بعد شهر من المعارك الدامية.. تحرير "مصراتة" من ميليشات "العمو"

السبت 07/أكتوبر/2017 - 03:52 م
طباعة بعد شهر من المعارك
 
بعد مرور شهر تقريبا علي الاشتباكات التي شهدتها مدينة  صبراتة الليبية، والتي اقتحمتها في 11 أغسطس الماضي جماعة مسلحة حيث استهدفت أحد التمركزات العسكرية التابعة لغرفة عمليات محاربة تنظيم داعش صبراتة، وفق ما أعلنته الغرفة في ذات اليوم.

بعد شهر من المعارك
وأعلنت الغرفة أنذاك أنها لن تتهاون مع أحد وردها لن يكون إلا قاسياً وما هذه الحادثة إلا خير دليل.
وأعلنت اليوم السبت 7 أكتوبر 2017، قوة تدعمها حكومة الوفاق الوطني الليبية أنها "طردت" من مدينة صبراتة الواقعة على بعد 70 كلم غربي العاصمة طرابلس، جماعة مسلحة يتزعمها أحد كبار مهربي البشر بعد أسابيع من المواجهات الدامية. 
وقال اللواء عمر عبد الجليل قائد "غرفة عمليات محاربة تنظيم الدولة - صبراتة" في فيديو بث عبر فيسبوك انه "تم تحرير المدينة وطرد المليشيات الإرهابية منها".
وقد بدأت المعارك الدامية في 17 سبتمبر الماضي بعد مقتل عضو في مجموعة أحمد الدباشي المكنى "العمو" على حاجز للقوة المؤيدة لحكومة الوفاق، وخلفت المعارك 39 قتيلا و300 جريح، بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة.
وأشاد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق التي دربت هذه المجموعة الامنية لطرد مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية، بهذا الاعلان، وعبر في بيان عن ارتياحه الكبير للتطورات الايجابية في صبراتة.
وقال فايز السراج رئيس حكومة الوفاق "إنها كانت على قدر المسؤولية، واستطاعت بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والعسكرية في الدولة إعادة الأمن للمدينة وضواحيها، وتأمين سلامة المواطنين وممتلكاتهم والمنشآت العامة".
وأكد السراج- في بيان له اليوم أن التعليمات صدرت لجميع الوزارات المختصة بحكومة الوفاق لتلبية الاحتياجات العاجلة للنازحين من المدينة، التي شهدت خلال الأسابيع الأخيرة اشتباكات بين "غرفة محاربة تنظيم داعش" و"الكتيبة 48" المتّهمة بتهريب المهاجرين غير القانونيين عبر سواحل صبراتة، وكذلك المتاجرة بالوقود الليبي المدعوم من الدولة.
ودعت غرفة عمليات محاربة تنظيم داعش في صبراتة وحكومة الوفاق، سكان المدينة الى الابتعاد عن أي عمل انتقامي.
وقال اللواء عبد الجليل: نهيب بكافة أهالي مدينة صبراتة للوقوف خلف المؤسسة العسكرية ودعمها حتى يتحقق الأمن بالمدينة وعلى كل من لديه مظلمة اللجوء إلى القضاء وعدم المساس بأملاك وأرواح المتهمين كما ندعو جميع المنتسبين إلى الجهات الأمنية بالمدينة الالتحاق بمقار عملهم ومباشرة أعمالهم دون تأخير.
وتندرج معارك صبراتة في اطار صراع بين مجموعات مسلحة للسيطرة على المدينة.
ومنذ سقوط معمر القذافي في 2011 غرقت ليبيا في صراعات بين مجموعات وفصائل مسلحة، في حين تتصارع على السلطة في البلاد سلطتان.من جهة حكومة الوفاق الوطني المستقرة في طرابلس ويدعمها المجتمع الدولي وحكومة مستقرة في شرق البلاد لديها جيش يقوده المشير خليفة حفتر.
وفي 17 سبتمبر كذلك نشرت الغرفة صورة تعبيرية وعليها جملة:  نحن لا ندعو للحرب ولكن لابد من الضرب على يد المارقين”، وأكدت بعدها على حقن دماء أبناء مدينة صبراتة وأنها مع التهدئة التي اتفقت بخصوصها مع الوفد المفاوض من قبل أعيان المدينة، مضيفة أن بما إن المليشيات لم تمتثل لنداءات التهدئة فإن الغرفة لن تتوقف عن دك معاقل المليشيات حتى تقضي عليها.
واندلعت الاشتباكات المسلحة في مدينة صبراتة، بين غرفة عمليات تحرير داعش و كتيبة أنس الدباشي التي يترأسها أحمد الدباشي الملقب بـالعمو، ودخلت المدينة في صراع مسلح بأسلحة متوسطة وثقيلة، أدّت إلى نزوح الأهالي من مناطقها، بعد أن سقطت قذائف عشوائية على المنازل والمحال التجارية ومؤسسات المدينة.
كانت نقلت جريدة ذا صنداي تايمز" البريطانية في أول سبتمبر ، أن أحمد الدباشي، قائد كتيبة انس الدباشي، قال إنه أبرم اتفاقا مع حكومة الوفاق الوطني في طرابلس لوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا.

بعد شهر من المعارك
ونشرت الغرفة مقاطع فيديو لعناصر ألقت القبض عليهم، يتبعون العمّو كشفت عن حقائق جديدة ومثيرة ، وأهمها أن هؤلاء الذين قاتلوا مع العمّو كانوا يقاتلون سابقا في صفوف ما يعرف بـ"شورى بنغازي" ولهم علاقات قوية بتنظيم داعش بالمنطقة الغربية.
وفي الوقت نفسه أغتيل مدير الأمن المركزي بصبراتة سامي الغرابلي، وبعدها تم تشكيل لجنة لضبط الأمن بالمدينة، وكردة فعل على عملية الاغتيال، تم تشكيل لجنة مكونة من آمر غرفة عمليات مكافحة داعش وعميد بلدية صبراتة وما يعرف بالمجلس العسكري بالمدينة، وكذلك مدير مديرية أمن صبراتة.
وتمركزت قوات غرفة عمليات تنظيم داعش في بعض المواقع ، وتحديدا بالقرب من مصرف الجمهورية وسط المدينة وبالبوابة الشرقية المحاذية لمدينة صرمان.
واتسعت دائرة الاشتباكات لتشمل كامل المدينة ، وحاولت بعض الجماعات المسلحة دعم كتيبة أنس الدباشي التي يترأسها العمو، وكانت كتيبة الفاروق في مدينة الزاوية حاولت الدخول إلى مدينة صبراتة، مع بعض الجماعات المسلحة الأخرى، من طرق فرعية، بعد أن منعت الجهات الأمنية في مدينة صرمان ، مرور أي كتائب مسلحة إلى مدينة صبراتة، من الطريق الساحلي.
ورغم محاولات التهدئة من بعض الحكماء والأعيان إلا أنها باءت بالفشل واستمرت المواجهات بين الطرفين وأدّى بعدها، إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وقال مدير مكتب الإعلام لغرفة عمليات محاربة داعش صالح قريصيعة في صبراتة  وفق تقارير، إن أحمد الدباشي الملقب بالعمو أحرق بيته والبيوت القريبة منه قبل فراره من المدينة، مضيفًا أن الغرفة تتواصل مع كل العسكريين لأجل القبض على الجماعات التي فرّت من المدينة
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن مدينة مصراتة لها أهمية استراتيجية جعلتها هدفًا رئيسًا لتنظيم داعش الذي حاول كثيرًا السيطرة على المدينة، ففي 10 ديسمبر 2015 أعلن التنظيم أن صبراتة إمارة إسلامية وعاصمة له في ليبيا، وفي 19 ديسمبر 2015، قام عناصر من داعش بتفجير مبنى الاستخبارات في المدينة مما أدى إلى إصابة شخصين، وفي 27 فبراير 2016 أعلن تحرير المدينة ونهاية داعش في صبراتة.
ومنذ ذلك التاريخ لا تزال خلايا التنظيم تسعى للعودة حيث تشير تقارير إلى أن التنظيم مازال يشكل خطرًا على المدينة التي يعتبرها موقعًا استراتيجيًا بالنظر إلى قربها من تونس، كما تُعتبر عصب المنطقة الغربية في الأراضي الليبية، وتضم منطقة مليتة الغنية بالغاز ومركز إنتاج الغاز.

شارك