تفجير منهاتن اليوم .. يحمل بصمات "الذئاب المنفردة"

الإثنين 11/ديسمبر/2017 - 08:30 م
طباعة تفجير منهاتن اليوم
 
لا يعد ما حدث اليوم بحال ردا على قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، حيث ما سوف يحاول البعض في الأيام القليلة الترويج له، فذاكرتنا مع الجماعات الإرهابية واستراتيجيتها لا تقول انها تقوم بعمليات إرهابية الا خدمة لمصالحها وأن قضية القدس وفلسطين لا تمثل لهم أكثر من قضية لجذب المجندين وعودتهم للساحة الإعلامية مرة أخرى بعد شبه القضاء عليهم عسكريا في سوريا والعراق، ومحاولاتهم البحث عن بديل الأن.
وقد قال عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو "الإرهابيون لن ينتصروا"، ردا على التفجير الذي وقع في محطة "بورت أوثورتي" للحافلات في ساعة الذروة الصباحية يوم الاثنين.
تفجير منهاتن اليوم
وأصيب المشتبه به، ويدعى عقائد الله (27 عاما) بحسب السلطات، عندما انفجرت "قنبلة بدائية الصنع" كانت ملتصقة بجسده في ممر تحت الأرض، حسبما قال مسؤولون.
وقال دي بلاسيو إنه يعتقد أن ما قام به المشتبه به كان عملا منفردا.
وتظهر صورة انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، يقال إنها للمشتبه به، ممددا على الأرض وملابسه ممزقة والجزء الأعلى من جسده مصاب بجروح.
وقال مسؤولو إطفاء إن أربعة أشخاص أصيبوا ولكنهم ليسوا في خطر. وقالت الشرطة إن المشتبه به أصيب.
وقال أندرو كوومو حاكم ولاية نيويورك "هذه هي نيويورك. الحقيقة هي أننا هدف للكثيرين الذين يريدون التصريح بفعل ضد الديمقراطية والحرية".
وأضاف "لدينا تمثال الحرية في مينائنا وهذا يجعلنا هدفا دوليا".
ووقع التفجير نحو الساعة السابعة والنصف صباحا بتوقيت نيويورك (12:30 بتوقيت غرينتش).
وقال أندريه رودريجيز، 62 عاما، لصحيفة نيويورك تايمز "كنت أمر عبر الباب الدوار. سمعت ما بدا كصوت انفجار. ثم بدا الجميع في الركض".
وقالت شاهدة عيان أخرى تدعى أليسيا فولدوفسكي لرويترز إنها رأت جماعة من نحو 60 شخصا يركضون: "سقطت امرأة ولم يتوقف أحد لمساعدتها، لأن الجميع كانوا مذعورين".
وأخليت محطات المترو القريبة من الركاب وأغلقت محطة بورت أوثورتي للحافلات.
ومحطة بورت أوثورتي هي أكبر محطة للحافلات في الولايات المتحدة، وتخدم أكثر من 65 مليون شخص في العام.
تفجير منهاتن اليوم
وكرد على هذا الحادث أدان مرصد الفتاوى التكفيرية بدار الإفتاء المصرية التفجير الإرهابي مؤكدًا أن الإرهاب والإسلاموفوبيا هما وجهان لعملة واحدة وأن القضاء على أحدهما يتطلب القضاء على الآخر. 
وذكرت تقارير إعلامية أن الانفجار عملية إرهابية لصالح تنظيم الدولة الإسلامية، وقام بها شخص من بنجلاديش يعيش في الولايات المتحدة منذ عشرين عامًا، وأنه كان يحمل قنبلة يدوية الصنع لكنها لم تنفجر بشكل كامل، مما تسبب في إصابة المهاجم قبل اعتقاله.
وأكد المرصد أنه لا أحد بمنأى عن التهديدات الإرهابية، وأن جهود مكافحة التطرف والإرهاب تحد من الظاهرة وتفقدها الكثير من قوتها إلا أنها لا تقضي عليها بشكل كامل، إضافة إلى أن الإرهاب والتطرف له عدة مسببات ينبغي الالتفات إليها في سياق تجفيف منابع الإرهاب، وأهم تلك المسببات انتشار ما يعرف بالإسلاموفوبيا والخوف المرضي من الإسلام والمسلمين ومن ثم التعامل بازدواجية مع قضايا الإسلام والمسلمين، ما يخلق شعورًا بالدونية لدى الكثير من الفئات المسلمة في الخارج، خاصة من أبناء المهاجرين من الأجيال الأولى والثانية، فينتهي الأمر بهم فريسة لدعاية التنظيمات الإرهابية للانتقام من المجتمعات التي عانوا من التمييز فيها.
وشدد المرصد على أهمية التصدي الجاد والحقيقي للإسلاموفوبيا كأحد أهم روافد التطرف والإرهاب في الغرب، واتخاذ السياسات والإجراءات الكفيلة بالحد من الظاهرة والقضاء عليها، والحفاظ على تماسك المجتمعات الغربية وتحقيق اندماج أفضل للعديد من أبنائها.
وقد اتبع هذا العمل الإرهابي استراتيجية الذئاب المنفردة التي تتبعها الجماعات الإرهابية في الآونة الأخيرة بعدما تلقت هزائم متكررة على الأرض، و"الذئاب المنفردة" مصطلح سياسي يطلق على أشخاص يقومون بهجمات بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما، كما يطلق هذا الوصف أيضًا على هجمات فردية تنفذها مجموعات صغيرة من شخصين إلى خمسة كحد أقصى. وقد تتبنى هذا النوع من الهجماتِ المنفردة جماعاتٌ مسلحة من بينها تنظيم الدولة في العراق والشام "داعش"، مثلما حصل في تبنيه لهجوم باردو في تونس وهجوم أورلاندو في أميركا.
بالعودة إلى أصول تسمية "الذئاب المنفردة" يظهر أنها غير مرتبطة فقط بـ"الجماعات الجهادية الإسلامية"، فهي تعبر عن أي شخص يمكن أن يشن هجوما مسلحا بدوافع عقائدية أو اجتماعية أو نفسية أو مرضية أو سياسية، كما فعل اليميني المتطرف أندريه بريفيك في النرويج 2011 حين قتل العشرات احتجاجًا على سياسة بلاده في مسألة هجرة الأجانب إليها.
تفجير منهاتن اليوم
ويقول الخبراء الأمنيون: إن المقصود بهذا المصطلح الاستخباري هم الأفراد الذين ينفذون عمليات قتل بشكل انفرادي دون وجود بنية تنظيمية توجهها وتخطط لها، أو يتحركون بتأثير من دعاية تنظيم ما، ولكنهم ليسوا مكلفين بهذه المهمة من قبل قيادته بأي طريقة. وغالبا ما يكون هؤلاء أشخاصا عاديين لا يثيرون ريبة في حركاتهم وسلوكهم.
ومن أشكال العمليات التي يمكن أن تقوم بها "الذئاب المنفردة": زرع قنابل ذاتية الصنع في أماكن مختلفة وتفجيرها عن بعد، أو شن هجوم فردي بسلاح يمكن أن يصنع في البيوت أو يُشترى بشكل قانوني، أو تجنيد شخص داخل جهاز حكومي في دولة ما لتنفيذ عملية أمنية نوعية بتخطيط وتمويل ذاتي وبسرية تامة.
و"الذئاب المنفردة" يكون عملها فرديًّا في الغالب، إذ ينفذ أحدها عادة عملية واحدة ثم يختفي ولا يكون له أي سجل أمني أو تـُعرف له سابقا تصرفاتٌ أو آراء "متطرفة". وإذا كانت خلية فإن عددها لا يزيد على خمسة أفراد يتعاملون بأسماء حركية وليس بأسمائهم الصحيحة، وإذا ما قاموا بإحدى عملياتهم فإنهم يركنون إلى السكون والاختفاء مجددا.
وتعود الخطورة في ظاهرة "الذئاب المنفردة" إلى أن الأجهزة الأمنية في أي دولة تتدرب عادة على سبل مراقبة وإحباط العمليات التي قد تنفذها هيئة منظمة لها قيادة تخطط ومجندون ينفذون، ولها بصمة واضحة تـُعْرف بها وتساعد في مراقبتها إن تحركت والوصول إليها إن نفذت، كما يمكن ردعها بضرب قواعدها وقيادتها وممتلكاتها.

شارك