"مقاتلو داعش فى بريطانيا" و"مواجهة التطرف بالسعودية" فى الصحف الأجنبية

الثلاثاء 24/أكتوبر/2017 - 09:22 م
طباعة مقاتلو داعش فى بريطانيا
 
اهتمت الصحف الأجنبية بقضية البريطانيين الذين التحقوا بصفوف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات "الجهادية" المتطرفة الأخرى، إلى جانب الحديث عن محاولات ولى العهد السعودي فى عمل بعض الخطوات الإصلاحية لمواجهة التطرف والأفكار الظلامية.

"خيانة وتآمر"

خيانة وتآمر
من جانبها اهتمت صحيفة التايمز بموضوع البريطانيين الذين التحقوا بصفوف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات "الجهادية" المتطرفة الأخرى، وفى تقرير لها بعنوان "خيانة وتآمر" شددت فيه على أن من تسميهم بالجهاديين الذين يعودون إلى بريطانيا من ميادين القتال في سوريا والعراق قد شاركوا في حملة وحشية هناك ويجب أن يعاقبوا بما يتناسب مع ذنبهم هذا.
نوهت إلى روري ستيوارت، وزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية الدولية، التي وصف فيها المتطوعين "الجهاديين" بأنهم جعلوا من أنفسهم أهدافا مشروعة لضربات قوات التحالف الجوية، وشدد فيها على ضرورة قتل المقاتلين البريطانيين الملتحقين بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بدلا من السماح بعودتهم إلى بريطانيا، موضحة أن ستيوارت اصطف في موقفه هذا مع موقف الإدارة الأمريكية التي أعلنت أن مهمتها ضمان أن لا يعود أي من المقاتلين الأجانب إلى دياره حيا.
ركزت الصحيفة على أن هناك وضوح صادم في مثل هذه التصريحات لكنها في الوقت نفسه تعكس حقيقة بسيطة هي أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قد جعلوا من أنفسهم عدوا لبريطانيا، وإذا نجوا من القصف الغربي، فإن عودتهم يجب أن لا يُرحب بها أو يُتساهل معها، ويبدو ذلك ردا واضحا على تصريحات ماكس هيل، المراجع المستقل لتشريعات الإرهاب في بريطانيا، التي قال فيها إنه ينبغي أن يسمح بعودة الشباب الذين سافروا إلى سوريا بعد أن "غسلت أدمغتهم" وإعادة دمجهم بالمجتمع.
أكدت الصحيفة إن الحرب على جحافل مسلحي تنظيم الدولة قد بلغت منعطفا مهما بعد السيطرة على معاقله في الموصل والرقة، وفقدانه السيطرة على المساحات الواسعة التي أعلن فيها دولة خلافته، وإن ذلك سيدفع بالعديد من المقاتلين إلى السعي للعودة إلى بريطانيا أو بلدان أخرى في أوروبا، وقد حان الوقت لحسم ما يمكن فعله بشأنهم، مشيرة بقولها "تنظيم الدولة في تراجع لكن ما زال ينشر أيديولوجييته التي تدعو إلى الكراهية، ويلهم ويرعى العنف في أوروبا التي يبحث فيها عن تجنيد متطوعين لقضيته، وأن جزءا من قوات التنظيم أعادت موضعة نفسها على الحدود السورية التركية، ويعيد مقاتلون آخرون تجميع أنفسهم في ليبيا، كما تسعى القاعدة لاستيعاب عدد آخر من أعضاء التنظيم".
ركزت إلى أن عدد المقاتلين العائدين إلى بريطانيا ما زال غامضا، لكن خلال الأعوام الأربعة الماضية ضم تنظيم الدولة في قوته القتالية نحو 40 ألف مقاتل من 120 بلدا، وقد جاء نحو 5000 إلى 8000 مقاتل منهم من أوروبا، معتبرة أن نحو 1500 شخص من هؤلاء، بينهم نساء وأطفال، قد عادوا، وأن من بين 850 بريطانيا التحقوا بالتنظيم، قتل ما يقدر بـ 130 وعاد نحو 360 شخصا.
شددت على أن اكثر الطرق فاعلية للتعامل مع الشباب الذين ناصروا تنظيم الدولة الإسلامية هي إحياء العمل بجريمة الخيانة، إذ أن آخر محاكمة بجريمة الخيانة في بريطانيا كانت محاكمة وليم جويس الذي تعاون مع النازيين وعرف باسم اللورد هاو- هاو وأعدم في عام 1946.
أوضحت الصحيفة أنه من الواضح أن من سيدانون اليوم لن يواجهوا عقوبة الإعدام، لكنهم سيقضون محكوميات سجن طويلة ستكون كافية لردع أي توجهات "جهادية" لدى الآخرين وتجردها من أي رومانسية مزيفة.

ولىا لعهدالسعودية والأفكار المتطرفة

ولىا لعهدالسعودية
اهتمت ديلي ميل البريطانية  بتعهد ولي العهد السعودي الأمير الشاب محمد بن سلمان بقيادة مملكة معتدلة ومتحررة من الأفكار المتشددة، والاشارة إلى أن بعض المراقبين بأن التصريحات الجريئة لرجل السعودية القوي تتماشى مع تطلعات مجتمع سعودي شاب وتلبي طموحات مئات المستثمرين المجتمعين في الرياض.
جاءت تصريحات ولي العهد  خلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن اليوم الأول من منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" الذي تستضيفه الرياض حتى الخميس. وتمثل تصريحات الأمير الشاب هجوما عنيفا ونادرا من قبل مسؤول سعودي رفيع المستوى على أصحاب الأفكار المتشددة في المملكة المحافظة التي بدأت تشهد في الأشهر الأخيرة بوادر انفتاح اجتماعي في مقدمتها السماح للمرأة بقيادة السيارة.
وقال الأمير محمد بن سلمان "نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه، الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان"، مضيفا "لن نضيع 30 سنة من حياتنا بالتعامل مع أفكار مدمرة، سوف ندمرها اليوم وفورا". وتابع "سوف نقضي على التطرف في القريب العاجل".
أشار ولي العهد السعودي أن "الأفكار المدمرة" بدأت تدخل السعودية في العام 1979 في اطار مشروع "صحوة" دينية تزامن مع قيام الثورة الإسلامية في إيران. وأوضح "السعودية لم تكن كذلك قبل ذلك. السعودية والمنطقة كلها انتشر فيها مشروع صحوة بعد عام 1979 لأسباب كثيرة، فنحن لم نكن بالشكل هذا في السابق".
وشهدت السعودية الصيف الماضي توقيف رجال دين بينهم الداعيان البارزان سلمان العودة وعوض القرني، من دون أن توضح أسباب اعتقالهم. ولدى عودة والقرني ملايين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي. واتهم القرني في السابق بالارتباط بجماعة الإخوان المسلمين، التي تصنفها السعودية ودول خليجية أخرى "منظمة إرهابية".
ومنذ تعيينه في منصبه في يونيو الماضي، اتخذ الأمير محمد بن سلمان إجراءات سياسية وأمنية عديدة بهدف توسيع نفوذه في المملكة قبل أن يتوج في المستقبل ملكا خلفا لوالده الملك سلمان بن عبد العزيز.

شارك