أوّل كنيسة في السعودية هدية للبطريرك الماورني!‎

الثلاثاء 14/نوفمبر/2017 - 02:32 م
طباعة أوّل كنيسة في السعودية
 
 اكدت عدة وسائل اعلامية متابعة لزيارة البطريرك بشارة الراعي للسعودية علي ان زيارة البطريرك الراعي ستكون أول الغيث في رسْم مشهدٍ جديد لن يخلو من المفاجآت الـما فوق سياسية كالإعلان عن عزْم المملكة ترميم كنيسة أثَرية جرى اكتشافها وتعود لنحو 900 عام، على أن تكون هديّة رمزيّة لحوارٍ إسلامي – مسيحي واعِد يعيد تصويب البوصلة.هذا ما نقلته صحيفة الراي الكويتية التي تواكب زيارة البطريرك الماروني الى السعودية.نعم، يصبو المسيحيون في الشرق الى السلام مع اخوتهم المسلمين وللسعودية دور كبير في ارساء جو جديد من العلاقات بين المسلمين والمسيحيين بعد سنوات من اضطهادات طالت المسيحيين سيما في سوريا والعراق.
وكانت  صحيفة "الجمهورية" اللبنانية قد علقت علي الزيارة التاريخية قائلة : "منذ فجر الإسلام لم تطأ قدمُ أيِّ شخصية دينيّة أو رَجل دين مسيحي أرضَ المملكة العربية السعودية بدعوةٍ رسمية أو من دونها، فكيف سيكون المشهد بعد أن يطأها بطريرك مارونيّ كاسراً الأعرافَ والتقاليد، مخترقاً أجواءَ بلاد الحرَمين الشريفين بطائرةٍ ملكية حطّت في مطار عسكري، لكنّ زائرَها يتسلّح بالبخور وغصن الزيتون، سلاماً وانفتاحاً، فيما يتساءل الجميع ما إذا كان هذا المشهد اللبناني السعودي الجديد، وتحديداً المسيحي، سيُحدث واقعاً مغايراً للعلاقة بين البلدين، خصوصاً بعد تنامي الخوف المسيحي من انفلاش الإسلام السياسي. فهل ستتبدّل الأدوار بعد زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي؟ وماذا عن المفاجآت التي تُحضَّر؟ وهل تكون أكثر وليس أقلّ من زيارة بطريرك الموارنة أرضَ مكة؟لا تكمن أهمّية الزيارة التاريخية التي يقوم بها بطريرك الموارنة إلى أرض الحرمين الشريفين في تزامنِها مع استقالة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مثلما يروِّج البعض، إذ إنّ السعوديين يُولونها اهتماماً بالغاً نظراً لأهمّية الحدث بمعناه الجوهري. فالجميع ينتظر ويراقب كيف سيكون شكل رَجل الدين في الرياض!
وهو الأمر الذي كان يُعتبر من سابع المستحيلات، وهو ليس بالأمر المسموح شرعاً، واللافت حين يستوقف أحد المواطنين السعوديين أحدَ الكهنة المرافقين للوفد اللبناني ليسأله بتعجّب «هل أنت قسّيس؟»، ثمّ يومي له بضحكة مسالمة، ويضيف بإيجابية: «هذه هي المرّة الأولى التي أرى فيها قسّيساً في بلدِنا». لكن ورغم بساطة هذه الواقعة، فإنّ الحدثَ المهم الذي تنطوي عليه أهدافُ زيارة الراعي يَكمن في بساطة هذه الواقعة.
ولأنّ الدعوة الرسمية التي وجَّهتها المملكة العربية السعودية إلى مقام البطريرك ليست بالدعوة العادية أو دعوة يمكن المرور عليها كبقية الدعوات، مرور الكرام، يرى المتابعون أنّها تحمل في طيّاتها معانيَ كبيرةً ودلالات سياسية ودينية مثيرة للجدل، كما تحمل أيضاً تحدّياً من قبَل السلطات السياسية داخل المملكة إلى السلطات الدينية الرافضة منذ دهور هذا الواقعَ، في وقتٍ تريد السياسة الجديدة للحكم الجديد تأكيد انفتاحِها وعدلها وحكمة قراراتها ورؤيتها الحديثة لمستقبل علاقتها مع اللبنانيين، والمسيحيين تحديداً.
في الرياض يقول أحد المتابعين للحركة السعودية المتقدّمة إنّ دعوة البطريرك الماروني لزيارة بلاد الحرمين الشريفين هي دعوة «مزدوجةُ الأبعاد»، لأنّ الراعي ليس فقط بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة بل هو أحدُ كرادلة الكنيسة العالمية التي لها وزنُها في المشهد السياسي العالمي أيضاً، وبالتالي قرار المملكة يُشكّل تحوّلاً وازناً للسياسة السعودية الجديدة.
ويَلفت إلى أنّ قبول البطريرك الدعوة يُشكّل بدوره موقفاً «تاريخياً» للكنيسة المارونية، إذ إنّ الراعي يضعها على خط الحوار الإسلامي المسيحي العالمي، وتثبت أنّ الكنيسة المارونية هي الوحيدة في الشرق التي تربطها علاقة وثيقة بالكنيسة الأم أي روما، بعد أن يثبت البطريرك أنه يزور الرياض حاملاً صفتين، الأولى بطريرك الموارنة وأنطاكية وسائر المشرق، والصفة الثانية كاردينال الكنيسة الكاثوليكية في روما، وبالتالي هو البطريرك الوحيد الذي يساهم في انتخاب البابا. ومن خلال انفتاح الكنيسة المارونية التي تثبتُ مجدّداً أنّها الخبيرة في وضع خرائط وأسُس العيش المشترك".

شارك