دمشق تنتقد التوغل التركى فى أراضيها.. وموسكو تكثف جهودها للتسوية السياسية

السبت 14/أكتوبر/2017 - 06:27 م
طباعة دمشق تنتقد التوغل
 
تتواصل المعارك فى سوريا وسط محاولات لإبعاد القوات التركية عن الأراضي السورية، وانتقاد دمشق  للتوغل العسكري التركى غير الشرعى، ومخاطبة المجتمع الدولى لمنع انتهاك الأراضي السورية، ويتزامن مع ذلك عدة خطوات دبلوماسية تقوم بها موسكو لدفع محادقات السلام السورية للأمام، وزيادة عدد المناطق الخاضعة لاتفاقات وقف اطلاق النار. 
يأتى ذلك فى الوقت الذى استعاد الجيش السوري السيطرة على كامل قرية حطلة ودوار الحلبية في منطقة الصالحية بالمدخل الشمالي لدير الزور، فيما تستمر عملياته داخل الأحياء الجنوبية للمدينة.
وفى سياق أخر ادانت وزارة الخارجية السورية أشد العبارات توغل وحدات من الجيش التركي في محافظة إدلب، معتبرة أن التوغل يشكل عدوانا سافرا على سيادة وسلامة الأراضي السورية وانتهاكا صارخا للقانون والأعراف الدولية".
نوهت على أن هذا العدوان التركي لا علاقة له من قريب أو بعيد بالتفاهمات التي تمت بين الدول الضامنة في عملية أستانا بل يشكل مخالفة لهذه التفاهمات وخروجا عنها.. وعلى النظام التركي التقيد بما تم الاتفاق عليه في أستانا.. الجمهورية العربية السورية تطالب بخروج القوات التركية من الأراضي السورية فورا ومن دون أي شروط وتؤكد أن هذا التوغل عدوان صارخ لن يستطيع النظام التركي تبريره أو تسويغه بأي شكل كان".

دمشق تنتقد التوغل
يذكر أن الجيش التركي  أعلن الأحد الماضي انطلاق أنشطة استطلاعية لتأسيس نقاط مراقبة لخفض التوتر في إدلب، بموجب اتفاق أستانا، باعتباره أحد أطراف "قوات مراقبة خفض التوتر" المكونة من وحدات عسكرية للدول الضامنة لهدنة وقف إطلاق النار في سوريا، تركيا، روسيا، وإيران.
كانت الدول الضامنة لمفاوضات أستانا أعلنت الشهر الماضي توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة خفض توتر في إدلب.
وتتضمن المرحلة الأولى من العملية انتشار الجيش التركي في المنطقة الممتدة بين إدلب ومدينة عفرين بمحافظة حلب، وسيتركز تموضع عناصر الجيش التركي في منطقة قريبة من مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة تنظيم حزب العمال الكردستاني والمتاخمة للحدود التركية.
وستشكل القوات التركية نقاط مراقبة في أكثر من 10 مواقع، خلال انتشارها الذي سيمتد تدريجيا من شمال إدلب باتجاه الجنوب، في الفترة المقبلة، لتقيم فيما بعد نقاط مراقبة في الأجزاء الداخلية من إدلب، فيما ستؤسس القوات الروسية نقاط مراقبة خارجها.
تهدف مهمة الجيش التركي في إدلب، إلى إنشاء نقاط تفتيش ومراقبة لنظام وقف إطلاق النار في منطقة خفض التوتر الخالية من الاشتباكات، بالتنسيق مع الجيش السوري الحر.

دمشق تنتقد التوغل
ويري مراقبون أن العملية تهدف إلى دعم توفير الظروف الملائمة من أجل ترسيخ وقف إطلاق النار في سوريا بين النظام والمعارضة، وإنهاء الاشتباكات، وإيصال المساعدات الإنسانية، وتهيئة الظروف المناسبة لعودة النازحين إلى منازلهم.
ومن المنتظر ان يسهم الانتشار الذي بدأه الجيش التركي بهدف ضمان وقف إطلاق النار في إدلب، في توفير الأمن للمدنيين، والحيلولة دون حدوث موجة لجوء أخرى محتملة إلى تركيا.
على الجانب الأخر أكد المتحدث ريان ديلون باسم التحالف الدولي ضد "داعش"، أن 100 من مقاتلي التنظيم أعلنوا إلقاءهم السلاح في محيط مدينة الرقة السورية خلال 24 ساعة الماضية، 
أضاف  ريان ديلون، إلى أن "المسلحين نقلوا إلى خارج المدينة".  ، مشيرا بقوله  "حررنا لحد الآن ما يقارب 85 % من مدينة الرقة السورية.. نحن نتوقع معارك ضارية في الأيام المقبلة"، وأضاف "مستمرون بتقديم يد العون لحلفائنا من المعارضة السورية المعتدلة في حربها ضد داعش".
كانت هناك تقارير تشير إلى أن عناصر "داعش" وعوائلهم خرجوا من الرقة، وفق اتفاق غير معلن تم إبرامه بين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف من جهة، والتنظيم من جهة أخرى، وتم دخول 12 حافلة إلى حي حاوي الهوى غربي مدينة الرقة، لإخراج المسلحين باتجاه ريف دير الزور الشرقي، تزامنا مع تحليق مكثف لطائرات التحالف الدولي، وتواجد وحدات من الاستخبارات العسكرية التابعة لـ"قسد" في الحي.
أشار نشطاء إلى أن التحالف وقوات سوريا الديمقراطية، قاموا بإخراج بعض عناصر التنظيم وعوائلهم بإظهارهم كمدنيين هاربين ومحررين من التنظيم من مدينة الرقة.

دمشق تنتقد التوغل
تزامنت الأحداث مع  تصريح وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، بأن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة "سيقبل باستسلام" عناصر التنظيم  في الرقة شمال سوريا.
بينما صرح النائب الأول لوزير الخارجية الروسي، فلاديمير تيتوف، بأن بريطانيا ما زالت لا تدرك طبيعة الدور الروسي في محاربة الإرهاب بسوريا.
قال الدبلوماسي الروسي معلقا على التحضيرات الجارية في موسكو لزيارة وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون :" استنادا  إلى الخلافات العميقة بين بلدينا، لا سيما في سوريا، التي تعكس للأسف سوء فهم جوهري لمهام عملية مكافحة الإرهاب التي تقوم بها روسيا في ذلك البلد ".
وحول زيارة جونسون المرتقبة للعاصمة الروسية، قالت وزارة الخارجية البريطانية أمس في بيان "سيزور موسكو في نهاية العام بدعوة من وزير الخارجية الروسى سيرجي لافروف" مشيرة إلى أن بريطانيا تواصل التعاون مع روسيا في بعض الملفات الدولية.
كان لافروف قد التقى مؤخرا نظيره البريطاني، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ووصف الوزير البريطاني اللقاء بالجيد.

شارك