موسكو تنتقد تدمير الرقة.. ولندن تقود حملة دولية لعقاب دمشق

السبت 28/أكتوبر/2017 - 08:12 م
طباعة موسكو تنتقد تدمير
 
أكد خبراء روس أن الرقة السورية عانت من مصير يشبه مصير مدينة دريسدن في نهاية الحرب العالمية الثانية، عندما قامت الطائرات الحربية البريطانية الأمريكية بقصفها بشكل فظيع، مما أدى إلى تدميرها، وقتل عدد كبير من المدنيين فيها، فى الوقت الذى دعت فيه لندن إلى ضرورة الرد الدولي الحازم والعاجل، ومحاسبة المسؤولين عن هجوم خان شيخون استنادا إلى تقرير لجنة التحقيق الدولية

موسكو تنتقد تدمير
من جانبه اعتبر قدري جميل، رئيس حزب الإرادة الشعبية للتغيير، ورئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، أن خصائص المجتمع السوري لا تسمح باعتماد الفيدرالية، إذا أرادت البلاد الحفاظ على وحدتها، معبترا أن "الفيدرالية هي طرح طرف من الأطراف في سوريا، وهناك قضايا هامة في الجوهر بموضوع الفيدرالية ويجب أخذها بعين الاعتبار، ولكن يجب بحث هذا الموضوع مع كل السوريين، والشيء الأهم في نهاية المطاف هو أن سوريا ليست بلدا كبيرا، والتنوع فيها واسع جدا أكثر من العراق، وعليه كيف يمكن أن تتحمل سوريا الفيدرالية لكي تبقى موحدة؟".
أضاف أن "الصيغة الأمثل التي يجب البحث عنها، تقع بين المركزية واللامركزية، وما كان سائدا إلى الآن كان مركزية مبالغا بها، وهو ما أضر بالتطور والديمقراطية وسمح للفساد بالانتشار".، محذرا فى الوقت نفسه من أن "إضعاف سلطة المركز إلى الحد الأدنى يمكن أن يؤدي إلى تفتيت الدولة".
قال: "لدينا تصوراتنا حول الدستور الجديد، وهدفه عمليا هو أن سوريا دولة موحدة ديمقراطية تعددية، وأن تكون سلطة المركز فيها قوية، ولكي تكون قوية يجب أن تفوض صلاحيات واسعة للمناطق لإدارة ذاتها في أمورها المحلية، ولكن القضايا الكبرى المتعلقة بالدفاع والخارجية والأمن والسياسات الاقتصادية والمالية العامة يجب أن تكون مركزية".
بينما أكد حسن عبد العظيم، المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية، وعضو "الهيئة العليا للمفاوضات" المعارضة، رفضه لما يقوم به "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي، من تكريس لتقسيمات إدارية جديدة، لتكوين فيدرالية في شمال البلاد، معتبرا أن ذلك "في النهاية بمثابة تقسيم لسوريا"، بحسب صحيفة "الوطن" السورية.

موسكو تنتقد تدمير
على الجانب الآخر دعت لندن على لسان مندوبها لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت إلى ضرورة الرد الدولي الحازم والعاجل، ومحاسبة المسؤولين عن هجوم خان شيخون استنادا إلى تقرير لجنة التحقيق الدولية.
أضاف: "المسؤولية الآن ملقاة على عاتق مجلس الأمن الدولي الذي من واجبه إقرار العدالة"، مشيرا إلى استمرار بلاده في المشاورات مع أعضاء مجلس الأمن لصياغة مشروع قرار دولي يفرض عقوبات إضافية على سوريا تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز التدخل العسكري.
يذكر أن اللجنة الدولية المكلفة بالتحقيق في هجوم خان شيخون في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، قد خلصت مؤخرا إلى أن "القوات السورية هي المسؤولة عن الهجوم الذي تعرضت له خان شيخون الخاضعة آنذاك لسيطرة المعارضة".
ويري محللون أن اللافت للنظر في ما يحيط باستخدام الغاز السام في خان شيخون، أن واشنطن قد اعترفت بشكل غير مباشر، بأن "المسلحين هم من استخدموا الغاز السام في محافظة إدلب".
وكانت روسيا قد عطلت مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن، اقتضى التمديد للجنة الدولية، وحذرت من أنها سوف تحبط أي قرار يدين سوريا، بلا أدلة دامغة تثبت الاتهامات المنسوبة إليها.
يذكر أن المعارضة السورية كانت قد أعلنت في الـ4 من أبريل الماضي، عن مقتل 80 شخصا وإصابة 200 في اعتداء كيميائي على خان شيخون، وزعمت أن قوات الجيش السوري، هي التي استخدمت الكيميائي ضد المدنيين، فيما نفت دمشق هذه الاتهامات جملة وتفصيلا، وذكّرت بأنها قد تنازلت عن ترسانتها الكيميائية بالكامل تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وتشكلت لجنة التحقيق عام 2015 وتضم خبراء من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وجرى تجديد تفويضها لعام ثان السنة الماضية، حيث ينتهي التفويض الممنوح لها في الـ17 من نوفمبر المقبل.

موسكو تنتقد تدمير
وفى سياق أخر رفض الناطق باسم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة العقيد ريان ديلون، اتهام وزارة الدفاع الروسية للتحالف، بأنه دمر الرقة بالكامل خلال تحريرها من داعش.
كانت وزارة الدفاع الروسية أشارت في بيان لها صدر في وقت سابق، إلى أن التحالف " أنهى الرقة من على وجه الأرض" بحيث باتت تشبه مدينة دريسدن في عام 1945، وقال الضابط الأمريكي "نحن نبذل حاليا جهودا كبيرة أكثر من أي وقت مضى، من أجل عدم السماح بسقوط ضحايا بين المدنيين. ويتحمل تنظيم داعش المسؤولية الكاملة عن الضرر الذي حل بالرقة".
أضاف ديلون "من بين كل الذخيرة التي استخدمناها خلال 3 سنوات، أقل من واحد في المئة بل وحتى فقط - 0.3 في المئة، أسفر عن سقوط ضحايا بين المدنيين"، موضحا أن تدمير البنية التحتية المدنية في الرقة، سببه أن هذه المدينة كانت وخلال أكثر من 5 سنوات، مسرحا لنزاع مسلح بين عدة أطراف متحاربة.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الدفاع الروسية وجهت في 22 أكتوبر، اتهامات للولايات المتحدة بخصوص تدمير الرقة.
بينما قال الناطق باسم الوزارة اللواء ايجور كوناشينكوف، إن الرقة عانت من مصير يشبه مصير مدينة دريسدن في نهاية الحرب العالمية الثانية، عندما قامت الطائرات الحربية البريطانية الأمريكية بقصفها بشكل فظيع، مما أدى إلى تدميرها، وقتل عدد كبير من المدنيين فيها.

شارك