مركز بحثي سعودي: القاعدة وداعش أوجه مختلفة لجماعة الإخوان

الإثنين 23/أكتوبر/2017 - 04:52 م
طباعة مركز بحثي سعودي:
 
أكد مركز الحرب الفكرية بوزارة الدفاع السعودية، أن جماعة الإخوان تتفق مع داعش والقاعدة في الهدف وتختلف معهما في «إستراتيجية التموضع والتخفي» و«التكتيك المرحلي»»و مستوى توظيف وتمويل العملاء». 
واوضح المركز في تقرير له ان الملاذات «الآمنة والمؤثرة» لجماعة الإخوان تتركز (حول العالم) على بعض المنصات التعليمية سواء باختراق قياداتها أو عبر مناشط هيئاتها وجمعياتها.
ولفت المركز إلى أن حصر فتاوى القضايا العامة على المجامع والهيئات العلمية في طليعة ضمانات انضباط المجتمعات المسلمة في مواجهة اختراقات التشدد والتطرف والأهواء.
وأكد المركز السعودي، أن في طليعة «مزالق التطرف» عدم استطلاع عِلَلِ وحِكَمِ النصوص الشرعية، فنتج عنه الجهلُ بمقاصدها.. فحرفوا لذلك دلالاتها، وصار الضلال في تطبيقها.
وأوضح أن أصول الجماعات المتطرفة «كالإخوان والسرورية» تتركزعلى عزل الشعور الوطني من الوجدان؛ فلا تجد في أطروحاتهم أي مشاركة تُشعر باللحمة الوطنية، واستغلت هذه الجماعات تموضعها العالمي في عدد من المؤسسات العامة والخاصة ذات التأثير الشبابي.. كما نشطت في توظيف الإعلام الجديد لخدمة الهدف. ولا يوجد لتلك الجماعات أي إشارة للدولة الوطنية إلا عند النيل منها، مضللين ببكائياتهم حماس الشباب المغرر به فكانوا وقود الإرهاب ومسرح الفتنة.
وأضاف: قويت تلك الجماعات عندما تحالفت فيما بينها بالرغم من اختلافها في عدد من الأصول، جاء ذلك بدعوةِ ودعمِ وإشرافِ الدولة الحاضنة. 
وتابع :كما عمد تكتيكهم على إيجاد برامج ومراكز تضليل و«صد» بذريعة التحصين والنصائح الفكرية.. فيما تكشفت حيث حادت عن تناول أسماء تلك الجماعات ورموزها. ومتى لم يجد المستطلع لتلك البرامج والمراكز أي تحذير من تلك الجماعات ورموزها فهي في الأعم وكر للتطرف.. للمناورة والتوغل والصد.
 وأوضح أنه صار لنشطاء تلك البرامج والمراكز «المقنَّعة» تطرف معلن عندما وُضِعُوا على محك المساجلة والمكاشفة، بينما لاذ آخرون لجمعيات وكراسي أكاديمية.
وقد رعت أدبيات المرشد الروحي لجماعة الإخوان سيد قطب كافة الجماعات المتطرفة فكانت العباءة الفضفاضة التي خرجت منها جماعة التكفير والهجرة والقاعدة وداعش وغيرها، وغذت وتغذت منها قياداتها، مثل أيمن الظواهري - زعيم تنظيم القاعدة - الذي انضم لجماعة الإخوان المسلمين منذ أن كان في سن 15 عاما، وابو بكر البغدادي زعيم داعش والذي اعترف مفتي الإخوان يوسف القرضاوي  بانضمامه للإخوان.
وهناك العديد من الشواهد علي وجود علاقات بين جماعة الإخوان و"داعش" والقاعدة، كانت واضحة بقوة على الأرض في كل من سوريا والعراق بم دونه من جداريات" قطبية- نسبة الي المرشد الروحي للإخوان سيد قطب" على المباني والأسوار، وأدبيات مقاتلي وأنصار داعش على مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت مبكرا رعاية سيد قطب للجماعات المتطرفة "القاعدة" و"داعش"، وكان أبرزه ما اعترف به أمير جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني، في يونيو 2015 خلال حواره عبر إحدى الفضائيات، بتدريسهم كتب جماعة الإخوان لطلابهم، وخاصة فكر القيادي الراحل الإخواني سيد قطب لدعمه الجهاد وقتل الفئات الكافرة. وأضاف الجولاني أنهم يرون أن جماعة الإخوان جماعة جهادية، وأن جبهة النصرة منبثقة من فكر حسن البنا، مؤسس الإخوان.
وفي أكتوبر 2014 اعترف يوسف القرضاوي خطيب جماعة الاخوان المسلمين بأن البغدادي زعيم تنظيم "داعش" كان من جماعة الإخوان المسلمين، وكما جاء في حديث للقرضاوي: "هذا الشاب كان من الإخوان في أول أمره، إلا أنه كان يميل إلى القيادة وأغراه هؤلاء بعد عدة سنوات. كان مسجونا وانضم إلى هؤلاء".
وفي نوفمبر 2014 وكما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" في لقاء لها مع الداعشي البريطاني كبير أحمد قبل أن يفجر نفسه في هجوم انتحاري عند مصفاة بيجي، شمال بغداد. وقال الداعشي المذكور: "في السجن درست القرآن وعرفت ما يجري للمسلمين حول العالم، والمفكرون الذين تأثرت بهم وأحبهم هم سيد قطب، وأنور العولقي، وأسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، وأنا أحبهم جميعاً وأحترمهم"، على حد تصريحاته.
ومن بين إحدى إصدارات "داعش" على خطى سيد قطب وما بثته حسابات التنظيم، ما كتبه المسمى أحمد طه في مقال له بعنوان "انتصارات الدولة الإسلامية.. معالم في الطريق".
أما حساب "قادمون" فآثر اقتباس إحدى عبارات سيد قطب قائلا: "إن جيلا زرعته يد الله، لن تحصده يد البشر"، وخرج حساب "جلاب الشمري" بجملة أخرى: "الجاهلية المنظمة لا يهزمها سوى إسلام منظم". وقال "أبو عزام" في حسابه: "إن هذه الجيوش العربية التي ترونها ليست للدفاع عن الإسلام والمسلمين وإنما هي لقتلكم".
كما أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي انضم لجماعة الإخوان المسلمين منذ أن كان في سن 15 عاما، حيث اعترف في تسجيل مصور له بثته المواقع الجهادية في يناير 2015، أن أسامة بن لادن خرج من تنظيم الإخوان المسلمين، وأشار إلى أنه كان يتبع تعليمات التنظيم بحذافيرها عندما توجه إلى باكستان. وأضاف: "كان عضوا في جماعة الإخوان المسلمين، وأن التنظيم هو الذي أرسله إلى باكستان عندما وقع الغزو السوفيتي في مهمة محددة، وهي توصيل الدعم للجماعة الإسلامية الموجودة هناك، وكانت تعليمات التنظيم إليه ألا يدخل أفغانستان ولكن أسامة خالف الأوامر".
فيما قال عبدالله عزام الزعيم الروحي للأفغان العرب في كتابه "عشرون عاما على استشهاد سيد قطب": "والذين يتابعون تغير المجتمعات وطبيعة التفكير لدى الجيل المسلم يدركون أكثر من غيرهم البصمات الواضحة التي تركتها كتابة سيد قطب وقلمه في تفكيرهم. والذين دخلوا أفغانستان يدركون الأثر العميق لأفكار القطبيين آنذاك وفي الجيل كله فوق الأرض كلها". ومنهم أيضا محمد المقدسي وهو أحد الأفغان العرب المشهورين بشدة التكفير والحكم بالردة على المسلمين واستباحة دمائهم، فقد قال في كتابه (ميزان الاعتدال): بل قد أمضيت عمرا في رافد تصحيحي من روافد الإخوان الذين أرضعونا (الظلال) و(المعالم) وغيرهما من كتب سيد وأخيه والمودودي – رضاعة في طور الحضانة أعني بداية الهداية".
اخيرا ما ذكره مركز الحرب الفكرية بوزارة الدفاع السعودية، أن جماعة الإخوان تتفق مع داعش والقاعدة في الهدف وتختلف معهما في «إستراتيجية التموضع والتخفي» و«التكتيك المرحلي»»و مستوى توظيف وتمويل العملاء»، هو جزء من الحقيقة حيث  تشكل اغلب الجماعات المتطرفة وفي مقدمتها "داعش" والقاعدة نسخ مختلفة من فكر جماعة الإخوان وتتماثل في الهدف والغاية.

شارك