تقرير أمريكي.. الحروب الأهلية في المنطقة أرض خصبة لداعش

الأحد 24/ديسمبر/2017 - 08:46 م
طباعة تقرير أمريكي.. الحروب
 
حذر تقرير امريكي من ان مناطق النزاع والحروب الاهلية بمنطقة الشرق الاوسط قد تكون ارض خصبة لوجود وبقاء تنظيم "داعش" في ظل انتصارات التي حققها الدول الاقليمية والدولية ضد التنظيم في سوريا والعراق.

انهيار داعش:

وبدا داعش منذ أكتوبر على وشك الانهيار. ومع ذلك، تري باربرة وولتر، أستاذة العلوم السياسية لدى معهد ساندياغو للسياسة والاستراتيجية الدولية التابع لجامعة كاليفورنيا، أن الولايات المتحدة ليست اليوم أكثر أمناً في مواجهة تهديد جهادي.
بات اليوم التهديد الأكبر، النابع من القاعدة وفروعه، يأتي من مناطق خارجة عن سيطرة حكومات، ويعاني سكانها من عنف وفوضى وبحسب وولتر، ليس داعش سوى واحد من مئات التنظيمات الإسلامية المتشددة التي تشكلت بعد 2011. ولدى جميع تلك المجموعات أهداف متماثلة تتمركز حول تأسيس خلافة دولية بواسطة استخدام القوة العسكرية، وكلهم يعتبرون أن الولايات المتحدة تقف حجر عثرة في طريقهم.
وفي حال انقرض داعش، ستكون عدة تنظيمات سلفية جهادية على استعداد لأخذ مكانه، طالما استدامت الظروف التي هيأت لظهورها. 
وتلفت الباحثة لدور الحروب الأهلية في دول ذات غالبية إسلامية بظهور جماعات متطرفة. فقد ثبت أنه، في 2016، شكلت جماعات سلفية جهادية قرابة 35% من المجموعات المسلحة في العراق، و50 % من أمثالهم في الصومال، و70% من المجموعات المسلحة في سوريا.
وثبت، بحسب وولتر، دور الحروب الأهلية في بلدان إسلامية، في بروز تلك المجموعات المتطرفة. ومن الناحية التاريخية، لطالما كانت الحروب الأهلية أرضاً خصبة لهذا النوع من التطرف. 
وفي حقيقة الأمر، طالما استمرت الصراعات الحالية في تشاد والعراق وليبيا ومالي ونيجيريا وباكستان والصومال وسوريا، فإن متمردين إسلاميين، برزوا في تلك الحروب، سيواصلون نشاطهم. 

مناطق رمادية

وتشير وولتر لدور الحروب الأهلية في خلق دول ضعيفة أو فاشلة، وحيث تتهيأ الفرص لوجود ما يسمى مناطق رمادية حيث تنشط أطراف غير رسمية وتستقطب الدعم لها. وهذا هو بالضبط المناخ الذي نشط من خلاله عدد من أسوأ التنظيمات الإرهابية حول العالم، بما فيها حماس والقاعدة وداعش.
وتبعاً له، بات اليوم التهديد الأكبر، النابع من القاعدة وفروعه، يأتي من مناطق خارجة عن سيطرة حكومات، ويعاني سكانها من عنف وفوضى. 
ولذا ما زالت مجموعات متطرفة عاجزة عن التقدم في دول مستقرة، مثل مصر والأردن والمغرب والسعودية.
كل ذلك يوحي، بحسب وولتر، بعدم الحاجة لاعتقاد قادة متمردين وأفراد عاديين بإيديولوجية ما كي يتبنوها ويعملوا وفقاً لها. فإن جماعات متشددة مثل داعش والقاعدة وجبهة النصرة ظهرت في دول إسلامية، ليس بسبب كون مسلميها أكثر تشدداً من باقي الناس، بل لأنه في تلك الدول سعى أبناؤها لخلع أنظمة مستبدة، وتهيأت الظروف المشجعة على استمرار تلك التنظيمات في ممارسة أعمالها الإرهابية.

مزاعم

ونتيجة له، تقول الباحثة، لاقت مجموعات مثل داعش الذي يروج لكونه يسعى لتطبيق العدالة وللقضاء على الفساد، استجابة عدد من سكان دول إسلامية كالعراق وسوريا خضعت لأنظمة قمعية. وكان للغة التي استخدمتها تلك التنظيمات صدى لدى عدد من السكان في مناطق مزقتها الحروب الأهلية، رغم رفض معظم أبناء تلك المناطق لإيديولوجية السلفية الجهادية.
وذلك يعني، بحسب وولتر، أن تنظيمات على شاكلة داعش، سوف تواصل الظهور في تلك الدول طالما بقيت الظروف التي هيأت لظهورها. 
كما يعني ذلك توافر دافع قوي لتبني سكان منطقة ما، سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين، وعانوا من حرب أهلية، لإيديولوجيات متطرفة من أجل القضاء على ما يعتبرونهم سلطات قمعية فاسدة. 

خريطة "داعش"

أصدرت وزارة الخارجية الأميركية خريطة جديدة توضح خسائر تنظيم داعش في الفترة الماضية، والتي كان أبرزها فقدانه لحوالي 50 في المئة من المناطق الخاضعة لسيطرته منذ  يناير الماضي.
وقال المبعوث الأميركي لدى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بريت مكغرك إنه تم استعادة حوالي 98 في المئة من المناطق التي كان التنظيم يحتلها في السنوات الأخيرة، وهو ما يعني أن حوالي 7.7 ملايين شخص لم يعودوا يعيشون تحت سيطرة التنظيم، من بينهم خمسة ملايين شخص تم تحريرهم في العام الماضي.
وأشار مكغرك إلى أن الرئيس دونالد ترامب اتخذ ثلاث قرارات هامة فور وصوله سدة الحكم، كان أولها إصدار أمر تنفيذي لجعل هزيمة داعش أولوية لإدارته، وإرساء الظروف المهيئة لتسوية سياسية في سورية عبر خفض حدة الصراع، وتحميل بشار الأسد المسؤولية لاستخدامه الأسلحة الكيمائية.
مما سبق يوضح ان تنظيم "داعش" قد يعود من جديد أكثر قوة وحضورا في حالة استمرار عدم النزاعات والحروب الأهلية في عدة دول بالمنطقة وكذلك عدم الاستقرار السياسي والامني لدول اخري وهو ما يشدد علي حتمية انهاء الصراعات في المنطقة ودعم الدول "المهزوزة" سياسيا وامنيا لتخطي خطر عودة "داعش".

شارك