العملية العسكرية التركية في إدلب " تأسس" لمشهد جديد فى سوريا

الإثنين 09/أكتوبر/2017 - 01:49 م
طباعة العملية العسكرية
 
يبدو ان العملية العسكرية التركية في إدلب  سوف تأسس  لمشهد جديد فى سوريا  فبعد ساعات على إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن بدء أنقرة عملية عسكرية في إدلب، ضمن إطار اتفاقات مناطق "خفض التصعيد"، يديرها الجيش السوري الحر، لا تزال معالم العملية وحدودها وأبعادها "غامضة" والأنباء الواردة حولها "متباينة"، مع تزايد الحديث في الإعلام التركي عن إدراج العملية ضمن استراتيجية تركيا لمواجهة مخاطر الميليشيات الكردية على حدودها، وصولاً إلى إقليم كردستان العراق! وذلك بحسب تقرير  لـ"أورينت نت"
العملية العسكرية
وكالة الأناضول الرسمية وفي تقرير لها، حاولت توضيح مهمة الجيش التركي في إدلب، والتي ستكون "تحقيق استدامة لوقف إطلاق النار بين مختلف الأطراف"، ولهذا الغرض، "ستشكل وحدات الجيش التركي عدة نقاط تفتيش ومراقبة في المدينة وأن تحركات عناصر الجيش التركي لن تكون على شاكلة "عملية عسكرية"، بل "انتشار"، كما أن خوض اشتباكات مع النظام أو عناصر محلية خلال الانتشار أو في أعقابه أمر غير مستهدف ور أن الجيش التركي سيقيم عدة نقاط تفتيش ومراقبة في مدينة إدلب بهدف ضمان استمرار الهدنة في منطقة تخفيف التوتر المتفق عليها بين أنقرة وموسكو وطهران في مفاوضات أستانا.
وبالرغم من ذلك، فإن الجيش التركي، بحسب الأناضول، أجرى استعداداته للانتشار، آخذا بالحسبان جميع المخاطر الأمنية المحتملة " بالمقابل، وضمن سياق التغطية الإعلامية التركية للتحركات التركية في إدلب، شرعت وسائل إعلام تركية بتصوير الأمر هناك على أنه "معركة حقيقية" ونشرت أخبار عن إسناد مدفعي، وقصف تركي لمناطق حدودية داخل الأراضي السورية (في محافظة إدلب) "إسناداً لعمليات الجيش السوري الحر"، بحسب صحيفة ديلي صباح التركية.
العملية العسكرية
وأوضحت مصادر إعلامية تركية لصحيفة "ديلي صباح" أن "المدفعية التابعة لرئاسة أركان الجيش التركي قدمت الغطاء والإسناد الناري لقوات الجيش الحر التي بدأت العملية كما  واصل الجيش التركي، تحركاته العسكرية بقضاء ريحانلي التابع لولاية هاتاي المتاخم للحدود السورية، في إطار استعداداته لدخول محافظة إدلب ضمن اتفاق مناطق "خفص التوتر وفي هذا الإطار، تم نشر ما يقرب من 30 ناقلة جنود مدرعة، ومدافع "هاوترز"، كانت قد وصلت هاتاي من قبل، في عدد من المخافر الحدودية بقضاء ريحانلي المتاخم لإدلب وأثناء سير تلك الآليات بعدد من أحياء القضاء أخذ السكان يرددون هتافات مؤيدة للجيش التركي من قبيل "الجند جندنا"، و"الشهداء لا يموتون"، و"الوطن لن ينقسم"، بحسب "ديلي صباح".
"حماس" الإعلام التركي لتغطية المعركة في إدلب، تباين مع تصريحات وزير الخارجية التركية، مولود جاويش اوغلو، والذي حدد مهمة جيش بلاده منها. حيث أكّد جاويش أوغلو، أنّ هدف بلاده من نشر قوات في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، يتمثل في "وقف الاشتباكات تماماً والتمهيد للمرحلة السياسية في البلاد"  وفي رده على سؤال يتعلق بالوضع الأمني للجنود الأتراك في إدلب، بيّن الوزير التركي، أن "المنطقة ستشهد وجود مراقبين من روسيا وإيران، وكذلك أتراك داخل إدلب". أما عن مهمة هؤلاء المراقبين، فقد أوضح جاويش أوغلو أنها "ستكون لمنع حدوث انتهاكات، والتحقق من مرتكبيها". 
العملية العسكرية
على الصعيد الدولي، استرعت تصريحات الرئيس التركي عن وجود دعم جوي روسي للتحركات التركية في إدلب، على اهتمام المتابعين. وقال رجب طيب أردوغان للصحفيين بعد خطابه الذي كشف فيه عن بدء العملية العسكرية، بحسب قناة "NTV" التركية، إن "سلاح الجو الروسي سيقدم الدعم للجيش الحر في عملية إدلب في حين سيقدم الجيش التركي الدعم البري داخل الحدود". 
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عمها للتحركات التركية الرامية لحماية وقف إطلاق النار في إدلب ضمن اتفاق مناطق خفض التوتر"  وقال المتحدث باسم البنتاغون لشؤون الشرق الأوسط، إريك باهون: "ندعم جهود تركيا حليفتنا بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، في مكافحة الإرهاب، ومساعيها الرامية لحماية حدودها".
على المقلب الآخر، هددت "هيئة تحرير الشام"، عبر بيان أصدرته أمس السبت، كل الفصائل في حال أقدمت على البدء بعملية عسكرية في محافظة إدلب، وقالت إنها ستتصدى لهم، وأن إدلب لن تكون نزهة لهم وهاجمت الهيئة في بيانها فصائل "درع الفرات" المدعومة من تركيا، وقالت: "لتعلم فصائل الخيانة التي وقفت بجانب المحتل الروسي أن إدلب ليست نزهة لهم، وإن آساد الجهاد والاستشهاد لهم بالمرصاد، فمن أراد أن تثكله أمه وييتم أطفاله وتُرمل امرأته فليطأها بقدميه، والخبر ما ترون لا ما تسمعون" بحسب البيان.
العملية العسكرية
موقف الهيئة التصعيدي، ناقضه دخول وفد عسكري تركي، الأحد، من معبر أطمة الحدودي باتجاه مدينة دارة عزة، بريف حلب الغربي، برفقة رتل من "هيئة تحرير الشام" بحسب مصادر لـ"أورينت نت" وأضافت المصادر، أن الدفعة الأولى من القوات التركية مكونة من ثلاث سيارات تقل جنوداً ومسؤولين أتراك، رافقها رتل عسكري لتحرير الشام، دخلت إلى ريف حلب لاستطلاع النقاط التي تم الاتفاق عليها بين الهيئة وتركيا، بهدف انتشار الأخير في الأيام القادمة بمحيط مدينة عفرين واشترطت "الهيئة"، بحسب المصادر ذاتها، على تركيا عدم دخول أي مقاتل من فصائل درع الفرات إلى النقاط التي ستنتشر بها القوات التركية في محيط مدينة عفرين.
التحركات التركية التي دشنت بها أنقرة نشاطها في محافظة إدلب، فاجأت البعض من حيث انطلاقها من ريف حلب الغربي، بالقرب من منطقة عفرين، على الحد الفاصل بين محافظتي حلب وإدلب، فالوصول إلى دارة عزة الواقعة على الطريق بين عفرين وإدلب، واستكشاف إمكانية نشر نقاط مراقبة هناك (وربما عدم تماس) بين مناطق سيطرة ميليشيا "وحدات الحماية" الكردية من طرف، وسيطرة هيئة تحرير الشام من طرف آخر، يثير تساؤلات عن حدود العملية التركية واحتمال توسيعها لتشمل مناطق سيطرة ميليشيا YPG في عفرين وما حولها وبحسب مقال تحليلي نشرته صحيفة "يني شفق" التركية، باللغة الإنكليزية، لرئيس تحريرها "إبراهيم قره غول"، توضح الصحيفة أن "التهديد الحقيقي لتركيا يكمن في الممر الواقع بين مناطق سيطرة YPG/PKK في غرب سوريا، وصولاً إلى مناطق إقليم كردستان العراق وطموحات البارزاني"، وأن "عملية إدلب هدفها تحطيم هذا الممر والتدخلات الأجنبية التي تقف وراءها".
العملية العسكرية
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه بعيداً عن قرع الإعلام التركي "طبول الحرب" في إدلب، وإلى أن تستكمل أنقرة استعداداتها وتشرع عملياً بنشر قواتها في إدلب، تظل الصورة "ضبابية" والأنباء الواردة "متضاربة" و"عسيرة" على الفهم"، في ظل عدم اتضاح الوجهة النهائية للعملية التركية الجديدة وأبعادها وحدودها، على الرغم من التصريحات الرسمية التي تدرجها ضمن اتفاق مناطق "خفض التصعيد".

شارك