مهازل الصراع في سوريا.. اتهامات دعم داعش "تتفاقم" بين واشنطن وموسكو

الأربعاء 15/نوفمبر/2017 - 02:56 م
طباعة مهازل الصراع في سوريا..
 
لا زال الصراع في سوريا علي الرغم من دمويته يثير العديد من المواقف الهزلية بين الطرفين الأكثر استفادة من الحرب الدائرة هناك، الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، حيث اتهمت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء 15 نوفمبر 2017 أن الولايات المتحدة تقدم غطاء لوحدات تنظيم داعش في سوريا وتتظاهر فحسب بمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط. 
مهازل الصراع في سوريا..
أضافت الوزارة في بيان لها اليوم، أن سلاح الجو الأميركي حاول عرقلة ضربات جوية روسية على عناصر داعش حول مدينة البوكمال شرق سورية. 
وقالت الوزراة أن هذه الحقائق زادت دليلاً دامغاً على أن الولايات المتحدة، في حين تتظاهر بقتال دون هوادة ضد الإرهاب الدولي أمام المجتمع الدولي، تقدم في واقع الأمر غطاء لوحدات داعش. 
جدير بالذكر أن الحرب الدبلوماسية بين روسيا وأمريكا، تفاقمت عقب قرار واشنطن إغلاق القنصلية الروسية فى سان فرانسيسكو، في سبتمبر الماضي،  بعدما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة طلبت من روسيا إغلاق قنصليتها فى سان فرانسيسكو وملحقيتين دبلوماسيتين فى واشنطن ونيويورك ردا على قرار الكرملين تقليص البعثة الدبلوماسية الأمريكية فى روسيا.
في نفس الوقت، قال وزير خارجية روسيا، سيرجى لافروف، بأن بلاده سترد بقوة على أى إجراءات أمريكية تهدف إلى الإضرار بها، مشيرا إلي أن بلاده قد تبحث مسألة تقليص عدد العاملين فى السفارة الأمريكية مجددا.
وكانت اتهمت أمريكا، روسيا بالقيام بهجمات الكترونية استهدفت مؤسسات سياسية، وتدخلت في الانتخابات الأمريكية لصالح ترامب في نوفمبر من العام الماضي، حيث ذكر بيان مشترك عن وزارة الامن القومي ومدير ادارة الاستخبارات القومية الخاصة بأمن العملية الانتخابية أنذاك أن من شبه المؤكد تورط مسؤولين في الكرملين في تلك الهجمات التي استهدفت الحزب الديمقراطي.
وكان مسؤولون أمريكيون اتهموا موسكو سابقا بالوقوف وراء عمليات الاختراق الالكتروني إلا أن روسيا اعتبرت الاتهامات جزءا من حملات سامة مناهضة لروسيا من قبل واشنطن.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن عملية تحرير مدينة البوكمال كشفت عن أدلة على أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن يقدم دعماً مباشراً لـ داعش، وذلك لتحقيق مصالح أميركا في الشرق الأوسط.
وقالت الوزارة في بيانها، إن قيادة القوات الروسية في سورية اقترحت على التحالف مرتين إجراء عمليات مشتركة للقضاء على قوافل لداعش، وهي تنسحب في الضفة الشرقية لنهر للفرات باتجاه الحدود مع العراق، إلا أن الأميركيين رفضوا في شكل قاطع قصف داعش بدعوى أنهم بصدد تسليم أنفسهم، وبالتالي تنطبق عليهم أحكام معاهدة جنيف بشأن أسرى الحرب.
وأشار البيان إلى أن طيران التحالف حاول التشويش على عمل سلاح الجو الروسي في سماء البوكمال، وذلك لتأمين الخروج الآمن لمسلحي داعش.
مهازل الصراع في سوريا..
أوضح البيان، أن طائرات تابعة للتحالف، دخلت المجال الجوي فوق منطقة تحيط بالبوكمال على بعد 15 كيلومتراً، لعرقلة عمل الطيران الروسي، وذلك انتهاكاً لاتفاق مسبق بين العسكريين الروس وقيادة التحالف في قاعدة العديد بقطر، بشأن حظر تحليقات طائرات التحالف في تلك المناطق.
ووفق الدفاع الروسية، فإن هذه التحركات للتحالف الدولي تدل على أن الهجوم السريع للقوات السورية في البوكمال أحبط مخططاً أميركياً بشأن إقامة سلطات موالية لأميركا وغير خاضعة للحكومة السورية لإدارة شؤون المناطق الواقعة شرق الفرات.
ولفت البيان إلى أنه كان من المخطط أن تتشكل هذه السلطات المزعوم سيطرتها على المدينة، من عناصر داعش المموهين بألوان قوات سورية الديمقراطية (قسد)، والدليل على ذلك أعلام تستخدمها قسد تم العثور عليها في البوكمال.
وخلص البيان إلى أن هذه الوقائع تثبت بما لا يقبل الجدال، أن الولايات المتحدة تتظاهر أمام المجتمع الدولي بخوض حرب حاسمة ضد الإرهاب، لكنها في الحقيقة تؤمن حماية لفصائل داعش المسلحة، من أجل إعادة قدرتها على القتال وإعادة تشكيلها واستخدامها لتحقيق مصالح أميركية في الشرق الأوسط.
وكانت البعثة السورية الدائمة لدى الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضمن مغادرة مسلحي داعش من الرقة ودير الزور خلال عمليات تحرير هذه المناطق. وأرسلت البعثة السورية رسالة حول ذلك إلى الأمين العام للأمم المتحدة وإلى رئيس مجلس الأمن الدولي.
وجاءت الاتهامات بعد تقرير موسع من هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي كشف أن نحو 48 شاحنة وقافلة محملة بعناصر داعش وأسرهم وأسلحتهم خرجت تحت حماية قوات سورية الديمقراطية والطيران الأميركي من الرقة.
وأفاد التقرير أن سورية الديموقراطية أجرت الشاحنات التي حملت عناصر داعش إلى خارج الرقة وأنها رتبت عبورهم الآمن مع القوات الأميركية.
وكشفت بي بي سي عن تفاصيل صفقة سرية سمحت لمئات من مسلحي داعش وأسرهم بمغادرة الرقة تحت إشراف التحالف الدولي والمقاتلين الأكراد الذين سيطروا على المدينة.
وساعدت هذه الصفقة بخروج بعض أهم أعضاء التنظيم، والعشرات من المقاتلين الأجانب، علماً أنهم انتقلوا إلى أنحاء سورية المختلفة، بل وحتى وصل عدد منهم تركيا، وفق بي بي سي.
إلي ذلك، استنكر رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم سماح الولايات المتحدة لمسلحي داعش بمغادرة الرقة خلال عملية تحريرها مع سلاحهم، حيث قال في جلسة الكتلة البرلمانية لـ حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة أمس: أنظروا ما يحصل، بدلاً من تطهير الرقة من داعش قاموا (الأميركيون) بدعم خروج المسلحين من هناك مع سلاحهم في قافلة تضم 50 شاحنة كبيرة و10 منها محملة بالسلاح الثقيل.

شارك