بعد تحرير "الحويجة".. داعش يُجهز للانتقام وتعويض خسائره؟

الأحد 08/أكتوبر/2017 - 02:12 م
طباعة بعد تحرير الحويجة..
 
بعد مساعيها لتحرير قضاء الحويجة من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، أعلنت القوات العراقية إنها استعادت السيطرة على الحويجة، أحد آخر معاقل مسلحي تنظيم داعش، بعد أسبوعين من انطلاق المرحلة الثانية من عملية تحريرها.
بعد تحرير الحويجة..
وانطلقت 4 أكتوبر 2017، عملية تحرير بلدة الحويجة اخر معاقل تنظيم داعش في شمال البلاد ، وفق ما أعلن مسؤول كبير في الجيش العراقي.
وكانت عمليات تحرير الحويجة، قد بدأت بعد يومين فقط من استعادة القوات العراقية السيطرة على قاعدة "الرشاد" الجوية في الجنوب.
ومنذ إعلان الانتصار في الموصل يوليو الماضي، استعادت القوات العراقية مدينة تلعفر القريبة وتقدمت على طول وادي نهر الفرات في الصحراء الغربية قرب الحدود مع سوريا.
وكانت المنطقة، التي يوجد بها عشرات الآلاف من المدنيين، تقع تحت سيطرة التنظيم منذ 2014، ولم يتبق في أيدي التنظيم إلا منطقة واحدة، وهي شريط من الأراضي يمتد على طول الحدود الغربية مع سوريا.
وقال الجيش العراقي إنه قتل 196 مسلحا من تنظيم الدولة واستعاد السيطرة على 98 قرية، وقال قائد قوات الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت إن "الشرطة الاتحادية سيطرت على قائم مقامية الحويجة ومستشفاها وأحياء العسكري والنداء والثورة، وذلك في اطار العملية التي تهدف لاستعادة الحويجة من تنظيم الدولة الاسلامية".
وقال جودت في بيان لخلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة العراقية إن "الشرطة بسطت سيطرتها على مركز قضاء الحويجة بالكامل".
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية، أن الحويجة يبلغ عدد سكانها 70 ألف نسمة،  وتقع في محافظة كركوك، الغنية بالنفط، التي تتنازع السيطرة عليها منذ سنوات حكومتا بغداد وإقليم كردستان العراق الذي يحدها شمالاً وشرقاً  والتى أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، فى وقت سابق  "انطلاق المرحلة الثانية من عمليات تحريرها  قائلا " كما وعدنا أبناء بلدنا بأننا ماضون بتحرير كل شبر من أرض العراق وسحق عصابات داعش الإرهابية والقضاء عليهم، فإننا على موعد مع نصر جديد لتحرير أبناء هذه المناطق من هؤلاء المجرمين". 
يذكر أن قضاء الحويجة جنوب غربي كركوك يخضع منذ 10 يونيو 2014 لسيطرة التنظيم الإرهابي، حيث فر أكثر من 150 ألف مدني باتجاه كركوك منذ تلك السيطرة، فيما أطلق العبادي عمليات تحرير شرق دجلة وايسر الشرقاط وقضاء الحويجة.
وفي وقت سابق حذرت الأمم المتحدة من خطورة الوضع الإنساني وأن أكثر من 78 ألف مدني قد يعلقون داخل الحويجة.
وقال جينز لايرك، المتحدث باسم الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن "التقديرات تشير إلى هروب 12 ألفا و500 شخصا منذ بداية العمليات، ومن المتوقع ارتفاع الأعداد مع تقدم القوات في أماكن أكثر ازدحاما".
وينتشر مسؤولو الإغاثة الإنسانية في نقاط تفتيش لمساعدة الفارين من القتال وتوفير المأوى والمساعدات اللازمة في معسكرات طوارئ، بحسب لايرك.
بعد تحرير الحويجة..
من جانب أخر، أكدت مصادر وفق تقارير، علي مقتل 385 من عناصر تنظيم داعش في إطار عملية تحرير الحويجة جنوب غربي مدينة كركوك (250 كلم شمالي بغداد). 
وقال الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله قائد عمليات تحرير الحويجة، في بيان صحافي اليوم، إن العمليات أسفرت عن تحرير 150 قرية ومنطقة وقتل 385 إرهابيا، وبضمنهم خمسة قناصين، وإلقاء القبض على ستة إرهابيين، وتفجير وتفكيك 95 عجلة مفخخة، وتفكيك وتفجير 422 عبوة ناسفة وتدمير 20 مضافة للإرهابيين وتفكيك خمسة أحزمة ناسفة.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية مصادر عسكرية، أنه تم تدمير خمسة معامل لتصنيع العبوات الناسفة والعجلات المفخخة وتدمير 34 عجلة مختلفة والعثور على عدد من الأسلحة والأعتدة وتدمير 25 موضعاً دفاعياً، وتدمير 10 مخازن للأعتدة والأسلحة وتدمير 15 وكراً مفخخاً وتدمير 10 أنفاق وإجلاء 240 نازحاً وتدمير خمسة مراكز للاتصالات.
ووفق تقرير وكالة الانباء الألمانية، لا تزال آثار حكم تنظيم داعش ماثلة للعيان في الحويجة، فعلى مدخلها لوحة كبيرة تدعو إلى الجهاد في سبيل الله تقابلها أخرى تتوعد المدخنين. 
كذلك ذكر تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، أن عناصر التنظيم لجأوا إلى سياسة الأرض المحروقة عندما أدركوا أنهم موشكون على الهزيمة قبل مقتلهم أو فرارهم أمام تقدم القوات العراقية في محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين بغداد وأربيل فأضرموا قبل فرارهم النار بآبار النفط المحيطة بالحويجة مخلفين أعمدة من الدخان الأسود الكثيف.
ومنذ استعادة القوات العراقية المدينة التي كانت تعد نحو 70 ألفاً من العرب السنة الخميس، بات السكان غير مرئيين وعلى الطرق المؤدية إلى وسط الحويجة، آخر مدينة عراقية تحت سيطرة المتطرفين، شوهد قرويون يلوحون للسيارات والقوافل العسكرية العابرة طلباً للطعام. 
ومن المحتمل أن يعاود التنظيم الإرهابي "داعش" للانتقام في ظل فقده للأراضي العراقية واحدة تلو الأخري، وقد يسن أنيابه و يتبع أساليب أكثر دموية في المرحلة القادمة لتعويض خسائره الطائلة في هذه المرحلة.

شارك