بعد اقتراح طهران علي باكستان بتكشيلها.. الباسيج درع خامنئي في إيران

الخميس 16/نوفمبر/2017 - 01:13 م
طباعة بعد اقتراح طهران
 
مساعي ايران  للسيطرة والتمدد وانتاج مليشيات مشابهة للحرس الثوري لا اتتوقف ولكن هذه المرة ليست في دولة عربية بل اتجهت شرقا نحو باكستان حيث  اوصي قائد «الحرس الثوري» محمد علي جعفري خلال لقائه في طهران، 7 نوفمبر 2017، رئيس أركان الجيش الباكستاني قمر جاويد باجوا، بنسخ تجربة «الباسيج» الإيراني في باكستان، معلنا استعداد قواته للتعاون مع الجيش الباكستاني في نقل تجربة «الباسيج» إلى الجارة الشرقية.
وزعم جعفري أن تأسيس قوات شعبية في باكستان من شأنه «التصدي لزعزعة الأمن في باكستان»، وقال في هذا الصدد إن العراق وسوريا «أقدمتا على تأسيس القوات الشعبية في ميدان الصراع»، مشددا على أهمية تلك القوات لمساندة الجيش، بحسب ما أوردته وكالة «تسنيم».
وتحارب ميليشيا «زينبيون» من المقاتلين الباكستانيين منذ 6 سنوات تحت لواء «فيلق القدس»، الذراع العسكرية لـ«الحرس الثوري» الإيراني، إضافة إلى ميليشيا «فاطميون» الأفغانية.
ولم يتضح ما إذا كانت مباحثات باجوا مع المسؤولين الإيرانيين شملت تجنيد إيران مواطني باكستان، أو مستقبل الميليشيا الباكستانية المرتبطة بـ«الحرس الثوري» الإيراني.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن زيارة رئيس الأركان الباكستاني جاءت بدعوة من نظيره الإيراني محمد باقري.
واتهم جعفري، الولايات المتحدة الأميركية بالسعي وراء زعزعة أمن باكستان، ودعا إلى تأسيس قوات شعبية إلى جانب القوات المسلحة والأمنية لمواجهة زعزعة الاستقرار في هذا البلد.
وفي السياق نفسه، أعلن جعفري استعداد بلاده لنقل تجربتها على مدى 4 عقود فيما وصفها بـ«مواجهة تهديدات الأعداء» وفي «الدفاع والمقاومة الشعبية»، إلى باكستان.
في شأن متصل، قال الموقع الإعلامي لـ«الحرس الثوري»، «سباه نيوز»، إن قائد الجيش الباكستاني أجرى مشاورات مع قائد القوات البرية في «الحرس الثوري» اللواء محمد باكبور.
وبحسب الموقع، فإن القيادي في «الحرس الثوري» حذر المسؤول الباكستاني من انتقال مقاتلي تنظيم داعش من سوريا والعراق إلى باكستان.
تحذيرات المسؤول الإيراني تطرقت إلى مخاوف إيرانية من تكرار سيناريو كردستان العراق في إيران، وقال باكبور: «هذه الخطة مؤامرة على دول مثل إيران وباكستان، لكن الحكومة والقوات الشعبية العراقية أحبطت المشروع الصهيوني».
وشملت مباحثات الجانبين الوضع في المناطق الحدودية بين إيران وباكستان. واتهم القيادي الإيراني أجهزة مخابرات أجنبية بدعم الجماعات المسلحة البلوشية المعارضة لطهران، وطالب بتكثيف الوجود العسكري بالشريط الحدودي الفاصل بين البلدين.
مشاورات قائد الجيش الباكستاني شملت مباحثات مع وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي الذي قال خلال اللقاء إن طهران «تعد أمن باكستان من أمنها» وفقا لوكالة «إيرنا» الرسمية.
ووجه حاتمي تحذيرات مماثلة إلى باجوا، متهما دولا إقليمية بالسعي وراء تقسيم دول المنطقة وإثارة الفوضى.
من هي الباسيج؟
و الباسيج هي قوات تطوعية يصل قوامها وفقا لمصادر مقربة من طهران إلى نحو 11 مليون شخص، بينهم 90 ألف يعملون بشكل دائم، وقد شكلت هذه القوات خط الدفاع الأول عن النظام على مدى سنوات.
في الأيام الأولى لثورة الخميني، دعا آية الله روح الله الخميني إلى إنشاء "جيش عشرين مليون رجل". ومن الناحية العملية، فإن المادة 151 من الدستور الإيراني ألزمت الحكومة "بتوفير برنامج التدريب العسكري، مع كل المرافق اللازمة، لجميع مواطنيها." وعلى هذا الأساس، أسس النظام قوة «الباسيج» (التي تعني "التعبئة") في عام 1980.
وفي أعقاب الغزو العراقي لإيران في سبتمبر 1980، بدأت قوة «الباسيج» الوليدة في تعبئة المتطوعين. وقد وصل الجهد إلى ذروته في ديسمبر 1986، عندما كان مائة ألف متطوع على الجبهة. ووفق العدد الصادر في 8 مايو 2007 عن جريدة طهران اليومية "إيران"، قامت الميليشيا بتعبئة إجمالي مليوني شخص أثناء الحرب، رغم أن ربعهم فقط خدم في الجبهة. كما ساهمت قوة «الباسيج» في الأمن الداخلي من خلال تسيير دوريات في المدن إلى جانب القيام بدور شرطة أخلاقية.
لميليشيا "الباسيج" ثلاث مستويات للعضوية: «الباسيج» العادية، «الباسيج» بالموقع، و«الباسيج» الخاص أو الحرس الشرفي. وفقا للقانون "لائحة العمل لحرس الثورة الإسلامية" الذي أقره البرلمان في 13 أكتوبر 1991، فإن أعضاء «الباسيج» بالموقع و«الباسيج» الخاص يتلقون رواتبهم من «فيلق الحرس الثوري الإسلامي». يتلقى أعضاء «الباسيج» بالموقع أجرا مقابل الوقت الذي يقضونه في مشاريع محددة – أربعة ملايين ريال أو 400 دولار شهريا وفق بعض المصادر، وهو ما يزيد عن الراتب الشهري للمُعلم. وأعضاء «الباسيج» الخاص هم موظفون بدوام كامل ويتلقون راتباً شهرياً. كما يُمكن إلحاق أعضاء وحدات «الباسيج» في المناطق بفروع خاصة، مثل «الباسيج» العمالية و«الباسيج» الطلابية، والتي تأسست لتوفير التوازن مع منظمات المجتمع المدني المناظرة.
وتتم عملية التوظيف في «الباسيج» تحت إشراف “رجال الدين للأحياء والمواطنين المؤتمنين والجمعيات الشرعية في الأحياء”، وفقا للنظام الرسمي للباسيج. وبمعنى آخر، فإن المسجد المحلي الذي يقع فيه مركز «الباسيج» يتمتع بالقول الفصل في قبول المتقدمين للجناح المسلح في الميليشيا. كما يتم توظيف أعضاء هذا الجناح للخدمة والعضوية الكاملة في «فيلق الحرس الثوري الإسلامي». أما الفروع الأخرى، مثل «الباسيج» الطلابية، فيرجح أنها تتبع سياسات تجنيد أقل تقييداً، وحتى لو كان الغرض الوحيد من ذلك هو تقديم إحصائيات في تزايد مستمر للجهات العليا.
كما انخرطت «الباسيج» بشكل متزايد في النشاط الاقتصادي. فقد اضطلعت بصفة تدريجية بدور وزارة الجهاد الزراعي غير الموجودة حالياً، وهي النظير التنظيمي "الثوري" لوزارة الزراعة. كما أنها سيطرت على أعمال الصلب في يزد منذ عام 2001 ومصنع جرارات تبريز منذ أبريل 2009. وبالإضافة إلى ذلك، مكَّنت المؤسسات المالية ل«الباسيج» الأعضاء من استغلال سوق الإسكان المُربح.
وبرزت قوات الباسيج بقوة في التصدي لمظاهرات المعارضة مع إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية 2009.
حسب ما قاله عبد الله أراجي، قائد «الحرس الثوري في طهران»، توقعت قيادة «فيلق الحرس الثوري الإسلامي» اضطرابات ما بعد الانتخابات وأمرت بإسناد جميع الجهود الأمنية في العاصمة إلى «الحرس» و«الباسيج». إلا أنه في 15 يونيو، أطلق أعضاء «الباسيج» النار وقتلوا متظاهرين في ساحة آزادي بينما كانوا يشقون طريقهم إلى محطة الميليشيا المحلية. ومن 22 يونيو وما بعدها، لم تشكل “الباسيج» سوى أقلية من القوات التي تقمع المتظاهرين، وربما كان ذلك رداً على الاحتجاجات على حالات القتل وعدم قدرة «الباسيج» على ردع المظاهرات العامة.
كما واجهت قوات «الباسيج» الطلابية تحديا خلال احتجاجات يوم الطلاب في 8 ديسمبر، حيث لم تتمكن من قمع المنشقين في الحرم الجامعي بطهران وشيراز وتبريز. وهذه الهزيمة هي الأكثر لفتاً للأنظار عندما ينظر المرء إلى أن قوات «الباسيج» الطلابية قد قامت بتعبئة آلاف الأعضاء غير المنتسبين إلى الجامعات لتلك المواجهة. وفي نفس الشهر، كانت أيام عاشوراء كارثة أخرى على «الباسيج» في طهران. وكما اعترف العميد علي فضلي، تعين على «فيلق الحرس الثوري الإسلامي» تعبئة أعضاء الميليشيا من ضواحي العاصمة وحتى من أقاليم أخرى من أجل قمع الاضطراب.

وهناك مؤشرات على أن قيادة النظام لم تكن راضية عن أداء «الباسيج». ففي 2 أكتوبر، تم إزالة حجة الإسلام حسين طيب من منصب قيادة «الباسيج»، وفي 5 أكتوبر، تم دمج الميليشيا بصفة رسمية في القوات البرية التابعة للحرس الثوري، مع تعيين العميد محمد رضا نقدي رئيساً جديداً.
وفي الخارج؛ تدخلت قوات الباسيج لحماية المصالح الإيرانية في العراق تحت ذريعة “حماية الأماكن المقدسة”، وشاركت في “مهمات استشارية” لدى الجيش العراقي وخاضت معه معارك متعددة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، خاصة إثر سقوط الموصل وفي معركة الفلوجة عام 2016 التي قـُتل فيها القائد السابق لـ”كتائب عاشوراء” في الباسيج علي رضا بابايي. كما قاموا أيضا باقتحام السفارة والقنصلية السعودية في طهران ومشهد في يناير من هذا العام على خلفية إعدام المملكة العربية السعودية المعارض السعودي الشيعي نمر النمر.
كما أرسل الآلاف من قوات الباسيج إلى سوريا حيث قـُتل العديد من عناصرها ضمن أبرز العسكريين الإيرانيين القتلى في سوريا الذين كانوا يقدمون الدعم العسكري لنظام بشار الأسد إثر اندلاع الثورة السورية منتصف مارس/آذار 2011، وقاتلوا معه الفصائل السورية المسلحة جنبا إلى جانب مع مليشيات شيعية أخرى أبرزها حزب الله اللبناني. وفي هذا السياق، أشار رئيس هيئة أركان الجيش اللواء محمد باقري، على هامش مهرجان “مالك الأشتر للتعبئة” الذي تم تنظيمه في 24 نوفمبر الماضي، إلى إمكانية إرسال ميليشيا “التعبئة” (الباسيج) إلى “جبهات المقاومة” في إشارة إلى سوريا تحديدًا، في حالة ما إذا حصلت على ضوء أخضر من جانب المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي. فوجود قوات “الباسيج” في سوريا تأكيد على دور النظام الإيراني في تحديد المسارات المحتملة للصراع السوري، باعتبار أن تلك الميليشيات التي تدعم قوات الأسد تتحرك بناء على تعليمات من طهران، على غرار “حزب الله” وما يسمى بـ”لواء الفاطميين” و”لواء الزينبيين” وربما ميليشيا “الحشد الشعبي” في مرحلة ما بعد انتهاء معركة تحرير الموصل في العراق.
كما تعتبر تلك القوات ركيزة إيران في حربها المعلوماتية، لتتحول مع الوقت إلى رقم مهم في المعادلة العسكرية الإيرانية، وتلعب دورا عسكريا وأمنيا واستخباراتيا خارج الحدود الإيرانية.

شارك