ملاحقة داعش في ملاذاته الآمنة في سوريا

الإثنين 25/ديسمبر/2017 - 06:59 م
طباعة ملاحقة داعش في ملاذاته
 
نشر موقع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكي، تقريرًا مطولًا بعنوان "ملاحقة داعش في ملاذاته الآمنة بسوريا"، حذر فيه من قوة عناصر التنظيم الهاربة من مدينة الرقة، في أعقاب الهزائم المتلاحقة التي مُني بها التنظيم، خلال الستة الأشهر الماضية، وحذر التقرير من الهجمات المستقبلية للتنظيم الإرهابي الذي سيعتمد على الذئاب المنفردة، والتي تم استقطابها وتجنيدها من خلال الانترنت، التقرير قامت بترجمته بوابة الحركات الإسلامية.
في الوقت الذي تدخل فيه قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة المرحلة المراحل النهائية في قتالها مع تنظيم داعش الإرهابي، أظهرت طائرات التجسس بدون طيار وجود ما يقرب من 3000 مقاتل يختبئون على طول الحدود السورية العراقية، وعلى مسافة قصيرة من نهر الفرات والصحاري المحيطة بها، غير أن التركيز لمعرفة مخبأ يقع في مساحة تبلغ 15 ميلا مربعا، بالقرب من الحدود العراقية، معقد جدًا في ظل تواجد الطائرات الروسية والسورية والإيرانية، الحائمة في تلك المنطقة بشكل مكثف، حيث تتلاقى القوى المتنافسة على هذا المخبأ الأخير لمقاتلي داعش في سوريا.
الأمر الذي اعترف به الجنرال جيفري ل. هاريجيان، القائد الجوي للقوات الأمريكية في سوريا والعراق، وذلك خلال مؤتمر إقليمي عقده بقاعدة "العديد" الأمريكية الموجودة بقطر، قائلًا: "إن المجال الجوي في المنطقة متزايد الخطورة"، وتحاول طائرات التجسس الأمريكية تتبع بقايا مقاتلي داعش وكبار قادة التنظيم الإرهابي، والتنصت على محادثاتهم المتلاحقة، وتوجيه طائرات لتصفيتهم أو القبض عليهم.
ويحذر القادة العسكريين والمتخصصين في مكافحة الإرهاب من أن التنظيم رغم خسارته أمام قوات التحالف في حربه الذي استمرت قرابة الثلاث سنوات لا يزال قوة خطيرة مرنة الحركة في العراق وسوريا، إلى جانب قوته في اجتذاب مقاتلين جدد من خلال شبكات التواصل الاجتماعي على شبكة المعلومات العنكبوتية الانترنت.
وقال الجنرال جوزيف ل. فوتيل، رئيس القيادة المركزية للولايات المتحدة، مسؤول العمليات في الشرق الأوسط، "إن التنظيم سيلجأ إلى تغيير تكتيكاته ليتحول إلى حرب العصابات، في ظل هزائمه وانحسار الرقعة الجغرافية المسيطر عليها".
وكان فوتيل سبق وأعلن في تصريحات سابقة له إن القوات الأمريكية ستبقى في شرق سوريا، إلى جانب حلفائها الأكراد وحلفاؤها السوريين، طالما دعت الحاجة إلى هزيمة داعش، مضيفًا بأن الولايات المتحدة لا تريد أن تترك الساحة السورية في حالة من الفوضى، لأنها ستكون أسوأ مما هي عليه الآن.
ويتواجد في العديد، ما يقرب من 10 آلاف جندي من القوات الأمريكية، وغيرها من قوات التحالف، وذلك لشن هجمات جوية ليس فقط في العراق وسوريا، ولكن أيضا في أفغانستان، التي من المتوقع أن تزداد خطورتها بشكل حاد خلال الأشهر المقبلة في ظل استراتيجية الرئيس ترامب الأكثر عدوانية من أجل مكافحة تنظيمات طالبان وداعش والجماعات المتطرفة الأخرى هناك، وإن كانت حاليًا تركز معظم الطائرات المقاتلة البالغ عددها 300 طائرة بقاعدة العديد، هجماتها على تنظيم داعش، تحت قيادة الجنرال هاريجيان، الذي أكد أن المساحة التي سيطر عليها تنظيم داعش قبل ثلاث سنوات من الأراضي في سوريا والعراق بحجم مدينة كنتاكي، وتقلصت الآن لتصبح إلى نصف حجم حي مانهاتن.
وتعمل الطائرات الأمريكية مع الميليشيات الكردية وقوات سوريا الديمقراطية على الأرض لتعقب مقاتلي داعش، الذين اختفى بعضهم في مخابئ للسنة على طول نهر الفرات بالقرب من الحدود العراقية السورية.
ووصلت ذروة الحملة الجوية الأمريكية في الرقة، بسوريا، خلال صيف عام 2017، إذ أسقطت الطائرات الحربية لقوات التحالف ما يقرب من 200 قنبلة وصاروخ يوميًا على أهداف تتبع تنظيم داعش، أما الآن فإن الطائرات الحربية تلاحق التنظيم بشكل أكثر انتقائية، وقال الكولونيل هوجان، 44 عاما، من أولمبيا، "نحن نركز بشدة على عدم السماح لداعش بالهرب"، مضيفا "علينا أن نصفيهم بشكل كامل"، بينما ذكرت القيادة المركزية في بيانٍ لها أن ابو فيصل، أحد زعماء التنظيم بالرقة، ونائبه أبو قدمة العراقي، قد لقيا مصرعهما في غارة جوية بمنطقة نهر الفرات في 1 ديسمبر 2017.
بينما قال نيكولاس ج. راسموسن رئيس المركز الوطني لمكافحة الإرهاب السابق: "إنه مع تقلص رقعة التنظيم الجغرافية، فإن مقاتليه المتبقين سوف ينزحون إلى المناطق الريفية المحيطة والمعاقل السنية".
محذرًا من بقايا عناصر التنظيم الإرهابي لأنها لا تزال قادرة على توجيه الهجمات الإرهابية وتمكينها وإلهامها في جميع أنحاء العالم، مضيفًا أن أكثر ما يثير القلق هو التهديدات التي تنبثق عن الافراد الذين يعملون بمفردهم كذئاب منفردة، ولا ينتظرون التوجيه، وحتى مع خسارة التنظيم لأراضيه في العراق وسوريا، فإن فروعه في ليبيا وغرب أفريقيا والفلبين وسيناء، لا تزال تمثل تهديدًا مستمرًا، بل لازالت لديها القدرة على تجنيد عناصر جديدة رغم نكساته في الأشهر الأخيرة.

شارك