الإرهاب يأتي من الغرب.. الحدود الليبية وتهديد الداخل المصري

الأحد 12/نوفمبر/2017 - 03:34 م
طباعة الإرهاب يأتي من الغرب..
 
أحبط الجيش المصري محاولة تسلل «إرهابيين» من ليبيا، وقصف رتلاً مسلحاً مكوناً من عشر سيارات دفع رباعي محملة بالأسلحة والذخائر والمواد المهربة عبر الحدود، في وقت أرجأت محكمة جنايات القاهرة محاكمة قاتل كاهن كنيسة في بني سويف إلى الأربعاء المقبل.
وقال الناطق باسم الجيش المصري العقيد أركان حرب تامر رفاعي أن القوات الجوية استهدفت عشر سيارات دفع رباعي محملة بكميات من الأسلحة والذخائر والمواد المهربة على خط الحدود الغربية ودمرتها في شكل كامل وقتلت جميع العناصر الموجودة داخلها، وأوضح أن قوات حرس الحدود وإدارة الاستخبارات الحربية رصدت محاولة التسلل خلال عملية مسح للمنطقة الحدودية الغربية بين مصر وليبيا، لافتاً إلى استمرار قيام القوات الجوية وعناصر حرس الحدود بتمشيط المناطق الحدودية في محيط القصف، لمنع أي محاولة للتسلل أو اختراق عبر الحدود، واستمرار الجهود المبذولة لتأمين الحدود على الاتجاهات كافة ومطاردة العناصر الإرهابية والمتسللين. وقال بيان الجيش من دون أن يذكر تاريخ تدمير السيارات العشر: «قامت القوات الجوية بالتعامل معها وتدميرها تدميراً كاملاً».
ولوقت طويل، تشعر مصر بالقلق من إدخال أسلحة وذخائر عبر حدودها الغربية الطويلة التي يصعب التحكم الكامل فيها، لكن هجوماً وقع على قوة أمنية في محافظة الجيزة الشهر الماضي، وأعلنت منظمة لم تكن معروفة مسؤوليتها عنه، أبرز التحديات الأمنية في الصحراء الغربية المصرية.

الإرهاب يأتي من الغرب..
وقد أشاد النائب علاء عابد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار بمجلس النواب ورئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، بقدرة وكفاءة القوات المسلحة المصرية، في تأمين جميع حدود مصر وتوجيه الضربات الاستباقية لجميع التنظيمات والجماعات الإرهابية التي تحاول التسلل إلى البلاد خاصة على الحدود الغربية مع ليبيا.
وطالب "عابد"، في بيان صادر اليوم، بتأمين حدود مصر بصفة عامة وحدودها الغربية مع ليبيا بصفة خاصة، وتوفير الدعم المادي لشراء أحدث الاجهزة والمعدات وكاميرات المراقبة؛ حتى لا يتسلل الارهابيون والمهاجرين غير الشرعيين من خلالها إلى مصر.
وعبر "عابد"، عن ثقته الكاملة في قدرة القوات المسلحة المصرية في إحباط ودحر الارهابيين، الذين يريدون زعزعة أمن واستقرار البلاد، مشيرا إلى أن اكبر دليل على ذلك نجاح قواتنا المسلحة في إحباط جميع محاولات الإرهابيين في التسلل إلى مصر والقصاص منهم خلال محاولاتهم الدخول إلى البلاد من الحدود العربية من ليبيا.
ودعا النائب، المجتمع الدولي والدول العربية إلى مساندة جهود الجيش الليبيي في القضاء على جميع التنظيمات والجماعات الإرهابية داخل الأراضي الليبية.
وليست هذه هي المرة الاولى التي يقوم فيها الجيش المصري بالتصدي لمحاولات الإرهابيين التسلل إلى الأراضي المصرية عبر الحدود الغربية هؤلاء الذين تم نقلهم من سوريا والعراق بدعم قطري وتركي غلى الاراضي الليبية ففي 18 فبراير 2015،  قالت مصادر سيادية مسئولة إن قوات الجيش واصلت استنفارها على الحدود الغربية مع ليبيا لفرض السيطرة الأمنية الكاملة، حيث انتشرت قوات حرس الحدود والمنطقة الغربية العسكرية مدعومة بطائرات الاستطلاع لمنع أي محاولات أو مخططات من التكفيريين، سواء بالتسلل إلى مصر أو استهداف القوات الموجودة على الحدود. وأضاف أن تشكيلات من القوات الجوية بالتعاون مع عناصر حرس الحدود تمكنت من رصد وتدمير 14 سيارة دفع رباعي خلال محاولات للتسلل والتهريب عبر الحدود الغربية. كما قامت وحدات من القوات البحرية بالاشتباه في أحد مراكب الصيد بميناء الإسكندرية، وذلك خلال تنفيذ المهام المكلفة بها لتأمين مسرح عمليات البحر المتوسط والمسطح المائي لميناء الإسكندرية، وباعتراض المركب عثر بداخله على 3570 طلقة و5 أنابيب غطس وجهاز تحديد محل باستخدام القمر الصناعي (GpS)، والقبض على 3 أفراد تم تسليمهم لجهات الاختصاص لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم. 
الإرهاب يأتي من الغرب..
وفى نفس الإطار، لفتت المصادر إلى أن الجانب المصري يجرى اتصالات مكثفة مع عدد من الدول لتوجيه ضربات مكثفة ضد معاقل داعش في ليبيا خلال الفترة المقبلة، ومن ضمن تلك الدول إيطاليا والإمارات والأردن. وأضافت المصادر أن القيادة العامة للقوات المسلحة في حالة اجتماعات مستمرة لمتابعة تطورات الأحداث أولاً بأول، ومتابعة تأمين المصريين الموجودين في ليبيا من خلال التواصل مع الجهات الرسمية الليبية والجيش الليبي بحيث يتم تأمينهم بشكل كامل. وفى نفس السياق قالت المصادر إن أجهزة المعلومات والتحريات المصرية كشفت عن وجود مخططات لمجموعات إرهابية موجودة في ليبيا لتنفيذ عمليات إرهابية على الحدود الغربية.
وتعتبر محاولة اختراق الحدود الغربية الاستراتيجية مع ليبيا هذه الرابعة خلال الأشهر الخمسة الماضية. وبدأت هذه المحاولات، في مايو 2017، حيث أعلن الجيش المصري حينها تنفيذ عملية جوية استمرت 48 ساعة، بناءً على معلومات استخبارية أفادت بتجمع عدد كبير من السيارات استعداداً للتسلل إلى داخل الحدود المصرية على الاتجاه الاستراتيجي الغربي، وأسفرت عن رصد واستهداف 15 سيارة دفع رباعي محملة بكميات من الأسلحة والذخائر والمواد المهربة وتدميرها بشكل كامل.
وفي 27 يونيو، أحبط سلاح الجو المصري، ثاني أكبر محاولة لاختراق الحدود الغربية، تم خلالها رصد وتتبع وتدمير 12 سيارة محملة بالأسلحة والذخائر والمواد المهربة عبر الحدود. وقال العقيد أركان حرب تامر الرفاعي حينها إن تشكيلات من القوات الجوية أقلعت لاستطلاع المنطقة الحدودية واكتشاف وتتبع الأهداف المعادية، وتأكيد إحداثياتها والتعامل معها على مدار أكثر من 12 ساعة.
وفى يوليو، أحبط سلاح الجو المصري ثالث أكبر عملية اختراق للحدود الغربية، وأعلنت القوات المسلحة المصرية، تدمير 15 سيارة محملة بالأسلحة والذخائر قبل اختراقها الحدود. وأعلن المتحدث العسكري أن العملية تمت بناءً على معلومات استخباراتية وردت تفيد تجمع عدد من العناصر الإجرامية للتسلل إلى داخل الحدود المصرية، باستخدام عدد من سيارات الدفع الرباعي على الاتجاه الاستراتيجي الغربي.
وفي 21 أغسطس 2017، نجحت القوات المصرية في رصد وتدمير 9 سيارات دفعٍ رباعي محملة بكميات من الأسلحة والذخائر والمواد المُهربة على الحدود الغربية مع ليبيا، بناءً على معلومات استخباراتية مؤكدة تفيد بتجمع عدد من العناصر الإجرامية والاستعداد للتسلل إلى داخل الحدود المصرية.

الإرهاب يأتي من الغرب..
ويرى مراقبون، أن نجاح القوات المسلحة المصرية وخاصة سلاح الجو الممثل في القوات الجوية في إحباط جميع هذه العمليات، أنقذ الداخل المصري من كوارث كانت يمكن أن تحدث لو لم يتم التصدي لهذه العمليات الإرهابية. وتعتبر سيارات الدفع الرباعي، السبب وراء غالبية العمليات الإرهابية التي وقعت في مصر خلال الفترة الأخيرة، ما دفع الخبراء لتكرار التحذير من انتشارها أو دخولها للبلاد دون فحص.
وسبق أن حظرت مصر خلال عام 2015، استيراد سيارات الدفع الرباعي داخل البلاد لدواعٍ أمنية، وذلك بقرار مؤقت صادر عن وزارة المالية. وفى مايو الماضي، كشف الرئيس المصري، أن ما تم تدميره من سيارات دفع رباعي لتهريب الأسلحة والذخائر والعناصر الإرهابية عبر الحدود الليبية، بلغ منذ مطلع العام أكثر من ألف سيارة، وتم تدمير أكثر من 300 سيارة منها خلال شهر مايو فقط، متوعداً بضرب أية معسكرات لتدريب الإرهابيين داخل مصر أو خارجها.
يشار أنه في يوليو 2017، أفتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قاعدة محمد نجيب العسكرية، في منطقة الحمام شمال غرب مصر على الحدود الليبية، والتي تعد أكبر قاعدة عسكرية في إفريقيا والشرق الأوسط. ويرى خبراء أن إنشاء القاعدة العسكرية، هدفه حماية الأمن القومي المصري من الجانب الشمالي الغربي وحماية الحدود المصرية مع ليبيا.

الإرهاب يأتي من الغرب..

وتمثل الحدود الغربية منطقة ساخنة وتهديداً حقيقياً للأمن القومي المصري، نظراً لانتشار التنظيمات الإرهابية بها وسعيها لاختراق حدود مصر وتنفيذ عملياتها فيها، على غرار ما حصل في السادس والعشرين من مايو الماضي، حينما استهدفت عناصر إرهابية حافلة تقل مواطنين مصريين من الأقباط بطريق العدوة بمحافظة المنيا في صعيد مصر، ما أودى بحياة 28 منهم.
ودفعت هذه العملية الإرهابية، القوات الجوية المصرية، إلى شن 6 طلعات استهدفت عدة تمركزات قرب درنة في ليبيا، ودمرت المركز الرئيسي لمركز "شورى مجاهدي درنة" الإرهابي. وسبق للقوات الجوية المصرية في فبراير/شباط 2015، توجيه ضربات لمعاقل تنظيم "داعش" في ليبيا، رداً على نشر التنظيم فيديو يظهر عملية ذبح 21 عاملاً مصرياً قبطياً تم اختطافهم في ليبيا.
  ومنذ اندلاعها في العام 2011،مثلت الأزمة الليبية التهديد الرئيسي الذي يضرب أمن مصر الوطني ويسبق في خطورته وأولويته كل التحديات الأخرى. وهو ما أكده تصاعد التحذيرات والدعوات المصرية إلى ضرورة تجاوز الفوضى الليبية وتحقيق الاستقرار.
وتحاول القاهرة تكثيف جهودها للوصول الى تسوية شاملة في الجارة ليبيا، وذلك من خلال حرصها على التواصل مع كافة أطراف الأزمة من خلال اجتماعات ولقاءات كان آخرها الاجتماع، الذى رعته اللجنة المصرية المعنية بملف ليبيا برئاسة رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمود حجازي، بين عسكريين ليبيين من الغرب والشرق بهدف بحث سبل توحيد الجيش الليبي. حيث ترى القاهر أن توحيد  المؤسسة العسكرية من شأنه أن يكون نقطة البداية لحل الأزمة الليبية.

شارك