تقرير.. الارهاب والمواجهة في بريطانيا

الأربعاء 27/سبتمبر/2017 - 08:38 م
طباعة تقرير.. الارهاب والمواجهة
 
تواجه بريطانيا مؤخرا المزيد من التهديدات الإرهابية ، بل وتزايدت المخاوف الأمنية من هجمات إرهابية في الأماكن الحيوية داخل حدود بريطانيا ومدنها الرئيسية؛ لذا تبذل السلطات البريطانية جهود مكثفة في الآونة الأخيرة لمواجهة خطر الإرهاب والجماعات المتطرفة.
وكشفت التحقيقات البريطانية، بأن البعض تلك العمليات كانت تدار من خارج اوربا، ومن داخل معاقل التنظيم في سوريا والعراق وليبيا ودول اخرى. اجهزة الاستخبارات اكدت بان وسائل التواصل الاجتماعي عبر الانترنيت كانت الوسيلة المفضلة الى تنظيم داعش. العمليات من وحي داعش كانت ايضا القاسم المشترك لتلك العمليات، مع فرز البعض منها بانها كانت من تنفيذ عناصر حصلت على التدريب.
أبرز الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها بريطانيا خلال عام 2016 و 2017، في يوم 20 مايو 2016، أصيبت أربع نساء في عمليةِ طعنٍ نفذها رجلٌ بعدَ ساعاتٍ فقط من إخلاء الشرطة سبيله قربَ متجرٍ ضخمٍ غرب لندن، وفقا للمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات.
وفي يوم 3 أغسطس 2016، قُتِلت سائحة أمريكية وأصيبَ خمسة أشخاصٍ إثرَ عمليةِ طعنٍ في ميدانِ “راسل سكوير”وسطَ لندن ، ومنفذ الحادث رجل نرويجي من أصول صومالية وكانت دوافعه أمورا تتعلق بالصحة العقلية.
ويوم 22 مارس 2017 قامَ مهاجم بدهسِ مجموعةٍ من المارة على جسرِ و”يستمنستر” ثم قامَ بعدها بطعنِ ضابطِ شرطة ، ما أدى إلى مقتلِ 3 أشخاص , ويدعى منفذ العملية “خالد مسعود” 52 عام بريطاني الجنسية، وتبنى تنظيمُ داعش الإرهابي الهجوم.
قُتل 22 شخصا وأُصيب نحو 50 آخرين ، يوم 22 مايو 2017 ،في انفجار بقاعة للحفلات الموسيقية في مدينة “مانشستر” بشمال بريطانيا،ويدعى منفذ العملية “سلمان العبيدى” البالغ من العمر 22 عاما من أصول ليبية ويقطن في لندن ، وتبنى تنظيمُ داعش الإرهابي الهجوم.
كما دهست شاحنة المارة على الجانب الجنوبي من جسر لندن، في يوم 3 يونيو 2017 ، قبل أن يترجل المهاجمون من الشاحنة و يبدءوا في طعنهم بالساكنين، وأسفر الهجوم عن مقتل سبعة أشخاص وجرح 48 آخرين،ونفذ العملية ثلاثة أشخاص ، ويدعى منفذوا العملية “يوسف زغبة” 22 عاما إيطالى الجنسية من أصول مغربية،و”خرام بات “27 عاما هو مواطن بريطاني مولود في باكستان، و”رشيد رضوان” 30 عاما مغربي .
وفي رد فعل علي هذه العمليات، اعتقلت الشرطة البريطانية  يوم 26 مايو 2017، شخصا في منطقة “موس سايد” في مانشستر يشتبه بصلته بالهجوم الذي شهدته مدينة “مانشيستر”.
كما اعتقلت الشرطة البريطانية 12 شخصا يوم 4 يونيو 2017، وشنت حملات دهم واعتقالات في حي” باركينغ ” شرقي لندن،بعد الهجوم الإرهابي الذي وقع في العاصمة اللندنية
وفي يوم 16 يونيو 2017  اعتقلت الشرطة البريطانية ، رجلا للاشتباه في حيازته سكينا خارج قصر “ويستمنستر”وتم إغلاق المدخل المؤدي للبرلمان.
كما اعتقلت الشرطة البريطانية، يوم 1 يوليو 2017، 5 أشخاص يشتبه بتخطيطهم لهجمات إرهابية، وذلك خلال عمليات أمنية نفذتها جنوب لندن وفي مطار “هيثرو” بالعاصمة، ويوم 7 يوليو 2017  ألقت الشرطة البريطانية القبض على شاب عمره 19 عاما، في مطار بشمال إنجلترا، للاشتباه في صلته بهجوم على حفل موسيقي بمدينة مانشستر أودى بحياة 22 شخصا.
وكذلك اعتقلت الشرطة البريطانية  في يوم 2 أغسطس 2017 رجلا يبلغ من العمر 49 عاما، في مطار “ساوث إند” بالقرب من العاصمة لندن، للاشتباه في تحضيره بالقيام بعمل إرهابي.
خريطة التهديدات الإرهابية في بريطانيا
نشرت صحيفة “صنداي تايمز” ملخص دراسة هي الأولى من نوعها في أوروبا، تتناول “خريطة الإرهاب في بريطانيا” بدراسة العمليات والتهديدات الإرهابية منذ 1998 إلى عام 2016 ، وتجيب الدراسة، الواقعة في ألف صفحة عن أسئلة من قبيل: أين يعيش الإرهابيون؟ ما الذي أثر فيهم؟ وما هي طبيعة الأحياء والمناطق التي نشأوا فيها؟ وذلك عبر دراسة تفاصيل 269 قضية أدين فيها إرهابيون و400 اعتداء اعتبر إرهابيا.
وتدحض الدراسة التي أعلنها نائب مفوض الشرطة لمكافحة الإرهاب، عدة مقولات راسخة حول الإرهابيين وأسباب تطرفهم، ومن الملامح الأساسية للدراسة أن نسبة أقل من المسلمين في بريطانيا يعيشون في مناطق لا يندمجون فيها، ومن هذه المناطق يأتي أغلب الإرهابيين.
على سبيل المثال، في برمنغهام، يوجد أغلب الأحياء الخمسة (من بين 9500 حي) التي أتى منها 26 إرهابيا مدانا (10% من الإجمالي في بريطانيا في الفترة محل الدراسة)، هذا على الرغم من أن عدد المسلمين البريطانيين في برمنغهام كلها أقل كثيرا من عددهم في مناطق أخرى تشهد اندماج المسلمين في المجتمع.
كما تبين الدراسة أيضا أن الأغلبية من هؤلاء ليسوا “ذئابا منفردة”، بل ارتبطوا بشكل أو بآخر بمنظمات إرهابية، وتحتل مجموعة “المهاجرون” التي يتزعمها أنجم شودري المرتبة الأولى.وينفي ذلك مقولات شائعة بأن أغلب هؤلاء يتطرفون نتيجة قضائهم أوقاتا طويلة على الإنترنت. لكن الدراسة تؤكد حقائق شائعة أخرى من قبيل أن أغلب هؤلاء شباب وأغلبهم ذكور.
ويستنتج التقرير أيضا أن مشاركة النساء في عمليات الإرهاب، على قلة عددهن، تضاعفت ثلاث مرات في تلك الفترة. وأن عمليات الطعن والتهديد بالذبح تضاعفت من 4 في الفترة من 1998 – 2010 إلى 12 في السنوات الخمس الأخيرة.
ووضع المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات عدة امور من اجل مواجهة الارهاب، في مقدمتها مراجعة بريطانيا  سياساتها الامنية في ظل استمرار عمل خلايا تنظيم داعش من الداخل.

شارك