بعد تحرير الرقة.. تساؤلات حول التسوية السياسية فى سوريا

السبت 21/أكتوبر/2017 - 09:56 م
طباعة بعد تحرير الرقة..
 
لا تزال محاولات طرد الجماعات الارهابية من الأراضي السورية مستمرة، بعد اعلان تطهير الرقة من عناصر داعش، فى الوقت الذى يري فيه مراقبون أن المعركة لم تنتهى، وأن هناك كثير من المشكلات التى تمنع من تحقيق تسوية سياسية شاملة فى سوريا.
بعد تحرير الرقة..
من جانبه قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف إن موسكو ترحب بتحرير الرقة من تنظيم "داعش" وتعتبره خطوة كبيرة إلى الأمام في مكافحة الإرهاب في سوريا، مضيفا بقوله "إننا نرحب بكل نجاح في مكافحة "داعش". وطبعا ما تم تحقيقه في الرقة، يعد خطوة كبيرة إلى الأمام".
أوضح أن موسكو تنطلق من ضرورة تطوير التعاون الوثيق والشامل في مجال مكافحة الإرهاب لتقليل ما سماه بالتداعيات غير المرغوب فيها لمثل هذه العمليات.
كان التحالف الدولي أعلن أمس رسميا عن تحرير الرقة من الإرهابيين الذين كانوا يسيطرون على المدينة منذ مارس 2013.
فى حين يري محللون أن هناك ازدياد ملحوظ فى عدد أطراف النزاع رغم دحر العدو الرئيس "داعش".، بعد أن صرح وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو بأن عملية دحر العصابات المسلحة المنظمة في سوريا تقترب من نهايتها. 
وقال الخبير العسكري، العقيد المتقاعد، رئيس تحرير مجلة "ترسانة الوطن" فيكتور موراخوفسكي أن الوزير الروسي على حق مطلق،  فالحرب ضد "دولة الخلافة" اقتربت من نهايتها. والمجموعات الإرهابية، وفي مقدمتها "داعش"، عمليا تم دحرها، وسوف يتم قريبا تحرير المناطق على ضفتي نهر الفرات باتجاه الحدود العراقية من سيطرة الإرهابيين.
لكن تبقى مسألة إدلب معلقة. لذلك يجب حلها بالتعاون مع تركيا، حيث تقع مساحات واسعة من المحافظة تحت سيطرة منظمة "أحرار الشام" النصرة سابقا، وهذه ليست حربا ضد "دولة الخلافة"، بل مهمات محلية ستنفذها بالتأكيد القوات الحكومية السورية بدعم من القوة الجو-فضائية الروسية.

بعد تحرير الرقة..
ولم يقصد شويجو في حديثه انتهاء الحرب الأهلية في سوريا. فهناك لاعبون كثر على الساحة السورية: الإرهابيون، الكرد، التحالف الغربي، إسرائيل، الأردن، المملكة السعودية، قطر وتركيا، وكل منهم يتصرف وفق مصالحه، لذلك لا يدور الحديث عن انسحاب القوات الجو-فضائية الروسية من سوريا، وخاصة أن هناك اتفاقا موقعا بين البلدين يتضمن بقاء الوحدات الروسية في قاعدتي حميميم وطرطوس. كما ستبقى في سوريا الشرطة العسكرية الروسية، التي ستكون مهمتها الحفاظ على الأمن والاستقرار في المناطق المحررة.
وسؤس محللون أن ما يعقد الأمور هو عدم تحديد الولايات المتحدة موقفها النهائي من الرئيس السوري بشار الأسد، ولا سيما أن خطة إطاحته فشلت، كما فشلت خطة تشكيل "جيش سوريا الجديد"، الذي كان عليه، وفق رأي الادارة الأمريكية، السيطرة على مساحات كبيرة من أجل المشاركة في تشكيل حكومة ما بعد الحرب.
وتمت الاشارة إلى أن الحروب الأهلية تنتهي عاجلا أم آجلا بخيار واحد أو اثنين، الخيار الأول عندما يتكبد أحد الأطراف هزيمة ساحقة، فيما يقوم الطرف الثاني بعمليات تطهير حاسمة، أما الخيار الثاني فهو عندما يدعو الطرف المنتصر الطرف المهزوم إلى الحوار وترتيب مصالحة وطنية وفق شروطه، كما حصل قبل فترة في طاجيكستان ولبنان. أي إن الخيار الثاني هو صفة ملازمة للشرق. لذلك، أعتقد أن الأحداث في سوريا سوف تتطور قريبا وفق هذا الخيار.

بعد تحرير الرقة..
على الجانب الآخر أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستبدأ قريبا مرحلة جديدة من سياستها تجاه الأزمة السورية، مؤكدا  أن هذه المرحلة ستشمل دعم القوات المحلية وخفض مستوى العنف وتوفير ظروف السلام في سوريا.
قال ترامب "يسرني أن أعلن أن قوات سوريا الديمقراطية، شريكنا في المعركة ضد داعش في سوريا، انتزعت بنجاح السيطرة على الرقة، التي أعلنها التنظيم الإرهابي عاصمة له من طرف واحد، إنا قواتنا قامت سوية بتحرير المدينة بالكامل من قبضة داعش".، مضيفا بقوله "دحر داعش في الرقة يمثل تقدما بالغ الأهمية في حملتنا العالمية لتدمير داعش وإيديولوجيته المعادية للإنسان.. لقد أصبحت نهاية داعش، مع تحرير عاصمته والجزء الأكبر من الأراضي الخاضعة له، أمرا قريبا".
أشار بقوله "إننا سننتقل قريبا إلى تنفيذ مرحلة جديدة سنقوم في إطارها بدعم قوات الأمن المحلية وخفض مستوى العنف في جميع أنحاء سوريا وتهيئة الظروف الملائمة لإحلال سلام مستدام بطريقة لن تسمح للإرهابيين بتهديد أمننا الجماعي مرة أخرى".
وأضاف ترامب أن الولايات المتحدة ستؤيد، بالتعاون مع حلفائها وشركائها، "المفاوضات الدبلوماسية من أجل إنهاء العنف وتمكين اللاجئين من العودة إلى وطنهم بصورة آمنة، وتوفر عملية انتقالية سياسية تستجيب لإرادة الشعب السوري".
وشدد الرئيس الأمريكي على أن "قادة الإرهابيين وكل من يؤيدهم من الضروري أن يواجهوا العدالة، وهذا ما سيحدث".   

شارك