الاخوان الارهابية بين الداخلية والأوقاف

الإثنين 09/أكتوبر/2017 - 02:10 م
طباعة الاخوان الارهابية
 
مسلسل كشف ارهاب الجماعة لم ينتهي بعد ولم تكتب نهاية حلقاته، فمع اشراقة كل يوم تثبت الجماعة كراهيتها للشعب المصري وقد ظهر هذا جليا أمس 9 اكتوبر 2017، فبينما جموع الشعب المصري تغمرها السعادة بوصول منتخب البلاد إلى نهائيات كأس العالم 2018، في روسيا، كانت الجماعة تخصص صفحاتها ولجانها الالكترونية للهجوم على المصريين والدعاء للفريق المنافس، ليس هذا فقط بل تناولوا بعض الرموز الرياضية والإعلامية بالسباب والشتائم، هذا ليس غريب على الجماعة التي اعتادت ان تسفه من انجازات هذا الشعب العظيم خصوصا في هذا الشهر من كل عام، فرغم ان الجماعة كانت تحتفل بنصر اكتوبر كل عام ايام حكم السادات ومبارك الا انها فجأة في مطلع اكتوبر الحالي انهالت بالسباب والشتائم على الجيش المصري،
الاخوان الارهابية
ومحاولات التقليل من انتصار اكتوبر وسخرت معظم ابواقها الاعلامية في الخارج للنيل من الجيش المصري والمصريين، ربما كان هذا نتيجة انكساراتهم المتتالية امام المؤسسة الامنية المصرية على كافة الجبهات فلقد اتهمت وزارة الداخلية في مصر عناصر من الجماعة بالتخطيط لشن هجمات متزامنة تستهدف منشآت أمنية وبعض السجون، بهدف إحداث حالة من عدم الاستقرار. وأوقفت أجهزة الأمن 13 من عناصر تنظيم «حسم» المحسوب على الجماعة، بدعوى قيادتهم هذا التحرك. وتضم حركة «حسم» شباباً من جماعة الإخوان اعتمدوا العنف المُسلح نهجاً لمعارضة الحُكم، منذ عزل محمد مرسي.
وقتلت أجهزة الأمن العام الماضي محمد كمال القيادي في الجماعة والذي قاد انشقاقاً داخل الجماعة وضم إلى فصيله المجموعات التي ترفع السلاح في مواجهة السلطات. وعُدّت تلك العناصر الجناح المُسلح لجماعة الإخوان، وفق تصنيف الأمن المصري. وقالت وزارة الداخلية في بيان لها أن عناصر الحراك المسلح لجماعة الإخوان، المصنفة إرهابية في مصر، المعروفة باسم «حركة حسم» كانوا يعتزمون تصعيد هجماتهم خلال المرحلة الراهنة بتكليفات من قياداتهم في الخارج.
وأوضحت أن معلومات توافرت لقطاع الأمن الوطني أكدت تكليف قيادات تنظيم الإخوان لعناصر في حركة «حسم» في محافظة المنوفية في الدلتا، بإعادة إحياء العمل المسلح والتدريب والإعداد والتجهيز لتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية بهدف زعزعة الاستقرار وإثارة الاضطرابات. وأشارت إلى أنه تمّ توقيف القيادي في «حسم» أحمد سامي عبدالحميد، ثم حدّدت الأجهزة الأمنية أوكاراً للتنظيم تختبئ فيها عناصر مرتبطة بالقيادي الموقوف، وتمّ دهمها وتوقيف 13 منهم، وضبط ثلاث بنادق خرطوش، وكمية من المواد المتفجرة والدوائر الكهربائية المعدة للتجهيز، وآلة لتصنيع قطع غيار الأسلحة، وأموال.
الاخوان الارهابية
ووفق بيان وزارة الداخلية فإن الموقوفين أقرّوا بانضمامهم إلى مجموعات «حسم» منذ تشكيلها، وقالوا إنهم كُلفّوا برصد أهداف ومنشآت أمنية، خصوصاً أقسام الشرطة والسجون، تمهيداً لاستهدافها في أوقات متزامنة، كما شاركوا في محاولات لاغتيال ضباط وشخصيات عامة. وأمر المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا المستشار خالد ضياء الدين بحبس المتهمين مدة 15 يوماً بتهم «الضلوع في تنفيذ عمليات عدائية والعمل على تصعيدها واستهداف منشآت الدولة وجهاز الشرطة».
وفي غضون ذلك، قال المتحدث باسم الجيش، العقيد تامر الرفاعي، إن قوات الجيش الثاني الميداني في شمال سيناء بالتعاون مع القوات الجوية دمرت سيارتين مسلحتين خاصتين بـ «العناصر التكفيرية». كما أوقفت قوات الجيش الثالث الميداني، المُكلفة بتأمين وسط سيناء، تكفيرياً شديد الخطورة يستقل دراجة بخارية أثناء محاولته استهداف معدات خاصة بإحدى الشركات العاملة في مشروعات تنموية في وسط سيناء.
الاخوان الارهابية
وعلى صعيد كشف الجماعة ومؤامراتها على الدولة المصرية قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن جماعة الإخوان الإرهابية ليس لها وجه واحد، بل إن لها ألف وجه ووجه، تتلون وفق ما تقتضيه مصلحتها، مستحلة الكذب والخداع والمراوغة.
وأضاف وزير الأوقاف في مقال له عبر موقعه الرسمي: «أن الأكثر سوءًا أنهم يعدون كل هذه الرذائل التي لا تمت للأديان أو الأخلاق بصلة دينًا يتعبدون إلى الله -عزّ وجلّ- به طالما أنه يحقق مصلحة الجماعة في سبيل التمكين السلطوي الذي تسعى إليه، وكلما علت درجة العضو في الجماعة كلما اتسع نطاق الاستحلال والكذب والخداع والمراوغة لديه، فكبيرهم في التنظيم لا بد أن يكون كبيرهم في العمل على تحقيق مصلحة الجماعة بأي وسيلة وكل وسيلة، بل إنه لا يكاد يصل إلى هذه المكانة إلا بأحد أمرين: أحدهما الوراثة، والآخر الوصولية والمزايدة في تنفيذ ما تتطلبه مصلحة الجماعة، وإن خالف الشرع وتطلب سفك الدماء، أو الإفساد والتخريب.
وتابع: فكل حزب انبثق عن جماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها أظهرت الجماعة الإرهابية نفض أيديها منه وأقسمت بالله مالها إليه ولا له إليها من سبيل، وربما هاجمته واعتبرت أعضاءه خارجين على الجماعة، عاقين لها، وكثيرًا ما سارعت إلى فصلهم أو فصل بعضهم من الجماعة خداعًا وتمويهًا وإضلالًا للمجتمع.
واستطرد: هذا كبيرهم ومرشدهم السابق مهدي عاكف يعلن في أحد أحاديثه قبل وفاته، وتم إعادة إذاعته على بعض القنوات العميلة المأجورة خلال الأيام الماضية، أنه هو الذي صنع حزب الوسط، وأنه كان مكلفًا من مكتب الإرشاد بإنشاء هذا الحزب ووضع لائحته، وأنه من قام بإنشاء الحزب من خيرة شباب الجماعة في نظره، وليس بعيدًا عن ذلك إنشاء غيره من الأحزاب التي خرجت من رحم هذه الجماعة الإرهابية، من باب توزيع الأدوار، والجماعة كانت تقسم وتجتهد في قسمها ما لها بهذا الحزب من صلة.
وأكمل وزير الأوقاف في مقاله: «من ذلك إنشاؤهم وتكوينهم لجماعات مسلحة، ونفض أيديهم ظاهريًّا منها، حيث ذكر بعض المنْشَقّين عن الجماعة أنها فكرت ألف مرة ومرة وأعادت حساباتها بشأن الجماعات التنظيمية المسلحة التي تنشؤها وتمولها وتحتضنها، فاعترفت الجماعة بأن من أهم أخطائها التاريخية التي وقعت فيها هو أنها عندما كونت التنظيم السري الخاص، الجناح المسلح للجماعة ربطته باسمها فسمته التنظيم السري أو الجناح الخاص للإخوان المسلمين، فنُسب إليها ما ارتكبه التنظيم من اغتيالات وعمليات إرهابية، فقالوا: لقد تعلمنا الدرس، فأخذوا يُكَوِّنون الجماعات المسلحة ويسمونها بأسماء حركية غير مرتبطة باسم الجماعة كحركة حسم الإرهابية، حتى لا تنسب عمليات الاغتيال والقتل والتخريب التي تقوم بها هذه الأجنحة المسلحة للجماعة إليها.
وأردف: وتظهر الجماعة على أنها الجماعة المسالمة الرافضة للإرهاب، وهي أكبر حاضنيه ومنشئيه وداعميه، فهي الأب الروحي لمعظم الجماعات الإرهابية التي انبثقت من رحمها، وعاشت في كنفها، وعملت على دعمها، حتى تلك الجماعات غير المرتبطة تنظيميًّا بالإخوان فإن اهتمام الجماعة بها استراتيجي لأمور، منها: وحدة الهدف في إفشال الدول وإضعافها بما يسهل طريق الجماعة إلى الوصول للسلطة بها، ومنها استخدام هذه الجماعات المتطرفة عند الضرورة لصالحها، ومنها تجميل وجه الجماعة وتسويق أنها يمكن أن تكون البديل السلمي لكل هذه الجماعات الأكثر تطرفًا، مع أنها الأشد خطورة بين كل التنظيمات الإرهابية، كونها الأكثر قدرة على النفاق والخداع والتلون واختراق المجتمعات والمؤسسات، مما يتطلب كل الحيطة والحذر من الوجوه المتعددة لهذه الجماعة الإرهابية وأهدافها في اختراق المؤسسات، وتضليل المجتمعات من خلال المتاجرة بدين الله والمزايدة به، ومن خلال ما تملك من كتائب إلكترونية تستغلها في تشويه الرموز الوطنية، والتقليل من الإنجازات الكبرى والتشكيك في كل شيء.
وأكد: لا يستطيع أحد أن ينكر شر هذه الجماعة الإرهابية، فمهما حاولت تغيير جلودها فهي أشبه ما يكون بالثعابين والحيات، بل إنها فاقت الثعابين حين تغير جلودها، فأعضاؤها يجيدون التلون والخداع، ويماسحون مماسحة الثعبان، ويمكرون مكر الثعلب، في صغار وهوان، ونفوس مريضة، وبعضهم قد يتقن ذلك لدرجة يصعب تمييزها، بل قد تظهرهم على عكس ما يبطنون من الحقد والغل على المجتمع وأهله، وبعض هؤلاء لا يميزهم إلا أصحاب القلوب البصيرة، والعقول الواعية، والفكر المستنير، وبعضهم قد يستعصى كشفه حتى على هؤلاء، لأنهم مردوا على النفاق حتى صار لهم طبعًا وسجية، لأن من يستحلون دماء مخالفيهم وأموالهم لا يمكن أن يعدوا الكذب عندهم حرامًا وإن تفننوا له في ألف اسم واسم، وهو ما تنتهجه كل الجماعات الإرهابية وصار منهجًا واضحًا للجماعة الأم المعروفة بجماعة الإخوان، ولا سيما على مستوى القيادات والمنظرين والأعضاء الرسميين ومن يسير في ركابهم ممن يعرفون بالموالين الذين استطاعوا خداعهم وغسل عقولهم، مما يتطلب منا جميعًا كشف ما تنطوي عليه هذه الجماعة من نفاق وشر، وبيان حقيقتها المراوغة، لا ينخدع بها العامة والدهماء، وحتى لا تتمكن مرة أخرى من تجنيد من ينخدعون بمتاجرتها الكاذبة بدين الله عز وجلّ.

شارك