ولاية الفرات.. العراق وسوريا تستعدان للمعركة الأخيرة ضد "داعش"

الخميس 26/أكتوبر/2017 - 01:51 م
طباعة ولاية الفرات.. العراق
 
بات ولايت الفرات الممدة من مدينة القائم العراقية وحتي البوكمال السورية تحت فكي كماشة حيث أعلنت كل من بغداد ودمشق شن هجومين متزامنين على على آخر معاقل داعش على الحدود السورية العراقية، وسط تقارير عن تنسيق بين الدولتين لشن الهجومين.
ولاية الفرات.. العراق
هجوم عراقي سوري:
وبدأ العراق الخميس عملية عسكرية لدحر تنظيم "داع" من مدينة القائم، آخر معاقله على الأراضي العراقية، على طول الحدود مع سوريا حيث تقاتل قوات النظام والمعارضة الجهاديين أيضا.
وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وصف عملية القائم بـ"آخر معركة كبيرة" ضد تنظيم الدولة الإسلامية، بحيث يفترض أن تشكل القوات السورية والعراقية نقطة التقاء على جانبي الحدود لتطويق تنظيم "داعش" في منطقة وادي الفرات الممتدة من دير الزور في شرق سوريا إلى القائم في غرب العراق.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان فجر الخميس "أعلن على بركة الله ونصره انطلاق عملية تحرير القائم. وليس أمام الدواعش غير الموت أو الاستسلام".
وأضاف رئيس الوزراء "ها هي جحافل البطولة والفداء تزحف للقضاء على آخر معقل للإرهاب في العراق لتحرير القائم وراوة والقرى والقصبات في غرب الأنبار".
وغالبا ما يعلن العبادي انطلاق العمليات العسكرية في كلمة تلفزيونية مسجلة، إلا أنه أعطى إشارة الانطلاق هذه المرة ببيان تزامنا مع تواجده في العاصمة الإيرانية التي وصلها مساء الأربعاء آتيا من أنقرة، في سياق جولة إقليمية بدأها الأسبوع الماضي وشملت السعودية والأردن ومصر.
وقال قائد عمليات الجزيرة في الجيش العراقي اللواء الركن قاسم المحمدي إن "عملية تحرير مدينة القائم (350 كم غرب الرمادي) انطلقت من أربعة محاور".
وأضاف أن الجيش والشرطة الاتحادية وقوات الحشد الشعبي والعشائري تشارك في العمليات "بإسناد كبير من طيران القوة الجوية العراقية والتحالف الدولي".
وكانت القوات العراقية وفصائل الحشد الشعبي المساندة لها، أعلنت منذ مدة أنها بدأت حشد قواتها إلى شرق مدينتي راوة والقائم وجنوبهما، تمهيدا للهجوم على المنطقة الرملية، التي يشير خبراء إلى أنها ستكون الأصعب بسبب جغرافيتها القاسية.
وبالتوازي مع الهجوم العراقي، أعلنت القوات السورية إطلاق هجوم على معقل داعش في مدينة البوكمال الحدودية، المحاذية للقائم العراقية، والتي تعد آخر مدينة يسيطر عليها داعش في سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ووضع مسلحو داعش، سواتر على مداخل البوكمال، وفخخوا أطراف المدينة، والطرق الرئيسية المؤدية إليها، في محاولة للتصدي للهجوم، الذي يأتي بعد استعادة القوات الحكومية مدينة الميادين المجاورة.
وذكرت وسائل إعلام حكومية سورية أن الهجوم انطلق بالتنسيق بين بغداد ودمشق، مشيرة إلى أن القوات الحكومية تتقدم صوب البوكمال من ناحتين، لأولى من محيط مدينة الميادين الجنوبي، والثانية من محيط محطة (تي 2) التي تشهد قتالا عنيفا.
وتقع البوكمال على ضفة نهر الفرات ضمن محافظة دير الزور التي شنت القوات السورية فيها هجوما واسعا خلال الأسابيع الماضية استعادت فيه مناطق شاسعة من قبضة التنظيم.
وذكر المرصد السوري أن القوات الحكومية صعّدت من علميات من أجل الوصول إلى البوكمال، حيث كثّفت من القصف الجوي على مواقع داعش، مشيرا إلى اشتباكات ضارية بريف البوكمال الجنوبي الغربي.
وفي حال السيطرة على البوكمال، سيكون كامل الضفة الغربية لنهر الفرات من حدود الرقة وحتى حدود العراق في قبضة القوات السورية وبالتالي إنهاء وجود داعش في غرب الفرات إلى الحدود مع محافظة حمص.

ولاية الفرات.. العراق
ولاية الفرات:
ومع خسارة تنظيم "داعش" الرقة السورية كأهم معاقله واستمرار المعارك في دير الزور، وارتفاع خسائره في بلاد العراق باتت " ولاية الفرات" الملجأ والحصن الأخير لتنظيم  ابو بكر البغدادي في ظل استمرار سياسية مسك الارض من قبل القوات العراقية والتحالف الدولي والجيش السوري وحلفائه وتحرير الأرض من التنظيم الارهابي. 
وو"ولاية الفرات"، وهي قضاء القائم غربي العراق ويعتبر منطقة استراتيجية لتنظيم داعش بسبب قربها من الحدود السورية فضلا عن عوامل ساعدت أن تكون هذه المدينة معقلا مهما للتنظيم .
وقضاء القائم يقع غرب العراق وتضم ثلاث بلدات هي الرمانة والكرابلة والعبيدي وأكثر من 50 قرية، يقدر تعداد سكان القضاء و النواحي التابع للقضاء بحسب تقديرات وزارة التخطيط العراقية بحوالي 150 الف نسمة عام 2014، كما يعتبر منطقة تجارية هامة، ينتمي اهالي قضاء القائم في الغالب لعشائر الكرابلة والبومحل والبومفرج والبوعبيد والسلمان من قبيلة الدليم والكرابلة والموالي والراويين والبوحردان.
وتتقاسم قبيلتان البو محل، والكربولي  النفوذ في المدينة القائم العراقية منذ الاحتلال الامريكي للعراق في 2003، وهاتان القبيلتان تخوضان صراعات سياسية وأمنية فيما بينها منذ سنوات.
ونجح تنظيم "داعش" في استغلال الخلافات العشائرية واجبر جميع العشائر في القائم على مبايعته للسيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية، فقد سقطت المدينة بيد تنظيم داعش في 20 يونيو 2014 ، حيث فاجأ تنظيم الدولة الإسلامية العالم عندما ألغى حدود معاهدة سايكس بيكو، ودمر السواتر الترابية الحدودية بين العراق وسوريا ليعلن عن إقامة مدينة جديدة باسم "ولاية الفرات" تمتد من مدينة البو كمال السورية إلى مدينة القائم العراقية، لتصبح المدينة الأشد تحصينا وأمنا لـ"الدولة الإسلامية" لاعتبارات جغرافية وميدانية واستراتيجية.
ويأتي اختار تنظيم "داعش" هذه المنطقة لتكون المقر السري وبيت الحصين لاجتماعات قادة "داعش" في العراق وسوريا، نظرا لطبيعة "القائم" الجغرافية والميدانية، حيث تبعد نحو 400 كيلومترا عن بغداد، كما كانت في الأصل كانت ملاذا سريا للمسلحين المتطرفين منذ سنوات، وبسبب بعدها عن أنظار الحكومة في بغداد لم تكن الإجراءات الأمنية فيها جيدة.
كما تشكل تضاريس وطبيعة ولاية الفرات" او مدينة القائم، الخيار الاستراتيجي للقادة "داعش" حيث تتوافر المؤن الغذائية في حالة الحرب او الحصار الطويل من قبل القوات المعادية للتنظيم، نظرا لأنها زراعية خصبة وأجواءها معتدلة وتنتج الحبوب والخضراوات ولا يمكن محاصرتها بالأغذية لأنها مكتفية غذائيا.
والأمر الآخر انها تضم مساحات شاسعة غير مأهولة وفيها تلال وهضاب وشقوق أرضية تصلح كمخازن للأسلحة، وأنفاق طبيعية تمتد لعشرات الكيلومترات، ويستطيع مقاتلو "داعش" وقادتهم الانتقال من مدينة القائم الى الاراضي السورية عبر هذه الأنفاق دون أن تلاحظهم الطائرات المقاتلة او الطائرات دون طيار، الخاصة بجمع المعلومات، وهو مايشكل سيطرة علي الوضع العسكري ضد اي قوات معادية للتنظيم.
كما تضم  مدينة القائم أهم واكبر مصانع "داعش" للعبوات الناسفة، وفيها أهم معسكرات التدريب للتنظيم الارهابي حيث تستقبل المدينة الاف المتطوعين من جميع أنحاء العالم، وفيها يعقد قادة "داعش" في العراق وسورية اجتماعات دورية لمناقشة أوضاعهم العسكرية.
لذلك يري خبراء عسكريون أن عملية تحرير القائم من "داعش" سهلة، وتختلف عن معارك الرمادي والفلوجة وتكريت والموصل والحويجة، هذه المرة ستكون القوات العراقية أمام أرض المعركة صحراء شاسعة لا مدنا مأهولة، وستخوض قوات الامن العراقية أول اختبار حقيقي في بيئة قاسية ومكشوفة.
وقد واجهت القوات الأميركية صعوبة في السيطرة علي المدنية ومواجهة العناصر الماقومة لها، فقد كانت تكتفي فقط بهجمات طائرات الاباتشي والأقمار الصناعية، ولكن لم تستكيع السيطرة الفعلية علي الأرض، حيث اقرب قاعدة عسكرية تبعد من القائم (150 كلم) وهي قاعدة "عين الأسد"، واذا قرر الجيش العراقي والقوات الامريكية تنفيذ هجوم بري فان هذه المسافة الطويلة في طريق صحراوي ستنهكه وتعرضه الى استنزاف خلال الطريق عبر هجمات مفاجئة يشنها المتطرفون الذين يتخفون على طول الطريق.
ونظرا لانها البيت الحصين والامن لقادة تنظيم "داعش" تؤكد معلومات استخباراتية وجود البغدادي في مدينة القائم  عاصمة "ولاية الفرات".
ويرى مراقبون أن فرص القبض على البغدادي، ليست كبيرة في ظل وجود بيت حصين وأمن كولاية الفرات والتي هيا التنظيم منذ يونيو 2014 كل السبل من أجل تأمنيها وبقائها كمقر حصين وقوي ومنيع أمام اي قوات معادية  للتنظيم.

شارك