"الذئاب المنفردة".. أبرز التحديات أمام الأمن في 2018

الأحد 31/ديسمبر/2017 - 09:08 م
طباعة الذئاب المنفردة..
 
أحدث الهجوم الإرهابي الذي شنه مسلح على كنيسة "مارمينا" في حلوان مخاوف الخبراء من استمرار قدرة العناصر الإرهابية على تنفيذ مثل هذه العمليات، على الرُغم من الاستنفار الأمني غير المسبوق لقوات الجيش والشرطة لتأمين احتفالات المصريين برأس السنة.
اللافت للنظر أن نوعية العمليات على تنفذ وفق آلية "عمليات الذئاب المنفردة" يبدو أنها ستكون بطلة المشهد خلال العام 2018 إذ أن وتيرة تنفيذها بدأ يتصاعد، فالبداية كانت مع منفذ عملية الطعن في مدينة الغردقة الساحلية، والتي أعلنت الحكومة أنه مضطرب نفسياً على الرغم من أن وكالة أنباء "رويترز" قالت إن المهاجم اعترف في التحقيقات بأنه يتبنى الفكر الداعشي.
ثم جاءت واقعة الاعتداء على حارس صاحب متجر للخمور في الأسكندرية حيث قتله المهاجم ضرباً بالسطور على رأسه، وقال المتهم في التحقيقات أنه أراد التخلص منه كونه يبيع المنكر والحرام. 
كذلك شهدت كنيسة القديسين محاولة الهجوم على حارس الكنيسة  طعناً ولكن كون المهاجم حديث السن وغير متدرب على عمليات الطعن نجا الحارس بعدما تمكن المرافقين للحارس القبض على ذلك الشخص.

الذئاب المنفردة..
كما اعترفت وزارة الداخلية أن الشخص المهاجم لكنيسة "مارمينا" في حلوان هو من قام بإطلاق نار على مقهى في العياط، وكذلك الهجوم علة نقطة تحصيل تابعة للجيش، ثم هاجم كنيسة حلوان.
كل ذلك يعني أن العام 2018 ربما يشهد تصاعداً في العمليات التي يكون بطلها الذئب المنفرد، خاصة أن مع انتشار التكثيفات الامنية على المنشأت المهمية والحيوية فضلاً عن تأمين دور العبادة الخاصة بالأقباط.
واعتمد "داعش" استراتيجية الذئاب المنفردة، في 2015 حيث دعا البغدادي المؤمنين بخلافته المزعومة في جميع دول العالم باستهداف ما سماه وقتها بـ"الغرب الكافر" بحسب وصفه، كل في موقعه، وقال إن تلك العمليات مقدمه على عمليات الهجره إلى دولة الخلافة. 
الذئاب المنفردة..
كان مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المُتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، حذَّر من خطورة ما يُسمى مجازاً في أوساط الباحثين المُهتمين بأنشطة الجماعات الإرهابية بـ"الذئاب المنفردة".
ولفت المرصد، في تقرير نشره مؤخراً بعنوان "الذئاب المنفردة تضرب شرقاً وغرباً"، إلى أن تنظيم "داعش" يعتمد بشكل رئيس على استراتيجية "الذئاب المنفردة" كوسيلة سهلة لضرب عمق الدول دون أن يوجد التنظيم نفسه على الأرض، في إشارة إلى سعيه نحو ترشيد نفقاته.
المرصد حرص على إضفاء تعريف "الذئاب المُنفردة"، حيث أكد أنهم مجموعة تنفذ عمليات قتل بشكل انفرادي دون وجود بنية تنظيمية توجههم أو تخطط لهم، مشيرا إلى أن تلك المجموعات تتحرك بتأثير من دعاية تنظيم ما، لكنهم ليسوا مكلفين بهذه المُهمة من قبل قيادته بأية طريقة، وغالباً ما يكون هؤلاء أشخاصاً عاديين لا يثيرون ريبة في حركاتهم وسلوكهم. 

الذئاب المنفردة..

وأوضح البيان أن مُنفذي العملية يعتمدون على إمكانات ذاتية وأدوات بسيطة غالباً تكون سيارة أو سكينا أو سلاحا شخصيا، مرجعا الأسباب التي تدفع الأشخاص إلى تبني استراتيجية "الذئاب المُنفردة" إلى أن "غالبية هؤلاء الذئاب أفراد يتعرضون لضغوط حياتية كبيرة تسبب لهم مشكلات نفسية واجتماعية تصل إلى حد الاكتئاب، إلى جانب ضعف ثقافتهم الدينية والشرعية، مما يجعلهم وسيلة سهلة للتأثر بتلك التنظيمات".
وأكد أن الشباب المسلمين في أوروبا والولايات المتحدة هدف دائم لدعاية التنظيمات التكفيرية لضرب الدول الغربية، مطالبا دول الاتحاد الأوروبي بتبني سياسات وبرامج تهدف بالأساس إلى تقوية الروابط الاجتماعية للشباب المسلمين.
وسلط المرصد الضوء على العمليات الإرهابية التي تبناها "داعش" أخيراً، واعتمد فيها استراتيجية "الذئاب المنفردة"، موضحا أن "في ألمانيا قام مهاجر من أصل أفغاني بالهجوم على مسافرين على متن قطار في مقاطعة بافاريا الجنوبية باستخدام سكين وفأس، أصاب فيه 4 أشخاص بجروح بالغة، كذلك في فرنسا التي شهدت عملية إرهابية راح ضحيتها 84 شخصاً، في مدينة نيس، بعد قيام أحد الإرهابيين بدهسهم بحافلة أثناء الاحتفال بالعيد الوطني".

شارك