قراءة في حادث الواحات الإرهابي

السبت 21/أكتوبر/2017 - 08:16 م
طباعة قراءة في حادث الواحات
 
لاتزال ضربات الجماعات الإرهابية التي كثفت من عملياتها الإجرامية في أعقاب ثورة 30 يونيو التي انهت حكم الإخوان المسلمين، موجعة، فبعد أيام من سلسلة هجمات متعاقبة شهدتها بعض مدن محافظة شمال سيناء الحدودية، أسقط كمين محكم تفذته عناصر إرهابية ضد قوات الشرطة في الكيلو 135 في منطقة "الواحات" التابعة لمحافظة الجيزةـ، ما أدى بحسب بيان رسمي صدر من وزارة الداخلية المصرية إلى مقتل 16 ضابطاً، في حين لا تزال وكالات انباء دولية على التأكيد أن الحصيلة النهائية لقتلى العمليات فيما يتعلق بقوات الشرطة، 54 شرطياً، وأن وزارة الداخلية فضلت إعلان تلك الحصيلة فقط خوفاً على معنويات قواتها.  
العملية وفق المعطيات الرسمية وغير الرسمية تم تنفيذها بشكل محكم ودقيق إلى حد كبير ما ادى إلى تفاقم خسائر قوات الشرطة، وبينما لم تتبن أي من الجماعات الإرهابية العملية إلا أن المعطيات تشير إللا أنها تحمل بصمات "داعش"، فيما أشارت تقارير متخصصة أن الإرهابي هشام العشماوي هو من يقف خلف العملية.

قراءة في حادث الواحات
كانت قوة من الشرطة قامت بعملية مطاردة لخلية إرهابية خطيرة مختبئة في منطقة صحراوية، إلا أن أداء الإرهابيين يعكس تمكنهم من التعرف على إحداثيات تتعلق بسير القوات ما جعلهم قادرين على نصب كمين محكم للقوات أدى إلى استشهاد 16 من قوات الشرطة المصرية.
والعملية بحسب نتائجها تطرح عدد من التساؤلات حول مدى جاهزية قوات الشرطة وتنسيقها مع قوات الجيش، فضلاً عن مدى ما تمتلكه الجماعات الإرهابية من أسلحة ومعدات خاصة أن بيان الداخلية قال إن العناصر الإرهابية قامت بإلقاء وابل من الأعيرة النارية الثقيلة على القول الأمني، ما أدى إلى وقوع خسائر في صفوف القوات.
العملية بلا شك تتفرد في شكلها واستراتيجيتها، فهي استمرارا لخطط ممنهجة لاستهداف مصر، وأن العملية فريدة من نوعها، وأن اختلاف هذه العملية عن سابقاتها من حيث عدد الأفراد المشاركة فيها من العناصر التكفيرية المسلحة، وأول عملية يُـخطط لها في إطار استخباراتي عسكري، مع الأخذ في الاعتبار تحركات العناصر الإرهابية في شمال سيناء التي كانت تعتمد على أسلوب حرب العصابات.

قراءة في حادث الواحات
وهذه المنطقة ليست بعيدة عن ما يعرف بـ"محافظات جهنم"، التي تنتشر وترتكز بداخلها العناصر التكفيرية المسلحة التابعة لجماعة الإخوان، ومنها محافظة الفيوم، وهي أكبر محافظة بها شريحة من العناصر التكفيرية المتشددة، وأن قرب الفيوم من منطقة الواحات والدخول من خلال صحراء الوادي الجديد يسهل عملية الانتقال في هذه المساحة الشاسعة، وتم استهداف كمين الفرافرة العام الماضي.

من هو هشام العشماوي؟

من هو هشام العشماوي؟
أشارت أغلب التحريات الأمنية المصرية إلى أن قائد الخلية الإرهابية التي نفذت الجمعة هجوم الواحات، هو هشام عشماوي، ضابط الصاعقة السابق والمفصول من الجيش المصري، ويبدو أنه المنفذ الرئيسي لهجوم الكيلو 135 بطريق الواحات، وقد اعلن في وقت سابق تأسيسه لجماعة "المرابطون" التابعة لتنظيم القاعدة، وقال إنه ليس على ذات منهج تنظيم "ولاية سيناء"، إلا انه ليس على استعداد اتلدخول معهم في صدامات، وقال في تسجيل صوتي منسبو له "كلا على منهجة لكن يعذر بعضنا بعضاً".
وكان عشماوي اتهم سابقا بالضلوع في أغلب الهجمات الإرهابية التي حدثت في مصر ، من بينها تفجيرات الكنائس الأخيرة ودير الأنبا صمؤيل المنيا، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم وقضية عرب شركس، وكمين الفرافرة ، واستهداف الكتيبة 101 ، كما اتهم بتأسيس وتدريب خلايا إرهابية في ليبيا ونقلهم لتنفيذ عمليات إرهابية في مصر.
له أسماء حركية عديدة، وكنيته أبو عمر المهاجر وتوعد في تسجيل له في العام 2015 باستهداف ضباط الجيش والشرطة في مصر، وبالمزيد من العمليات الإرهابية في سيناء، وقضت محكمة جنايات غرب القاهرة العسكرية، غيابيا بإعدامه لتورطه في الهجوم على "كمين الفرافرة" الذي أسفر عن مقتل 28 ضابطًا ومجنداً.

وهشام عشماوي، ضابط سابق بقوات الصاعقة في الجيش المصري وتم فصله قبل 12 سنة، ثم صار عضوا بتنظيم " داعش سيناء، واسمه بالكامل هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم يبلغ من العمر 47 عاما، انضم إلى الجيش المصري في التسعينيات، ثم التحق بقوات الصاعقة، وعمل بسيناء أكثر من 10 سنوات، وبعدها استبعد من الجيش في العام 2011 وكان برتبة مقدم، وانقطعت صلته نهائياً بالمؤسسة العسكرية بعدما ثبت اعتناقه للأفكار التكفيرية.
عقب فصله كون عشماوي خلية تضم مجموعة من الجهاديين بينهم 4 ضباط شرطة مفصولين من الخدمة على رأسهم هاشم حلمي، هو ضابط شرطة تم فصله من الداخلية، بعدما تبين أنه اعتنق الفكر الجهادي أيضا وثبت أنه له علاقة بتنظيم أجناد مصر الذي يحمل فكر القاعدة.

قراءة في حادث الواحات
في العام 2013 سافر هشام عشماوي إلى درنة في ليبيا وتدرب في معسكرات تنظيم القاعدة، وانضمت مجموعته إلى مجموعة القيادي الجهادي كمال علام، وشكل تنظيم أنصار بيت المقدس التابع لداعش ودرب أكثر من 200 عنصر من تنظيم بيت المقدس، وكانت أخطر عمليات تلك المجموعة هي العملية التي وقعت في نوفمبر 2014 حينما قاد ضابط سابق يعمل تحت قيادة هشام عشماوي، المجموعة المهاجمة على سفن حربية بالقرب من مدينة دمياط.

شارك