بعد مقتل قيادة جديدة من ميليشياته.. نزيف القادة عرض مستمر لحزب الله فى سوريا

الخميس 05/أكتوبر/2017 - 03:14 م
طباعة بعد مقتل قيادة جديدة
 
يبدو أن نزيف القادة سيكون عرض مستمر لحزب الله فى سوريا بعد مقتل قيادة جديدة  من مليشياته  واعترف الإعلام الحربي التابع لميليشيا "حزب الله" اللبناني في بيان له ، بمقتل قائدها العسكري علي الهادي العاشق الملّقب بـ(الحاج عباس) في سوريا، قبل يومين.
بعد مقتل قيادة جديدة
وأوضح البيان الذي أن عباس العشيق قتل على يد تنظيم "الدولة" قرب مدينة السخنة في منطقة البادية القريبة من تدمر بريف حمص في حين قالت حسابات على موقع تويتر مقربة من الحزب، أن القتيل كان قائد الكتيبة الأولى لقوات "الرضوان"، وقتل إثر تفجير سيارة مفخخة من قبل التنظيم واكتفى البيان بإعلان مقتل العشق، وعرض لمحة عن حياته في الميليشيا التي انتسب إليها في عام 1986، مشيراً إلى أنه شارك في قيادة العديد من العمليات العسكرية ضد من وصفهم بـ"التكفيريين" على الحدود اللبنانية الشرقية وفي العمق السوري، وأبرزها معارك القصير ومدن وقرى القلمون عام 2014، إضافة إلى معركتي جرود عرسال.
يشار أن ميليشيا "حزب الله" شاركت القتال إلى جانب قوات الأسد في نهاية 2012، وارتكبت الميليشيا اللبنانية عدة مجازر في مدن وبلدات سورية (منها القصير في حمص)، وعملت على تهجير أهالي مناطق حدودية مع لبنان بشكل قسري، في حين كشف تقرير "للمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات" أن قتال "حزب الله" في سوريا، جاء تنفيذاً لأوامر المرشد الإيراني، حيث يشير التقرير إلى أن الانضباط والروح المعنوية لدى مسلحي "حزب الله" على الجبهات في سوريا باتت شبه معدومة.
وخسرت الميليشيا الكثير من قادتها في سوريا، وذلك خلال المواجهات مع قوات المعارضة و"تنظيم "الدولة"، وتشير تقديرات استخباراتية غربية إلى أن الميليشيا فقدت على الأقل 1500 من مقاتليها منذ مساندتها لنظام الأسد وكانت مصادر مقربة من ميليشيا "حزب الله" أفادت قبل أيام، عن مقتل 8 من عناصر من الميليشيا وجرح ما يزيد عن 15 آخرين، في غارة جوية تم تنفيذها من قبل الطيران الروسي "عن طريق الخطأ" وقالت صحيفة الأخبار اللبنانية إن الحادثة التي اعتبرتها "الأولى من نوعها، من حيث حجم الخسائر البشرية"، نفذها سلاح الجو الروسي على أحد المواقع في محيط بلدة حميمة في أقصى ريف حمص الشرقي، ما تسبب في مقتل "العشرات من عناصر القوات الحليفة العاملة إلى جانب الجيش السوري في البادية".
 يذكر أن دراسة نشرتها مجلة نيوزويك  كشفت عن ان حزب الله خسر  نحو 1048 من مقاتليه في سوريا، بين 30 سبتمبر 2012 و10 ابريل 2017. مع ذلك، وفق نيوزويك، يجب التعامل مع هذا العدد كحد أدنى، لأن قيادة حزب الله لديها كل الأسباب لتقليل الخسائر. ومن شأن تقديم معلومات كاملة عن عدد القتلى أن يكشف مزيداً من المعلومات عن قواته لخصومه ومن بين مقاتلي حزب الله، تم التعرف على 60 شخصاً على أنهم قادة ميدانيون. لكن حزب الله، وفق المجلة، يتعامل بسرية مع الأماكن التي قتل فيها هؤلاء المقاتلين في سوريا. إذ يُعرف أماكن مقتل 143 شخصاً فقط من مجموع ما خسره من عناصر (35 في حلب، 58 في دمشق وريفها، 12 في حماه، 18 في حمص، 11 في إدلب، 6 في القنيطرة، 3 على الحدود اللبنانية- السورية). وهذه المعلومات مستقاة من مواقع إيرانية ومصادر المعارضة السورية.
بعد مقتل قيادة جديدة
ووفق نيوزويك، فإن ذروة ارتفاع عدد القتلى كانت في العام 2013. فقد خسر حزب الله نحو 100 مقاتل في شهر مايو 2013، بعد هجومه على مدينة القصير. وهي مدينة تقع استراتيجياً بين دمشق وساحل البحر الأبيض المتوسط وعلى مقربة من الحدود اللبنانية وفي يوليو 2014، خسر حزب الله 36 مقاتلاً مع استيلاء داعش على حقل للغاز في محافظة حمص وعلى قاعدة الفرقة السابعة عشر التابعة للجيش السوري بالقرب من الرقة. ما يشير إلى أن قوات حزب الله لعبت دوراً مهماً في المعركة. وبالمقارنة، قُتل 270 شخصاً من القوات النظامية السورية، وتم إعدام 200 منهم على الأقل بعد القبض عليهم.
ومن المحتمل، وفق المجلة، أن تعكس الوفيات التي وقعت في  فبراير 2015، وبلغ عددها 35، الهجوم المشترك الذي شنته قوات الجيش السوري الحر وجبهة النصرة على معاقل حزب الله في غرب القلمون بالقرب من الحدود اللبنانية. ومعدل الوفيات الشهري المرتفع في النصف الأخير من العام 2015 (217 عنصراً من  يوليو إلى ديسمبر )، هو حصيلة لا تنحصر بمعركة الزبداني في  يوليو 2015. لكنها تشير إلى بدء الحملة الجوية الروسية الأولى في سوريا.
أما المعارك التي اندلعت في  يونيو  أغسطس اكتوبر  2016 في ضواحي مدينة حلب المحاصرة، فكانت حصيلة خسائر حزب الله فيها نحو 50 عنصراً. وقد سقط إلى جانب مقاتلي حزب الله كحد أدنى في المعارك، منذ العام 2012، 482 مقاتلاً إيرانياً، و606 من الأفغان و88 من الجنسية العراقية وتخلص نيوزويك إلى القول إن طهران تخلت في البداية عن الانتشار الواسع النطاق للقوات الإيرانية في سوريا، وفضلت بوضوح نشر قوات حزب الله لكن ارتفاع معدل قتلى الحزب، أجبر إيران على نشر قوات الحرس الثوري والميليشيات الشيعية المتحالفة معها في سوريا لكن حزب الله لايزال يواجه تحدياً لكي يوازن بين نشر قواته في سوريا والحفاظ على وجوده المحلي، خصوصاً احتمال استفادة الجيش الإسرائيلي من مشاركته في الحرب السورية للهجوم على مواقعه في لبنان.
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان نزيف القادة   سيكون عرض مستمر لحزب الله فى سوريا بعد مقتل قيادة جديدة  من مليشياته   وان الامر سيستمر حتى بعد ان دخل الصراع السورى مراحله النهائية . 

شارك