الانتفاضات الكنسية ضد ترامب مازالت مستمرة

الإثنين 11/ديسمبر/2017 - 02:13 م
طباعة الانتفاضات الكنسية
 
تتوالي الانتفاضات الكنسية في شكل بيانات وتصريحات لمختلف رؤساء الكنائس العربية والعالمية الرافضة لقرار الرئيس الامريكي ترامب باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل ويمكننا ان نرصد من خلال متابعة دقيقة للاعلام المسيحي واذاعة الفاتيكان وموقع ابونا الكاثوليكي وموقع اليتيا وغيرها ردود الفعل الكنسية حول هذه القضية 
على أثر استمرار موجة العنف في الضفة الغربية وقطاع غزة في أعقاب إعلان الرئيس ترامب المتعلق بنقل مقر السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس أصدرت دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي (الفاتيكان) بياناً جاء فيه ما يلي:
"إن الكرسي الرسولي يتابع باهتمام كبير تطوّر الوضع في الشرق الأوسط، لاسيما في مدينة القدس، المدينة المقدسة بالنسبة لمسيحيي ويهود ومسلمي العالم كله. وإذ يعبّر عن ألمه إزاء المصادمات التي حصدت أعدادًا من الضحايا خلال الأيام الماضية، يجدد البابا فرنسيس نداءه من أجل الحكمة والتعقل لدى الجميع، ويرفع الصلوات الحارة كي يلتزم المسؤولون عن الأمم، في هذه الأوقات الحرجة، في إبعاد شبح دوامة جديدة من العنف وكي يستجيبوا، قولاً وفعلاً، لتطلعات الشعبَين إلى السلام والعدالة والأمن في تلك الأرض المعذبة".
وأضاف البيان:
"إن المخاوف حيال آفاق السلام في المنطقة شكلت موضع مبادرات مختلفة في هذه الأيام، من بينها الاجتماعان الطارئان اللذين دعتا إليهما جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. إن الكرسي الرسولي يستشعر بهذه المخاوف، وإذ يذكّر بنداءات البابا فرنسيس، يجدد التأكيد على موقفه بشأن الطابع الفريد للمدينة المقدسة وأهمية احترام الوضع القائم، تماشيًا مع مقررات الجماعة الدولية والمطالب المتكررة لقادة الكنائس والجماعات المسيحية في الأرض المقدسة. وفي الوقت نفسه يجدد التأكيد على قناعته بأن الحل التفاوضي بين الإسرائيليين والفلسطينيين وحده قادر على تحقيق سلام مستقر ودائم وعلى ضمان التعايش السلمي بين دولتين ضمن حدود معترف بها دوليًا".
ووجه رئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في فرنسا نداءً إلى المؤمنين بالقول: "فيما ننتظر في عالمنا مجيء أمير السلام، أدعو الكاثوليك إلى تكثيف صلواتهم على هذه النية بالاشتراك مع المجتمعات المسيحية الموجودة في الأراضي المقدسة".للقدس دعوة خاصّة للسلام"، هذا هو إعلان المونسنيور جورج بونتييه، رئيس أساقفة مارسيليا ورئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في فرنسا، والذي كرّر كلمات البابا فرنسيس، داعيًا للصلاة مع المجتمعات المسيحية الموجودة في الأراضي المقدسة.
فبعد القرار الأميركي القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أكد بونتييه على "وجوب المحافظة على الوضع الحالي لمدينة القدس تماشيًا مع قرارات الأمم المتحدة، خاصة وأن القدس مدينة مقدسة بالنسبة إلى اليهود والمسيحيين والمسلمين الذين يكرّمون فيها أماكنهم المقدسة".
وقالت البطريركية الكلدانية أنه "من واجب الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها دولة عُظمى، أن تسعى لتحقيق السلام والعدالة والرفاهية في العالم، وليس لخلق تعقيدات وصراعات وحروب. وهذا ما دلَّ عليه قرارها الأخير في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها، مما سيزيد النار اشتعالاً في منطقة، هي أساسًا ملتهبة".
وأضافت: "ندعو الإدارة الامريكية إلى احترام قرارات الأمم المتحدة والإبقاء على القدس كما هي الآن، والتراجع عن قرارها الخطير الذي قد يجر المنطقة إلى التطرف والعنف. كما ندعو جميع المعنيين بهذه القضية الى اعتماد العقلانية والحكمة وعدم اللجوء الى العنف الذي لا يخدم القضية الفلسطينية والعربية بشيء، بل ندعوهم الى السعي الحثيث لحل الدولتين عبر القنوات الدبلوماسية والطرق المشروعة".
وختم بيان البطريركية الكلدانية، الموقّع من البطريرك لويس روفائيل ساكو، يوم 9 كانون الأول 2017، "نحن المسيحيين، على أبواب أعياد الميلاد المجيد، نصلّي مع كل ذوي الإرادة الطيبة من أجل السلام والاستقرار في الأراضي المقدسة وبلدان المنطقة".
وأعربت الرابطة المارونية عن قلقها الكبير من "اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقرار إسرائيل جعل مدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة الاميركية إليها"، ورأت أن "هذا القرار الخطير يستفز مشاعر الفلسطينيين ويؤجّج الصراع ويؤخّر السلام".
وفي بيان لها، أكدت الرابطة أن "مدينة القدس هي بالنسبة إلينا مدينة يسوع وأرض البدايات المسيحية وأولى الكنائس مثلما هي أرض الهيكل بالنسبة إلى اليهود، وأولى القبلتين بالنسبة إلى المسلمين، وأيّ تنكر لهذه الحقيقة أو محاولة لاحتكار المدينة وفرض هوية حصرية عليها إنما هو سبب لتفجير صراعات لا تنتهي"، ورفضت "أي تعامل آحادي مع المدينة المقدسة".
كما حذرت الرابطة المارونية من "أن تهويد القدس أو أسلمة قضيتها سيجران إلى الانفجار ولذلك لا بدّ من تحرّك على مستوى الأمم المتحدة لحماية مدينة القدس كإرث للبشرية والتعامل مع وضعيتها الإستثنائية والفريدة بما يجعلها مدينة مفتوحة".
أكد بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي دعمه ومساندته لحقوق الشعب الفلسطيني، ورفضه للقرار الأميركي بشأن الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل.
القى البطريرك الفخري للقدس ميشيل صباح ، كلمة في حفل اضاءة شجرة عيد الميلاد في مدينة بيت ساحور ، وفيما يلي نصها :
عيد الميلاد هو يوم فرح، لأنه ولد يسوع المسيح، ولد لنا مخلص. وهو يوم سلام ومحبة. قال الملائكة للرعاة: "لا تخافوا. إني أبشركم بفرح عظيم: ولد لكم اليوم مخلص في مدينة داود" (لوقا 2: 10-11). بهذا نؤمن. ولهذا نفرح. ونسأل الله من أجل أرضنا ومن أجل شعوب العالم كله، لكي ينعم عليها بالسلام والعدل. وليلهم أقوياء هذا العالم أن يعملوا بما قال النبي أشعيا: "يضربون سيوفهم سككا، وأسنَّتَهم مناجل. فلا ترفع أمة على أمة سيفًا، ولا يتعلمون الحرب من بعد" (أشعيا 2: 4).
ولكن قرر ظالمونا في هذه الأيام أن يحرمونا فرح العيد. فقدموا لنا الحرب بدل السلام. ومع ذلك مهما قال كبار هذا العالم وأسياد الحرب، -قالوا: القدس عاصمة لهم، فلسطين كلها لهم، ولا مكان لنا لا في القدس ولا في بيوتنا- لن نفقد فرح العيد ولا فرح الحياة. بل سنبقى. سنبقى في بيوتنا، سنبقى في القدس عاصمة لنا، عاصمة لحياتنا اليومية وعاصمة لصلاتنا، مهما قرروا وقالوا.
جاء يسوع المسيح ليكون نور العالم (يوحنا 1:5) بنوره ننظر فنرى، نرى كل ما حدث لنا هنا وفي كل العالم العربي، كل الاعوجاج الذي استقبله ورضخ له العالم العربي، كل الموت والدمار الذي حملوه إلى منطقتنا، نلقي عليه ضوء العيد، الذي يدعو جميع كبار العالم إلى العودة إلى العدل والمحبة والرحمة ووقف المظالم.
حاملين رسالة العيد نسير: ونقول لظالمينا، لمن يرون في وجودنا هنا شيئًا زائدًا: نحن أهل الأرض ونحن أهل القدس، ونحن فيها باقون. ولكم معنا مكان، ولكن ليس على حسابنا.
نحتفل اليوم بالعيد. نسير في طريق نرى فيها الله، ونرى أن أكبر قوة منحها الله للإنسان هي المحبة. ونرى أن ظلم الإنسان ليس من الله، لا يمكن أن يكون من الله. وبالمحبة الواعية المدركة المبدعة نخطط ونقاوم كل شر وظلم واحتلال. وستبقى الأرض أرضنا وفيها متسع لنا ولكم، وتبقى القدس عاصمتنا.
لسنا ضعافًا، ولو أنه ليس بين أيدينا سلاح. سلاحكم سلاح موت به تقتلونا، وتقتلون الإنسان فيكم. وأما طريق الحياة، فهي التي وضعها الله سبحانه لنا جميعًا، هي طريق المحبة والعدل، لكل خلقه.
هذا عيد نحتفل به في مرحلة جديدة حاسمة في تاريخ هذه الأرض. لأن اللتصريح الذي سمعناه قبل أيام هو كلمة صريحة وواضحة. قال السيد ترامب، ليس فقط: لا مكان لكم لا في القدس، بل في فلسطين كلها.
هذه مرحلة جديدة، تحتاج إلى رؤية جديدة، إلى توقف، إلى إعاة تفكير، إلى مراجعة، محاسبة. مرحلة جديدة قالوا لنا: لا مكان لكم في الأرض. ونحن نؤكد أن الأرض أرضنا ولنا فيها بقاء. نحن نقرر لأنفسنا، ولا أحد يقرر بدلا منا. لا يحق لأحد أن يحرمنا أرضنا. وبناء على هذه الحقيقة، نبحث عن رؤية جديدة، وطريق جديدة للمقاومة. حتى نجعل هذه المرحلة الجديدة في تاريخنا مرحلة حياة وحرية وكرامة للجميع. نحن نبقى نقول لا للموت ونعم للحياة، لا للحرب ونعم للسلام. لا للاحتلال نعم للحرية والمساواة.
أقول لجميعنا نحن الفلسطينيين: يجب أن نجد طريقًا جديدة. لا تذهبوا إلى الموت، بل اطلبوا الحياة. وللإسرائيليين إن إرادوا الحياة لأنفسهم، أقول: أعيدوا جنودكم إلى منازلهم. كفاكم حروب. واصنعوا بما يقول النبي اشعيا: "اضربوا سيوفكم سككًا، وأسنَّتكهم مناجل. فلا ترفع أمة على أمة سيفًا، ولا يتعلمون الحرب من بعد" (أشعيا 2: 4). في هذا خلاصكم. في السلام والعدل خلاصكم. وليس في الحرب ولا في الأسلحة.
هذه رسالة عيد الميلاد. رسالة سلام وحقيقة وعدل ومساواة لنا جميعًا. هي أن نصبح قادرين لسماع رسالة الملائكة في سماء هذه المدينة: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام لجميع أهل السلام" (لوقا 2: 14). كل عام وأنتم بخير.
ودعي أساقفة ورؤساء الكنائس في المملكة الأردنية الهاشمية
الى مسيرة شموع صامته يوم الأربعاء القادم الموافق 13/12/2017
الساعة السادسة مساءً
تنطلق من كنيسة دخول السيد الى الهيكل/ أورثوذكس الصويفية، باتجاه كنيسة العذراء الناصرية / لاتين الصويفية
وذلك تعبيراً عن رفض قرار الإدارة الأميركية بنقل السفارة الى القدس واعترافها بأنها عاصمة اسرائيل – وستقرع الأجراس أثناء المسيرة في كل كنائس الأردن.

شارك