مع انتقادات مسؤول أمريكي.. الحريات الدينية تثير أزمة في السودان

السبت 18/نوفمبر/2017 - 09:07 م
طباعة مع انتقادات مسؤول
 
حرب تصريحات بين هيئة علماء السودان، و دبلوماسي أميركي حول وضع الحريات الدينية في البلاد، خاصة  مع اثارة الاخيرة  قيام السلطات السودانية بهدم الكنائس واعتقال القساوسة".

السودان ترفض مقترح امريكي:

السودان ترفض مقترح
وقالت هيئة علماء السودان إن السودان لم يشهد صراعاً دينيا وعقديا وان أهل الأديان عاشوا في أمن وسلام منذ القدم، وذلك رداً على مقترحات اميركية بعقد مائدة مستديرة حول الحريات الدينية بالسودان.
وفضت هيئة علماء السودان، مقترحا أمريكيا، تقدم به نائب وزير خارجيتها، جون سولفيان لرجال دين سودانيين حول الحريات الدينية في السودان شمل تعديلات تشريعية وقانونية لتطبيع العلاقات بين البلدين.
وقالت الهيئة في بيان لها اليوم السبت 18 نوفمبر2017، “ان الاستمساك بثوابت الامة محل اجماع بين جميع اهل القبلة ولا تفريط في ذلك”.
وأضاف ان “حفظ حقوق الإنسان عامة وحقوق أهل الأديان من صميم منهج الإسلام ولم يعرف هذا البلد صراعا دينيا وعقديا وقد عاش أهل الأديان في أمن وسلام منذ القدم”
واشارت الهيئة، الى إن المشكلات التى تنتج عن بعض الممارسات وماينجم عن ذلك من ظلم أو تعدي أمر يرفضه الإسلام وتجرمه القوانين وندعو لمراجعة كل الظلامات ورد الحقوق لأهلها وفق منهج الحق والعدل وضوابط القانون.

مسؤول امريكي:

مسؤول امريكي:
وفي وقت سابق، دعا نائب وزير الخارجية الأميركي جون سولفي السودان، إلى وقف أعمال هدم "المساجد والكنائس" التي تتهم منظمات السلطات السودانية بتنفيذها، مؤكدا أن واشنطن ستدفع باتجاه تعزيز حقوق الإنسان والحرية الدينية في البلاد.
وقال جون ساليفان، مساعد وزير الخارجية الأمريكي، الجمعة 17 نوفمبر 2017،إن تعامل الخرطوم مع ملفات تعزيز حرية التعبير وحقوق الإنسان سيكون لها "دور أساسي" في تقرير مستقبل العلاقات بين البلدين.
وفي كلمة ألقاها في جامعة القرآن الكريم في أم درمان، المحاذية للخرطوم على الضفة الغربية لنهر النيل، قال ساليفان إنه "على حكومة السودان، ومن ضمنها الولايات الاتحادية، أن توقف فورا أعمال هدم دور العبادة، بما فيها المساجد والكنائس".
ويتهم ناشطون الخرطوم بتقييد الحرية الدينية، وحرية التعبير، وتضييق نطاق العمل السياسي للمعارضة.
وقبل أيام من قيام واشنطن في 12 أكتوبر برفع الحظر التجاري المفروض على السودان منذ عقود، كتب جون بريندرجاست من حملة "مشروع كفى" (ايناف بروجكت) ومقرها واشنطن "منذ نال جنوب السودان ذو الغالبية المسيحية استقلاله عن السودان في 2011، أولت الحكومة السودانية اهتماما أكبر في تخفيض عدد الكنائس وأنشطتها في السودان".
وعلى مدى عقود اعتبرت واشنطن السودان "بلدا يشكل مصدر قلق بالغ" بالنظر إلى سجله في انتهاك حقوق الإنسان.
والجمعة قال ساليفان إن الحوار هو إحدى وسائل معالجة هذه المخاوف.
وقال ساليفان أن واشنطن ستتابع كيفية تعزيز الخرطوم للحريات الدينية.
وتابع ساليفان "مع تقدم العلاقات في ما بيننا، لن تتجاهل الولايات المتحدة انتهاكات حقوق الإنسان بما في ذلك الحق في الحرية الدينية".
وأضاف ساليفان أنه في السنوات المقبلة سيكون تعزيز السودان لسجله في مجال حقوق الإنسان، وبخاصة الحرية الدينية أحد "مقاييس قوة" العلاقة بين البلدين.
وقال ساليفان أمام تجمع لممثلي الطوائف، والمجتمع المدني وناشطين في الجامعة في ختام زيارة استمرت يومين للخرطوم إن "دعم حقوق الإنسان، بما في ذلك الحرية الدينية كان وسيبقى جزءا أساسيا من التزام الولايات المتحدة في علاقاتها الثنائية مع السودان".

تقرير الحريات الدينية:

تقرير الحريات الدينية:
وصنف تقرير وزارة الخارجية الامريكية السنوى حول الحرية الدينية فى العالم ، والصادر في 15 اغسطس 2017، السودان مرة اخرى ضمن الدول الأكثر اثارة للقلق (Country of Particular Concern (CPC)، وهى الدول التى تتورط أو تسمح بارتكاب انتهاكات جسيمة للحرية الدينية ، مما يمنع عن هذه الدول حسب القانون عددا من المساعدات الامريكية . 
واشار التقرير الى ان ممارسات الحكومة السودانية وعدد من قوانينها تستند على تفسيراتها لنظام الشريعة الفقهى ، مما لا يوفر الحماية للاقليات الدينية ، بما فى ذلك الاقليات المسلمة . ويجرم القانون (الردة) والتحول من الاسلام الى ديانة اخرى وحرية التساؤل حول القضايا الاسلامية المختلف عليها . ورغم ان القانون لا يتعرض للتبشير المسيحى بصورة محددة ، الا ان الحكومة تجرم التبشير فيما تعتبره ردة .
واضاف ان تقارير شهود عيان تؤكد بان الحكومة تعتقل وتحتجز وتخوف اعضاء الكنيسة ، بما فيهم رجال الدين ، وتمنع اصدار تصاريح بناء كنائس جديدة ، وتغلق وتهدم الكنائس القائمة ، وتحاول اغلاق المدارس الكنسية ، وتقيد دخول المبشرين وعملهم فى البلاد ، وتفرض رقابة على قادة المجموعات غير المسلمة وعلى المواد الدينية .
وأضاف التقرير ان السلطات السودانية تلاحق وتدين النساء المسيحيات والمسلمات بتهمة ارتداء الزى الفاضح بسبب ارتداء البناطلين وتجلدهن وتغرمهن بناء على هذه التهمة ، وذلك بشكل يومى . واعتقل جهاز الأمن امام أحد المساجد – يوسف عبد الله ابكر – لأكثر من عام بسجن الهدى لانتقاده الحكومة وتحميلها مسؤولية فقدان الارواح جراء الحروب ، خصوصاً فى اقليم دارفور .
 واعتقلت السلطات 4 مسيحيين ديسمبر 2015 لثمانية أشهر ، ووجهت لهم فى اغسطس تهم شن الحرب على الدولة والتجسس ، واستمرت محاكمتهم لعام كامل . كما اعتقلت 14 من اعضاء الكنيسة المشيخية الانجيلية لثلاثة ايام لاحتجاجهم على بيع مدرسة مملوكة للكنيسة من قبل مجلس عينته الحكومة ، ثم اطلق سراحهم بكفالة وحوكموا بالغرامة تحت تهمة ازعاج السلام العام . وحاولت الحكومة مصادرة مدرسة اخرى تابعة للكنيسة المشيخية ولكن محكمة عرقلت فى نهاية المطاف المصادرة . 
وهدمت السلطات كنيستين – كاثوليكية ومشيخية – فى سوبا ، وانذرت ثلاث كنائس بالحاج يوسف بالهدم الوشيك ، كما اخطرت خطيا كنيسة المسيح بسوبا بان ليس لها الحق القانونى بالارض التى بنيت عليها منذ 1986 .
واضاف ان تقارير تشير الى ان مواطنين مسلمين يضايقون ويخوفون غير المسلمين . ويقول مسلمون وغير مسلمين بان اقلية متنامية وصخابة من المجموعات السلفية تستمر فى اثارة قلقهم .
تقدر الحكومة الأمريكية إجمالي عدد السكان ب 36.7 مليون نسمة (تقديرات يوليو 2016). ووفقا للحكومة، فإن حوالي 97 في المائة من السكان مسلمون بعد انفصال جنوب السودان في عام 2011. ومن غير الواضح ما إذا كانت التقديرات الحكومية تشمل السودانيين الجنوبيين (الغالبين من المسيحيين أو الأرمن) الذين لم يغادروا بعد انقسام عام 2011 أو عادوا بعد اندلاع النزاع في جنوب السودان في عام 2013، أو غيرها من الجماعات غير السودانية غير الإسلامية.

سكان السودان:

سكان السودان:
وتقدر العديد من جماعات الدعوة الدينية أن غير المسلمين يشكلون أكثر من 20 في المائة من السكان. معظم المسلمين تقريبا من السنة، على الرغم من وجود اختلافات كبيرة بين أتباع التقاليد السنية المختلفة، وخاصة بين الأوامر الصوفية. وهناك أيضا جماعات صغيرة من المسلمين الشيعة في الغالب في الخرطوم. ولا تزال عائلة يهودية واحدة على الأقل في منطقة الخرطوم. وتفيد الحكومة أن هناك 36 طائفة مسيحية في البلاد.
ويقيم المسيحيون في جميع أنحاء البلاد، وخاصة في المدن الكبرى مثل الخرطوم وبورت سودان وكسلا وقضارف والفاشر والابيض. ويتركز المسيحيون أيضا في بعض أجزاء جبال النوبة. وهناك جماعات صغيرة نسبيا ولكنها طويلة الأمد من الجالية المسيحيين القبطية الأرثوذكس واليونانيين الأرثوذكس في الخرطوم والابيض في شمال كردفان ونهر النيل والجزيرة وأجزاء من شرق السودان، ولكن الحكومة لم تصدر إحصاءات عن هؤلاء السكان.
هناك أيضا مجتمعات أرثوذكسية إثيوبية وإريترية تتألف إلى حد كبير من اللاجئين والمهاجرين في الخرطوم والجزء الشرقي من البلد. وتشمل المجموعات المسيحية الأصغر الأخرى الكنيسة الداخلية الأفريقية والكنيسة الأرمنية الرسولية وكنيسة المسيح السودانية وكنيسة السودان الداخلية والسودان كنيسة العنصرة والكنيسة المشيخية الإنجيلية السودانية وكنيسة المشيخية في السودان وكنيسة السبتية والكنيسة الرومانية الكاثوليكية والكنيسة الأسقفية ، وشهود يهوه. ومن الصعب قياس عضوية هذه المجموعات بسبب عدم وجود سجلات في بعض المجموعات، ونقص المعلومات الحالية التي تقدمها الحكومة، وتقييد الوصول إلى المجموعات في مناطق النزاع.
وتشير الإحصاءات الحكومية إلى أن أقل من 1 في المائة من السكان، ولا سيما في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، يلتزمون بالمعتقدات الدينية الأفريقية التقليدية. غير أن بعض المسيحيين والمسلمين يدرجون جوانب من هذه المعتقدات التقليدية في ممارساتهم الدينية.
وتؤكد منظمات حقوقية أن تعزيز حقوق الإنسان ولا سيما الحرية الدينية يجب أن يشكل جزءا من سياسة واشنطن تجاه السودان.

شارك