كاهن الماني عدم قبول بعض الدول العربية الثرية اللاجئين المسلمين فضيحة.

الأربعاء 27/سبتمبر/2017 - 03:07 م
طباعة كاهن الماني عدم قبول
 
صدر مؤخرا كتاب بعنوان " اخر المسيحيين " من تاليف  الكاهن والشاعر والكاتب الالماني "أندرياس كناب " والذى كان يخدم في مدينة فرايبورغ الألمانية وتركها للعيش في مخيمات كردستان العرق  و يروي كناب  في كتابه قصص اللاجئين والنازحين في مخيمات كردستان شمال العراق.وقد اجري موقع اليتيا الكاثوليكي حوار معه حول الكتاب وفيمايلي تقرير عنه . فيقول ان المسيحيون السريان ينتمون إلى كنائس قديمة جدا تعود إلى الطوائف المسيحية الأولى. يستخدمون الآرامية وهي لغةالمسيح من  خلال الصلاة  وحتّى في حياتهم اليومية.و للكنائس السريانية تاريخ غني  حيث ساهمت أديرتها بالحفاظ على الكتابات الفلسفية والرياضية والطبية لليونانيين والفرس. وترجم المسيحيون السريان كتابات أرسطو وأبقراط إلى الآرامية ثم إلى العربية. ووصل مبشرو المسيحيين السّريان إلى الصّين والهند والفلبين. إلّا أن حملات الاضطهاد المتعاقبة أدت إلى تراجع المسيحية السريانية مؤخرا في سوريا والعراق وإيران وتركيا. واضاف قائلا ان التوترات بين المسيحيين والمسلمين تعود إلى بدايات الإسلام.  عقب الفتح الإسلامي للشرق الأوسط كان الحكام المسلمون الجدد متسامحين مع المسيحيين في البداية كونهم يشكلون غالبية السكان. لم يمض وقت طويل قبل أن تصبح القوانين التمييزية ضد المسيحيين أقوى فبدأ دم المسيحيين يسيل في الشّرق. وعلى مدى القرنين الماضيين أدت عمليات الإبادة الجماعية التي طالت المسيحيين الأرمن والسريان واليونانيين إلى إخماد الوجود المسيحي في العديد من مناطق الشرق الأوسط. ولطالما اعتبر المسيحيون في العراق وسوريا أقلية صغيرة حيث يتبّع معظمهم أسلوب اللاعنف رافضين العمل العسكري. وبالتالي اضطر المسلحون الكرد إلى محاربة داعش بدعم مسيحي متواضع. المسيحيون في العراق لا ينسون كيف هاجم الكرد قراهم  وشاركوا في قتل مئات الآلاف من المسيحيين خلال الإبادة الجماعية خلال العامين 1915 و1916. صحيح أن المسيحيين في كردستان العراق يتمتعون اليوم بهامش معيّن من الحرية الدينية إلّا أنهم يتشاركون هذه البقعة الجغرافية مع حركات إسلامية متطرفة ما يترك الكثيرين في حالة من التشاؤم من المستقبل ويدفع بهم  إلى الهجرة إلى أوروبا أو أستراليا أو كندا أو الولايات المتحدة أو أي مكان آخر.وحاليا ينقسم المجتمع العراقي بفعل إثنين من الطوائف الإسلامية: السنة والشيعة.  الصراع العنيف بين الطائفتين يعود إلى تاريخ وفاة نبي المسلمين. أمّا الطرفان الرئيسيان في هذا الصراع فهما المملكة العربية السعودية وإيران. ومنذ بداية الاستعمار غذّت الدول الغربية هذا الصراع بين المسلمين بهدف تعزيز مصالحها السياسية والاقتصادية حيث نادرا ما أخذت بعين الاعتبار الحالة الحساسة للأقليات المسيحية.  وقد دعمت الدول الغربية الحركات الإسلامية ا مثل الوهابية في المملكة العربية السعودية وغيرها. واليوم علينا أن نعترف بأن الحركات الدينية المتطرفة التي شجعت من قبل المصالح الغربية أصبحت أخطر أعداء المجتمع الغربي وقيمه.
ومعظم اللاجئين هم ضحايا لعبة سياسية معقدة تشارك فيها الدول الغربية. ولهذا لا يجب ألا نعاقب ضحايا هذه السياسة الوافدين إلى بلداننا كلاجئين. يجب أن نميز بين الحركات الإسلامية المختلفة ونؤيد تلك التي تعترف بحقوق الإنسان والديمقراطية والحرية الدينية. لا تصدق الدعاية الشعبية التي تدعي أن رفض استقبال اللاجئين سيوقف الإرهاب. من المتوقع أن تستمر الهجمات الإرهابية لفترة طويلة فبذور الكراهية للعالم الغربي قد زرعت ولا تزال تنمو.واكد المؤلف انه بعد تحرير الموصل في تموز / يوليو هناك عدد قليل جدا من المسيحيين العائدين إلى الموصل بسبب عدم وجود خطة سياسية لضمان مستقبلهم.  تم إنشاء التّحالف بين المسيحيين الكرد والجيش العراقي لهزيمة داعش فقط. فهناك الكثير من التوترات بين المجموعتين. ليس لأي من الجانبين مصلحة حقيقية في مساعدة المسيحيين للعودة إلى وطنهم.  المسلمون يقيمون اليوم في معظم منازل المسيحيين.واكد الكتاب “آخر المسيحيين” بأن المسيحيين كما المسلمين أجبروا أيضًا على ترك وطنهم. كيف أثرت هذه الحقيقة على فهمك لأزمة اللاجئين؟ أنا أعيش في لايبزيغ وهي بلدة كبيرة في ما كان يعرف بألمانيا وصل  إلى هنا الكثير من اللاجئين في السنوات الثلاث الماضية من أفغانستان والعراق وسوريا.  معظمهم من المسلمين ولكني اكتشفت أن بعضهم مسيحيين.عندما نتحدّث عن هؤلاء لا يجب أن نتكلم عن أزمة لاجئين بل عن أزمة أشخاص عانوا من  الحروب الرهيبة وفقدوا جميع ممتلكاتهم وأحيانا أفراد أسرهم. نحن المسيحيون نحاول أن نتبع مثال المسيح  لذا علينا أن نساعد جميع اللاجئين بغض النظر عن جنسيتهم أو دينهم أو لغتهم. ولكن علينا أن نساعد المسيحيين بطريقة خاصة – ليس فقط لأنهم إخوة وأخوات في الإيمان ولكن لأنهم ينتمون إلى أقلية مهددة. يجد معظم المسلمين بلدان ذات غالبية مسلمة في الشرق الأوسط حيث يقبلون كأخوة في الإيمان ويمكنهم العيش في سلام. حقيقة عدم قبول بعض الدول العربية الثرية اللاجئين المسلمين هي بمثابة فضيحة. ولكن بالنسبة إلى المسيحيين فلا يوجد مكان في الشرق الأوسط يتيح لهم ممارسة حريتهم الدينية  لذلك علينا أن نقبلهم وتفضيلهم- إنها مسألة عدالة.

شارك