البابا والسلام المزمع والإسلام الأصولي

الثلاثاء 03/أكتوبر/2017 - 09:41 م
طباعة البابا والسلام المزمع
 
نشر معهد "جيت ستون"، مركز أبحاث السياسة الدولية، مقالًا حول تعاون الأزهر والفاتيكان لنبذ التطرف ونشر السلام، المقال الذي نشر أول أمس الأحد 1 أكتوبر 2017، وعنوانه" البابا والسلام المزمع والإسلام الأصولي"، والذي سخر فيه كاتب المقال ويدعى (أ .ز .محمد)، من محاولات التقارب بين الفاتيكان والأزهر  لنبذ التطرف ومحاربة الإرهاب، المقال الذي ترجمته نصًا بوابة الحركات الإسلامية".

"في 20 سبتمبر 2017 قام وفد من رابطة العالم الإسلامي بالإشادة لموقف البابا فرانسيس الرافضة بربط لعنف الدائر بالدين الإسلامي، وذلك في أعقاب زيارته إلى الفاتيكان، وخلال الاجتماع التاريخي، تبادل فيها الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، محمد عبد الكريم العيسى والبابا الهدايا، وقدموا تقارير لتعزيز التعاون في كافة المجالات بين الفاتيكان والرابطة؛ لنشر ثقافة السلام والوئام.

في اليوم التالي، عقد المجلس البابوي للحوار بين الأديان والمجلس اجتماعًا غير رسمي، أكد فيه ما يلي:
- إن الدين والعنف لا يتوافقان معًا.
- الديانات هي مصادر أخلاقية للمساهمة في نشر الأخوة والسلام.
- تستلزم ظاهرة الأصولية، خاصة المرتبطة بالعنف بذل جهود مشتركة بيننا لمواجهتها.
- في المواقف التي لا يتم فيها احترام حرية العقيدة والدين، تستلزم الحاجة الملحة لمعالجة هذه المواقف بشكل صارم، وتجديد "الخطاب الديني" ومراجعة الكتب المدرسية.

واتفق الجانبان (الفاتيكان ورابطة العالم الإسلامي) على تشكيل لجنة دائمة مشتركة في المستقبل القريب؛ لنشر هذه المبادئ.

الأمر نفسه الذي اتخذه قادة جامعة الأزهر بالقاهرة، أكبر جامعة لتعليم المذهب السني في العالم، وذلك في مؤتمر السلام الدولي الذي عقد في أبريل 2017، بعدما ألقى البابا فرانسيس خطابًا لاقى استحسان الحاضرين، الخطاب الذي تجنب فيه فرنسيس انتقاد ممارسات المسلمين، الذين يعتبرون أن المسيح هو نبيًا فقط، بيد أن البابا فرانسيس حذف بوضوح أي ذكر صريح لاسم الرب، وفضل التركيز بشكل أعم على "الله".

وتشمل النقاط الرئيسية التي حملها خطاب البابا في: 
- نؤمن بالله لكننا نرفض العنف لكي يؤمن به الآخرون، لأن العنف ينفي تعاليم الدين الحقيقية.
- القصد من أي دين هو تعزيز السلام، الذي تريده البشرية اليوم أكثر من أي وقت مضى، ولذلك فالناس تدعو لبعض بالدعاية.
- ما تحتاجه البشرية اليوم هو صانعو السلام، وليس صانعي الحرب والدمار، دعاة التعايش والمصالحة وليس المحرضين على التدمير.

وقال الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر في كلمته: "إن الإنسانية تطمح لقيم السلام والعدل والمساواة وحقوق الإنسان بغض النظر عن الدين أو اللون أو العرق أو اللغة ". وأضاف:
"نحن بحاجة إلى تحرير صورة الأديان من المفاهيم الخاطئة، وسوء الفهم، والممارسات الخاطئة، والتدين الكاذب الملصق بها، وهذه الشرور تتسبب في الصراعات، وتُشَرِّع للكراهية، وتحرض على العنف، لا ينبغي أن نحمل الدين مسؤولية الجرائم ممارسات مجموعة صغيرة من الأتباع".

لتتطابق رسالتا القاهرة وروما فيما يخص منظورهم للدين، فحملت رسالة الأزهر في القاهرة والفاتيكان في روما أن الدين هو السفينة التي يتم من خلالها تحقيق السلام، وأنه لا الإسلام و لا المسيحية تحض على العنف.
رغم أنه قبل أقل من ثلاثة أسابيع في مصر، قام الإرهابيون بتفجير كنيستين قبطيتين، وقتل العشرات من الأبرياء في يوم أحد الشعانين، متغافلين مثلًا أن المملكة العربية السعودية التي تمول ومؤسسة رابطة العالم الإسلامي، هي نفسها الممول وراعية الوهابية المتطرفة.

الأمر نفسه الذي حدث من رئيس الكنيسة الكاثوليكية الذي ينادي بأن ينادي بإحياء السلام والتعايش السلمي في الوقت الذي أقام فيه علاقات مع مجموعات متطرفة يدعي أنه يدينها، في محاولة منه لتهدئة المسلمين.

ويسخر كاتب المقال من موقف البابا تجاه الإسلام، مسلطًا الضوء على رابطة العالم الإسلامي والأزهر بأنهم ينشرون الفكر المتشدد، قائلًا: "يبدو أن البابا لا يدرك طبيعة رابطة العالم الإسلامي والأزهر، وإذا كان الأمر كذلك، فإليك وصف مختصر لكل منها: إن رابطة العالم الإسلامي، التي تأسست في عام 1962 ومقرها في مكة المكرمة، تصف نفسها على النحو التالي "رابطة العالم الإسلامي هي منظمة إسلامية غير حكومية، دولية، مقرها مدينة مكة المكرمة. والهدف منها توضيح الرسالة الحقيقية للإسلام، وتشارك في نشر دين الإسلام، وتوضيح مبادئه ومعتقداته، ودحض أي ادعاءات مشبوهة وكاذبة توجه للدين".

كما يوضح الكاتب أهداف الرابطة قائلًا: إن الرابطة تسعى أيضا لإقناع الناس على الالتزام بوصايا ربهم، والابتعاد عن الأفعال المحظورة، الجامعة، التي توظف كل الوسائل التي لا تتعارض مع الشريعة لتعزيز أهدافها، ومن المعروف جيدًا رفضها لكل أعمال العنف بل تسعى إلى تعزيز الحوار مع أناس من ثقافات أخرى، والقائمين على رابطة العالم الإسلامي تسعى إلى إقامة نوع من الإسلام أن تلتزم بتعاليم الله والحفاظ على سنة نبيه محمد ".

ووفقًا لأحد المراكز الحقوقية فإن الرابطة لها علاقات تاريخية بجماعات متطرفة إسلاميًا، كما ثبت دعمها ماليًا لتلك الجماعات المتطرفة، من هذه الجماعات حماس، وجماعة "أبو سياف" وجماعة الإسلام والسنة، وتنظيم القاعدة، كما إنها توفر المنصات المحرضة ضد اليهود، وإسرائيل.

المقال يحرض أيضًا ضد مؤسسة الأزهر الشريف، فلم يكتف بانتقاده له، بل وجه إليه تهمة تفريخ الإرهابيين، فيقول: "يعد الأزهر أيضًا معسكرًا لتدريب متطرفين محتملين"، ووفقًا لتقرير سينثيا فرحات - زميلة في منتدى الشرق الأوسط فإن "العديد الإرهابيين الأكثر وحشية في العالم تلقوا تعليمًا دينيًا رسميًا".

وتقول الباحثة: "من المتوقع، نظرًا لطبيعة المواد التي تدرس هناك - المسيطر عليها بشكل غير رسمي جماعة الإخوان المسلمين لعقود - أن ترسخ لمفاهيم التطرف".
وادعى التقرير أن هناك العديد من الأصوليين الذين تخرجوا من جامعة الأزهر، الإرهابيين الأكثر وحشية في العالم وهم إما درسوا بالأزهر أو عملوا فيه، منهم على سبيل المثال، زعيم بوكو حرام، أبو بكر شيكاو، خريج، والزعيم الروحي لتنظيم القاعدة، عبد الله عزام، والذي درس بالجامعة، أيضًا أبو أسامة المصري، العقل المدبر لحادثة انفجار الطائرة الروسية فوق سيناء في عام 2015، وأيضًا الشيخ الأعمى عمر عبد الرحمن، وهو معلم أسامة بن لادن، وهو أحد زعماء القاعدة، والذي عمل أستاذًا بجامعة الأزهر.

وأشارت إلى أن الأزهر يرتبط ارتباطًا وثيقا بالأصولية والعنف، وأن الشخصيات والأكاديميات الإصلاحية في مصر دعت حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي مرارًا بتنقيح الأزهر ومناهجه من الفتاوى التكفيرية.

وأوصى كاتب المقال البابا فرنسيس أنه إذا أراد الانضمام أو إنشاء ائتلافات بين الأديان ضد الأصولية، فعليه التوقف عن مدح الجماعات الإسلامية المتطرفة، التي تمارس الإسلام بأشد أشكاله تدميرًا.

الخلاصة:
يعكس المقال أن كاتب أيضًا من المتطرفين المناهضين للإسلام، وأن المقال كان يحمل جانبًا تشاؤميًا تجاه مؤسساته الرسمية والوسطية، مدعيًا لبعض الأكاذيب التي لا تمت للواقع بشيء خاصة فيما يتعلق بمؤسسة الأزهر، وأنه مثلما يوجد هنا بعض المناهضين لأوروبا، نجد على الجانب الآخر هناك وجود مناهضين للإسلام ولمؤسساته كافة، دون تمييز بين الطيب منها والغث.

شارك