مسؤولين و أكاديميون في «ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي»: قطر وايران يزعزعان المنطقة ويدعمان الارهاب

الأحد 12/نوفمبر/2017 - 03:43 م
طباعة مسؤولين و أكاديميون
 
اكد عددا من المسؤولين والخبراء علي ضرورة مواجهة الارهاب، وعدم التسامح مع الإرهابيين وداعميه، مشددا في الوقت نفسه، على أن الإمارات لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء التهديدات الإيرانية للمنطقة.
و أجمع مشاركون في الملتقى أبوظبي الاستراتيجي الرابع ، اليوم الأحد، على أن قطر تعبث بـ 37 عاما من جهود مجلس التعاون لدول الخليج العربي عبر دعم الإرهاب والارتماء في أحضان إيران، وشددو علي ان الدور الإيراني يساهم في زعزعة الاستقرار بالمنطقة، مؤكدين أن الميليشيات التابعة لطهران ووكلاءها هم التحدي الأكبر .

مواجهة الارهاب ودور ايران

مواجهة الارهاب ودور
فقد أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، على ضرورة عدم التسامح مع الإرهابيين وداعميه، مشددا في الوقت نفسه، على أن الإمارات لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء التهديدات الإيرانية للمنطقة.
جاء ذلك في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لملتقى أبوظبي الاستراتيجي الرابع، أمس الأحد، والذي يُعقد في قصر الإمارات، بمشاركة نخبة من الخبراء وصناع السياسة من نحو 20 دولة حول العالم.
وقال قرقاش: "حان الوقت للدول العربية المعتدلة أن تتحد لبناء الزخم نحو أجندة تدعم الاستقرار، وعلينا أيضاً أن لا نتسامح مع المتطرفين ومن يدعمون الكراهية والانقسام، وكذلك مع الدول التي تُذكّي التطرف لتحقيق أهدافها، والعمل معا لمواجهة التدخل الخارجي في شؤون دولنا".
وحدد قرقاش خمسة مباديء لتمكين الدول العربية المعتدلة من تبني أجندة مشتركة تحقق التقدم وهي عدم التسامح مطلقا مع الإرهاب وداعميه، والعمل المشترك لمواجهة التدخلات الخارجية في الشؤون العربية، وتعزيز التعاون بين الدول العربية ذات السيادة، وتبني الحلول السياسية للنزاعات في المنطقة، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والسياسية عن طريق الحوكمة الرشيدة وتحقيق التطوير الاقتصادي.
وأضاف قرقاش أن البديل عن الأوضاع الحالية المضطربة في المنطقة هو تبني استراتيجية تركز على تحقيق الاستقرار، وأن الإمارات ترى أن هذه الاستراتيجية تعتمد على قوة السعودية وبرنامجها التطويري واستقرار وقوة مصر إضافة إلى تحديث الأجندات السياسية في المنطقة.
وأشار وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إلى أن جهود إيران في تقديم الدعم لوكلائها وإذكاء الطائفية وتقويض وحدة الأمم "ازداد سوءا".
وفي هذا الصدد تابع قائلاً: "شاهدنا في الأيام الأخيرة الصواريخ الإيرانية يطلقها الحوثيون تجاه العاصمة السعودية الرياض، وهذا تصعيد خطير يقوض مزاعم طهران حول الطبيعة الدفاعية لبرنامجها النووي".
وأمام هذا التصعيد، شدد قرقاش على أن الإمارات لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء التهديدات الإيرانية، مؤكدا دعم الدولة للتحرك الأخير الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه طهران.
وأردف في السياق ذاته: "هناك فرصة حقيقية للدول العربية لتعمل مع المجتمع الدولي لوقف التدخل الإيراني".
ولفت قرقاش إلى أن تنامي الوعي الدولي بوجوب مواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية الذي يتزامن مع التراجع الكبير للجماعات الإرهابية بعد هزيمة تنظيم داعش في الموصل والرقة وتراجع القاعده في اليمن، إضافة إلى تجفيف الدعم القطري في مساندة الإرهاب كلها عوامل سيساعد في تحسين فرص الوصول إلى حلول سياسية للصراعات في كل من سوريا وليبيا واليمن.
وعلى صعيد آخر، أكد قرقاش أن عودة حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية لغزة، مؤخراً، يرجع "لتقليل التدخل الخارجي"، مشيدا في هذا الإطار، بالمبادرات الدبلوماسية المصرية، معتبرا إياها حجر زاوية لأي نجاح في المستقبل.

الارهاب القطري والدور الايراني

الارهاب القطري والدور
فيما أكد الدكتور عبدالخالق عبدالله الباحث والأكاديمي فى شئون الخليج، أن الدوحة تريد القطيعة مع دول مجلس التعاون الخليجي بعد 37 عامًا من الاستقرار والتعاون بينهم، مشددا فى الوقت نفسه على أن الأزمة مع قطر جوهرية وبنيوية وستستمر لسنوات ما لم تعد الدوحة حساباتها، خاصة أن تغيير سياسة الدوحة أمر حيوي بالنسبة لأمن الخليج القومي.
ووصف الدكتور عايد المناع الأكاديمي الكويتي خلال كلمته على هامش المؤتمر، بأن قطر لم تتخذ أي خطوة تجاه الحل مع دول مجلس التعاون، وأن استمرار سياسة العناد ضد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية من شأنه تهديد المكتسبات التي حصل عليها المجلس خلال الـ37 عامًا الماضية فى المحافل الدولية.
من جانبه قال الكاتب السعودي، خالد الدخيل، إن "إيران تُحرّم وجود ميليشيات على أراضيها، وفي نفس الوقت تستثمر مئات الملايين لإنشاء وتدريب وتسليح ميليشيات عربية وغير عربية داخل المنطقة".
وأشار الدخيل إلى أن إيران تُصدّر الطائفية والميليشيات والحروب الأهلية، مؤكدا في هذا الصدد أن الميليشيات هي أكبر مصدر يهدد الدولة في العمق.
وأوضح الأكاديمي السعودي أن حلفاء إيران في المنطقة هم القوة الشيعية في العراق، وحزب الله اللبناني، وبشار الأسد، والحوثيون.

الشراكة الاماراتية السعودية

الشراكة الاماراتية
واشادت رئيسة مركز الإمارات للسياسات، الدكتورة ابتسام الكتبي، في افتتاح الملتقى بالدور القيادي الذي اتخذته الإمارات بالشراكة مع المملكة العربية السعودية بهدف تشكيل رؤى فكرية وسياسية لحلول عملية للأزمات الحالية ونشر الأمن والاستقرار في المنطقة العربية.
وقالت: "تسعى دولة الإمارات إلى تقديم نموذج يحمل الأمل لشعوب المنطقة ويَعدها بالاستقرار والنماء والتقدم والسعادة ويقودها إلى المستقبل بآفاقه الرحبة كما عبرت عنها خطة مئوية الإمارات 2071".
أضافت: "في السياق ذاته تأتي جهود المملكة العربية السعودية للتحديث السياسي والاقتصادي والاجتماعي بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان كما عبرت عنها رؤية السعودية 2030 لتمثل إسهامًا مهمًا في رسمِ مستقبلٍ أفضلَ للمنطقة وتوفير حياة كريمة لشعوبها".
وأكدت ان دولة "الإمارات العربية المتحدة تعمل جاهدة من أجل تكريس الاستقرار في المنطقة العربية خاصة في ظل الأزمات التي تعصف بالشرق الأوسط حاليًا مثل الأزمة الدبلوماسية ما بين قطر والدول الأربع المقاطعة لها ودور إيران التخريبي في النزاعات في اليمن وسوريا والعراق إلى جانب دورها التخريبي في لبنان من خلال دعم حزب الله وإضعاف مؤسسات الدولة اللبنانية عبر الاستقواء بمليشيا الحزب وسلاحه".
وأشارت رئيسة مركز الإمارات للسياسات إلى استمرار ما وصفته بـ"حالة السيولة وعدم الوضوح واللا يقين" في النظامين الدولي والإقليمي كما توقعت خُلاصات النسخة الثالثة من "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي" في نوفمبر الماضي.
وقدمت الكتبي قراءة للأوضاع الإقليمية والدولية وما يشهده العالم من اضطرابات وتناقضات تهدد الامن والسلم الدولي، مشيرة إلى أن "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي" لهذا العام يسعى إلى مقاربة مختلف هذه التحولات بأدوات التفكيك والتحليل الجيواستراتيجي.
وأوضحت أن جلسات الملتقى ستتناول قضايا أمن الخليج وسيناريوهاته وكيفية انعكاسِ أزمات إيران الداخلية على سياساتها الإقليمية والدورَ التركي بين الإحياء والانكماش والمستقبَلاتِ المحتملةَ للدول العربية التي تشهدُ حروبًا طاحنة وصراعات داخلية.

ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي

ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي
ونطلقت اليوم الاحد 12 نوفمبر 2017 فعاليات «ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي» الرابع الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية، والشراكة مع "مجلس الأطلسي" بالولايات المتحدة الأميركية ومركز جنيف للسياسات الأمنية في سويسرا، من أجل الإسهام في تطوير فهم التوجهات المستقبلية ودورها في السياسة الدولية.
يأتي الملتقى هذا العام في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات جيوسياسية، اذ ينعقد في أعقاب الحدث السياسي التاريخي الذي تمثل في القمة العربية الإسلامية الأميركية التي استضافتها الرياض في مايو الماضي، بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وما لا يقل عن 55 من قادة الدول العربية والإسلامية حيث ستكون القضايا التي طرحتها القمة على طاولة نقاش الملتقى كقضية التطرف والإرهاب ودور إيران التخريبي في المنطقة.
تركز الدورة الرابعة للملتقى السنوي على البعد الاستشرافي للقضايا الراهنة، وأحدث منهجيات التنبؤ بالأزمات والمخاطر السياسية، وتسلط جلسات هذا العام على تفكيك شيفرة النماذج المتصارعة في المنطقة، بما يمنح الأدوات اللازمة لاستشراف مستقبلات المنطقة.
جدول أعمال الملتقى لم يقتصر على تناول القضايا الإقليمية، وإنما تضمن أيضا مناقشة التحولات التي يشهدها النظام الدولي، ومحاولات القوى الرئيسية فيه إعادة بناء قوتها، دون إغفال تداعيات كل ذلك وتداخله مع أزمات المنطقة.
محاور متنوعة تدور جميعها في فلك السياسة الدولية وخطوطها الاستراتيجية العريضة، من المنتظر أن تلهب نقاشات دورة يشارك فيها أكثر من 100 شخصية، كما يحضرها أكثر من 500 مشارك من دولة الإمارات ودول الخليج والمنطقة العربية ومختلف أنحاء العالم.
ترتكز السياسة الدولية على تحليل معطيات الواقع والانطلاق منها لاستشراف التوقعات الجيواستراتيجية، والأخيرة تمنح الدول القدرة على تحليل المخاطر السياسية، ومن ثم تحديد الخطوط العريضة لطرق التعامل مع الحاضر والمستقبل.
في هذا الإطار تقريبًا تندرج أهداف الملتقى الذي يتناول في جلساته الـ9 الموزعة على 3 أيام عدة مواضيع، تتناول تفكيك شفرة كل من إيران وتركيا في اللهب المستعر بالشرق الأوسط. وللمستقبل أيضا شفرة تحتاج إلى التفكيك عبر الاستشراف الجيواستراتيجي وتحليل المخاطر السياسية، عبر دراسة السياسات الحالية على جميع الأصعدة.. سواء المحلي أو الإقليمي أو الدولي.
ولأن القوة الناعمة أو ما يعرف بـ «سوفت باور» أضحت في الألفية الجديدة خيارًا للعديد من بلدان العالم في سياستها الدولية، فإن تناول هذا الموضوع والغوص فيه بشكل معمق يفرض وجود تجارب تبرز الإمارات، في إطارها، نموذجا يحتذى به.
عمومًا، يهدف الملتقى إلى تكريس أبوظبي عاصمة للملتقيات الإقليمية والدولية ذات الطبيعة الاستراتيجية، كما يدعم منهج مركز الإمارات للسياسات في طرح الموضوعات الاستراتيجية ذات الأهمية بالنسبة للبلاد ولمجلس التعاون، ما يفتح المجال لبناء رؤية خاصة للنظامين الدولي والإقليمي.
وفي سياق يتسم بتغيرات سريعة يرمي الملتقى إلى الاستمرار في محاولة استشراف خارطة تحولات القوة وتوزيعها في النظام الدولي، وتقييم أو استشراف انعكاسها على دولة الإمارات.

شارك