في ظل التقارب مع مصر.. حماس توسع من حملتها ضد "داعش غزة"

الأحد 08/أكتوبر/2017 - 01:03 م
طباعة في ظل التقارب مع
 
أعلن مسؤول فلسطيني، اليوم السبت، أن قوات الأمن التابعة لحركة حماس، ألقت القبض على أربعة أعضاء بتنظيم "داعش" في قطاع غزة، ومن بينهم قائد المجموعة التي ينتمي إليها هؤلاء الأشخاص.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية التابعة لحماس، إياد البزم، إنه تم إلقاء القبض على نور عيسى وثلاثة آخرين ينتمون إلى تنظيم "أحفاد بيت المقدس"، الذي قام بإطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو تنظيم منبثق عن تنظيم "داعش".
وأضاف البزم أن الأشخاص الأربعة كانوا على لائحة المطلوبين لقوات الأمن لأكثر من عام.
وذكرت المصادر أن عيسى، الذي كان يقاتل مع تنظيم "داعش" في ليبيا، عاد إلى غزة العام الماضي.
وتزامنت عملية إلقاء القبض على الأشخاص الأربعة مع اجتماعات للمصالحة بين حركة حماس وحركة فتح، التي أسهمت الجهود المصرية في التوصل إليها.
ومن المنتظر أن يصل مسؤولون من حماس إلى القاهرة الأسبوع المقبل لإجراء مباحثات حول متابعة ترتيبات المصالحة الوطنية الفلسطينية.
وأثارت هذه الحملة تساؤلات بسبب ارتباطها بجهود المصالحة في ضوء اتهامات للحركة بالتستّر على أنشطة التنظيم المتشدد في السنوات الأخيرة وتوظيفها كورقة للحصول على اعتراف خارجي.
120معتقل 
ووفقا لمصادر اعلامية بلغ  عدد المعتقلين السلفيين في سجون "حماس" ، حتي الأن نحو 120 شخصاً يوصفون بالمتشددين جداً؛ كونهم متهمين بقضايا ترتبط إما بالتخطيط أو التنفيذ لتفجير اسواق واستوديوهات أفراح وأماكن عامة وصالونات نسائية ومقاهٍ، وكانت ذروة تلك المحاولات في أعوام 2013 و2014 و2015، ومنذ ذلك الحين أخذت العلاقة بين "حماس" و"الجهاديين" منحى مختلفاً ووضع الطرفين في مواجهة صامتة.
وجاءت عملية إلقاء القبض على الأشخاص الأربعة وسط اجتماعات للمصالحة بين حركة حماس وحركة فتح، والتي أسهمت الجهود المصرية في التوصل إليها.
وتتواجد في قطاع غزة جماعات موالية فكريا لتنظيم داعش، لكن لا تتوفر معلومات دقيقة حول عدد عناصرها حيث أنها تعمل بسرية مطلقة.
وسبق أن ظهرت بيانات تحمل توقيع “أنصار الدولة الإسلامية” على مواقع التواصل الاجتماعي في رسالة واضحة إلى أن التنظيم موجود في غزة.
في يونيو 2015 هدد تسجيل فيديو صدر من معقل تنظيم "داعش" في سوريا حركة حماس بتوسيع نفوذه ليشمل قطاع غزة. ويتخذ هذا التهديد بعدا جديدا على خلفية الهجمات الدامية التي شنها تنظيم "ولاية سيناء" على الجيش المصري وكذلك اغتيال النائب العام المصري في القاهرة.
وقال عضو مقنع في "داعش" في رسالة موجهة لـ " حماس" ، ما يصير اليوم في الشام وفي مخيم اليرموك خاصة إنما سيحدث في غزة ورب الكعبة". وفي ذلك إشارة إلى التقدم الذي يحرزه التنظيم في سوريا بما في ذلك مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. مضمون رسالة "داعش" واضح ولا يشوبه غموض، فهذه المزايدة الإيديولوجية في اتجاه التطرف تضع حركة حماس والفاعلين في المنطقة أمام تحد جديد. "حماس تراقب الوضع حاليا، ولمواجهة التحدي عليها الاستنفار طوال الوقت، فالأمر لا يتعلق بمائة أو مائتي شخص، ذلك إن عملية إنتاج (الداعشيين) قائمة ومستمرة طول الوقت بما في ذلك داخل حركة حماس وكتائب القسام"، يقول طلال عوكل.
ويُقدر خبراء في الجماعات الجهادية، عدد فلسطينيي الضفة الغربية وغزة والخط الأخضر الذين خرجوا للقتال في صفوف "داعش" في سوريا والعراق وسيناء، بما لا يقل عن أربعمئة شخص، بينهم 250 شخصاً من غزة وحدها، مع العلم أن هذا العدد لا يشمل فلسطينيي الشتات والذين يعيشون خارج فلسطين وانضموا إلى اداعش.
وإذا كانت حركة حماس حركة إسلامية تواجه إسرائيل بقوة السلاح، فإنها لا تسعى لشن حرب دينية كونية أو تأسيس دولة خلافة، فهي تٌعرف نشاطها بأنه يجري داخل الحدود الوطنية الفلسطينية. وتصنف الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي حماس كتنظيم إرهابي. وقد دخلت حماس ميدانيا في مواجهات مسلحة مع تنظيم "داعش"، ومن المفارقات أن ذلك لم يُثر أي اهتمام في الخارج.
ورقة حماس
واعتبر متابعون للشأن الفلسطيني أن حماس التي كانت تتخذ من وجود داعش ورقة ضغط لتخفيف الحصار المفروض على القطاع والاعتراف بها خارجيا تبادر الآن لاعتقال رموز التنظيم ومسلحيه لتأكيد سيطرتها على القطاع والإيحاء بجديتها في تنفيذ شروط المصالحة كما تعهدت بذلك لمصر.
لكن المتابعين يحذّرون من أن تكون هذه الحملة مجرد رسالة لإنجاح خيار المصالحة وعدم إغضاب مصر، فيما تحافظ الحركة على شبكة من العلاقات مع متشددين إسلاميين في القطاع يمكن أن تستعين بهم لاحقا لإغراق المصالحة في الأحداث الأمنية المتفرقة وتثبيت وضع أجهزتها الأمنية ككيان مستقل عن القوات الفلسطينية التي تنوي السلطة إعادة تشكيلها باعتبارها القوة الأمنية الشرعية.

شارك