اللواء 313".. مليشيا ايرانية جديدة في جنوب سوريا

الثلاثاء 21/نوفمبر/2017 - 06:43 م
طباعة اللواء 313.. مليشيا
 
تواصل ايران ذراعتها للمليشيات في سوريا لتسير علي نحوما فعلت في العراق، لتكون لها الكلمة العليا علي الارض في السيطرة والتتحكم وتامين  الجسر الرابط بين طهران وجنوب لبنان، حيث  تشهد المنطقة الجنوبية، خاصة محافظة درعا الواقعة على الحدود السورية الأردنية، محاولات إيرانية لتثبيت قواعد لها في هذه البقعة الحيوية، مستخدمة في ذلك كل الوسائل الممكنة والمتاحة.
وذكر نشطاء أن إيران تسعى لتعزيز وجودها في الجنوب السوري بطرق مختلفة، منها استقدام قوات إيرانية ومليشيات من جنسيات مختلفة، لتشكيل مليشيات جديدة تابعة للـ"الحرس الثوري"، مثل "اللواء 313" الذي تنتشر قواته في مدينة درعا والحواجز المحيطة بها.
واسم "اللواء 313" مشتق مما يُعرف بـ"أصحاب الإمام المهدي الـ313" والذين "عددهم كعدد شهداء بدر"، ممن "سيعدّون الأرض والمجتمع لظهور الإمام المهديّ"، بحسب الأدبيات الشيعية.
والمقر الرئيس لـ"اللواء 313" في مدينة إزرع، الخاضعة لسيطرة النظام السوري، حيث تتم عمليات التجنيد، قبل أن يُنقل العناصر إلى معسكرات تدريبية في إزرع والشيخ مسكين.
ويبلغ عدد منتسبي اللواء 313 أكثر من 200 شخص، وفق مصادر في المدينة، وأن أعمار منتسبيه تتراوح ما بين 20 و40 عاماً، وهي سنّ الخدمة الإجبارية والاحتياطية المعتمدة في صفوف قوات نظام الأسد.
وأبرز المهام التي أوكلت في البداية لـ"اللواء 313" هي اعتقال كل من تربطه صلة قربى بأعضاء الجيش الحر، واحتجازهم في مراكز معدة مسبقاً لهذا الغرض، بعيداً عن أجهزة النظام اﻷمنية. وضمّ اللواء عناصر من مدينتي بصرى وقرفا.
من جهتها نقلت مواقع إخبارية عن الشاب صفوان، وهو أحد المتطوّعين الفارّين من اللواء 313 إلى مناطق المعارضة، قوله إن عمليات التجنيد في التشكيل الجديد استهدفت بشكل خاص المطلوبين للخدمة الإلزامية والاحتياطية في قوات الأسد.
وأضاف أن "الالتحاق بهذا اللواء كان بسبب خوف بعض هؤلاء الشباب من السحب الإجباري والاحتياطي من قبل قوات النظام، وإرسالهم إلى جبهات القتال في المحافظات الأخرى"، مبيّناً أن "التطوّع في هذا اللواء يضمن لمنتسبيه البقاء في محافظة درعا حصراً".
وشارك "اللواء 313" في معارك حي المنشية في مدينة درعا، في يونيو 2017، والتي فشل فيها النظام وحلفاؤه من استعادة الحي. وتكبد "اللواء 313" خسائر كبيرة من عناصره وقياداته، أبرزهم القيادي خليل مرجي، من مدينة بصرى والذي لم تتمكن قوات النظام من سحب جثته من تحت اﻷنقاض.
وقبل عشر سنوات بدأت إيران تدخلها في الجنوب السوري، في مدن وبلدات الشيخ مسكين ونوى وإزع وقرفا وبصرى، من خلال نشر التشيّع. واستطاعت إيران كسب ولاء البعض، مقابل المال والنفوذ. وشهدت تلك الفترة، حتى اندلاع الثورة السورية في العام 2011، إنشاء حسينيات في تلك المناطق، خاصة في بلدة قرفا، مسقط رأس اللواء رستم غزالة.
مع بداية الثورة، سارعت إيران لدعم مواليها في درعا، ومدّهم باﻷسلحة والذخائر، عبر "حزب الله" اللبناني، الذي بدأ إرسال مقاتليه لتدريب مقاتلين محليين من درعا وريف دمشق والقنيطرة، في معسكرات "نبع الفوار" القريبة من الجولان السوري المحتل، وفي مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي.
واعتمد الحزب على أبناء المنطقة في تجنيد الشباب، وضمهم لصفوفه. ماجد فياض، ضابط ارتباط في "حزب الله"، ينحدر من الأقلية الشيعية في مدينة بصرى الشام، وعمل خلال السنوات الثلاث اﻷولى من الثورة، على تجنيد الشباب بمعزل عن قوات النظام. فياض كان يتلقى قرارته من "حزب الله" مباشرة، وكذلك السلاح والذخائر والدعم المادي واللوجستي.
وبعد مقتل فياض، منتصف العام 2014، بدأت إيران بتنظيم مواليها في مليشيا "اللواء 313" بقيادة محمود الخضر "أبو كاظم"،ودعم غير محدودين. وتجاوز راتب العنصر في اللواء 300 دولار.
وقد بدا، في العام 2015، كأنه نهاية المشروع الإيراني في جنوب سوريا، وفق صحيفة يديعوت الاسرائيلية ، بعدما فشلت محاولات حزب الله في خلق جبهة ضد إسرائيل في مرتفعات الجولان، التي بدأت في كانون الثاني من العام نفسه باغتيال جهاد مغنية، الذي كان مسؤولاً عن تشكيل حزب الله ضد إسرائيل في الجولان وانتهت في كانون الأول باغتيال سمير القنطار، الذي حاول تجنيد الدروز في السويداء للالتحاق بالحزب.
لكن، إيران استغلت التدخل الروسي في العامين الماضيين. ما أدى إلى تغيير في الحرب الأهلية في سوريا، لمصلحتها. لذلك، فإن التكوين الحالي للواء 313 هو في الأساس المرحلة الثانية بعد إنشاء ما يشير إليه السوريون بأنه "مثلث الموت" الشيعي، الذي يقع بين جنوب دمشق والقنيطرة ودرعا. وتقدر الصحيفة عدد مقاتلي حزب الله فيه بـ500 عنصر.
وترى يديعوت أن التغير الديموغرافي الدراماتيكي يعطي النظام السوري وإيران قاعدة حكم أقوى في سوريا اليوم. فإيران بات لديها اليوم أربع قواعد عسكرية في سوريا: واحدة في الجنوب، والقاعدة الرئيسية في مطار دمشق. وفي منطقة السيدة زينب في ضواحي دمشق؛ وفي الشمال، في جبل عزان بالقرب من حلب. أما حزب الله فيملك أربع قواعد على طول الحدود مع لبنان: في القصير وفي الزبداني وفي جبال القلمون وجنوب سرغايا.

شارك