في تحرك أميركي جديد ضد قوات "الحشد الشعبي" العراقية الشيعية، رجّح مراقبون أن يضاعف من حدة التوتر في المنطقة، صنف الكونجرس الأمريكي، قبل أيام "حركة النجباء" المنضوية تحت قوات "الحشد الشعبي" جماعة إرهابية، ودعى الكونجرس الرئيس دونالد ترامب تطبيق حظرها والشخصيات الأجنبية المسؤولة أو المرتبطة بها خلال فترة لا تزيد على 90 يوماً، فيما تشير التوقعات إلى أن يشمل القرار الامريكي ألوية "عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله العراقية".

ورغم النجاحات التي حققتها قوات "الحشد الشعبي" ضد تنظيم "داعش" إلا أنه خلال عملياته ارتكبت عد من فصائله جملة من لالانتهاكات ضد المناطق التي يغلب فيها السنة ووقتها ادانت منظمات حقوقية ودولية انتهاكات الحشد الشعبي، ما تسبب في حالة واسعة من الاستياء. 

وتشير تقارير متخصصة أن دولاً محورية في المنطقة هي من تقف وراء القرار وهي التي دفعت الكونجرس إلى ذلك القرار، ويبدو ان لالمملكة العربية السعودية هي صاحبت المصلحة وراء ذلك القرار، إذ ترى في قوات الحشد الشعبي ميليشيا ترتكب انتهاكات حقوقية.

وتتجسد خطورة القرار الأمريكي انه  جاء في وقت لاتزال فيه الدولة العراقية تسعى لتطهير الأراضي من تنظيم "داعش" وفلوله، فعلى الرغم من أن إعلان الحكومة العراقية تطهير مدينة "رواة" آخر معاقل تنظيم "داعش" في العراق إلا ان القوات لايزال أمامها المهمة الأكبر وهي تامين الحدو وتطهيرها لضمان عدم عودة عصابات الدواعش مرة آخرى إلى العراق، وربما تتسبب مثل هذه القرارات غير المدروسة في حالة تشتت، ما يتسبب في فشل الحرب "داعش".

من جانبه، اعتبر نائب رئيس الجمهورية في العراق نوري المالكي الخطوة بمثابة "مخطط" يستهدف قوات "الحشد الشعبي"، فيما أدانت أطراف شيعية القرار الأميركي بتصنيف بعض فصائل الحشد منظمة "إرهابية".

المالكي قال خلال كلمة ألقاها في حفل تأبيني أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لوفاة الأمين العام لحزب "الدعوة تنظيم العراق" هاشم الموسوي إن المرحلة المقبلة تتطلب ضرورة إبقاء الحشد الشعبي قوة احتياطية، لافتاً إلى أن النصر الذي تحقق على الإرهاب يحتاج إلى حماية... والمحافظة عليه أصعب من تحقيقه. وأضاف: "هناك استهدافاً داخلياً وخارجياً للحشد الشعبي، وعلينا حمايته والحفاظ عليه لأنه قوة أثبتت نجاحها في كل الميادين".

من جهتها، قالت "كتائب حزب الله" في بيان: "لم يفاجأ شعبنا العراقي العزيز بالمواقف الأميركية العدائية ضد حشده الشعبي وفصائله الإسلامية المقاومة، لأنه لم يضع في حساباته يوماً أن أميركا التي احتلت بلده وقتلت الآلاف من أبنائه ودمرت مدنه ومؤسساته ولم تخرج منه إلا بضربات أبطاله من مجاهدي المقاومة الإسلامية، يمكن أن تقف إلى جانبه وتحترم سيادته وكرامته، أو أن تضمر له خيراً، خصوصاً بعد الانتصارات العظيمة التي سطرها شعبنا العزيز في مواجهة عصابات داعش الإرهابية، وفشل مشروعها الشيطاني الصهيوني لتدمير وتقسيم العراق وسورية".

وأضاف البيان أنه في الوقت الذي لا يزال فيه الحشد والفصائل المقاومة تقاتل داعش وتطارد فلوله أعلن الكونجرس الأميركي قراره الذي عد فيه حركة النجباء جماعة إرهابية ليؤكد مرة أخرى النهج العدواني للإدارة الأميركية، ومحاولاتها المتكررة لفرض الوصاية على شعبنا العزيز، والتدخل في شؤونه الداخلية واستهداف مكامن قوته الذاتية.

وتابع: "نحن إذ نرفض وندين هذا القرار الأميركي العدواني ندعو الحكومة العراقية وجميع المتصدين للشأن السياسي ﻹبداء موقف وطني مسؤول وواضح تجاه هذا التدخل السافر الذي يستهدف الحالة الجهادية لشباب العراق الذين منحوا بلدهم وشعبهم العزة والكرامة، بتضحياتهم وبطولاتهم وانتصاراتهم التي أقضت مضاجع المتآمرين على أمننا وسيادتنا ووجودنا، ودفعتهم إلى العمل بكل الوسائل لكسر العنفوان والشموخ والإباء، لشعبنا العزيز، حتى يسهل عليهم السيطرة عليه وامتهان كرامته ونهب ثرواته".

وأكدت الكتائب أن فصائل المقاومة الإسلامية كانت وستبقى مصدر عزة وقوة لشعبنا العراقي ورصيده الذي لن يتنازل عنه أو يفرط به أو يساوم عليه، وستكسر تحت أقدام مجاهدينا الغيارى جميع المؤامرات والمخططات الاستكبارية لأميركا والصهاينة وأعوانهم وأدواتهم في المنطقة.

واستنكر النائب عن كتلة "المواطن" فرات الشرع القرار الأميركي وقال إن هذا القرار الذي يأتي ضمن سياق الحرب الدولية ضد الحشد الشعبي والنيل من هذا التشكيل الجهادي الكبير الذي أذاق الدواعش الويل والثبور وهزمهم في أرض العراق الطاهرة".