السلفيون وهدم ضريح الحسين في مصر

الأربعاء 27/سبتمبر/2017 - 04:55 م
طباعة السلفيون وهدم ضريح
 
في الوقت الذي تحاول فيها المملكة الوهابية السعودية ان تلحق بركاب الحضارة وتعطي الحق للمرأة في قيادة السيارة، هذا الحق الذي حمته منها فتاوى الوهابية لزمن طويل، مما يعطي اشارة البدء لهذه المملكة التي راعت كثيرا الفكر الوهابي وقامت بنشره على مستوى العالم الاسلامي، بالتخلي عن هذا الفكر ومحاولاتها للتخلي عن هذه الفتاوى التي تتعارض مع التطور الاجتماعي والثقافي للشعوب، تقود الدعوة السلفية هجمة جديدة ضد فصيل مهم وفاعل في الحياة الدينية المصرية هو "الفصيل الصوفي"، بمطالبات لقيادات الدعوة السلفية بهدم أضرحة أولياء الله الصالحين هذا المطلب المتجدد من وقت لآخر تماشيا مع قيام المملكة بفكرها الوهابي في الربع الأول من القرن الماضي حيث قام الوهابيون في المملكة العربية السعودية بهدم قبور أئمة البقيع والعديد من آثار الرسول وأهل بيته وبعض أصحابه المقربين، وقبل سنوات هدم (المجاهدون) ثم (الطالبان) في أفغانستان القبور والمعابد، وتكرر الامر نفسه في شمال مالي. 
واليوم طالب سامح عبد الحميد حمودة، القيادي السلفي بإزالة ضريح الإمام الحسين من قِبل الدولة، وذلك بمناسبة قدوم ذكرى عاشوراء لكي لا يتم استغلاله من قِبل الشيعة.

السلفيون وهدم ضريح
وقال حمودة في تصريحات صحفية إن الضريح ليس فيه الحسين؛ فالحسين رضي الله عنه قُتل في كربلاء بالعراق، ومسجد الحسين في القاهرة لا يوجد به رأس الحسين كما يكذب الشيعة، مضيفًا أن هذا المسجد تم بناؤه بعد مقتل الحسين بمدة كبيرة، وبناه العُبيديون الذين يُقال لهم الفاطميون وهم شيعة، وكذبوا وزعموا أنهم حصلوا على رأس الحسين ودفنوها بالقرب من الجامع الأزهر مكان مسجد الحسين الحالي.
وتابع: العجيب الزعم بأن الحسين مدفون في عدة أماكن مثل كربلاء والنجف والشام ومصر، والحقيقة التاريخية أن رأس الحسين مدفونة في البقيع بالمدينة المنورة، وأما مسجد الحسين في القاهرة فليس فيه الحسين رضى الله عنه.
وأكد أن ذلك الضريح المنسوب كذبًا للحسين يدخله الجهلة ويمارسون فيه أنواعًا من الشرك والبدع، وينادون الحسين ليرزقهم أو يُعطيهم الذرية أو يشفيهم أو يفك عنهم الكربات، وهذا من الشرك، لأن الذي يرزق المال والأولاد ويشفي الأمراض ويفك الكربات هو الله تبارك وتعالى وليس العباد.
واختتم حمودة تصريحاته قائلاك "الشيعة يستغلون المسجد لنشر التشيع والتوغل بين الناس، وغزو مصر ببدعهم وانحرافاتهم وخرافاتهم، ويسبون الصحابة الكرام مثل أبي بكر وعمر وعائشة وغيرهم من الصحابة.
ويجمع الباحثون أن هدم الاضرحة والقبور والاثار والمشاهد التاريخية هو نهج حديث يعود إلى الحركة الوهابية، وهي الحركة التي ينتسب إليها معظم السلفين المتطرفين. والسلفية الوهابية التي قامت في منطقة نجد وسط شبه الجزيرة العربية في أواخر القرن الثاني عشر الهجري، الموافق للثامن عشر الميلادي على يد محمد بن عبد الوهاب (1792- 1703) ومحمد بن سعود حيث تحالفا لنشر الدعوة السلفية، وقد كانت بدايتهما في الدرعية، إذ أعلن محمد بن عبد الوهاب الجهاد فشن سلسلة من الحروب (وكانوا يسمونها بالغزوات) صادروا فيها أموال خصومهم من المسلمين بشبه الجزيرة (وكانوا يسمونها بالغنائم)وخسر العديد من المسلمين أرواحهم نتيجة هذه الحروب، واعتبرتهم مصادر عديدة أنهم بذلك خرجوا على الخلافة الاسلامية التي كانت تحت حكم العثمانيين، بينما اعتبرها الوهابية إقامةً لدولة التوحيد والعقيدة الصحيحة وتطهيرًا لأمة الإسلام من الشرك، والتخلص من العادات والممارسات التعبدية التي انتشرت في بلاد الإسلام وتراها الوهابية مخالفة لجوهر الإسلام التوحيدي مثل التوسل والتبرك بالقبور وبالأولياء، الأمر الذي جعل العديد من العلماء السنة يرى في اتهام محمد عبد الوهاب ومريديه للآخرين بالشرك مواصلةً لطريقة الخروج في الاستناد لنصوص الكتاب والسنة التي نزلت في حق الكفار والمشركين وتطبيقها على المسلمين.
السلفيون وهدم ضريح
وعقب قيام الثورة المصرية في يناير 2011، قام السلفيين بمحاولات لهدم الاضرحة وقد رفض الأزهر الشريف أفعال السلفية، وجاء ذلك على لسان أحمد الطيب شيخ الأزهر، والذي يعتبر أحد كبار مشايخ الصوفية، ووصف السلفيون في لقاء مع بعض مؤيديه، بأنهم "خارجون عن الإسلام"، وأوضح أن "من يحرمون الصلاة في المساجد التي يوجد بها أضرحة هم أصحاب فكر فاسد، والصلاة ليست باطلة وإلا كانت الصلاة في المسجد النبوي باطلة ولأبطلت صلواتهم أيضًا والمسلمين منذ 1400 عام"، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل قال فيهم أيضًا "هؤلاء على استعداد أن يتصالحوا مع نتانياهو ولا يتصالحون مع السيد البدوي رضى الله عنه، فهؤلاء خارجون عن إجماع المسلمين".
وفي السياق نفسه الشيخ علي أبوالنجا أستاذ العقيدة في جامعة الأزهر إن الخلاف بين السلفيين والصوفيين قديم جدًا، وأوضح أن الفريق الأول ينظر للأخير بوصفه مشرك، أو كافر، لأنه يتبرك بالأضرحة ويرفع آل البيت وأولياء الله الصالحين لمراتب الأنبياء والصحابة، بل يرفعون بعض مشايخهم إلى مرتبه الإله. مما يستوجب قتالهم وقتلهم، فيما يرى الصوفيون أن السلفيين متشددون، ولا يفهمون صحيح الإسلام، ويكذبون على الرسول، من خلال أحاديث موضوعة أو إسرائيليات، وأنهم يعملون لحساب الحكام، ويتخذون من مبدأ التقية دستورًا لممارسة الدعوة.
وأشار إلى أن الجانبين لديهما أفكار مغلوطة، ويجب التصدي لهما من جانب الأزهر، وأضاف أن ظهور تلك التيارات والمذاهب جاء نتيجة لتراجع دور الأزهر كمؤسسة تعلم الناس الدين الإسلامي المعتدل، بدون مغالاة أو تفريط، ولن يختفي هؤلاء إلا لو عاد علماء الأزهر إلى العمل بجد، مع ضرورة فتح وسائل الإعلام أمامهم، فقد كان التليفزيون الرسمي في السابق مفتوحًا أمام السلفيين والصوفيين، من أجل تغييب المصريين، من خلال الحديث عن أوصاف الجنة والنار.
وأرجع الصراع بين الجانبين حاليًا نتيجة لارتداء كلا الفريقين لباس السياسة، وسعيه نحو الحصول على مكاسب سياسية بعد نجاح الثورة في الإطاحة بالنظام السابق. محذرًا من أن اندلاع فتنة كبرى بين الطرفين، قد تحرق مصر كلها، لأن كلاهما لديه أتباع تقدر أعدادهم بالملايين.
وما يفعله سامح عبد الحميد الان ما هو الا اثارة فتنة جديدة خصوصا حينما يوجه سهامه الى ضريح الحسين المعروف ارتباط كثير من الشعب المصري بهذا الضريح وان هؤلاء يرتبطون بالمذهب السني وليس المذهب الشيعي خلافا لما يروج له سامح عبد الحميد، ولو الموضوع مرتبط بالشيعة فلماذا لا يطالب سامح عبد الحميد بهدم المسجد الأزهر فمن قام على بناءه هم الشيعة الفاطميون أيضا الذين قاموا ببناء مسجد الامام الحسين!
وتظل دعوة سامح عبد الحميد في الأخير دعوة للظهور الاعلامي للدعوة السلفية بعدما ابتعدت عنها الأنظار خلال الأشهر الفائتة حيث تم تدجينها من قبل النظام السياسي المصري واغلاق العديد من مساجدها ومنع مجموعة من قياداتها من الخطابة لما يحملوه من أفكار اقصائية ومتطرفة.

شارك