وسط تقرب اخواني.. صراع داخلي يهدد مستقبل حزب العدالة والتنمية

السبت 28/أكتوبر/2017 - 08:06 م
طباعة وسط تقرب اخواني..
 
حالة من الصراع المكتوب بين قيادات الصف الأول داخل حزب العدالة والتنمية الذراع السياسي لجماعة الإخوان في المغرب، تصل إلى التخوين واتهام قيادات بخدمة مجدهم الشخصي على حساب سمعة الحزب، وهناك من ذهب إلى حد اتهام بعض القياديين البارزين بجر الحزب إلى هاوية الانشقاقات.
ولاية ثالثة لبنكيران:
الصراع يأتي مع اقتراب انتخابات الداخلية في حزب العدالة والتنمية، مع اجراء تعديلات داخل الحزب من أجل انتخاب رئيس الوزراء المغربي السابق عبد الإله بنكيران، لولاية ثالثة علي راس الحزب الإخواني، وهو ما ادي الي اشتعال الصراع الداخلي. 
وصوت 22 عضواً من لجنة "المساطر والأنظمة" (تعنى بالشؤون الإدارية والقانونية داخل الحزب)، منتصف شهكر اكتوبر 2017، لصالح تعديل النظام الداخلي للحزب، مقابل رفض 10 أعضاء.
وكانت المادة 16 من النظام الداخلي للحزب تنص على حصر ولاية الأمين العام في ولايتين، ثم تم تعديلها للسماح بولاية ثالثة.
وجرى انتخاب بنكيران، عام 2008، أميناً عاماً لـ"العدالة والتنمية"، وفي 2012 أعيد انتخابه.
وانتخب عبد الإله ابن كيران عام 2008 أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية وأعيد انتخابه لولاية ثانية في 2012.
ويبقى المؤتمر الثامن المزمع عقده يومي 9 و10 ديسمبر المقبل ميدان منافسة حقيقيا بين تيارين؛ الأول يتسابق ممثلوه لتثبيت المشروعية الانتخابية من خلال استدعاء موقفهم من حركة 20 فبراير في العام 2011، وهنا يظهر ابن كيران كأمين عام في تلك الفترة ليذكر الدولة بأنه من أوقف حركة الشارع مثلما أعلن عن ذلك أمام منتخبي مجالس الجماعات التابعة للحزب.
تيار رافض لبنكيران:
 تدوينة وزير الدولة المكلف حقوق الإنسان والقيادي في حزب العدالة والتنمية المغربي، المصطفى الرميد، كشفت عن الصراع الداخلي في الحزب فقد،  وجه  المصطفى الرميد، انتقادات الي أمينه العام ورئيس الحكومة السابق، عبد الإله ابن كيران، انتقادات حادة للأمين العام للحزب عبدالإله بن كيران، الذي لم يأل جهدا بدوره لرد الصاع صاعين حين قال في اللقاء الوطني لمنتخبي مجالس الجماعات المنعقد السبت الماضي، إن دوره كان محوريا في الحملة الانتخابية لسنة 2011 عكس قياديين آخرين لم يكونوا متحمسين وبعضهم لم يكن حاضرا وخيّر الذهاب للحج.
وفنّد مصطفى الرميد وزير حقوق الإنسان في الحكومة الحالية، كلام ابن كيران في بيان رسمي نشره الخميس موضحا فيه أن الصيغة التي “أورد بها ابن كيران موضوع نضاله الكبير خلال انتخابات 2011 استصغر معها نضال الآخرين من إخوانه في قيادة الحزب، حتى بدوا وكأنهم متخاذلون ومفرّطون وغير مكترثين باستحقاقات مرحلة حاسمة من تاريخ الحزب والوطن، وتمجيده لنفسه بشكل جعله وكأنه هو الحزب والحزب هو”.

وتساءل وزير حقوق الإنسان موجها كلامه لابن كيران “هل كنت ستقول الذي قلته لو ناصر مصطفى الرميد التمديد لولاية ثالثة، وأنت تعرف في هذا رأيي المبدئي، والذي سبق أن بسطته عليك تفصيلا منذ حوالي سنتين”، واعدا باستعراضه في مناسبة قادمة.
واعتبر الرميد أن ابن كيران خالف التوجيه الحزبي ومسّ عموم القياديين، وانتصر لنفسه، وسفه جهود الجميع، لافتا إلى أن الأمين العام “دعا في بلاغه الأخير إلى صيانة الأعمال من العبث ونهى عن تخريب البيوت بالأيادي، لكنه للأسف الشديد أبى إلا أن يخالف ما دعا عموم الأعضاء إليه”.

واستدرارا لعطف المناضلين والمتابعين استعاد أمين عام الحزب خطاب المظلومية عندما أكد أن “جهات ما” تشن حملة ممنهجة لعرقلة مسار الحزب، وذلك بمناسبة اللقاء الوطني لمنتخبي مجالس الجماعات.
انتقادات الرميد أججت الوضع داخل الحزب، وجعلته مرشحا للمزيد من الاشتعال على بعد أسابيع من انعقاد مؤتمره الوطني الثامن الذي سيحسم في تمكينه من الولاية الثالثة لابن كيران او العكس. 
وعجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات المتفاعلة مع ما بدر عن الرميد في حق ابن كيران، حيث تباينت المواقف بين أنصار الولاية الثالثة ومعارضيها من أبناء حزب العدالة والتنمية بين مؤيد ومعارض، إذ تهجم مؤيدو ابن كيران على الرميد واعتبروا خرجته "غير موفقة"، فيما أعلن معارضو الولاية الثالة "تأييدهم للرميد مطالبين ابن كيران بالتوضيح والاعتذار.
مؤيدو بكيران:
وقال عضو الحزب، عادل الصغير، في تدوينه بصفحته على موقع "فيسبوك": "حتى الآن عندنا رأي واحد واضح، وهو الذي يقول بالولاية الثالثة لبنكيران".
وتابع الصغير: "وعندنا رأي آخر يُستشف منه أنه ضدها، لا اعلم سبب عدم الوضوح، هل هو حقا غياب جواب سياسي للطرح، وأن الطرح التقني غير مقنع".
ازمة داخلية:
من جانبها قد دعت القيادية في حزب العدالة والتنمية، أمينة ماء العينين، الأمين العام لحزبها، عبد الاله بنكيران، إلى تنظيم جولة في المغرب للتواصل وتعبئة قواعد الحزب، من خلال لقاءات داخلية يعقدها معهم.
وجاءت هذه الدعوة لماء العينين، من خلال تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، في سياق ما اعتبرته “الأزمة التي يعيشها حزب العدالة والتنمية”.
وقالت البرلمانية وعضو المجلس الوطني: “على بنكيران أن يمارس اختصاصه كأمين عام ويخرج إلى قواعد الحزب في جولة في الجهات، يثبت فيها الناس، ويذكرهم بما اجتمعنا عليه، ويوحد الصفوف، ويستنهض الهمم للاستمرار في معركة الاصلاح ومقاومة التحكم والفساد”
وفيما يشبه دفاعها عن فكرة تجديد الثقة في بنكيران لقيادة الحزب لولاية ثالثة، شددت ماء العينين على أن “الحزب في حاجة إلى رئيسه في هذه اللحظة أكثر من أي وقت مضى”.
ودفعا لأي تأويل لهذه الجولة التنظيمية التي تقترحها ماء العينين، اقترحت القيادية “أن يرافق الأمين العام من يرى نفسه أهلا لذلك من القيادات ليقوم معه بهذه الجولة في جهات المملكة”.
وقالت: “بالنظر إلى الأزمة التي يعيشها الحزب، لا يمكن لأحد أن يذهب خياله بعيدا في إساءة الظن بالأمين العام وباقي القيادات، واتهامهم بالتعبئة للمؤتمر”.
واعتبرت عضو المجلس الوطني أن كل قيادة حزب العدالة والتنمية “ليسوا بحاجة إلى التعبئة للمؤتمر الوطني المقبل، لأن للأعضاء عقولا يفقهون بها، وأفئدة يشعرون بها، وحاسة سادسة يقرؤون بها التحولات وخلفيات الموافق” بتعبير المتحدثة.
ختاما تشير الأوضاع داخل حزب العدالة والتنمية  المغربي إلي أن حزب الإخوان يعيش حالة متخبطة خسر الحزب ابرز مبادئيه وهي احترام الدستور الخاص بالحزب وتعديل  النظام الداخلي للحزب لصالح اشخاص ، وهو ما يعني فقدان شعبية الوجه الديمقراطي والتأكيد علي ان الإخوان يسعون الي السلطة وليس الي بناء وطن ديمقراطي وماحدث في الحزب قد يحدث علي مستوي المملكة.

شارك