المخابرات الالمانية تحذر من خطر جيل جديد من "الجهاديين"

الإثنين 13/نوفمبر/2017 - 08:25 م
طباعة مدير المخابرات الداخلية مدير المخابرات الداخلية الالمانية هانس جيورج ماسين
 
تواجه المخابرات الالمانية تحديات جديدة في مكافحة الإرهاب ، بالذات مسائلة الجيل الثاني للجهاديين . وتتمثل إحدى  اهم التحديات مايطلق عليهالارهاب الالكتروني .
يُرجح أن يؤثر كسر شوكة داعش في سوريا والعراق سلبا على معنويات نشطاء في أوروبا وفي ألمانيا، لأنه يمكن الاعتقاد أنه كلما تراجع تأثير "داعش" في مناطق القتال، كلما فقدت الإيديولوجية الجهادية المتطرفة من جاذبيتها. لكن المخابرات الداخلية الألمانية لها موقف آخر بحيث أن رئيسها هانس جيورج ماسين قال في برلين:"نقلا عن دويتشه فيله نرى الخطر في أطفال الجهاديين الذين قد يعودوا بأفكارهم من مناطق القتال إلى ألمانيا".
وقلقه هذا يعتمد على أرقام ذكرها في هذا الإطار، إذ أن أكثر من 950 إسلامويا سافروا في اتجاه سوريا والعراق، بينهم 20 في المائة من النساء و5 في المائة أطفال دون سن الرشد. ونظرا للوضع في مناطق القتال تتوقع سلطات الأمن عودة قوية إلى ألمانيا.
ويتوقع جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني مجابهة مخاطر جديدة بالنسبة إلى ألمانيا. ويُذكر أن تنظيم "داعش" يخاطب بشكل مباشر في دعايته الأطفال والشباب. وفي الإنترنت تروج فيديوهات لمشاهد إعدامات يشارك فيها أطفال. ويخشى رئيس الجهاز ماسين "أن يتم إقحام جيل جديد من الجهاديين". وفي هذا السياق يفترض جهاز الاستخبارات الداخلية أن تتولى أوساط السلفيين في ألمانيا دورا أقوى، وهي تضم في تمجيدها للعنف، حسب تقديرات سلطات الأمن نحو 10.000 شخص.
ويرصد جهاز المخابرات الألمانية الداخلية أنشطة إلكترونية متزايدة لها علاقة بألمانيا كذلك في إيران. وكمثال على ذلك يُذكر تصريح مفتعل لأنغيلا ميركل تم ترويجه في إطار الدعاية المعادية للعربية السعودية على مواقع إخبارية في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية. وتحدث مدير المخابرات نقلا عن دويتشه فيله عن "تسمم دموي للنظام الرقمي". وعلى هذا الأساس طالب بتجهيز تقني إضافي لمؤسسته. "وحتى التفويض لشن هجمات إلكترونية مضادة لا يحق أن يبقى موضوعا محرما". وتبقى الشروط غير متوفرة لذلك في ألمانيا. ومن ناحية القانون الدولي لا توجد قواعد ملزمة.
وفي سياق متصل نقلا عن المخابرات الداخلية الالملنية ، فأن عدد السلفيين سجل ارتفاعا ملحوظا من 3800 عام 2011 إلى عشرة آلاف هذا العام. وكان رئيس الهيئة قد صرح مؤخرا بأن المشهد السلفي في البلاد شهد تغيرا جذريا خلال الفترة الأخيرة.
وقد ارتفع عدد السلفيين المدرجين في قوائم المخابرات الداخلية الألمانية و قد نقلت صحيفة "راينشه بوست"، عن مصادر بالهيئة أن العدد ارتفع إلى عشرة آلاف، في حين كان عددهم لدى بدء عملية العد في عام 2011 حوالي 3800، وفي عام 2015 كان يقارب الـ 8350.
وحسب مصادر بالمخابرات الداخلية الألمانية فإن غالبية السلفيين ليسوا إرهابيين، بل هناك أقلية داخل السلفية تسعى لتحقيق غاياتها بالعنف. ولكن وفي نفس الوقت فإن أغلب من تم ضبطها من الشبكات الإرهابية والأفراد الإرهابيين هم من السلفيين أو تعود جذورهم إليها.
وكان رئيس المخابرات الداخلية قد قال مؤخرا، في مقابلة سابقة مع وكالة الأنباء الألمانية، إن المشهد السلفي في البلاد شهد تغيراً جذرياً خلال الفترة الأخيرة. وأضاف هانس-جيورج ماسن بالقول: "ما يبعث على القلق هو أن هذا المشهد لا يتوسع فحسب، بل بات يتشعب. كما أن الزعامة لم تعد تنحصر بمجموعة قليلة من الأشخاص، وإنما يوجد العديد من الأشخاص الذين يهيمنون على هذا المشهد، ولا بد لنا من مراقبتهم".

شارك