أموال قطر تشتري «لوبي إعلامي» لتمرير مخططاتها إقليميًا ودوليًا

الثلاثاء 26/سبتمبر/2017 - 08:08 م
طباعة أموال قطر تشتري «لوبي
 
منذ نهاية التسعينات ومع انطلاق قناة "الجزيرة" الإخبارية، وإحراجها للحكومات العربية، أدرك الساسة القطريين أهمية وسائل الإعلام وما تمثله كأحد أدوات الضغط التي تعمل لصالح الدولة، لتمتد الاستثمارات القطرية إلى وسائل الإعلام باختلافها (مقروء – مسموع – مرئي)، ومع التطور التكنولوجي، وصلت الاستثمارات القطرية إلى (الإعلام الجديد)، عالم الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، لتزيد من جماهيرها المستهدفة.
لم تقتصر الاستثمارات القطرية على وسائل الإعلام العربي فقط، بل وصلت هذه الاستثمارات إلى وسائل الإعلام الغربية، خاصة التي تلعب دورًا أساسيًا في رسم سياسات بعض الدول، وهو ما دفع حكومة الدوحة لشراء أسهم في عدد من الصحف الغربية، وهو ما كشفت عنه صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، في تمويل قطر لبعض مراكز الأبحاث والدراسات، على رأسها معهد البحث والدراسات في أمريكا، وهو معهد "بروكنجز"، والذي تأسس برأس مال قدره 15 مليون دولار في منحة على 4 سنوات، من أجل إنشاء مركز "بروكنجز" الدوحة.
ويعد الإعلام إحدى الأدوات الرئيسية للسياسة، لخدمة أغراض الدولة السياسية والدينية والطائفية، كما إنها الأبواق المُمنطقة لإشعال وإذكاء نار الفتن وإثارة الصراعات وزرعها، فوسائل الإعلام هي أذرع لتطبيق سياسات معينة تخدم مصالح القائمين عليها.

الأهداف والدوافع:

بالنظر إلى سياسة الدوحة تجاه رؤيتها لوسائل الإعلام الغربية سنجد إنها تهدف في شراء وسائل إعلام غربية عريقة مثل صحيفة "الجارديان" وغيرها من وسائل الإعلام إلى:
1- توجيه الرأي العام الغربي تجاه أوضاع الجارية في المنطقة العربية، وذلك بشرائها صفحات في أبرز الصحف الأجنبية في الولايات المتحدة وبريطانيا؛ لخدمة سياستها الخارجية، المكرسة لتشويه الأنظمة العربية.
2- إشعال وإذكاء نار الفتن وإثارة الصراعات وزرعها في دول المنطقة منها، والنيل من مؤسسات دول عربية بعينها في مقدمتها مصر وسوريا وليبيا.
3- للدفاع عن تيارات الإسلام السياسي المتطرفة، على رأسها جماعة الإخوان الإرهابية.
في التقرير الآتي سيتم تصنيف وسائل الإعلام المملوكة لقطر إلى وسائل صادرة بالعربية، ووسائل أخرى صادرة بلغات أجنبية، والتي تمتلكها أو المساهمة فيها قطر بنسبة في أسهمها:

أولا: وسائل إعلام مملوكة لقطر صادرة بلغات أجنبية:

أولا: وسائل إعلام
أ‌- صحيفة الجارديان
كشفت تقارير إعلامية أن الحكومة القطرية نجحت في شراء الـ 20٪ المتبقية من صحيفة الجارديان البريطانية لتصبح الآن خاضعة لملكيتها الخاصة، وذلك في محاولة منها لبث سيطرتها ونفوذها على أكبر الصحف العالمية انتشارًا، وتوجيه الانتقادات للحكومات العربية، التي تريد الحكومة القطرية استهدافها.

أموال قطر تشتري «لوبي
ب‌- لوفيغارو:
استحوذت قطر على المبنى الذي يضم مقر صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، ومكاتب السفارة الأميركية في قلب باريس، من خلال صفقة بلغت قيمتها نحو 300 مليون يورو.
أموال قطر تشتري «لوبي
ت‌- مركز "بروكنجز" للأبحاث:
أنشأت قطر مركز "بروكنجز" بتكلفة قدرها 15 مليون دولار في منحة على 4 سنوات، وذكرت صحيفة "النيويورك تايز" أن مسؤولي مركز بركنجز اعترفوا بعقد لقاءات دورية مع مسؤولين في الحكومة القطرية؛ لمناقشة أنشطة وتمويل المركز، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم عضو في المجلس الاستشاري لمركز "بروكنجز".
كما ذكرت الصحيفة الأمريكية أن الباحثين الذين يعملون في مركز بروكنجز كشفوا عن وجود اتفاقات ضمنية تقضى بألا يكون هناك انتقاد للحكومة القطرية المانحة في التقارير التي يصدرها المركز.
ث‌- صحيفة ينى شفق
وهي صحيفة تركية مقربة من حكومة حزب العدالة والتنمية وفيما يختص بالشأن العربي تأخذ الجانب القطري بشكل ملحوظ، في مواجهة الموقفين السعودي والإماراتي وتصف قطر بأنها واحة المستضعفين.

ج‌- ستوديوهات "ميرا ماكس" للإنتاج السينمائي والتلفزيوني:
اشترت مجموعة وسائل الإعلام القطرية، بين، استوديوهات ميراماكس العام الماضي مقابل مبلغ لم يكشف عنه.

ثانيًا: وسائل إعلام صادرة باللغة العربية:

1- موقع «عربي 21»
تم الترويج على أنه مشروع خاص بالإعلامي فيصل القاسم، وهو تمويل قطري تم اعتماده كمنصة دعائية له، اشتهر بالتسريبات غير الموثقة ويبث من المملكة المتحدة ويديره إعلاميون من شبكة قنوات الجزيرة، يرأسهم المذيع ياسر الزعاترة ويشرف عليه عزمي بشارة.

2- صحيفة «القدس العربي»
تعتبر ذراع التحالف الذى يحرك فضائية الجزيرة «قطر - إيران - تركيا» بما لا يتعارض مع مصالح أمريكا وإسرائيل.
أموال قطر تشتري «لوبي
3- موقع «هافينغتون بوست» العربي:
هو موقع إخباري باللغة العربية أسسه وضاح خنفر المدير التنفيذي السابق لشبكة الجزيرة الإعلامية كنسخة مع هافينغتون بوست، وكان من المقرر إطلاق الموقع في النصف الأول من عام 2015، إلا أنه انطلق في 27 يوليو من نفس العام، بعدما استطاعت قطر من عمل شراكة مع الشركة الأمريكية الأم "AOL"، لإصدار الموقع ولكن بنسخته العربية.
¬
4- موقع «حماس أون لاين»
وهو موقع الحركة «حماس» انطلق في مايو 2015، من منزل مؤسسها الشيخ الشهيد أحمد ياسين، وقالت الحركة حينها إن الموقع سيكون بمثابة وثيقة رسمية لكل ما يصدر عن «حماس».

5- موقع «مسند» للأنباء
موقع إخباري سياسي يمنى، يحرره عدد من الإعلاميين اليمنيين، من المفترض أنه خاص بخدمة القضية اليمنية إلا أنه أظهر هجومًا شديدًا على الإمارات مدعيًا نفوذها في الجنوب اليمنى وسعيها لفصله عن الشمال.

6- صحيفة «التقرير»
غير المحدد الهوية على شبكة الإنترنت وهو مختص بالهجوم الخفي أحيانًا والعلني أحيانًا أخرى على كل من الإمارات ومصر، وفي المقابل التوازن والدفاع الهادئ عن قطر وتوجهاتها.
 
7- شبكة تليفزيون «العربي الجديد»
مشروع إعلامي تبنته قطر وهو يضم قناة تليفزيونية، وموقعًا إلكترونيًا وصحيفة باسم «العربي الجديد» انطلق من لندن عام 2014 وذاع صيت الموقع عندما أشارت مصر إلى أن هناك تحالفًا يتم بين دول مع التنظيم الدولي للإخوان، ترأس الصحفي وائل قنديل تحرير الصحيفة وتولى الصحفي الأردني أمجد ناصر منصب مدير التحرير لها.

8- قناة «الحوار» الفضائية
قناة فضائية حوارية بدأت البث عام 2006 وتبث من لندن وتتضمن برامج باللغة العربية والإنجليزية، وتقول إنها أنشئت للتواصل مع الجالية العربية في أوروبا، وتعتبر «الوسيط الإعلامي الأهم» للإخوان المسلمين - التنظيم العالمي في لندن.

9- قناة المنار اللبنانية
وهى قناة تابعة لحزب الله اللبناني وموالية لإيران، دأبت الهجوم على كل من السعودية والإمارات خاصة «عاصفة الحزم» في اليمن فاشتهرت بتحريف التقارير لإدانة كلا البلدين عند تناول الوضع هناك

10- قناة الميادين اللبنانية
قناة فضائية عربية ومقرها بيروت، وترخيصها بريطانى، وتتنوع مكاتبها على عواصم عدة منها أنقرة وطهران ولندن وواشنطن والقاهرة وتونس، وتتناول الشأن العربي ومنه الشأن اللبنانى وما يتعلق بحزب الله، ولها توجهات إيرانية، ويظهر من توجهاتها تأييد الجانب القطرى.

11- قناة الجديد اللبنانية
وتدور المؤشرات حول علاقتها بقطر، وتلقيها تمويلًا منها، إذ أعلن تحسين الخيّاط، مالك القناة، أنّه يتلقى تمويلاً من القطريين، كاشفاً أنّه يشترط على السياسيين الذين تستضيفهم القناة عدم التعرّض لدولة قطر أبداً، وإلا سيُحظر عليهم الظهور مجددًا عبر شاشتها.
ويتردد أيضاً، أنّ صحيفة السفير اللبنانية وعدد من المواقع الإلكترونية الأخرى تحصل على مخصص مالي سنوي من قطر أيضاً.

الخلاصة:

إلى جانب الاستثمارات التي تضخها قطر في أغلب الدول المحورية في المنطقة، لم تغفل أيضًا أن تضخ اموالا ضخمة بغية شراء وسائط اعلامية متنوعة (صحف- مراكز بحثية- محطات تليفزيونية- مواقع اخبارية.) امريكية واوروبية وعربية ، لتكون المدافع عنها، وقت الأزمات، ولتمرير رؤيتها وسياستها، واستخدام هذه المنابر الاعلامية كورقة ضغط على دول الجوار، وكذا لتحسين صورتها اقليميا ودوليا، وللدفاع عن الجماعات الإرهابية التي تحميها، خاصة جماعة الإخوان المسلمين، وإثارة الزعزعة وعدم الاستقرار في المجتمعات العربية.

شارك