا تنظيم القاعدة الذي أكد في بيان له استهدافه جيش ميانمار كما حث على دعم المسلمين أقلية الروهينجا. وأصدر تنظيم القاعدة بيانًا يدعو فيه إلى شن هجمات انتقامية لمعاقبة حكومة ميانمار على اضطهاد أقلية الروهينجا المسلمة، وحث مسلمي العالم -وخاصة في بنجلاديش والهند وباكستان والفلبين- على دعم الروهينجا في ميانمار ماديًّا ومعنويًّا، وهو ما يرجح إمكانية استخدام الجماعات المسلحة المحلية والأجنبية للأراضي البنجالية.
وإضافة إلى ذلك، تعتقد بعض الجماعات المسلحة البنجالية أن حماية المسلمين الذين يواجهون مشاكل في المنطقة فرض عين عليها؛ ومن ثَمَّ فإن العنف المتواصل ضد الروهينجا سيخلق تحديًا أمنيًّا جديدًا، إذا ما أرادت تلك الجماعات ضرب ميانمار، واستخدام جنوب شرق بنجلاديش قاعدةً للهجمات.
ميانمار والملاز الجديد
ودعا مرصد الفتاوى التكفيرية كافة الهيئات والمنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى ضرورة التحرك الفوري واستخدام كافة الوسائل الممكنة للضغط على سلطات ميانمار وحكومتها لوقف عمليات الإبادة الجماعية والاعتداءات الوحشية والانتهاكات بحق مسلمي الروهينجا.

شارك