كيف استخدم داعش تطبيق «تليجرام» لتنفيذ عملياته؟

الخميس 12/أكتوبر/2017 - 09:59 م
طباعة كيف استخدم داعش تطبيق
 
كيف استخدم داعش تطبيق

عرض مرصد الجهاد العالمي مقالًا تحليليًا حول أسباب نجاح تنظيم داعش في استخدام تطبيقات الدردشة لاجتذاب وتجنيد مقاتليه عبر الانترنت من كافة أرجاء العالم، لا سيما موقع تويتر وتطبيق تليجرام.


التقرير الذي أصدره الموقع أول أمس الثلاثاء في 10 أكتوبر 2017، والذي قام فيه كاتبه نيكو بروشا، الأستاذ والمحاضر المتخصص في الجماعات الجهادية في عدة معاهد متخصصة في دراسات الشرق الأوسط، منها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، وقام بترجمة التقرير بوابة الحركات الإسلامية.


ويسلط الباحث والأكاديمي في مقالته كيفية استخدام تنظيم داعش لتطبيق "التليجرام" لاجتذاب مقاتلين جدد، وأيضًا والأكثر خطورة تنفيذ عمليات إرهابية في عدد من الدول الأوروبية، من خلال مواطني هذه الدول المتعاطفين مع التنظيم، ونشر رسائل متبادلة منه إليهم، والعكس بالعكس، من المقاتلين إلى التنظيم.


خلال صيف عام 2016 تعرضت كل من ألمانيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة إلى عدة هجمات إرهابية شنها عناصر تابعة لتنظيم داعش الإرهابي فيما عُرِفوا باسم "الذئاب المنفردة"، وفي معظم الحالات تم تصوير مقاطع فيديو - ذات الطابع الشخصي - وتحميلها على مواقع التنظيم الإعلامية منها وكالة أعماق، والذي اتبعت في طريقة تصويرها لمقاطع الفيديو الخاصة بهذه الهجمات طريقة عمل جهادية كلاسيكية.


المشكلة التي تواجهها أوروبا والغرب الآن أن من يقومون بهذه العمليات ليسوا مقاتلين أجانب، بل هم مواطنون فرنسيون أو أمريكيون، أو كما هو الحال في ألمانيا، كانوا لاجئين من سوريا أو أفغانستان، فمثلا عمر متين، المواطن الأمريكي المولود في أمريكا، قام بمهاجمة نادٍ ليلي في أورلاند بولاية فلوريدا في يونيو 2016، مما أسفر عن مقتل 49 شخصًا وإصابة 53 آخرين.

وسرعان ما قام الجهاديون مستخدمو موقع "تليجرام" بنشر صور عمر متين - بعد أن تم نشر الصور في وسائل الإعلام الرئيسية - للثناء على المهاجم "الشهيد" كـ"أحد جنود الخلافة"، ليدشن المجاهدون عبر التليجرام هاشتاج "في عقر داركم"، إشارة إلى الهجمات التي وقعت داخل المدينة الأمريكية، وإشارة إلى فهم الإرهابي المنضم للتنظيم من رسالة التنظيم الذي قسّم العالم إلى "دار الإسلام" و "دار الكفر"، في الوقت الذي استمرت فيه الطائرات قوات التحالف الدولي في قصف معاقل تنظيم داعش – دار الإسلام – ولذلك يسعى التنظيم الإرهابي إلى إلهام إرهابيين متعاطفين معه فكريًا أمثال عمر متين للقيام بعمليات انتقامية في قلب مدن الدول الغربية.


وكان كل من اللاجئ السوري الذي فشل في تنفيذ هجوم انتحاري في مدينة أنسباخ بألمانيا، وكذلك اللاجئ الأفغاني الذي قام بطعن ركاب قطار في منطقة فورتسبورغ عشوائيًا، قاما بتصوير بياناتهم النهائية قبل تنفيذ الهجمات، هذه التصريحات – التي تتطابق تماما مثل رسالة الوداع التي تم نشرها في شريط فيديو في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر – الأسلوب الذي أصبح إرثا متبعًا عند تنفيذ العمليات الإرهابية.


بيد أن تطبيق "تليجرام" أصبح أحد وسائل الجهاديين للاتصال فيما بينهم، فيما استخدمه البعض منهم لرفع فيديوهات العمليات الانتحارية، أو كلماتهم الأخيرة التي يصوروها قبل تنفيذ عملياتهم، والتي تقوم وكالة "أعماق" بإعادة إنتاج الفيديو ووضع شعارها قبل إعادة نشره مرة أخرى على مواقع ومنصات التنظيم على الانترنت لتحقيق أكبر قدر من المشاهدة.

نجاح تأثير داعش على تطبيق "التليجرام" دفع التنظيم إلى تكريس قنواته الإعلامية لترجمة وإنتاج محتوى جديد لجمهور معين بعدة لغات منها الفرنسية والألمانية والإيطالية والإنجليزية والروسية ولغة البهاسا الخاصة بالإندونيسيين، كل هذه المواد غير العربية متماسكة من التعاليم المستمدة من الكتابات الجهادية الممتدة لأكثر من 30 عامًا.


هذا المنهج ليس جديدًا، ولكنه كان جزءًا من استراتيجية القاعدة لاجتذاب المجندين المحتملين عبر الإنترنت، ولكن داعش تميزت عن القاعدة في هذه الاستراتيجية لامتلاكها الوقت والمال والأراضي والموارد المخصصة لهذه الاستراتيجية، وقد أدى ذلك إلى عملية مزدوجة الانتاج أطرافها التنظيم نفسه المسؤول، والثاني بالمستخدمين لإنتاج محتوى متبادل من المستخدمين (عناصره المنضمة له في تلك الدول) ومن الأذرع الإعلامية للتنظيم، واتي تبث محتوى رسمي من بيانات وفيديوهات، ورسائل تركز على أهمية الأفراد في تنفيذ عمليات وأن يأخذوا دورهم وحظهم من الجهاد كل في مواقعه.


استطاع تنظيم داعش من تسليط الضوء على "الجهاد المفتوح" على النحو الذي وضعته مجلة "الإلهام" الإصدار الإنجليزي للقاعدة، والتي فتحت الحدود ليتمكن أي شخص أن يساهم في الجهاد، فعلى سبيل المثال، تم تشجيع الأفراد على أنه ليس من الضروري أن يتم تنسيق والإعداد لعملية معقدة، أو استخدام أسلحة متطورة، أو التركيز على هدف استراتيجي للعدو، وبدلا من ذلك، يوضحون أن أي شخص بإمكانه القيام بعملية انتحارية لصالح التنظيم، وقد قام التنظيم الإرهابي بنشر فيديو في أبريل 2015 عنوانه "اصطياد الصفويين"، وظهر فيه مهاجم انتحاري فرنسي يتحدث باللغة الفرنسية (مع ترجمة عربية) يدين محمد مراح، مطلق تولوز، ويعبِّر بوضوح عن أفكار عن وجوب الهجرة، ولكن إذا لم يتمكن المرء من الانضمام جسديًا إلى الحركات الجهادية في الشرق الأوسط وأماكن أخرى، فإن الهجمات هي البديل المشروع لهم، وكلا الاختيارين يجعله "شهيدًا في سبيل الله ومثواه الجنة"  الفكرة التي تدفع المتطرفين للانضمام للجماعات الإرهابية.


في 26 نوفمبر 2016، أصدر تنظيم داعش فيديو باللغة الفرنسية مع ترجمة باللغة العربية، والذي أصدرته مؤسسة الفرات الإعلامية، والمتخصصة في إنتاج محتوى للجمهور غير العربي، وكما هو الحال فالفيديو مدته 16 دقيقة بتقنية HD عالية الجودة، الفيديو امتد وأثنى على ذئابه المنفردة في عام 2016، الفيلم، بعنوان "في طريقهم" يوضح بشكل واضح كيف يستخدم التنظيم تطبيق "تليجرام" لأغراضه.


الخلاصة:

يعكس التقرير الصادر كيفية استخدام تنظيم داعش الإرهابي لكل ما يتم إتاحته من تطبيقات لخدمة أهدافه في نشر التطرف، كما يوضح التقرير كيفية تواصل إرهابيي التنظيم فيما بينهم لتلقي التعليمات وتنفيذها، لا سيما تطبيق "التليجرام" أحد أشهر التطبيقات بعد تويتر جذبًا لعناصر التنظيم المتطرف، وكيف طوّع التنظيم هذه التطبيقات في نشر رسائله الإرهابية بعدة لغات أجنبية، ليجد له فضاءً جديدًا ومنصة تصل للملايين من شباب أوروبا من خلال هواتفهم الذكية.

شارك