داعش على وشك الانهيار بسوريا..ودمشق ترحب بالحوار مع الأكراد

الخميس 28/سبتمبر/2017 - 08:32 م
طباعة داعش على وشك الانهيار
 
الجيش السوري يتقدم
الجيش السوري يتقدم
كشفت تقارير أن تنظيم "داعش" أصبح على وشك الانهيار كمشروع "دولة" تسيطر على مناطق واسعة، بفضل القوات السورية والروسية، وأن التنظيم يتحول إلى "شبكة" تشبه "القاعدة"، وبفضل الخطوات العسكرية الفعالة، أصبح "مشروع دولة داعش" في المرحلة الأخيرة من وجوده.
من جانبه حقق الجيش السوري تقدما كبيرا وبات يحاصر تنظيم "داعش" في مدينة دير الزور بشكل كامل، إلى جانب تطويقه ما تبقى للإرهابيين من مناطق على الضفاف الشرقية لنهر الفرات قبالة المدينة، وكشفت تقارير أن الجيش نفذ عمليات دقيقة وخاطفة على تحصينات وتجمعات لتنظيم "داعش" على المحور الشمالي الشرقي لدير الزور، سيطر خلالها على عدة نقاط باتجاه قرية حطلة فوقاني، بعد تكبيد التنظيم خسائر.
وخاض الجيش، على الجزيرة النهرية في أطراف المدينة، اشتباكات عنيفة مع من تبقى من مسلحي التنظيم في حويجة صكر وأوقع قتلى ومصابين في صفوفهم ودمر لهم تحصينات وآليات، ووقعت عملية اقتتال بين مجموعتين من تنظيم "داعش" في مدينة البوكمال بالريف الشرقي للمدينة، قتل خلالها 4 مسلحين على الأقل، ما يدل على الانهيارات في صفوف التنظيم بفعل الخسائر الكبيرة التي يكبدها نتيجة العمليات العسكرية المكثفة.
استمرار المعارك فى
استمرار المعارك فى سوريا
وكشف مراقبون تواصل المعارك العنيفة بين الجانبين على محاور في الضفاف الشرقية لنهر الفرات، التي تمكن الجيش من العبور إليها قبل 10 أيام، مؤكدين إحكام الجيش سيطرته على أجزاء من طريق دير الزور – البصيرة الواقع على الضفاف الشرقية لنهر الفرات.
مع اندلاع اشتباكات في حي الصناعة ومناطق أخرى في مدينة دير الزور، مع استمرار التنظيم بمحاولاته الفاشلة لكسر الطوق الذي فرض عليه، بينما تضيق قوات الجيش الطوق أكثر فأكثر على "داعش"، بدعم جوي مكثف على محاور القتال في المدينة وريفها.
من ناحية أخري أعلنت وزارة الخارجية السورية مطالبتها مجلس الأمن مجددا، بالعمل الفوري لوقف "الجرائم الوحشية والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان التي يرتكبها التحالف الدولي".، وتمت الاشارة إلى رسالتين وجهتا إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول مواصلة "التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة جرائمه واعتداءاته على سيادة الأراضي السورية والمدنيين الأبرياء من أبناء الشعب السوري".
كانت دمشق اتهمت التحالف الدولي بتنفيذ غارة يوم الأربعاء الماضي، على مدينة الرقة وريف دير الزور الشمالي قتل جراءها 22 مدنيا.
دعم روسي لانجاح العمليات
دعم روسي لانجاح العمليات العسكرية لطرد داعش
ونقلت تقارير أن الرسائل أشارت إلى "طائرات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة دون تفويض من مجلس الأمن، قصفت أحد منازل المواطنين في حارة البدو بمدينة الرقة ما تسبب باستشهاد 11 مدنيا معظمهم نساء وأطفال".، وأن 11 شخصا آخرين، كلهم من عائلة واحدة، قتلوا في ريف دير الزور الشمالي جراء غارات نفذها طيران التحالف الدولي على قرية الشهابات، كما وقع دمار كبير في عدد من المنازل والبنى التحتية، وفقا للمصادر الأهلية.
كان التحالف اعترف في يونيو الماضي، باستخدامه قنابل الفوسفور الأبيض في غاراته بمحافظة الرقة، مصرا على أن ذلك يتوافق بشكل تام مع قواعد الاشتباك، نافيا تقارير عن سقوط ضحايا بين المدنيين جراء هذه الغارات.
وعلى صعيد اخر أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن دعمها لاستعداد الحكومة السورية للحوار مع أكراد سوريا حول مسألة الحكم الذاتي، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم حول استعداد دمشق لبحث الحكم الذاتي مع أكراد سوريا بعد القضاء على إرهابيي "داعش" بشكل كامل، لفتت انتباه موسكو.
أكدت زاخاروفا: "نرحب بموقف الحكومة السورية وندعم جهودها الرامية إلى تحقيق الوفاق الوطني وتهيئة الظروف الملائمة لتعايش مختلف مكونات المجتمع السوري وطوائفه في إطار دولة سورية موحدة".
استمرار المعارك فى
استمرار المعارك فى سوريا
وأكدت الدبلوماسية الروسية بدء عمل آلية روسية سورية أممية مشتركة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى السوريين، مشيرة إلى أن الآلية الثلاثية، التي ترمي إلى معالجة المشاكل المتعلقة بتزويد السوريين بالمساعدات الإنسانية، قد عقدت اجتماعين لها في دمشق.
كما نفت وزارة الدفاع الروسية تقارير أشارت إلى اختطاف اثنين من العسكريين الروس في محافظة دير الزور السورية من قبل مسلحين من تنظيم "داعش" الإرهابي، وقال متحدث باسم قاعدة "حميميم" الجوية "جميع العسكريين الروس الموجودين في الجمهورية العربية السورية أحياء وبصحة جيدة ويقومون بتنفيذ مهماتهم وفقا لاختصاصاتهم. ولم تكن هناك أي حوادث اختطاف أو خسائر في صفوف القوات الروسية في محافظة دير الزور أو غيرها من مناطق سوريا".
كانت قد وردت في وسائل إعلام في وقت سابق تقارير حول خطف تنظيم "داعش" الإرهابي اثنين من العسكريين الروس في دير الزور.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تعليقا على سؤال بهذا الشأن إنها لا تستطيع تأكيد أو نفي تلك التقارير، مشيرة إلى ضرورة التدقيق فيها.
المتحدث الرسمي لوزارة
المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا
من جانبها قال مدير قسم الخارجية الروسية لشؤون التحديات والتهديدات الجديدة إيليا روجاتشوف أن تنظيم "داعش" أصبح على وشك الانهيار كمشروع "دولة" تسيطر على مناطق واسعة، بفضل القوات السورية والروسية، وأن التنظيم يتحول إلى "شبكة" تشبه "القاعدة".، موضحة انه  "بفضل الخطوات العسكرية الفعالة، وقبل كل شيء من قبل الجيش السوري والقوات الجوية الفضائية الروسية، أصبح "مشروع دولة داعش" في المرحلة الأخيرة من وجوده، والمناطق الخاضعة لسيطرته تتقلص".
أشار روجاتشوف إلى أن التنظيم الإرهابي لا يزال قادرا على البقاء، رغم أنه لا يزدهر، كما كان عليه الحال قبل سنتين، مضيفا أن "داعش" لا يزال يحصل على أموال كبيرة، بما في ذلك من الخارج.
أكد الدبلوماسي الروسي أن قضية تزويد التنظيم بالأسلحة من الخارج لا تزال مطروحة، مشيرا إلى أن إرهابيي "داعش" تمكنوا من الاستيلاء على جزء من أسلحة الجيش العراقي والأسلحة المخصصة للمعارضة السورية "المعتدلة"، إضافة إلى صنع بعض الأسلحة محليا وشراء جزء آخر في السوق السوداء، منوها إلى أنه "من الواضح أن كل ذلك لا يكفي لخوض المعركة في عدة جبهات على مدة ست سنوات دون الافتقار إلى الأسلحة أو الذخائر".
أكد الدبلوماسي الروسي أن تنظيم "داعش" الإرهابي يتحول إلى شبكة على غرار تنظيم "القاعدة"، تنتشر في مختلف أنحاء العالم، وقال: "يمتلك داعش أكثر فأكثر ملامح منظمة نعرفها مثل "القاعدة"، أي يتحول إلى منظمة بنظام تحكم أفقي وخلايا مستقلة في أقاليم ومناطق مختلفة"، موضحا أن تلك الخلايا "مستقلة عن بعضها البعض، وتربطها عقيدة مشتركة أكثر من أي قنوات اتصال مادية أو تدفق أموال أو أي شيء آخر".
أشار روجاتشوف إلى أن الإرهابيين المرتزقة الذين تدفقوا إلى سوريا والعراق للقتال في صفوف "داعش" يهربون من هناك الآن ويعودون إلى أوطانهم.

شارك