واشنطن تبحث عن تسوية الأزمة السورية.. ومواصلة اجلاء المسلحين

الثلاثاء 17/أكتوبر/2017 - 08:23 م
طباعة واشنطن تبحث عن تسوية
 
مواصلة المعارك فى
مواصلة المعارك فى سوريا
كشفت تقارير أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ليس لديها خطة معينة حول استراتيجية مستقبلية لتسوية الوضع في سوريا بعد تحرير الرقة، والتأكيد إلى أن واشنطن ستكمل عملية استعادة الرقة من تنظيم داعش خلال شهر واحد، إلا أنه ثمة خلافات في إدارة ترامب حول الاستراتيجية الأمريكية الموسعة في سوريا، نظرا لقلق البيت الأبيض إزاء "حساسية" دمشق أمام الدول الإقليمية المختلفة بعد تحرير الرقة.
من جانبه أعلن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي أن ممثلين عن التحالف وروسيا عقدوا لقاء ثانيا بشأن تجنب حوادث بين الجانبين في سوريا، وقال المتحدث الرسمي باسم التحالف الدولي رايان ديلون "أعلم بأن ذلك كان لقاء ثانيا عقد على المستوى ذاته خارج أراضي العراق وسوريا، وجرى قبل أسبوع تقريبا"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
يذكر أن أول لقاء من هذا النوع عقد في سبتمبر الماضي، وأعلن التحالف في ذلك الوقت أن الجانبين تمكنا بتحديد خطواتهما على الخرائط من أجل تجنب الحوادث بينهما أثناء القيام بعمليات ضد تنظيم "داعش"، بما في ذلك في وادي الفرات.
فى الوقت الذى كشفت فيه تقارير إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ليس لديها خطة معينة حول استراتيجية مستقبلية لتسوية الوضع في سوريا بعد تحرير الرقة، والتأكيد إلى أن واشنطن ستكمل عملية استعادة الرقة من تنظيم داعش خلال شهر واحد، إلا أنه ثمة خلافات في إدارة ترامب حول الاستراتيجية الأمريكية الموسعة في سوريا، نظرا لقلق البيت الأبيض إزاء "حساسية" دمشق أمام الدول الإقليمية المختلفة بعد تحرير الرقة.
وكشفت التقارير إلى أنه من بين المسائل التي أثارت الخلاف في البيت الأبيض، إنجاز الاستقرار في سوريا الشرقية بعد انقضاء الحرب هناك وتطهيرها من تنظيم "داعش"، وكذلك منع القوات الإيرانية والقوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد من بسط سيطرتها على هذه المنطقة.
وتثير مسألة تنفيذ الانتقال السياسي للسلطة في سورية قلقا بالغا لدى الإدارة الأمريكية.
الجيش السوري يتقدم
الجيش السوري يتقدم
ويري محللون أن بعض أعضاء إدارة ترامب الأكثر تحفظا، ومنهم نيكي هايلي، المندوبة الدائمة لواشنطن في الأمم المتحدة، يؤيدون الاستراتيجية التي تنص على الإطاحة بالرئيس الأسد، إلا أن هناك أشخاصا يعتقدون أن الأسد هو الوحيد الذي سيمنع تحويل سوريا إلى "ثقب أسود" يبتلع جزءا كبيرا من المنطقة.
وهناك تركيز البيت الأبيض على دور إيران في الحرب بسوريا وتأييدها لبشار الأسد ومقاتلي حزب الله قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، مضيفا أن بعض المستشارين الأمريكيين لديهم سوء تقدير لمدى تعقيد الصراع في سوريا الذي يدخل عامه السابع.
ويري محللون أن المستشارين العسكريين والدبلوماسيين يوصون الإدارة الأمريكية باتخاذ التدابير اللازمة المتعلقة بتدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، إذ سيؤدي ضعف الاتصالات مع أنقرة، بالإضافة إلى دور إيران وروسيا المتزايد في المنطقة، إلى عرقلة محاولات إعادة تطبيع الوضع في سوريا بعد تحرير الرقة من تنظيم "داعش".
ويخشي مراقبون فقدان تركيا كصديق وحليف للولايات المتحدة ستكون له عواقب استراتيجية جدية، علما أن الطيران الأمريكي ينفذ يوميا غارات جوية على تنظيم "داعش" من قواعد تركية، وعلى الأرجح، سيواصل عملياته الجوية حتى بعد استعادة الرقة.
وكشفت تقارير بثتها "إن بي سي" إلى أن بعض العسكريين الأمريكيين، ممن يؤيدون المزيد من المرونة والمشاركة الأمريكية في العراق وسوريا، يشعرون الآن بخيبة أمل لعدم رغبة ترامب في زيادة عدد القوات في مناطق النزاعات حول العالم.
تسوية سورية مطلوبة
تسوية سورية مطلوبة
ونقلت القناة عن انتوني كوردسمان، الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، قوله: "كلما اقتربت الولايات المتحدة من الانتصار على تنظيم داعش في الرقة والأماكن الأخرى، كُشفت الحقيقة التي تشير إلى عدم وجود استراتيجية واضحة لسياستنا في العراق وسوريا أو تجاه تركيا أو في زيادة التأثير الروسي في المنطقة.. نقف على عتبة القضاء على الخلافة عمليا، إلا أن المشاكل التي نواجهها هناك لا تزال قائمة".
وفى سياق أخر استطلع موقع "جيوبوليتيكا" الهدف الفعلي الذي تسعى الولايات المتحدة لتحقيقه في الشرق الأوسط، وما هو مقدار الضرر والتخريب الذي تلحقه هذه التصرفات الأمريكية بالنشاط الروسي في سوريا، وركز الموقع على تحركات القوات الأمريكية فما يتعلق بمحافظتي الرقة دير الزور
وقال البروفيسور المختص في العلوم السياسية، والخبير البارز في مركز الدراسات العسكرية -السياسية التابع لمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، ميخائيل ألكسندروف، إن ادعاء الولايات المتحدة بأنها لم تشارك في المحادثات حول تأمين ممر آمن للإرهابيين من الرقة يتنافى قطعا مع الواقع. فقد أشرف على هذه المحادثات وكلاء يمثلون الجانب الأمريكي مما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية" "قسد"، ويجب علينا أن نفهم أن "قسد" وتنظيم "داعش" من حيث الجوهر هما شيء واحد. ويشكلان امتدادا متداخلا بعضهما مع بعض. بمعنى آخر، إن بنية "قوات سوريا الديمقراطية" هي معبر الترانزيت إلى الإرهاب تحت عنوان "داعش" والعودة، لغسل تهمة الإرهاب.
ويري محللون أن التشكيلات الإرهابية الرئيسة كافة، أنشأتها الولايات المتحدة لتحقيق أهدافها الجيوسياسية الخاصة بها في الشرق الأوسط، بما يتضمن إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، بيد أن مهمة الولايات المتحدة التكتيكية في الوقت الراهن هي تعقيد سير العملية العسكرية الروسية في سوريا.
قال ألكسندروف أن الولايات المتحدة تعتزم زج جزء من إرهابيي الرقة في دير الزور لدعم من تبقى من إرهابيي تنظيم "داعش" هناك. أما الجزء الآخر، وبما أن نهاية الحرب في سوريا الأكيدة أصبحت وشيكة لتنظيم "داعش"، فسوف يرسَل إلى أفغانستان، حيث يجري في الوقت الراهن إنشاء جيش أممي من الإرهابيين، لتوجيه ضربات من هناك ضد إيران، الصين وروسيا، هذا بالتوازي مع مواصلة الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال ووسط إفريقيا. بل وليس من المستبعد أن تعمل الولايات المتحدة على شن عملية عسكرية ضد إيران يشارك فيها مسلحو "داعش" من أفغانستان وباكستان من جهة والكرد من جهة أخرى.
أما ستانيسلاف تاراسوف، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط "الشرق الأوسط-القوقاز" التابع للمعهد الدولي للدول الحديثة، فيقول في هذا الصدد: إن الولايات المتحدة تعمل على إجلاء فصائل تلك القيادات الإرهابية من الرقة، الموقنة من موالاتها لها. وهؤلاء، إما أنهم سوف يُستخدمون في دير الزور أو يتحولون الى حرب العصابات.
هذا التكتيك الأمريكي يعرقل عملنا في سوريا بشدة بالغة، ولكننا تعودنا على هذه السياسة الأمريكية، وبالتالي يجب علينا عدم القيام بخطوات حادة، ويكفينا في الظرف الراهن، منعهم الدخول إلى مناطق وقف التصعيد، وإنشاء ممرات فيما بينها، وهذا يضمن تدمير الجزء الأعظم من هذا التنظيم الإرهابي.

شارك