توالى الاستقالات داخل "البديل من أجل ألمانيا"..واتهامات للإعلام بتصعيده

الخميس 28/سبتمبر/2017 - 09:06 م
طباعة توالى الاستقالات
 
انتقادات حادة من
انتقادات حادة من حزب البديل لميركل
رغم حصول "حزب البديل من أجل ألمانيا" على 12.6% من أصوات الناخبين، فى الانتخابات التشريعية التى أجريت مؤخرا، تتوالى الاستقالات الداخلية فى مختلف فروعه، وهو ما ينبيء بمزيد من التطورات التى تواجه الحزب الذى تأسس قبل أربع سنوات فقط، وسط اتهامات لوسائل الاعلام بلعب دور كبير فى حصوله على هذه النتيجة.
من جانبه أعلن بيرنارد فيلت، رئيس فرع "حزب البديل من أجل ألمانيا" بولاية ميكلنبورغ فور بومرن انفصاله عن هذا الحزب اليميني الشعبوي، وذكر فيلت أن السبب يرجع لعدم نأي الحزب بنفسه عن استخدام العنف ولا عن التطرف اليميني. وينضم فيلت لأربعة نواب عن "حزب البديل من أجل ألمانيا" تركوا كتلة الحزب بداية الأسبوع الجاري، وأعلنوا تأسيسهم كتلة جديدة باسم "مواطنو ميكلنبورغ فوربومرن".
كانت فراوكه بيتري، الرئيسة الاتحادية للحزب، أعلنت من قبل أنها لا ترغب في الانضمام إلى الجناح الجديد، ثم أعلنت بعد ذلك خروجها من الحزب كلية.
البرلمان الالمانى
البرلمان الالمانى
ويري محللون انه بخروج كريسل فايسيج تعلن سياسية جديدة من جناح "مواطنو ميكلنبورغ فوربومرن" رغبتها في ترك حزب البديل من أجل ألمانيا. أما لايف إريك هولم، المتحدث المتبقي باسم فرع الحزب في الولاية، فقد أشاد باستقالة فيلت وإعلانه الخروج من الحزب كلية، قائلاً إن هذا الأمر ضروري. وأضاف هولم قائلاً: "بعد الانقسام غير المسؤول في إطار العمل المكثف
لبيتري، كان البقاء في حزب البديل أمراً يصعب على فيلت شرحه للناخبين والأعضاء على حد سواء".
أوضح هولم أن فيلت وفايسينج دخلا إلى البرلمان الألماني "بوندستاغ" على قائمة الحزب في الولاية، ومن ثم فإن قيادة الحزب تتوقع أن يتخليا عن عضويتهما البرلمانية. إلا أنهما يرفضان ذلك. 
وما يزال هولم رئيسا لكتلة الحزب في برلمان الولاية بعاصمتها شفيرين، حيث تم اختياره لهذا المنصب يوم الأحد الماضي، ويتوقع أن يتخلى هولم عن عضويته.
 وقال كاي حافظ الباحث الألماني المتخصص في التغطية الإعلامية أن وسائل الإعلام تتحمل المسؤولية في صعود حزب البديل من أجل ألمانيا، ويرى أن الصحفيين اهتموا كثيرا بحزب البديل من أجل ألمانيا، ويضيف "أكثر بكثير من كل الأحزاب الصغيرة مثل اليسار أو الخضر". و"الكارثي" في رأي حافظ هو استمرار طرح موضوعات ركز عليها حزب البديل من أجل ألمانيا، وحتى بدون مشاركة ممثلين عن الحزب اليميني الشعبوي. ففي السنة الماضية مثلا تم تقديم 50 برنامجا حواريا حول موضوع اللاجئين في التلفزة العامة بألمانيا.
وانتقد حافظ الصحفية "آنا فيل"، التي تقدم أحد أهم البرامج الحوارية على القناة الأولى، ويحمل البرنامج اسمها ويعرض في ساعة الذروة مساء الأحد، وهي استضافت المستشارة أنجيلا ميركل في حلقة خاصة. الباحث الألماني اتهم الصحفية المعروفة بأنها حصرت أسئلتها للمستشارة وفق رؤية هذا الحزب، ويضيف: "الأمر كان أحادي الجانب بكثير، وحتى خلال المناظرة التلفزيونية الأخيرة بين ميركل وشولتس منافسها الاشتراكي الديمقراطي سيطرت الموضوعات التي يطرحها حزب البديل من أجل ألمانيا على الحديث".
رئيسة حزب البديل
رئيسة حزب البديل اليميني الشعبوي
أشارت آنا فيل إلى أنها لم تستضف ممثلي حزب البديل في برنامجها سوى مرتين في عام 2017. وقال الفريق العامل معها "موقفنا تجاه حزب البديل من أجل ألمانيا هو الموقف ذاته تجاه ممثلي الأحزاب الأخرى أي التعامل بموضوعية وانتقاد". وأضاف أنه حتى في المستقبل سيتم مراعاة أن يساهم ممثلو جميع الأحزاب بصفة موضوعية في البرامج.
نوه كاي حافظ بأنه يجب مراجعة أسس العمل في القنوات وأقسام التحرير. الصحفيون ورؤساؤهم يركزون كثيرا على الرفع من عدد القراء والمشاهدين والمستخدمين، وذلك حاصل كذلك حتى في القنوات العامة التي لا تعتمد على مداخيل الدعاية. ويضيف حافظ بأن "ما تحدثه الإثارة يتناسب مع مطالب السوق وله قيمة إخبارية ـ وهذا يعرفه أيضا الشعبويون، ولذلك هم يقولون هذه الأشياء الشنيعة، لأنهم يدركون أن وسائل الإعلام ستتعامل معها".
اقترح حافظ أسلوب عمل آخر: "النظرية العامة التقليدية لا تسأل عما هو جيد في السوق، بل تسأل عن الأهمية السياسية. وعلى هذا الأساس سيكون حزب البديل من أجل ألمانيا مثيرا للاهتمام عندما يقدم مساهمة جوهرية في بناء السياسة".
أضاف حافظ بأن اليمين الشعبوي يحاول ضمان "تأمين مزدوج" له. "فهو يثير من جهة وسائل الإعلام في ردود فعله التلقائية المرتبطة بالسوق، ومن جهة أخرى يؤمن نفسه بألا يتم تجاهله". ولا يحق لوسائل الإعلام أن تنزلق في هذه الثغرة.
أضاف بقوله "الظهور الأول لساسة حزب البديل من أجل ألمانيا في البرلمان سيثير انتباها كبيرا. لكن عندما يكون الحزب مجبرا على الكشف عن مواقفه تجاه الرعاية الاجتماعية وسن التقاعد أو نظام الصحة مثلا في ألمانيا، فقد يتلاشى الاهتمام به.
يذكر أن الحزب حصد 94 مقعداً في البرلمان الألمانى البالغ عدد مقاعده 709 مقاعد، ليصبح بذلك ثالث أكبر كتلة برلمانية بعد "التحالف المسيحي الديمقراطي" الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل .

شارك