5600 مقاتل.. كيف تواجه 33 دولة خطر العائدون من "داعش"؟

الخميس 26/أكتوبر/2017 - 04:49 م
طباعة 5600 مقاتل.. كيف
 
تقرير أمني امريكي لمركز بحثي يشير الي وجود نحو 5600 مقاتل بتنظينم "داعش" يعودن الي دولهم، وهو تقير تؤكده ايضا مجلة امريكية وسط غياب  الاستراتيجية لكيفية التعامل مع هؤلاء العائدون وما يشكلونه من خطر علي أمن هذه البلاد.
5600 داعشي:
قال "مركز صوفان" الاستشاري للشؤون الأمنية في تقرير له، إن عودة ما لا يقل عن 5600 عنصر من تنظيم "داعش" من العراق وسوريا إلى دولهم، سيشكل تحديا أمنيا هائلا لهذه الدول.
وجاء في تقرير المركز الذي يتخذ من نيويورك مقرا له، ونشر الثلاثاء 24 أكتوبر: "حتى الآن عاد ما لا يقل عن 5600 مقاتل من 33 دولة إلى بلدانهم، ما يشكل تحديا هائلا للأمن ولعمل أجهزة الأمن".
وبعد أن كان تنظيم "داعش" يسيطر على مناطق في سوريا والعراق تعادل مساحة إيطاليا عام 2014، فقد اليوم نحو 85 بالمئة منها أمام القوات المدعومة من روسيا والولايات المتحدة.
هذا وأشار التقرير إلى أن أكثر من 40 ألف أجنبي قدموا من 110 دول للانضمام إلى تنظيم "داعش" قبل وبعد إعلان تشكيل نواته الأولى في يونيو 2014، مضيفا أن بعضهم سيبقى متمسكا بشكل من أشكال "الجهاد العنيف" الذي يدعو إليه تنظيما "داعش" و"القاعدة".
وبين أنه "من الواضح أيضا، أن من يريد مواصلة القتال (منهم) سيجد طريقه للقيام بذلك".
ونقل التقرير عن "شبكة التوعية الراديكالية" قولها في تقرير إن ما لا يقل عن 30 بالمئة من قرابة 5 آلاف مواطن من دول الاتحاد الأوروبي الذين ذهبوا إلى العراق وسوريا، عادوا إلى بلدانهم.
كما سلط التقرير الضوء على مشاكل النساء والأطفال الذين التحقوا بتنظيم "داعش"، وأشار كذلك إلى أن سياسة الحكومات مع العائدين إلى ديارهم هي السجن بشكل عام.
وأفاد تقرير مركز "صوفان" بأنه من غير المتوقع أن تتلاشى قريبا ظاهرة المقاتلين، وانضمامهم إلى ما بقي من تنظيم "داعش" أو إلى مجموعات أخرى مشابهة قد تظهر لاحقا.
غياب الاستراتيجية
فيما نقلت مجلة "نيويوركر" عن رئيس قيادة العملية الخاصة بالجيش الامريكي الجنرال ريموند ثوماس، قوله لمنتدى أسبن الأمني في يوليو الماضي أن القوات الأميركية قتلت  ما بين 60 إلى 70 ألفاً من مقاتلي "داعش".
و نقلت عن مدير الهيئة المشتركة للبنتاجون الجنرال كنيث ماكنزي جونير قوله: "لا نرى أعدادا كبيرة تخرج من مناطق تنظيم داعش، لأن معظم هؤلاء الناس ماتوا الآن.. ولا يستطيعون القيام بالأنشطة السابقة التي فعلوها ليظهروا أنهم دولة".
إلا ان المجلّة تسأل: "كم مقاتل نجا؟ وأين هم؟ وما هو التهديد الذي يشكلوته؟"، وتتابع لتشير إلى أنه بين 2014 و2016 كان مرتكبو الهجمات الإرهابية كلها، ماعدا أربعة من 42 هجوما، على علاقة بتنظيم "داعش". وتعلّق مراسلة المجلّة روبن رايت بالقول "إن عدد القتلى الكبير، الذي خدعنا سابقا في فيتنام، خفف اليوم في أميركا من المخاوف بخصوص انتقام مقاتلي تنظيم الدولة الأجانب". 
وتشير إلى أن اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سابقاً بعودة نحو 10% من أكثر من تسعة آلاف مقاتل من روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق الذين ذهبوا إلى سوريا أو العراق عادوا إلى وطنهم، لكن الصحافية رايت تكشف أن مسؤولين من روسيا أعطوها أرقاماً مختلفة وهي أعلى من الأرقام التي ذكرها بوتين.
وتقول "نيويوركر" إن "التقرير المعنون "ما بعد الخلافة: المقاتلون الأجانب وتهديد العائدين"، يشير إلى أن الدول في جنوب شرق آسيا مثل الفلبين، وشمال أفريقيا مثل ليبيا، مهددة بالذات، ليس لأن المقاتلين منها يتوقع عودتهم فحسب، بل لأن مقاتلين من بلدان أخرى أخرجوا من مناطق حكم التنظيم لا يستطيعون أو لا يريدون العودة لبلادهم، فهناك المئات من المقاتلين الذين يعتقد بأنهم يبحثون عن ميدان قتال آخر أو دولة مسلمة يمكن أن يلجأوا إليها".
وتذكر المجلة أن التقرير يحذر من أن مستقبل تنظيم "داعش" قد يعتمد على العائدين، "ومع انحسار السيطرة الفعلية للتنظيم، والحرمان من وجود علني، ستنظر قيادة التنظيم إلى مؤيدين في بلدان آخرى، بمن فيهم العائدون، لإبقاء الماركة الخاصة بهم على قيد الحياة"، لافتة إلى أن الأثر النفسي لتجربة الجهاديين الماضية مع التنظيم، وعدم وضوح مستقبلهم، قد يكونان أمرا مفصليا، مثله مثل الالتزام الأيديولوجي في تحديد ما يفعلونه لاحقا، وقال التقرير إن "تنظيم الدولة استغل خيبة الأمل من السياسة التقليدية، وعدم الثقة بمؤسسات الدولة".

وتكشف "نيويوركر" أن أكثر من 40 ألف شخص من أكثر من 110 بلدان سافروا منذ عام 2011 للانضمام لتنظيم "داعش" بالإضافة إلى السوريين والعراقيين الذين انضموا إلى التنظيم، ومن بين هؤلاء الجهاديين كان هناك 7400 من الغرب، 5000 منهم من أوروبا.
وبحسب التقرير، فإن عدد المقاتلين مع "داعش" من أميركا كان إلى الآن قليلا نسبيا، حيث حاول أكثر من 250 أميركيا مغادرة البلاد للانضمام إلى "داعش"  في سوريا والعراق، ونجح منهم حوالي 129 شخصا، مشيرا إلى أن بعضهم منع من السفر، ولم يعد من الذين وصلوا إلى ساحة المعركة سوى سبعة أشخاص.
وتشير "نيويوركر" إلى أن إلى أن السلطات الأمريكية وجهت منذ آغسطس الماضي التهم إلى 135 شخصاً بارتباطهم مع "داعش"، وتمت إدانة 77 منهم إلى اليوم.
وفقا لأرقام المركز الألماني فإن عدد الأتراك الذين التحقوا بتنظيم داعش يصل إلى 25800 تركي، قتل منهم 5760، بلغ عدد المفقودين 380 شخصا، في حين تقدر دراسات أخرى عددهم بحوالي 2200 شخصا فقط، عاد منهم قرابة 600 شخص.
أما عدد الشيشان الذين التحقوا بالتنظيم فيصل إلى 21 ألف شخص، قتل منهم 5230 شخصا، فيما بلغ عدد المفقودين 1920 مفقودا.
وبحسب الدراسة، فإن عدد المقاتلين الذين يحملون جنسيات أوروبية وأميركية بلغ 21500، وأن عدد العائدين منهم إلى دولهم بلغ 8500 شخص.
وقدرت دراسة أخرى عدد العائدين الدواعش على النحو التالي: أقل من 100 إلى كل من البوسنة والدنمارك والنمسا، وحوالي 100 إلى السويد ونحو 200 إلى ألمانيا و250 إلى فرنسا و350 إلى بريطانيا.
خبرة قتالية
وأظهرت الدراسة الألمانية أن 8 في المئة فقط من العائدين إلى ألمانيا عادوا قبل أن يلتحقوا بالقتال مع التنظيم في سوريا والعراق، وهو مايعني ان اغلب عناصر تنظيم داعش العائدون يمتلكون خبرة قتالية تحت اي ظروف ومسلحون بمخططات ارهابية تستهدف المؤسسات الحكومية في بلدانهم.
ووجدت الدراسة الألمانية، وحصل عليها موقع "دي فيلت" الإخباري، أن 48 في المئة من العائدين يظلون ملتزمين بأيديولوجية التنظيم الإرهابي أو يظلون على اتصال مع أصدقائهم المتطرفين.
ونظرا لتداخل وتشابك الكثير من العناصر معا بخصوص العائدين أو التائبين، خصوصا فيما يتعلق بصدقيتهم، فقد طالب التقرير بوضعهم قيد المراقبة على مدار 24 ساعة يوميا.
وما ينطبق على الدواعش الأجانب ينطبق إلى حد كبير على الدواعش العرب، لكن أعدادهم أكثر بكثير من الدواعش الأجانب.
ختما، التقارير السابقة تشير الي ان داعش يمتلك مخزون بشري وافر من المقاتلين لتهديد الدول الاوربية والولايات المتحدة الامريكية في ظل استمرار خنق داعش في سوريا والعراق وعدة مناطق اخري حول العالم.
كما يؤكد التقرير علي أن الدول الغربية  في ورطة حقيقة امام ألاف الداواعش العادين الي الديار وهو مايشكل عقبة في كفية مواجهة هؤلاء ومتي يمكن ان ينفذوا عمليات ارهابية تستهدف الدولة التي علي اراضيها، في ظل تخبط هذه الدول في ايجاد سياسية لمواجهة العائدين من "داعش".

شارك