"قافلة السلام الأمريكية" تكشف عن مشروع التسامح الديني بمشاركة ممثلي ثلاث ديانات سماوية

الأحد 29/أكتوبر/2017 - 09:08 م
طباعة قافلة السلام الأمريكية
 
كشفت "قافلة السلام الأمريكية" عن خلاصة مشاورات المرحلة الثانية لإنشاء "حلف فضول" عالمي بين الأديان لتوصيل ثقافة التسامح والتلاقي الإنساني والتعايش السعيد بين أبناء مختلف العقائد من خلال مشروع إعلامي شامل شارك بوضع مناهجه واستراتيجيته كبار خبراء الإعلام في الولايات المتحدة.
و أكد ممثلو الديانات السماوية الثلاث، المشاركون في أشغال مؤتمر “قافلة السلام الأمريكية”، التي انطلقت الثلاثاء 24 أكتوبر بالرباط، على الدور المحوري الذي يضطلع به المغرب في نشر ثقافة السلام المتأسس على احترام التعددية.
وجرى تدريب أعضاء القافلة الذين ناف عددهم على ستين شخصية من المرجعيات الدينية في الورش التي نظمتها القافلة على مدى ثلاثة أيام في العاصمة المغربية الرباط.
اعلن ذلك خلال المؤتمر الصحفي عقد الجمعة 27 أكتوبر 2017، في الرباط وشارك به الشيخ عبدالله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة” و أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في المملكة المغربية .. ولفيف من الأئمة والقساوسة والحاخامات والعلماء والمفكرين العرب والمسلمين .
وتحدث في المؤتمر الشيخ عبدالله ابن بيه متوجهاً بالشكر إلى المملكة المغربية والملك محمد السادس على رعاية الملتقى الثاني لـ"قافلة السلام الأميركية" …مؤكدا أهمية الدور الذي يلعبه رجال الدين لتعزيز ثقافة المصالحة مشددا على انه لا سلام للعالم إلا إذا قام سلام حقيقي بين الديانات وبهذا المعنى فأن الولايات المتحدة هي المعنية بهذه المبادرة في هذه المرحلة لأنها بحاجة ماسة لترسيخ ثقافة التسامح والتعايش في البلاد.
و اشار الى ضرورة تقديم مقاربات عقلانية تتصدى للفكر المتطرف..منوها ان التطرف على العموم يصدر عن الجهل ما يستدعي التنوير في إطار عاقل سواء في الجمعات أو المعاهد أو مختلف المنابر.
وفيما يخص التحالف بين الأديان قال ابن بيه انه يجري البحث عن صيغة مثلى لتشكيل حلف الفضول أو صيغة تُبرز القيم الدينية المثلى في تعزيز التلاقي والتعايش السعيد بين البشرية مذكراً أن هذا التحالف الذي تعمل من أجله قافلة السلام الأميركية هو في الأصل تلاقي أفكار تقرب الإنسان من أخيه الإنسان موجود في كل الأديان ..مشيرا ال العمل على جبهتين لدحض الأفكار المضللة من جهة ومن جهة أخرى العمل على ترويض وسائط التواصل الحديثة لأنها تشكل فيضانات متلاحقة من الضخ السريع غير المتخصص وهذا ما يساهم في تشويش الأذهان وتشتيت الجهود.
من جهته قال أحمد التوفيق إن المغرب لديه تجربة عريقة في التعايش وبخاصة في المناهج التعليمية على كل المستويات فضلاً عن دور مراكز البحث والعلوم والفقه المتخصصة بهذا الشأن. وهذا النشاط ينطوي عموماً على مواجهة فكر الإقصاء والانعزال أو التطرف.
وفيما يخص دور قافلة السلام الأميركية ذكر أنها تشكل خطوة مهمة على طريق التعايش والتلاقي السعيد وأنه لا بد من مواصلة العمل بهذا الزخم لتحقيق النتائج المأمولة وهي تشكيل تحالف عالمي بين الأديان.

وفي هذا السياق، قال القس بوب روبرتس من كنيسة نورثوود بدالاس الأمريكية، إن المغرب اضطلع، ومنذ القديم، بدور أساسي في النهوض بالسلم في العالم وتحقيق الالتقاء بين الأديان، مسجلا أن بلاده تقدر أهمية “إعلان مراكش” حول حقوق الأقليات الدينية في تشجيع الحرية الدينية.

وأشار إلى أن ممثلي الديانات من حوالي 20 من كبريات المدن الأمريكية يحلون اليوم بالرباط في إطار قافلة السلام، بهدف بناء جسور تمكن من تشييد مجتمع متراص في الولايات المتحدة، معربا عن رفض الانقسام القائم بين الأديان عبر العالم.

واعتبر أن المؤتمر يكتسي أهمية كبرى لكونه يشكل ترسيخا وأداة لتفعيل “إعلان مراكش” في الولايات المتحدة، مسجلا أن الإعلان غير بشكل كبير من تعامل ممثلي مختلف الديانات مع بعضهم داخل الولايات المتحدة.

من جهته، أكد الحاخام بروس لوستيغ من المجمع العبراني لواشنطن، أنه “من الهام بالنسبة لنا التواجد بالمغرب بالنظر للدور التقليدي الكبير الذي يضطلع به المغرب في الجمع والتوحيد بين ممثلي الأديان السماوية”، معتبرا أن المؤتمر يشكل مناسبة للجميع لبناء جسور تفاهم بين الأئمة والحاخامات والقساوسة، من خلال اللقاء والحوار بشكل مباشر.

وأكد أن اللقاء يشكل مناسبة لخلق بناء فرص لتغيير العالم، معتبرا أنه حان الوقت لإحلال السلام والعمل سوية لإقراره عبر العالم.

وشدد الحاخام بروس لوستيغ على أن ثقافة التسامح تعد بالأساس مدمجة، إذ تمكن من بناء صداقات عبر الحوار، مسجلا أهمية احترام الآخر وفهمه، ليخلص إلى أنه “حين نعرف بعضنا البعض يأتي التسامح بشكل سلسل”.

من جانبه، أكد الشيخ محمد ماجد، إمام ومدير مركز آدم الإسلامي بالولايات المتحدة، أن إعلان مراكش التاريخي شكل حدثا هاما يتم تنفيذ توصياته من خلال قافلة السلام الأمريكية، ويطبق بكافة بقاع العالم.
وأضاف أن المؤتمر المنعقد بالرباط يجتمع لبحث سبل تحقيق الأمن الاجتماعي القائم على التعارف والتعاون، معتبرا أن قافلة السلام تحط اليوم في بلد السلام الذي يعرف بالتعددية وحمايته للأقليات.
ويعقد المؤتمر، الذي ينظم على مدى ثلاثة أيام، ورشات وجلسات تبحث سبل تعزيز العيش المشترك بين أتباع الديانات السماوية، مع تأكيد دور رجال الدين في النهوض بثقافة السلام.
يذكر أن “إعلان مراكش لحقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي”، الصادر في ختام مؤتمر “الأقليات الدينية في الديار الإسلامية..الإطار الشرعي والدعوة إلى المبادرة”، الذي احتضنته مراكش في يناير 2016، كان قد دعا ممثلي مختلف الملل والديانات والطوائف إلى التصدي لكافة أشكال ازدراء الأديان وإهانة المقدسات وكل خطابات التحريض على الكراهية والعنصرية، مع التأكيد على عدم جواز توظيف الدين في تبرير أي نيل من حقوق الأقليات الدينية في البلدان الإسلامية.

شارك